أبي
وجدي عمّرا طويلاً … وسأعيش مثلهما !
(
خطورة التسويف وطول الأمل )
هكذا قال لي بعد أن
جلست معه جلسة مناصحة …
وذكرّته بالله …
وبأهمية الصلاة والمحافظة عليها …
وأن تاركها على خطر عظيم فقد أفتى العلماء بأن تارك الصلاة كافر 10
فقال لي : يا أخ خالد
…
إن كنت جئت لزيارتي والمؤانسة فحي هلا …
وإن كنت جئت واعظاً فلا أريد سماع المزيد !!! فعندي ما يكفي …
قلت له : يا أخي …
إنني أخاف عليك أن تموت وأنت على هذه الحال …
والعبد يبعث على ما مات عليه كما في صحيح مسلم من حديث جابر …
فقال مقاطعاً : لا
تخاف يا أخ خالد …
إن شاء الله إذا بلغت الستين …
تبت ورجعت وحافظت على الصلاة ! قلت له : ومن يضمن لك ذلك …
فقد تموت قريباً ، قال
: لا تخشى شيئاً …
فأنا الآن صحتي جيدة وما زلت في الأربعين من عمري …
وليس معي أمراض وجدي عاش حتى تجاوز المائة …
ووالدي بلغ ما يزيد على الثمانين …
وأنا سأعيش مثلهما …
فقلت : يا أخي أتق
الله …
فالعمر لا يعلمه إلا الله …
وقد تموت بعد لحظات فتب إلى الله وأرجع إليه …
وما زلت معه في نقاش
وجدال ولكن بدون جدوى …
فانصرفت متأثراً
متأسفاً على حاله سائلاً الله لنا وله الهداية والصلاح …
فماذا
كان بعد ؟!
بعدها بأقل من ثمانٍ
وأربعين ساعة …
اتصل بي أحد الأقارب وقال يا أبا محمد …
سوف نصلي على فلان اليوم صلاة الظهر !!!
فقلت سبحان الله !! ما
الذي حصل ؟ لقد كنت معه قبل ساعات ! قال : حصل له حادث في سفرته لأحد المناطق
…
وتوفي على أثره …
فقلت : إنا لله وإنا
إليه راجعون…
فهل نتعظ ونعتبر يا شباب الإسلام وشيبهم ؟! وهل نكون ممن يعتبـر بغيره
…
أم ممن يُعتبر به ؟!! فالسعيد من وعظ بغيره 11 .
كتاب قصص
واقعية للدكتور خالد الجبير ( الكتاب تحت الطبع لدى دار السنة بالخبر
)
10 – انظر رسالة الشيخ
ابن عثيمين في كفر تارك الصلاة وكذلك فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
…