و قال لي كنت اغزل ثوب ترابي يضمد جرحك

اول الصفحة

الدايرة التالتة

وصباح الأربع خمسة وعشرين مايو, مسك دماغي , ولأني بحبه وبحترمه

سمعت كلامه.. وبرضه بدافع  الفضول.. وبنص كلمة.

لقيتني باْخرج بالعنية(يعنى عامدا متعمدا)عن الالتزام ا لحزبي المحترم

للأحزاب المحترمة وأحط بطاقتي الوردية، مع أ ختها الالكترونية.

وبرجليا دخلت لجنة استفتا.

ملعون أبو الفضول.. ويا ريتنى ما سمعت كلامه.

أول ما دخلت اللجنة قابلتني وشوش بشوشة وابتسامات ودودة

وشاب جميل شا يل على كتفه كاميرا تصوير فيديو وجة الكلام لزميله

وهو قصده يلاغيني: ــ

ــ ابسط يا عم اهو جالك ا للي أنت مستنيه م الصبح، راجل بنضارة مثقف ومحترم.

(قصده عليا حاكم أنا بنضارة.. وشكلي كدة يدي على مثقف ومحترم كمان)

وبلهجة ترحيب حلو.. وحار ...  وا صل كلامه :ــ

ــ وعلى فكرة.. واضح انك ح تعمل حوا ر ماحصلش

وتابعونى بالوشوش .البشوشة.. والابتسامات الودودة، عن يميني

وعن شمالي،وبعد لحظة ورايا وقدامى.. وهات يا تصوير.. تصوير ا يه

بالصلا  ع ا لنبي، الأصااالة والمعاصرة.. خصوص ن إ ن أنا بنضارة وشكلي كدا

يدي على........ ما أنت عارف بقا.

ولأني ساعات بأ فهم .. مادخلتش ورا الستارة ، مسكت القلم بيميني وفرد ت

  بطاقة التصويت علا ا لصندوق ، تحت عين الكاميرا ، الله .. ورقة جميلة ، وفيها

دواير دواير.

دايرة خضرا .. لون بشاير الخير طالعة على وش الأرض ،  في حضن وطني .

دايرة سودا تشبة عنقود العنب ، وطني الكبير أفريقيا .

ودايرة بمبي .. لون الحياة جوا يا .

الخضرا سألتني:ــ

ــ عايز تختار اللي يحكمك بنفسك .. ولا نجيبه لك بمعرفتنا .

- طبع ن أختاره بنفسى .. أختارأللى يمكن .. يمكن يحقق لى حياة كريمة

أشعر فيها بالعد ل والمساواة, واللى أطمن معاه علا مستقبل ولادى , كل أجيال

ا لوطن اللى طالعين وماأخافش من بكره

قالت .. الدايرة الخضرا:-

- ح تختار الحاكم اللى أنت عاوزه .. بس بضوابط

- صح .. أكبر صح .. لازم ضوابط .. إيه هى بقا الضوابط.

(انظر خلفه)

بصيت .. بصيت صحيح, لكن ماشوفتش, ماشوفتش غير جزمة سندريللا

معمولة على مقاس الحزب الحاكم يبقا الحاكم منه فيه, د لوقت وفى المستقبل

الحزب الحاكم وبس يفضل حاكم.

لأ يادا يره .. أنا حبيبتى اسمها الحرية وهى أحلا من أحلى حوريه.

وبأ رفض, لأني عمري ماكنت فى الحواديت سندريللا.

قالت .. برضو الدايره الخضرا:-

- فتش فى دساتير الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة وعددهم ميه تسعه وتسعين دوله,

ح تلاقى ا ن النص المرا د ف لنص المادة ستة وسبعين عندنا فيه قيود وضوابط

عندهم اكتر من اللى بأطلب موافقتك عليه دلوقت

يعنى فى فرنسا مثلا" مطلوب تزكية خمسميه, ضعف المطلوب عندنا.

صرخت:-

- ماتلفيش وتدورى على يادا يره  يا بنت الدا يره, المقارنة مش ماده فى دستور وبس .

المقارنة تكون بين شعب وشعب, أحزاب وأحزاب, مجلس ا لشعب وا لبرلمان.

      مين اللى اختار مجلس الشعب عندنا, ومين اللى اختار البرلمان عندهم

      مين عمل الأحزاب عندهم ومين عملها عندنا.

      لسه بنرضع ا لجهل والخوف وا لخرا فة, لسه شعبنا الطيب مربوط بحبا ل تشده

      لورا  صوت وصوره, جرنان ومجله, ديسك وكتاب, مدرسه وجامعه.

      عندنا أحزاب بتقرا الكف والفنجان, عندنا .. زهور مننا بتقتل وتغتال وتنتحر

      تهد.. تهد.. تهد..  بسم الله وباسم الدين, وعمر الدين- أي دين- ماكان اغتيال

      يعنى غدر .. بالذمة فيه للغدر دين.

الدين ــ اى دين ــ خير ومحبة وسماح ، عد ل ووفاء وانتماء ، تسما الحياة (تبقى سامية)

وتخضر الأرض بالجهد وا لبنا .

هي دي الأديان يا دا يرة على ارض مصر ، وهى دي طول عمرها .. مصر الخضرة ..              يا دايرة يا خضرا

ومش ح أ ختارك يا دا يرة يا خضرا ، مش ح أختارك .. حتى لو ح ا مشى حافي .

كل دا والتصوير شغال ايه ، بالصلا ع ا لنبي كدة ايه .. ميه ميه ، الأصااالة والمعاصرة .

رحت لعنقود العنب ،قالت الدايرة السودا : ــ

ــ لو اخترتني .. ح يكون بلغة القانون ــ يبقى الوضع على ما هو علية ، وعلى

المتضرر أن يلجأ للسماء ــ فكر بسرعة شوية شكلك  كدا عبيط وما بتفهمش ( برضه شكلي ساعات بيدي على كده )    ايه الحيرة دي يا ربى ؟ ومين عملها !

_ لأ يا دا يره .. بأ قول لأ, لأني مش راضى عن حال ا لوطن, ولأني لسه 

   جوا يا حلم شا يفه .. هالل على بكره فيه .. يكون أندى, يكون أخضر.

   ولسه فيه دايره تا لته .

دورت ع الدا يره ا لبمبى, ما لقيتهاش, اتاريها كانت برعم أمل بيخضر جوا يا

و ... د بل .

أهو.. حط ا لقلم علامة ــ ماحطتهاش أنا ــ  حطها القلم, ورفعت راسي بالأسى

بأبتسم للكاميرا ا للي ملاحقانى, متابعا نى, محاصرا ني, لقيتها مش بصا لى

ووقعت الابتساما ت الودودة من علا شفا يف الو شوش اللي كانت بشوشة

وا د ونى ضهرهم سأ لت نفسى بدهشة (لان ساعات شكلى بيدي على عبي....

يووه ما أنت عارف يا خفيف)

ــ جرى إيه ياجدعان مش ح نكمل تصوير الصور؟

ــ صور .. صور إيه؟

ــ الصور .. ا لصور اللي هي بالصلاع ا لنبي ميه ميه!

ــ مافيش تصوير ولاصور.

ــ كدا .. طلعت امريكانى يعنى .. ما علينا, طب الحوار؟

ــ حوار .. حوار إيه؟

ــ اللاه .. الحوار يا جدعان .. الحوار اللي ما حصلش؟

ــ ما هو ما حصلش.

وسابوني وبا ين في عنيهم.

ملعون أبو الفضول, وياريتنى ما سمعت كلامه.

وعند الباب قابلت الصول فضل (اسمه كده) داخل فى ايده كبشة بطايق

وساحب وراه تمنتاشر  عشرين شاب من مخا ليق ربنا الحلوين .. ومبهدلين.

ولما كانت الوشوش مألوفه بالنسبه لى فأغلبهم أصحابى من البياعين المنتشرين على

أ رصفة وسط القاهره, وقدام الواحد منهم بالون خشب عليه مناديل, شرا بات

أمشاط, ولاعات .. ما تيسر من بضاعة بسيطه, بما تيسر من رسما ل بسيط.

قلت أستنى لما يخرجوا, أهو ندردش .. نعمل اصطباحة تنكيت, وأعرف قالوا ايه

وخرجوا ازاى من حيرتي.

سلمت على الصول فضل (صاحبى اللى هو ا سمة كدا) وصبحت عليهم.

دخلوا .. وبعد فترة انتظار بسيطه .. بسيطه أ وى, هلت على الوشوش

خارجه متجهمة ومتهجمة فوكس وصابر ويحيى ومرسى وجورج وعاصم

ويوسف وخير (أساميهم كدا)

- صباح الخير يا خير .. يا ترا  قلت خير؟

حاول أن يغتصب ابتسامه يخنق بيها المرا ر جواه ويرد على ودا دى بسحنه فيها

ندعة ا نبساط بسيطة ولما فشلت المحاوله .. كملت كلامى معاه:-

- قول لى الأول .. انت ايه اللى جابك, أنت مش مقاطع.

- أيوا .. بس عم الصول فضل يا ولداه .. عليه مقطوعيه خمسين راس, وهو

راجل جدع وشهم .. قلنا نرد جمايله علينا ونيجى معاه هنا على دفعات

ما انت عارف الراجل شايل عننا بلاوى .. اشى بلديه واشى بلا... دية .  

- المهم .. قلت إ يه؟

- أقول .. هما اللى قالولى !!

- ازاى دا يا خيير انت مثقف وخريج جامعه .. لازم انت اللي تقول!

- قول يا باسط .. يعنى حتا لو أنا اللى قلت .. ما أنا برضه ح أ قول ماء!! 

يانهار مش فايت .. ملعون أبو الفضول, والله يسامحك يا ا حمد يا رجب

بقى عشان بحبك وبحترمك وبأ سمع كلامك تخليني أعمل في نفسى كدا

مش ح اسمع كلامك تانى, ولا كلمه, ولا حتى نص كلمه.

ومش ها أ قول مااء .. ولا.. ياء أ تاني.

                                               الأسطى / محمود العفيفى

                                                              ( أسمى كدا)