Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Pict01.jpg (19273 bytes)

الصفحة الشخصية للطبيب الشاعر

وجيه البارودي

 

علم من أعلام الطب والشعر في حماة ، وقد قيل:

"  حماة هي العاصي والنواعير و وجيه البارودي "

ولد في حماة عام 1906م ونشأ فيها ، وكانت أسرته ميسورة ، فأرسلته مع مجموعه من أولاد عمومته للدراسه في بيروت ، في المدرسه الإنجيليه عام 1918م وتابع دراسته في الجامعه الأمريكيه ليتخرج منها طبيباً ممارساً عام 1932م وقد مارس الطب في حماه إلى أن توفي عام 1996م .

وقد تم تكريمه طبيباً ، فقد قدّم له وزير الصحّه الدكتور إياد الشطي عام 1991م درع الوزاره لأنّه أقدم طبيب في سوريّه وظلّ على رأس عمله ما يزيد على الستين عاماً من عمره ,كما تمّ تكريمه شاعراً , حيث أقيم إحتفال بمناسبة بلوغه السبعين /1975م/ تحدث فيه نخبة من أدباء القطر وباحثيه ونقّاده وشعرائه , وقدّم له محافظ حماه كأس الشعر....

تكوّنت شاعريته في رحاب الجامعه الأمريكيه , فقد كوّن مع مجموعه من زملائه وهم من المشهورين في حقل الأدب [عمر فرّوخ اللبناني وإبراهيم طوقان الفلسطيني وحافظ جميل العراقي] جمعيّه أسموها دار الندوه عام1926م , ومن تلك الفترة انطلق صوته الشعري يصدح بأعذب القصائد وأحلى الأشعار .

عاش وجيه في حماه متمرداً ثائراً , وعاشقاً متفانياً , وطبيباً إنسانياً وشاعراً متفرداً . وقد طبع ديوانه الأول [بيني وبين الغواني] عام 1950م وأعاد طباعته مع ديوانه الثاني [كذا أنا]عام1971م , وصدر ديوانه الثالث [سيد العشّاق]عام1994م . وهناك مجموعه من القصائد تنتظر من يقوم بجمعها وإصدارها .

ولا شك أن الغزل كان من أبرز ما نجده في هذه الدواوين , فقد ظلّ طيلة حياته متلهفاً للجمال , لايكبح جماحه كهوله أو شيخوخه , كما قال في إحدى قصائده :

يعجب الناس كيف يهوى مسنّ       في الثمانين قوّس الدهر ظهره

خبر الحبّ يافعاً ثمّ  كهلاً       ثمَ شيخاً فازداد عزماً و خبره

وهو أصبى فتـوّةً في الثمانين        وأدهى من المراهق شرَه

كما صوّر في شعره كثيراً من اللقطات التي مرّت في حياته ,  فكانت صوراً واقعيّه فيها الكثير من الطلاوة والجمال والدعابة , أو النقد للمجتمع والحياة في حماه , ودعوة للثورة على التخلف والفقر , كما في قصيدته الحمراء من ديوانه الأول :

 

مررت أمس على العافين أسألهم        ما تبتغون ؟ أجابوا : الخبز و الماء

ومرَ بي مترفُ يشكو , فقلت له:        ممَ إشتكيت ؟ أجاب : العيش أعباء

سيّارتي فقد ت في اللون جدَتها        أريد أخرى لها شكل و لألاء

يا معدمون أفيقوا من  جهالتكم        يا من حياتكم  نتنٌ  و أوباء

لابدّ للأرض من يوم تثـور به        والشمس من حنق في الأفق حمراء

 

أمّا عن شخصيّته فقد كانت غنية فيها التسامح والإنفعال والوضوح والجرأة والتفاني والحب .... وقد عكس لنا شعره روحه وحياته التي حفلت بالأحداث العامة والخاصة .فقد ظلّ محباً وطبيباً معالجاً متفوِقاً حتى صار مرجعاً للحالات المستعصية , ورويت عنه الكثير من النوادر والحكايات وقد قال عن نفسه :

حكيمٌ خبرتي تسعون عاماً            ومدرستي التجارب و العلوم

كما قال:

وأنا الطبيب الألمعيُ ولي على            بلد النواعير اليد البيضاء

 

وظلَ على هذه الروح العاشقة والناقدة لكثير من المظاهر في مدينته إلى أن إتَهمه الكثيرون بالكفر والإلحاد , لكنَه لم يأبه لذلك الإتهام وهو المؤمن الصادق الإيمان , وكان لأدائه فريضة الحج أثر كبير في قلوب أهل مدينته فقد إستقبلوه إستقبال الفاتحين وقد قال في شعره منددّاً بهذا الأتهام :

فما أنا زنديق ولا أنا كافرٌ        ولا أنا سفَاح ولا أنا سارقٌ

أهيم بأخلاق النبيِ و صحبه فصبحٌ بلا تلك المصابيح غاسق

فما عرفوا حبِي و كنه عقيدتي        وبينهم قامت وبيني فوارق

   وعن حياته وأسرته , فقد تزوج من ابنة خالته عام1931م ورزق سبعة ذكور و ثلاث إناث ,كان لهم الأب الحنون الرؤوف وهو الذي عرف اليتم فقد توفيت أمه وهو في السابعة عشرة من عمرة , وحرم من عون أبيه بعد أن تزوج بأخرى .

وقد نكب بفقد زوجته , وثلاثة من أبنائه , فانطوى قلبه على جرحٍ لا يندمل , وبذلك كانت حياته حباً وعطاءً لا ينتهي لكل من حوله , فترك ذكراه حيّةً في قلوب من أحبّوه , وفي تاريخ بلده . وحقَ له أن يقول :

أنا حيٌ بمنجزات نضالي                وبشعري الذي يظلُ طريَا

وبطبِي وخبرتي وبحبِي              سوف أبقى مخلَداً أبديَا

 

رحم الله سبحانه تعالى طبيبنا الراحل و رحمنا معه ، اللهم آمين

book3

book2

book1