Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

المشهد الثاني

 

(يَدخل يعقوب الجمهور– الزبائن– المقهى... ويشغّل مسجلا بجانب مذياع قديم موجود على طاولة خشبيّة قديمة فتنبعث أغنية لعبد الوهّاب... صوت المسجل ليس عالياً ويَسْمَح ليعقوب بالتكلّم مع زبائن المقهى براحة...

بجانب الراديو بعض الاراغيل وكبّايات الشاي وفناجين القهوة الفارغة.

ماكنات وادوات ولوازم لتحضير ما ذكر...

في المقهى طاولات مربعة ومستديرة... حول كل طاولة ثلاثة أو أربعة كراسي.

زبائن المقهى ملابسهم تدلّ على كونهم من الطبقة المثقّفة، أو اذا أمكنني القول إنّ غاليبتهم من الطبقة الوسطى المتبرجزة.

دخان الأراغيل ورائحة التمباك تعبق في أرجاء المقهى خلال السهرة.

جدران المقهى تزيّنها صور فوتوغرافية ليعقوب مع شعراء عرب مشهورين كنزار قباني، محمود درويش، الجواهري، الأبنودي، سميح القاسم، أدونيس، فدوى طوقان... وغيرهم.

يعقوب، عمره فوق الخمسين، خفيف الحركة جسمه ممتلئ. هذا ويتحلّى ببلادة أو "سقاعة" لا توصف... يفاخر بنفسه وبكرامتة وبما يفعل ولكنه يخاف على جلده...

يحمل في عنقه كاميرة تصوير يصوّر بها زبائنه مع الشعراء الضيوف بدون استئذان. يدخل الجمهور(الزبائن) ويتابع تذمّره من تصرّفات حسن اثناء ترحيبه بهم وتلبية طلباتهم. لغط الزبائن يختلط مع غناء عبد الوهّاب.

 

يعقوب : الليلة راح تكون سهرة غير شكل ...

الله يسوّد وجهك يا حسن... كان شحّاد... ضبّيته من الشوارع وعملت منّه بني آدم... عملت منُّه فنّان كبير واسمه انكتب بالجرايد في البنط العريض...

وانّه يبطل عادة الشحدة مش ممكن... بس ليش على باب قهوتي؟! أنا عارف... كله منها... سعديِّة النورية... هي اكيد علمته هاي الشغلة... الله يخرب بيتها... مش كاينه تحل عن حسن... بدها تظل وراه لتطفشلي اياه... الله يوخذها ويمحي ذكرها... بدها تسرقلي حسن بنت النور... بدها اتطفشلي الزباين على شان اسكر قهوتي وتريّح حسن من الكونتارتو يللي مضّيْتو عليه... لنشوف شو بتصّفي مع النوريّة, يا أنا يا هيّ وحسن راح يظل يغنّي عندي ليموت... أنا وراها والزمن طويل...

قهوة، شاي وأراغيل وكل شي بخمسة شاقل ما عدا الأرغيلة بعشرة... أهلا وسهلا بكم يابا...

قال شو أنا بعامله بقساوه, مش قادرة تفهم بنت النور اني بعاملة هيك على شان مصلحته...

هيك معاملة ما بتلبقش غير للفنّانين لكبار...

عشان يظلوا مبدعين بلزمهن قساوة... يوم يوم بدهن كت... زي السجّاد يابا...

قهوة، شاي وأراغيل وكل شي بخمسة شيكل ما عدا الأرغيلة بعشرة... أهلا وسهلا بكم يابا...

( حسن يبقى خارج المقهى)

 

المشهد الثالث

 

صفحة قصائد للشاعر مظفر النواب

https://www.angelfire.com/mn/modaffar