View Full-Size Image

 

يد على المحراث واخرى على المدفع!! حيث رائحة الارض لم تزل تشهد.....رسم هذا المحياة الجميل وجه كفركيفيا يوم بدأت...وجه املح صارم مثل زيتون بيسان الذي مضى...وجه تتورد الحمرة فيه رغم مكابدة السنين...عوض...اغرورقت عيناي إذ أبصرت بقية بيته الذي بناه ببعض من تربة لم تزل عالقة بين قدمي فلاح حرث الأرض بيديه وقدميه قبل ان تضع الحروب أوزارها..ويلقي عصا الترحال يكابد الأرض بعد العدو الذي انهزم فيما لم تنهز م همة عوض مع همته...عوض الذيب..لما انقشعت الحروب..أبى إلا أن يخط انتصارا ما خطه جندي غيره على ثرى فلسطين..آبى ان يلقي السلاح..وان ينكسر ،فجرَ مدفعه رغم الانكسار في الأعماق...عوض..للذين لا يعرفون...لم يعرف الالتفاف على الحق يوما..ولم يعرف الغش قيد لحظة...لما كان عسكريا ولما كان فلاحا ولما كان إنسانا قبل كل شيء...كان دائما حازما صارما مخلصا...رايته يوما يركب حمارا صغيرا وقد تدحرجت صخرة صغيرة عند المسجد الجديد فسدت طرف الشارع...نزل رغم كبر سنه وخريف صحته..نزل وأزاح الصخرة ثم مضى...اليوم..أتذكر كما كل الذين يعرفون الرجال رجلا معدنا ثمينا قد مرَ على قرية منسية...كان هذا المعدن اسمه..عوض...لم يبقى يذكره إلا بعض أشجار التين التي تسمى (تينات عوض الذيب)...وبعض تراب حرثه بجرار ختم به آخر ايامه....وربما بعض اوراقه واستداعاءته التي ربما يحتفظ بها ابناؤه وللذين لا يعلمون فقد كان عوض صاحب قلم وخط جميلين فقد اطلعت يوما على استدعاء قدمه للمتصرف يطالب بفتح شارع يقول عطفا على كتابي رقم كذا وحسب قانون كذا وكذا.. وكأنك لا تقرأ لفلاح وجندي بسيط بل لهيكل يخاطب عبدا لناصر ثقة لا تهتز ..وتذكره اليوم امرأة من رحم الأرض عاشت كل سنين عمره بكدها وصخرها..انها عليا عليان..التي لم تزل تنبض بالحياة رغم انقضاء أكثر من عشرة سنين على رحيل وجهها الآخر..عوض...فلله در الأرض التي تنبت زيتونا وتينا ورجالا ونساء مثل هذين الوجهين الاملحين..خطتهما كما وزرعتهما في ذاكرة لم تزل تنبض..فللذكرى..تحية للسنابل والمدافع والرجال الذين يعشقون الورد لكن يعشقون الأرض أكثر __________________________

قاسم الزعبي has commented on a photo in your ..كفركيفيا بقية عتق اردنية.. photo album. Their Comment : رحمك الله يا عوض, فقد رأيت بك صورة جدي . كانت حياته أرضه.... هل لؤلائك الرجال من رجوع؟؟؟؟