Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

   

الاعمدة

www.ahmos.co.nr

 
 

 

 

 

سامي حرك

كفاحي اللذيذ

الذين وضعوا الإسلام تحت الإختبار !

حسن اسماعيل

 

اسلاك شائكة

 

د/وسيم السيسي

مصريات

الطهطاوي .. أول الدعاة للقومية المصرية

 

محسن لطفي السيد

صالون ثقافي

مصادر أخلاق المصريين

 

 

 

 

 

كفاحي الذيذ

 

الذين وضعوا الإسلام تحت الإختبار !

 

تأتي إنتخابات مجلس الشعب 2005 بمواجهة جديدة يفرضها علينا الإسلام السياسي , بتبنيه –مجدداً- لشعار "الإسلام هو الحل" , وكأن تجارب وخبرات عشرون عاماً –منذ رفع هذا الشعار لأول مرة 1984- لم تؤد سوى للعودة إليه مرة ثانية ؟ رغم سنوات الإرهاب التي كانت محصلة طبيعية لإثارة هذا الشعار وعلى ذلك النحو ,  أو كأن الذين سَيّسوا الإسلام قد أفلسوا فلم يجدوا شعاراً بديلاً ؟ فإضطروا لطرحه وتجريبه وإختباره بشكل آخر !

"الإسلام هو الحل" .. شعار عمومي فضفاض , لا تستطيع مناقشته , وإلا اتهموك في دينك وعقيدتك ! لا تقدر أن تقف على المستهدف منه , وهل يقصدون أنه الحل لمشاكلنا الأخلاقية أو الإجتماعية أم الإقتصادية أم العسكرية أم الديبلوماسية أو القانونية التشريعية , أم غير ذلك , أو ذلك كله  ؟

رافعي الشعار يدخلون منافسة بين المواطنين المصريين لتمثيلهم في بعض دوائر البرلمان , فهل قصدوا في شعارهم الخيالي ذلك , مثلاً , أن في الإسلام حلاً لمشاكل الدوائر الإنتخابية من بطالة وعنوسة وإنقطاع للمياه أو التيار الكهربائي وسفلتة الشوارع وبناء المدارس ووحدات الفشل الكلوي وتيسير إجراءات قروض الصندوق الإجتماعي ؟ أم قصدوا أن فيه حلاً لمشاكل الوطن , حيث  تأن عاصمته تحت حمل ثقيل يحتم الخروج للصحراء في عاصمة جديدة , وتشكو موازنته العامة كل عام من العجز الدائم والمستمر , ويُذهل مواطنوه من عجزهم الرهيب أمام الواردات من الصين وآسيا لكل ما يلبسون ويأكلون ويشربون أو يلعبون ويتسلون , ويعيشون إزدواجاً في الإنتماء بين الأرض التي يقفون عليها وأرض الآخرين , ويخلطون بين الدين والوطن وبين الدين والسياسة ثم أخيراً بين الدين الذي كانوا يعرفون والدين الذي يبشرهم به الأخوان المسلمين ,  إن كان هذا مقصدهم , وأن الإسلام الذي ظهر قبل أربعة عشر قرناً قد بحث هذه المشاكل وعالجها في مصادره المعتمدة (الكتاب والسنة الصحيحة) ! .. فهذا إنجاز وإعجاز سيتيه به كل المسلمين !! , وأنا أولهم , ولكن دعهم يكملوا ويأتوا لنا بالنصوص والمواضع والآيات القرآنية التي تناولت تلك القضايا , لن يجدوا , لأن القرآن والسنة الصحيحة لم يأتيا لأغراض إنتخابية برلمانية ولم يعاصرا تلك الأنواع من القضايا !

أجدني مضطراً لتدبر المقولة الشهيرة للمصلح الكبير الشيخ محمد عبده , حين أُعجب بمنهج وسلوك الأوربيين , في تحكيم العقل , وتجويد الحياة , بالتجربة البشرية والإبداع والإبتكار الإنساني , بما إنعكس على معيشتهم من رفاهية وسعادة ثم قيادة للعالم , فقال : "رأيت إسلاماً ولم أرَ مسلمين" .. فقد وضع الشيخ الجليل منهجاً للبحث يفرق بين المنهج الفكري والعقائدي وبين معتنقي هذه الأفكار أو تلك العقائد , جعله يرى سلوك الناس في الغرب أقرب لقيم ومبادئ الإسلام الذي يعرفه , من سلوك المسلمين في الشرق الذي رآه إبتعد عن مقاصد ومبادئ الديانة العظيمة إلى شكليات وقشور !

لم يضع الشيخ محمد عبده الإسلام تحت الإختبار , وكأن مجرد إعتناقه , كفيل بحل جميع مشاكل حياة معتنقيه , ولو فعل ذلك لكان فشل المسلمين وسوء حالهم وظلمتهم وظلم حكامهم بمثابة أحكام قاسية على مدى صلاحية الديانة !!

فقد سبق الشيخ عصره , ونأى بنفسه كعالم ديني جليل , عن تعريض ديانته لهذا الإختبار القاسي , والذي تأتى الأنباء دائماً في غير صفه , وتدبر معي معنى هذا الخبر :  " 2% من سكان إيطاليا مسلمين ! .. و .. 30% من رواد السجون في إيطاليا من المسلمين" , كيف يمكن تحليل هذا الخبر , ضعه تحت إختبار شعار "الإسلام هو الحل" ستجد نتيجة سلبية للشعار ورافعيه وربما معتنقي  الإسلام أيضاً ,لكن وضع الخبر – وهو مثال يوجد مثله في فرنسا وألمانيا وكل دول الأقليات- تحت القاعدة التي أرساها الإمام الشيخ ستجده يفصل بين مسلك المسلم وإسلامه , ويفرق بين الفرد والعقيدة , وهذه هي القاعدة التي كان يجب أن يستفيد منها المسلمون في مصر كخبرة مجانية وعلم غزير إستغنى عنه رافعي الشعار ببساطة , رغم أن تاريخهم ينبئ بأنهم أكثر الناس حاجة لذلك العلم وتلك الخبرات .

قرابة ثمانين عاماً منذ ظهرت جماعة الأخوان المسلمين تقليداً أو إمتداداً لأخوان نجد الوهابيين , والجماعة أسيرة لفكر رائدها حسن البنا , حيث صارت أحاديثه يوم الثلاثاء أقوى من أحاديث نبي الإسلام نفسه , فعلى المنضم للجماعة حفظها والإلتزام بها , ثم ترديد الشعارات والأناشيد حتى لو خالفت الواقع أو العقل , ولو تناقضت مع الدين نفسه وصبت في غير مصلحته كما هو الحال مع شعار "الإسلام هو الحل" الذي يقحم الإسلام في منازلات إنتخابية ينجح فيها من ينجح ويسقط من يسقط , ولكن أن تنزل بالدين للإنتخابات فيسقط !!!!! أي تهور هذا ؟ وأية نفعية وانتهازية هذه ؟ .. يضحون بالأم والجنين ليعيش الأب ؟ .. كوميديا سوداء .. آسف , لم أتعمدها .. ولكن .. منذ اللقاء الأول الذي جمعني بالحاج محمود عبية –في بلقاس- وأقسمت أمامه على الولاء لجماعة الأخوان المسلمين , وحتى خرجت منها بقرار من طرف واحد رافضاً مبدأ السمع والطاعة والإلتزام بقرار لم أحضره , حيث قررت الأسرة التي أُلحقت عليها في التنظيم عدم شراء أي شئ من شخص غير ملتزم (يقصد من غير الأخوان) , وتصادف أن إشتريت لمبة كهربائية من أحد المحلات فقابلني إخواني بالأسرة معنفين ومتوعدين لي حال الإجتماع , فقلت لهم في الحال :  لن أحضر الإجتماع , ولست ملتزماً لا بالأسرة ولا بالإخوان , وكانت النهاية السريعة لهذه العلاقة التي لم أقنع بها أبداً , لا حال إنضمامي إليها سعيداً بالجلوس مع الكبار –كنت طالباً في الثانوية- ولا متابعاً لقراراتها الآمرة ضد العقل والفهم , وأشهد أنهم كانوا السبب المباشر في المرض النفسي الذي أودى بحياة صديق الصبا طارق أبو الوفا , حيث إصطدم عقله الفتي الجميل الذي تربى على المنهج العلمي بالقيادة الشمولية القبلية الريفية الصارمة , كما أشهد أن كل من رافقوني للإنضمام إليهم , إنبهاراً وفضولاً , تسربوا منهم ولم يبق معهم سوى من إرتبط فيهم  بمصالح عمله وتجارته وإستفاد من تجمعهم في عمل وإنماء ثروة مالية وعقارية  .

فما لهذا التشكيل الإتحادي التجاري الإستثماري , وإستخدام ديانة الناس ؟ ؟؟ فباسم الدين يجمعون الشباب الصغير , ثم يولون اهتماماتهم للمهنيين منهم , ليدخلونهم في كارتل  تجاري مهني إستثماري  , يأتي بالمنافع المادية لصالح تدرج هرمي كبير , مستغلين الدين في الحشد لصالح هرم القيادات !!! , وليس جمع أموال الزكاة ثم صرفها على الحملة الإنتخابية ,  وتمويل مشروعات صغيرة يقوم بها الأعضاء القابعين في قاعدة الهرم وتوزع الأرباح على سكان قمة الهرم , سوى مثال , .. كأن الدين مُستغل في التجارة والرزق ؟  أو كأنه مختطف كرهينة للحصول على السلطة السياسية الداعمة للأعمال التجارية  ؟  فهل تفعل المافيا غير ذلك ؟

لا يجب أن نترك أفراداً أو جماعات يسرقون منا حياتنا وذكرياتنا التي نعيشها وعاشها آباؤنا وأمهاتنا وأجدادنا مع الإسلام .. سماحة وخير وصبر وأمل في الغد .. ليعلنوننا بدين غير الذي  نعرف .. كله جفاف وجفاء وخشونة , تحريم لكل شئ , تقزيم وتحقير للنفس , كراهية للجمال والفن والإبداع    .. ثم إستهزاء بالطيبين وإستغلال للنوايا الحسنة ,  ليصلوا إلى مقاعد البرلمان والحكم على أكتافنا بإسم شعار فضفاض عمومي , غير صحيح , وغير عملي , وغير واقعي , ويؤدي إلى كارثة مؤداها أن يضعوا ديانة مليار من البشر تحت الإختبار  , تحت رحمة مرشح , فيُهاجم الدين من منافسي المرشح , ويسقط الإسلام إذا سقط المرشح !

                                      سامي حرك / المحامي بالنقض

                                 وكيل مؤسسي حزب مصر الأم

                                                     الهرم : 2 هاتور / نوفمبر 2005       

 

 

 

 

صالون ثقافي

 

 مصادر أخلاق المصريين

بقلم / محسن لطفي السيد

 

 

يتميز المصري الحالي بدماثة وحياء يندر أن تجده بين أبناء شعوب أخرى , فهل هذه الدماثة إضافة إلى سلسلة طويلة من مكارم الأخلاق كالصبر والسماحة والنظافة والأمانة وإتقان العمل والتفاني فيه هي نتاج حديث لثقافات وافدة ؟؟؟, أم أنها متجذرة ومتأصلة في العقيدة بل والجينات المصرية ؟؟؟ , أميل في تحليلي لأخلاقيات المصري للإجابة الأخيرة , ودليلي على ذلك نصوص أدبية تحض على مكارم الأخلاق سارت عليها الأمة المصرية لآلاف السنين , عجنت ببيولوجيا المصري فلا يستطيع أن ينفك عنها , وقراءة لبعض تلك النصوص مثل :

 

"لم أرتكب إثما ضد أحد , ولم يشعر أحد بالجوع , ولم أُسبب بكاء أحد , وما أمرت بقتل نفس ولا ارتكبت جريمة القتل بنفسي , ولم أسرق أي شخص وما جعلت الناس تخافني , ولم أكُ جباراً عتياً , ولم أكُ قاسياً , فكنت أمد الجياع بالخبز , وأروي العطشان بالماء , وكنت أكسو المحتاج "

 

هل خالفت أخلاقيات المصريين اليوم – خاصة في الريف شمالاً وجنوباً وبين الطبقات المتوسطة والشعبية – ذلك النهج ؟؟ وهل يوجد فجور بين مصريي اليوم يجعلهم يقولون بعكس تلك الأخلاقيات المسجلة عن جدودهم الأقدمين؟؟؟ وإقرأ أيضاً :

 

"لم أنتهك حرمة بنات الناس , ولم تكن عندي أرملة حزينة , ولم أنزع ملكية ارض أحد الفلاحين , وما كان هناك رجل تعيس بين رجالي , وما كان هناك جائع واحد في عهدي "

 

ولا أعلم من أين أتت تلك الصورة الرهيبة للحاكم المصري في الثقافة السامية , إلا من خيالات صنعها الجوع والمرض والشتات والضياع ؟؟؟ فلم يقل الفرعون "خيتي" لولده سوى :

 

"بُني , لا تجعل عقيدتك في طول الدنيا , فإن وقت الحياة الدنيا قصير , ولا يبقى للإنسان في آخرته إلا عمله فهو الكنز الثمين الذي له الخلود في الآخرة , عليك بالعدل , وحب الناس , وواس الحزين , وإرع الأرملة , وإذا عاقبت فراع العدل , لا تقتل , ولا تظلم الناس لئلا يستمع لبكائهم"

 

إنها أخلاقيات صنعت عقيدة عامة للمصريين , لا يهم إلى أي ثقافة تُنسب , ولكن المهم أن تستمر , وبقليل من البحث سيعرف الجميع أنها لا تمت بصلة سوى لنشأتها ومنبتها الأول على ضفاف النهر العظيم .                                      

 

 

 

اول الصفحة

 
كفاحي اللذيذ
 
السياحة حلنا السحري للتنمية
سامي حرك/ المحامي بالنقض

 

 

 

إضطرتني مذكرة الحكومة الأخيرة لأن أبرز ورقة هامة كنت أدخرها لما بعد صدور حكم الإدارية العليا في أول أكتوبر القادم , وهي تفاصيل الدراسة التي أعدها الحزب لتطوير السياحة , وجعلها القاطرة التي تستطيع قيادة التنمية في مصر خلال خمس سنوات فقط , ليصل بها مستوى متوسط دخل المصري مثل نظيره الأوروبي , وأستميح حضراتكم  أن أٌحيلكم إلى فقرة من مذكرتنا تلك :

 

"أما المثال الثاني الذي نختاره هنا لبيان مدى تميز وجدية الحزب في برنامجه , فهو عن السياحة , ومن الوهلة الأولى ربما يُظن أن ما نقوله عنها لا يختلف عما تردده أجهزة الدولة وعدد من الأحزاب القائمة , ولكننا نصمم على أن ما نقوله لم يسبق لأي جهة مناقشته فضلاً عن وضعه في برامج سابقة , فالحزب ينظر للسياحة بإعتبارها القاطرة القادرة –وحدها-على شد قافلة التنمية , فإن ظهرت عناصر أخرى فسيكون النجاح باهراً , ولكن لأن بحث خطط تطوير الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو البترول أو قناة السويس أو العاملين في الخارج كلها إما تحتاج إلى خطط طويلة الأمد مع تمويلات ضخمة وبنية إدارية غير متوفرة , وإما أنها حالياً في طاقتها القصوى ولا أمل سوى في تثبيتها خوفاً من التراجع , كما هو الحال في إيرادات القناة التي يُخشى عليها من المشروع الأردني الإسرائيلي , وتحويلات العاملين في الخارج التي تقل يوماً بعد يوم .

 

فالإهتمام بالسياحة كما شرح الحزب , لأنها قابلة للتطوير السريع , ولأن عوائدها كبيرة , ولأنها المجال البكر-بالرغم من الحركة الحالية- الذي ندعي أن الدولة لم تطرقه بعد , فإن كل الخبراء يقولون أن مصر يجب أن تكون الدولة السياحية الأولى في العالم , وأن عدد السياح في مصر يجب أن لا يقل عن مائة مليون سائح سنوياً , وإذا وصلنا لهذا الرقم فستحدث حركة تنموية لم تعرفها مصر من قبل وستصل بمستوى الفرد إلى مستوى نظيره الأوروبي , وتنتهي بالتالي كافة المشاكل المترتبة على ضعف برامج التنمية من بطالة وعنوسة وأزمة إسكان ...إلخ , إلى هنا وقد يكون كلامنا متشابه إلى حد كبير مع بعض المهتمين , فما وجه التميز الذي لم تلحظه الحكومة إذن؟؟؟  والجواب : التميز موجود في المطلب الموجود بالبرنامج بنهاية ص 26 بند السياحة ..."السماح للشركات السياحية متعددة الجنسية بالعمل مباشرة في مصر وليس من خلال سماسرة كما يحدث الآن إذ سيتيح ذلك أن يصبح المنتج السياحي المصري متاح مباشرة للسياح من كافة بقاع العالم بدون وسيط تنقصه في الغالب الكفاءة والإمكانيات فضلاً عن النظرة الفردية القاصرة .."  فهذا المطلب هو الحل الذي يقدمه حزبنا , كحل عاجل لتستعيد مصر حصتها العادلة في حركة السياحة العالمية فقط خلال خمس سنوات , محققة كافة خطط التنمية المعطلة والمؤجلة , كيف ؟    نتيجة لتطور العالم وسرعة آليات العولمة التي رصدها مبكراً خبراء حزبنا , نمت الشركات متعددة الجنسية لتكاد تكون هي الحكومات الفعلية التي تحكم العالم , وتتأكد هيمنتها يوماً بعد يوم , وفى السياحة إستطاعت أربع أو خمس شركات فقط أن تتحكم في كل حركة السياحة , والدول التي تنبهت لهذه الحقيقة سلمت بالأمر الواقع ورفعت يدها بل وقدمت تسهيلات لمندوبي وفروع هذه الشركات فقاموا بتطوير المنشئات والبني التحتية وعظموا إستثماراتهم في تلك البلدان , وهو سر النمو الكبير للسياحة الإسبانية –مثلاً- خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة , إذن أين المشكلة ؟؟؟

 

المشكلة تتجسد في عدد من التشريعات المطبقة حالياً تحابي الشركات المحلية , وتضعها موضع "الكفيل السعودي" من هذه الشركات العملاقة التي يهينها أن تقبل هذا النوع من المعاملة  ,  فرأس المال الدولي  ومستقبل العلاقات الإقتصادية  في العالم لا يمكن أن يستمر في تقبل مثل هذه المحاباة أو التمييز (والبحث في أسباب هذه المحاباة حكاية أخرى) للشركات المحلية على حساب المصلحة العامة للوطن , ففي ظل مسئولية الشركات المصدرة للسياحة (حيث مطلبها أن تكون هي المسئولة عن سائحها منذ دخوله مصر وحتى تعيده ثانية إلى بيته ) ستدفع بإستثماراتها فيتضاعف حجم المنشئات لعشر أضعاف حجمها الحالي –حسب إحدى الدراسات خلال سنتين إثنتين , ويزيد الدخل تدريجياً ليصل إلى مائة مليار دولار خلال خمس سنوات حسب نفس الدراسة الحزبية- فما موانع تطبيق ذلك وما مخاطره المُدعاة؟

 

هذه الدراسة نتيجة خبرة مقدميها بمجال السياحة وعملهم به , أما موانع تطبيقها , فيمكن تصورها لو قلنا أن حوالي ستين شركة سياحية محلية هي التي تحتكر السوق وتمنع الشركات الدولية من ولوج السوق إلا عن طريقها وفى حمايتها بتعسف يجعل تلك الشركات عازفة عن التعامل  ولا توجه لمصر سوى الرحلات الإضطرارية  , وأنتج –هذا الإحتكار الكفالي-  أمراضاً لا توجد سوى في السوق السياحي المصري مثل إستغلال السائحين بصورة يظنونها شطارة وهى تدمير لسمعة البلد وإقتصاده الوطني كأن يبيع البازار - بمعاونة المرشد والشركة المحلية- للسائح بردية تكلفت جنيهان بمائة وخمسين دولاراً !!!

 

ويحق لمن يشاء أن يسأل .. وكيف لم يفطن أحد سواكم لهذه القضية ؟؟؟ خاصة وأن حلها كما يبدو نظرياً فيه حل كافة مشاكل التنمية في مصر وفى وقت قياسي قصير ؟؟؟ وللإجابة عن هذه السؤال نقول أن نظرة واحدة على أسماء المؤسسين من أصحاب التراخيص التي تتمتع بهذه المميزات الاحتكارية للعمل السياحي في مصر , ربما تجيب , وقد تكون الإجابة دقيقة أكثر لو بحثنا نطاق صلات وعلاقات هذه الأسماء بمجال بعض رجالات السلطة والنفوذ !!!!!!!!!!

 

وبالتالي فلا مصلحة لديهم في تقديم أو المطالبة بشيء فيه ضرر لهم ! وسيكون من يطالب به منهم كمن يذبح الدجاجة التي تبيض له ذهباً !!! أما من لا يستطيع ولوج هذا الكار تل !!! فإنه لن يتصور ذلك أبداً !!! فالأمر بحاجة لخبرة عملية بجانب الدراسات , وكلاهما توفرا لنا .

 

ولمزيد من تفاصيل التفاصيل لدينا دراسة كاملة لهذا المطلب الذي يتناسب بحثه مع هموم حزبنا  , حصرت كافة التشريعات المعوقة , وإقترحت النصوص البديلة , كما تصورت خطوات التنفيذ خلال مدة الخمس سنوات , ونرى أن تحقيقه ووضعه موضع التنفيذ فيه الحل لمشاكل التنمية والبطالة وعجز الموازنة في بلدنا مصر . ما رأيك يا حكومة ؟ وهل ما زلت مصممة أننا غير مميزين ؟  وهل تأخذي منا المبادرة لتنفيذ هذا المطلب ؟ كما فعلتِ في المادة (76)؟ , ووقتها لن نطالبك بحقوق الملكية الفكرية , بل ها هو فكرنا وجهدنا نقدمه خالصاً لوجه محبو بتنا ومعشوقتنا الغالية مصر , ولن نطلب من الحكومة سوى أن تدعنا نعمل ."

 

وما رأي قراءنا الأعزاء ؟ وهل حزب مصر الأم هو حزب يدعو للسلفية الفرعونية فقط ؟ كما روج البعض , أم مثل هذه الحلول المتفردة المهتمة بحاضر ومستقبل مصر تضع الحزب على قمة أحزاب الغد والمستقبل المصري الواعد؟؟؟

 

 

اول الصفحة

مصـريات

د. وسيم السيسي

 

الطهطاوي .. أول الدعاة للقومية المصرية

 

تصفحت كتاب "مصر ولع فرنسي" للكاتب المصري الفرنسي "روبير سوليه" , فوجدته كتاباً عظيماً يفيض بعواطف وحب دفين لوطنه ووطننا مصر , ثم إكتشفت وأنا أقرأه أن رائد التنوير المصري رفاعة الطهطاوي لم يكن فقط رائداً وداعياً ورائداً لتعليم الرجال والنساء والصحافة وحرية التعبير .. إلخ لكنه كان مهتماً أشد الإهتمام بإستقلال هوية الوطن المصري مبرزاً لملامح شخصيته الآسرة الداعمة للنبوغ .

 

فمن بين أربعين طالباً تشكلت منهم البعثة التعليمية الأولى إلى فرنسا عام 1826 , كان يوجد إمام واحد في الخامسة والعشرين من عمره , لم تكن له صفة الطالب بل صفة المرافق الديني مكلف بالوعظ والإرشاد والإمامة , ولم يتصور وقتها من أرسلوه أنه سيكون الشخصية الرئيسية في نهضة مصر الثقافية .

 

فمنذ اللحظة الأولى يرصد الطهطاوي عيوب اللغة العربية وعيوب طرق التدريس بها فيقول :

" وإذا أراد المعلم أن يدرس كتاباً لا يجب عليه أن يحل ألفاظه أبداً , فإن الألفاظ مبينة بنفسها " .

"وإذا شرع إنسان في مطالعة كتاب في أي علم كان تفرغ لفهم مسائل ذلك العلم وقواعده من غير محاكاة الألفاظ فيصرف سائر همته في البحث في موضوع العلم " .

 

ثم إنه رصد بحياد أسباب تقدم المجتمع الفرنسي , مقارنة بالمجتمع المصري الذي كان خارجاً للتو من آثار أسوأ وأحط الفترات تحت الحكم المملوكي الأيوبي فالسلطاني العثماني , فهو يرى أن الفرنسيين متقدمين وعقلانيين , لكن المشكلة التي واجهته هي : كيف يفسر نجاح حضارة لا يوجهها الوحي المنزل من السماء؟ كما أن ما زاد قلقه أنه أُعجب بشدة بالديمقراطية , فقدم لقرائه ترجمة كاملة للدستور الفرنسي , وبقيت حيرته أن هذا الدستور لا ينبع من القرآن ولا من المأثور الديني !!!

 

ويقول "أنور لوقا" كاتب حياته وسيرته , أن الطهطاوي فوجئ بأن الفرنسيين يعرفون معنى الشرف , كما أنه أُعجب برقص الرجال مع النساء في فرنسا مقرراً بأنه " فن من الفنون بخلاف الرقص في أرض مصر فإنه من خصوصيات النساء لأنه لتهييج الشهوات , أما في باريس فإنه نطٌ مخصوص لا يشم منه رائحة العهر أبداً" .

 

 وقد أزعجت ليبرالية الطهطاوي المحافظين والطغاة فنفوه للسودان ,  ولكن لا جدال بأن مساهمته الرئيسية كانت تحبيذ بزوغ وعي وطني مصري , فمن بين جميع المفكرين في العالم العربي والإسلامي كان هو الأول في تمييز "الوطن" عن الأُمة الإسلامية .

 

وقد أنهى كاتب سيرته مؤلفه بعبارة " لقد بدد إبن طهطا ظُلُمات القرون الوسطى التي غمرت الجماعة الإسلامية وإستعاد جذوره الفرعونية , إنه يشعر أنه موضوع الإكتشاف وغايته , إن إحياء مصر القديمة يكرس نمو هويته الثقافية تلقائياً " .

  

 

 

 

 

اول الصفحة

 

اسلاك شائكة

مطلوب موظف .. لوظيفة مشبوهة

" أقصد مرموقة ! "

الوظيفة .. لن تجدها إلا في هذه الدول النامية .. المتخلفة .. الرجعية .. الماضوية .. البوليسية .. اليخنية .. رافعة شعار " وشك في الحيط وقفاك لي "

وطبعاً عارف قفاك ليه .. ليه ؟!

وهذه الوظيفة المرموقة طبعاً في خضم البطالة التي يعيشها الوطن بمرتب على ما أظن لن يكون مجزي ولكنه سيشبع جوع " كلبك الذي جوعته لكي يتبعك ! " وسيظل يتبعك ويقدم لك فروض الولاء والطاعة .. فأنت الباشا والبيه والزعيم وكل " همسك أوامر "

شروطها بسيطة للغاية ..

أولاً : كل ما تسمعه تنقله بالحرف

ثانيا : كل ما تراه تكتبه ..

ثالثاً : تقرير يومي وأسبوعي ونصف شهري وشهري ولا تخف فغباءك لن يكون حاجزاً أو مانعاً أو طارداً لهذه الوظيفة المهمة والحساسة ، بل على العكس .. المفاجأة أن هذا من ضمن الشروط " الغباء الواضح " أو " خلوص الغباء "

 رابعاً : أنك تعلم أنك لست الوحيد في مجتمع فيه أكثر من 70 مليون، فكم نحتاج لكي يظلوا تحت المراقبة المستمرة ؟ " قول إنت بقى "

 وللعلم إن فيه ناس في جميع الطبقات وجميع المجالات من رئيس تحرير .. لبواب .. لسكرتيرة .. لعضو في حزب تحت التأسيس أو فوقه " كله محصل بعضه " .

وعلشان كده أنا عايزك تطمن إنك مش لوحدك . مصر كلها قاعدة في حضن الأمن وعايز أفهمك إن موضوع المخبر القديم اللي خارم الجريدة وفاهم أنه مخبر سري ومحدش شايفه وكل الناس عارفينه ..

الظاهرة ما انتهتش لأن مواصفات المخبر مازالت ثابتة .. اللي اتغير بس نوع الخرم !

 

ملحوظة :

إذا أردت كشف هذا المخبر المكشوف فعليك معرفة الآتي :

أي يسكن وأين يعمل

ولو عرفت مكان سكنه أو عمله .. "أقطع دراعي"

هيغلوش عليك لأنه كائن باراشوتي .. غريب على أرضك وعلى حزبك وعلى جريدتك وعلى منظمتك الحقوقية .. بلا أصل وبلا فصل .. بلا ثقافة وبلا عقل

يا ابني مخبر ... مخبر !!!

 

حسن إسماعيل

 aslak2005@yahoo.com

اول الصفحة