img img img img
Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!
كفركيفيا..العتق والريف والانسان
كفركيفيا..العتق والريف والانسان
!!! ... نظرا لوجود جروب كفركيفيا على الفيس بوك والذي يتولى نشر اخبار البلد فقد توقفنا عن نشر الاخبار هنا الا في حدود ما يقتضيه التوثيق ،، و تقبلوا الاحترام ..!!!


...من ذاكرتهم..ماجد دراوشة
...من ذاكرتهم..ماجد دراوشة 
 
بسم الله الرحمن الرحيم__ __ عوداً على بدء: ******* أعود مجدداً لسرد أجزاء مقتطفة ومقطعة من ذكريات الطفولة البعيدة التي قضيت جزءاً منها -قريباً من السنة- في كفركيفا، وقبل البدء في بعض التفاصيل التي تأتيني كالطيف عن تلك الفترة، أحب أن أوضح أني أكتبها الآن وأنا في الغربة (في المملكة المغربية) فليس عندي من أستعين به في تذكر الأسماء أو التفاصيل الدقيقة، ولذلك فإني أطلب التصحيح في كل ما قد أرتكبه من أخطاء في الأسماء أو التواريخ، كما أطلب المسامحة والعفو عن أي خطأ غير مقصود. وللتذكير وحتى لا ينقطع تواصل الراغبين في قراءة هذه الذكريات، فإني سأختصر ما قد سبق وذكرته عن ذكرياتي في المرة الماضية. الاسم: ماجد سالم محمد الدراوشه. مكان وسنة الولادة: عمان، ماركا الجنوبية، نادي السباق الملكي، 1963م. مسرح الأحداث: كفركيفيا سنة 1970-1971م: بعد الأحداث المأساوية التي عانت منها الأردن بما سمي لاحقاً بـ (أيلول الأسود)، وبعد أن نزغ الشيطان بيننا وبين إخوتنا من الضفة الغربية، ونفثت قوى الشر من (الموساد) والـ (سي آي إيه) ببذور الفتنة والفرقة بين أبناء البلد الواحد والدين والمصير الواحد والمشترك، كنا نعيش في عمان مع أهلنا من أبناء الضفة الغربية المحتلة كالأهل، لا نعرف فرقاً، ولا نقبل بمن يُفرِّق أو يَنُمّ، فجيراننا من الجيوسي والعموري والعدوي وغيرهم... هم أهلنا في الحي، نتقاسم معهم الحلوة والمرة، نحبهم ويحبونا ونعطف عليهم ويعطفون علينا، وأمهات أبنائهم هم أمهاتنا واخواتهم أخواتنا، الحَاصْلُه كنا أهل -وما زلنا- بكل ما للكلمة من معنى، وفجأة بدأت الفتنة ودب الذعر بين الناس وبدأنا نسمع مصطلحات جديدة لم نكن نستخدمها أو حتى نعرفها... الفدائية، الجيش، مليشيا، فتح، الجيش، أردني، فلسطيني... وقصص كالخيال عن المسامير التي تُدق في رؤوس الرجال وهم أحياء، وعن النساء اللواتي يُطَلَّقن من أزواجهن بقوة السلاح، وعن دولة داخل دولة، والتحرير، والمقاومة، والخيانة... قصص لا تعدُّ ولا تحصى، ولا أخالها إلا من حياكة الموساد والاستخبارات العميلة الأخرى... الحاصله)1(، وجدنا أنفسنا فجأة في وسط معركة حقيقية، وبحكم موقعنا الوسط بين مخيم النصر (حنيكين) وجبل الهملان ومطار عمان الدولي -هكذا كان اسمه في تلك الحقبة- كنا في وضع لا نحسد عليه فكل قذيفة تقصر عن الوصول إلى هدفها تسقط عندنا في الوسط، واختبأنا في خندق أهلي يقاسمنا لقمتنا ومصيرنا إخواننا من الجيوسي وغيرهم من العائلات الأخرى، لم يتغير شيء في علاقتنا بإخواننا من الضفة الغربية، فما يجري في الخارج لا يمت بصلة لنا نحن القاطنون في الوسط، فبقينا وسطاً نعيش بكل وجداننا كما نحن أسرة واحدة، لا يفرقنا هدير المدافع أو أزيز الطلقات. ولكن خوف الوالدين على أولادهم، وغموض المستقبل، دفع والدي الذي كان عسكرياً في الجيش الأردني إلى ترحيلنا من مكان سكننا وولادتنا إلى الزرقاء في بيت أبو عارف الدراوشه رحمه الله، ثم من هناك إلى كفركيفيا مكان وجود دار جدي علي القاسم الدراوشه رحمه الله. ومن هنا تبدأ الحكاية، وتنطلق الذكريات التي أخص فيها هذا الموقع المميز والأصيل موقع (كفركيفيا). استأجرنا بيت المرحوم عوض الذيب مقابل دكانة الحاج حسن (البيك) من الجهة الشرقية، وكان يقابلنا بيت الحاج عقلة العمري، (وأذكر أن ابنته مريم تزوجت فيما بعد من أخ من زمال هو فريد بني سلامة، وسكنوا بيننا في عمان لفترة طويلة قبل أن يعودوا إلى ازمال). الفرق الذي أذكره جيداً بين عمان وكفركيفيا، هو أننا بدأنا ننام بهدوء وسكينة دون سماع دوي القنابل وأزيز الطلقات وهدير الطائرات، ولولا أصوات بعض الحيوانات في الليل لقلت إنها أطول فترة في حياتي شعرت فيها بسكن الليل وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا، نعم شعرنا بالراحة والهدوء والسكينة في كفركيفيا، وسرعان ما اندمجنا في هذا العالم الجديد، ألفنا الناس وألفونا، وعشنا معهم كما الأهل والأحبة، وقديماً كنت أسمع عن الروابط التاريخية التي تجمع بين آل الدراوشه وآل العمري في كفركيفيا وعن التحالفات الأخوية والنسب الدائم الذي لم ينقطع إلى تاريخ كتابة هذه السطور -وسيبقى أبدياً خالداً كما هي أصالة النفوس وفطريتها العفوية- فليس بغريب أن نشعر بأننا بين أهلنا، وخصوصاً أن جدي علي القاسم وأبناء إخوته -قاسم (أبو محمد) وأحمد (ابو الوليد) ومحمد الصغير (أبو وائل)- كانوا أيضاً يقطنون في كفركيفيا إضافة إلى أسر أخرى كثيرة بعضهم من ازمال وآخرون من عنبة ودير يوسف... كانت كفركيفيا ملاذاً لكل باحث عن الأمن والرزق لا فرق بين أبنائها الأصليين وأبنائها من القرى الأخرى. من ذكرياتي الطيبة التي لن أنساها ما حييت، جدتي (عليا ذياب الخصاونه)، التي لا أستطيع أن أصفها إلا بأنها كتلة من (الحب والحنان)، نعم إنها تأسرك بضحكتها التي لا تفارق مُحياها، لم أسمعها في يوم من الأيام تتذمر أو تستغيب أو تنُم، لا يمكن أن تسمع منها إلا طيباً، ولا يصدر منها إلا ما يُجمِّع ولا يُفرِّق، وبالرغم من صعوبة الحياة على المرأة في ذلك الزمان إلا أنك كنت تجد هؤلاء الأمهات في غاية اللطف مع أبنائهن، ويطعن أزواجهن كما لو عشن في عصر النبوة، لم أسمع في حياتي هناك بشيء اسمه (الطلاق)، ولم تكن النساء يستحققن أن يستعمل الرجل هذه الكلمة التي كانت ممحية من قواميسهم، كان أكبر ظلم يوقعه الرجل بامرأته في ذلك الزمان هو أن يتزوج عليها، وكانت المرأة بين خيارين أول -وهو الأكثر- أن تصبر وتعيش راضية قابلة بالواقع الجديد، وتتعايش مع ضرتها إلى أن يصبحن كالأخوات، والخيار الثاني أن تختار هي هجر زوجها، فتعفيه من حقوقها الزوجية وتعيش لأبنائها وتحيا لأجلهم... المهم كانت جدتي مثالاً للمرأة الأردنية العفيفة الوفية ونموذجاً من نماذج نساء قرية كفركيفيا، تصحو من قبل الفجر فتوقد الفرن (الطابون) بواسطة الحطب والجلة )2( وتتفقد الطرش )3(، وتعجن، وما أن تسمع صوت المؤذن حتى تقوم لأداء صلاتها، ومع إنهائها لصلاتها تكون العجنة قد خمرت، فتقوم إلى الفرن فتخبز الخبز، ثم تقوم إلى أبقارها وأغنامها فتحلبها وتعلفها، وتجمع البيض من خم الدجاج، ثم تهيئ طعام الإفطار لأسرتها، وتوقظهم للصلاة والتهيؤ ليومهم الجديد، وتعدّ لزوجها زوادته من الخبز والزيت والزعتر واللبن، لينطلق إلى عمله في الفلاحة والرعي، وتنطلق هي إلى كنس البيت وضب الفراش، وتنسيق احتياجات البيت وما قد يحتاجه طعام الغداء، ثم تجتمع بنساء القرية يتسامرن ويضحكن ويتبادلن الأخبار، ويتفقن على الخروج بعد العصر لجمع ما جادت به الأرض من الزعتر والخبيزة والجعدة والشيح والقيصوم والحطب... هذا جزء يسير من مسيرة حياة المرأة الأردنية في ريفنا، ذاك الريف الذي لم تكن قد دنسته بعد وسائل الإعلام الحديثة من الراديو والتلفاز والانترنت... لقد كان الناس متحابين ومتعايشين حتى مع غير بني البشر، فكثيراً ما كنت أسمع نداء على دحبورة أو العابورة أو وضحى أو زرينة أو زريفة أو... كنت أنظر إلى مكان النداء فلا أجد بشراً، ثم أرى الحيوانات تتوافد بحسب أسمائها التي نوديت بها، نعم!!!، لقد كانوا يسمون الحيوانات بأسماء بشرية أو قريبة من أسماء البشر، وهي غالباً أسماء تحببية وتدليلية، إنه تآلف عجيب وغريب ذاك الذي كان يجمع بين الناس ووسائل عيشهم، وحب مكين ذاك الذي يؤلف بينهم وبين من يسكن معهم في بيوتهم وزرائبهم...إييه على تلك الأيام. أكتفي في هذا اليوم بهذا القدر، على أن أعود للكتابة لاحقاً عن ذكرياتي في المدرسة، وعلاقاتي بأبناء كفركيفيا شبابها وشيابها والله الموفق _________ الهوامش،:1. مصطلح يستخدمه أهل إربد ليدللوا على أن هناك الكثير مما يقال في هذا الصدد، فيستخدموا مصطلح (الحاصله) ليختصروا الكلام ويستمروا في الموضوع الرئيسي . الجلة: هي خليط من براز الحيوانات يُخلط مع 2-التبن ثم يُنشف في الشمس ويستعمل للتدفئة والوقود. . الطرش: مصطلح يراد به البقر والغنم والماعز3- __________________ معكم ماجد الدراوشه من المغرب طبعا أردني يقيم في المغرب لغايات الدراسة في سنة 1970 سكنت في كفركيفيا في دار عوض الذيب الله يرحمه مقابل دار عيشه الله يرحمها -لا أدري إن كانت ما زالت على قيد الحياة- والرحمة تجوز على الحي والميت طبعا سبب السكن هو الاحداث المأساوية الداخلية أو ما اصطلح على تسميته أيلول الأسود ورغم أن والدي من ازمال إلا أننا سكنا في كفركيفيا لأن والدتي مولودة فيها ولأن دار جدي علي القاسم كاننوا سكنوا هناك قبل أن ينتلقلوا للسكن في عمان ولأنني مولود في عمان كنت أواجه مشكلات جمة مع أبناء القرية والبقية تأتي ___________

Comments (0) | Add a Comment