من
"سراح
القتيل"
حياة من جهة
الموت
كان
عليَّ أن
أذهبَ لأرى
الحياةَ من
جهة الموت
أعني
من جهة الحب
كنتُ
أوحشَ من فلاة
فذهبتُ
ورأيتُ.
في
العادة
يكلّلني تاجُ
اليقظة يضعني
تحت التردد
لكن
الشمسَ
ضربتْني
صعقتْني
دورةُ القمر
تيّمني
إلهُ الوحدة
لم يوفّرني
جنوح
جرفني
النوُّ أكلني
البصر
فحسرتُ
جميعَ خوفي
خلعتُ كلَّ
ملْك
أحببتُ
الغفلة
وارتميتُ في
الجبّ.
... "لا
سماءَ أعلى من
خيالي"
تقولين
أيتها
الأوراق
فاستجبتُكِ
وانتميتُ
لكنْ
ما أرعبَ أني
حيث تقيمين
ما
أصعبَ أني في
الحياة
كنتُ
القتيلَ وهذا
بعضُ ما يُراق
منّي
لا
فرق عندي إنْ
كنتِ تصدّقين
يا
حياةً من جهة
الموت
ولا
أسهلَ الآن من
أن أعودَ
القهقرى
لكنْ
ما أقلَّ
الخارجَ ما
أقلَّني
خارجاً
ليس
لي حيلةٌ
لأتملّصَ
ويقيناً لا
أريد
فأعطيني
سلامَ أن أعطي
لعنةَ
ما لا أعرف.
حين
صعدتُ الى
أعلى شجرة
لم
أزعم بقاءً في
رحابِ القمم
أنتهك
أُنتهَك
أتوقّع من
يُخطىء وهو
يرديني
كي
أدركَ كيف
تقترب
المواعيد
كي
أصلَ باكراً
الى الوقت
أو
كي يتناساني
الوقت
فما
أجملَ وما
أطيبَ
أضع
يميني على
الصفحات
لأكتبَكِ
بزواج
الإلفة
والرهبة
ولكنْ ليس
بالاعتياد
بوحشية
الغريزة وبما
لي من حدس
أوحّد
ما تبدّد لا
أوقف نزفاً
مألوماً
أفتح ينابيعَ
لا أبلسم
عشقاً.
الحبُّ
جميلٌ
الوحدةُ
جميلةٌ أيضاً
في
قفيرِ الجحيم
تصنعين عسلكِ
فاضفريه
بنعمة أن
يؤكلَ.
أرنو
إليكِ من
عتمتي ومن
تعبي
فمدّي
إليَّ لأخرجَ
من عهدةٍ الى
عهدة
تحت
سقفِ غيومكِ
أنتظر
لأسقي
الوجهَ
والفؤاد
لا
يقتلني
الوقتُ لا
يقتلني سواكِ
يمهّدني
بياضُكِ
ويهيِّئني
بالعدوان
أتقدّم
تحتَ
الجمرِ تحتَ
الكلمات
فمن
فرط ما
أُعطيتُ وما
أُعطيتُكِ
إمنحيني
عنفَ حنانِ
العبور
كي
أستحقَّ
لا
ضجراً
أناديكِ بل
لاكتمالِ
الفصول
لكنّ
جحيمكِ
تُسقمني
وجمري لم يعد
يحتمل.
لم
أترك قسوةً
إلاّ
أنزلْتُها
بظلّي
جعلْتُني
جلاّدي
وقاتلي لأغدو
لا ضحيةً بل قرباناً
أودعتُ
حياتي كي لا
تكونَ على
مقربة
نزلْتُ
بها الوادي
السحيق كي
تدملَ القاع
قتلوني
قتلتُ
الجميعَ
كي
يعيشَ في
معزلٍ عني
أكلني
ذئبُ الصمت
تركني موحشاً
تحت الأسرار
لكني
فعلتُ ما
فعلتُ كي لا
يُفسدَ
النشيدُ
العالي نبرةَ
شقيقِهِ الخفيض
أسكنْتُ
لغتي عتمةَ
النهر فعلْتُ
هكذا بجسدي
وأفكاري
أهملتُ
النثرَ
ومديحَ
الحياة كي لا
أعلنَ معنايَ
كنتُ
كلّما هممتُ
بكِ أيتها
الأوراق
عَرَتْني
شهوةُ الخوف
وغريزةُ
الكسل
الى
أن محوتُ كلَّ
شعرٍ يبتسم
لي.
تملكين
بياضَكِ
وليلَ خيالي
فافعلي
ما تشائين
بحكمة
النقائض
إجمعيني
بكثافة
القتيل حين
يرى
أطلقي
سراحَ
الينبوع
إصنعي
من نقائضي
ثمرةً للحياة
المكتوبة
ولا
تنسَي أن
حبركِ هو ما
أتذكر من
هجرات نفسي.
نبذة
هاكَ
نبذةً عنّي
أيها الموت
فقد
ترفع الكلفةَ
بيننا
ومَن
يعرف
قد
أدعوكَ
لتكونَ ضيفاً
لوجودي
قد
أغفّيكَ
لتتقمّصَ
الخيالَ
والزمن
وربما
حيلةَ نهمي
قد
أُشعِلكَ
بهَوَسِ
تجميدِ
الطفولة
وبالعشيقةِ
الحياة
قد
أقاسمكَ
رغيفَيْ
دموعكَ
ومرونةَ
العينين في
الفشل
قد
أسترق
وَلَعَكَ
بسخريةِ
أعماري
وبشهوةِ الاستمرار
ألم
يعجبْكَ تألّقُ
النزولِ الى
الجحيم أيّها
الموتُ
وفداحةُ
استقوائي
بالانتحار
كي
تمنحَني قتلَ
التيقظ وبرقَ
الغياب؟
ألم
يعجبْكَ أني
شريككَ في
ضجرِ الأرض
وتوأمكَ
في شهوة
المنتصف
وظلالكَ
مع جَواري
السماء؟
ربما
توصي لي
بالممالك دون
سوايَ
ربما
تصرف
انتباهكَ عن
مشاعرِ الكتب
وعن
فنوني في
تقريظِ
المراهقة
هاكَ
نبذتي فلربما
تتغاضى عن
قسوتكَ
ربما
تمنحني فتنةَ
التملّص من
رغباتِ عينيكَ
ونعمةَ
العودة من
ظهيرةِ العمر
ربما
تفترض أني
سأكون رفيقكَ
في التجوال
وظلّكَ في
الخيانة
فأرتّب
لكَ المزيدَ
من
المغفَّلين
والأتباع
ربما
أستمهلكَ
بعضَ الفصول
ليدّخرَ
الأصدقاء
قليلاً من الثرواتِ
والسنين
كي
يعودوا
بلكناتٍ
ضاحكة
ربما
أكتب سيرتكَ
المضنية
وأضفي عليكَ
نكهةَ
التمويه
ربما
أيضاً تضع
حدّاً
لبدائيتي في
اجتنابِ الأمل
ولغريزةِ
صمتيَ
المغمورةِ
بالشغف
وثعالبِ الودّ
ومَن
يدري
فقد
تختم فطرتي
وتفتح
أمامي ميزةَ
العيش في كتاب
المطلق.
هاكَ
تفاصيلي إذاً
أيها الموت
لنتفادى النسيانَ
والخطأ:
شيءٌ
من كثافةِ
النوم
للحؤولِ دون
ارتطامِ الأصوات
في الرأس
تدجينُ
الليل
بالمواظبة
عليه
الخروجُ
صباحاً
بأمطارٍ
خفيفة
فشلٌ
في بناءِ
سعادةِ
النهار
وصلافةٌ في
صمتِ التعبير
إخلاصٌ
في كسرِ
الحديقة
تحسّباً
لرعونةِ الأفكار
عدوانيةٌ
لتمتينِ
العرى بين
الدموع
بعضٌ
من توتّرِ
القلب يؤثّث
النظرات
بحكمة الضوء
ظنوني
بأنكَ سهلُ
المنال
وسريعُ العطب
وبأنكَ
مدعاةٌ
للسخرية
عندما تجمع
موتاكَ وترقص
دائخاً في
متاهةِ
الأعالي
إحساسي
بأنكَ
وبأن
التملّقَ
كثيرٌ من
حولكَ وحولي
وبأن
الذاتَ
ركيكةٌ
وآفِلةٌ أيها
الموت
كي
تستطيعَ
تمويهَ الدجل
بضحكةِ
الاستمرار.
لنعدْ
الى البداية
أيها الموت
لن
تلقى مني
اصطناعَ
التهذيب
ولن
أكونَ
اللائقَ أمام
صناعةِ
خيالكَ
لن
أخرجَ إليكَ
بضحكةٍ أنيقة
ولا برفقةِ
أحد
لن
أجاملكَ ولن
أحبّكَ!
لقد
احتملتُ موتَ
حياتي أعمقَ
ما استطعتُ
وذهبتُ
بعيداً في
الشطط وفي
الهزيمة
قامرتُ
وخسرتُ
وفعلتُ
دواليكَ ولم
أربح
فليس
الكرهُ ما
أكنّه لكَ
أيها الموت
لأنه
لن يكون كرهٌ
أكثر مما
أخبّىء
لدموعي
ولن
تكونَ رغبةٌ
أبعد مما أغمر
به حواسي.
لا
ليس الخوفُ
ولا الغيومُ
ما يستولي على
نفوسي
حتى
ولا غشاوةُ
الانتهاء
بل
سكوتٌ مطبقٌ
والغيرةُ
أيضاً
فالحياةُ
لن تكونَ معي
عندما سيرقد
جسمكَ الى
جِواري
لن
أستيقظَ
وحيداً على
عادتي
لأشربَ
الأفقَ مع
أعشابِ
الجنينة
لن
أحاورَ
أفراحَ يأسي
وضجري
لن
أخدشَ نجمةً
أراها في
الظهيرة
ولن
أرى
لن
يكون معي
خيالٌ
لأستجمعَ
كتباً لم
أكتبْها
لأتطايرَ
في شظايا
الظلالِ
والضوء
غامضاً
كعصفورٍ
تشعله قسوةُ
التحليق فوق
غيمة
الانتحار.
لا
ليس
الانحلالُ ما
يخيفني أيها
الموت
بل
شعوري بأنكَ
الرابح ولا
منازلة
بأني
لم أقامر
جيّداً
ولم
أسهر عمقي
وخيانتي
لأعود
مطأطىءَ
الأفكار
وفراغ
قلبي في
برودةِ يديّ.
لا
ليس الخوفُ
أيها الموت
بل
ماذا يكون
شأنُ حبّي
بعدي
وصالُ
الباطنِ في
لحظةِ صعودِ
الشبق
أحوالُ
المرأةِ شبهِ
العارية
نشوةُ
الشعر
والموسيقى
هل
نسيتَ
الموسيقى
أيها الموت
والقصائدَ
المنزلقةَ
على أطرافِ
لساني
وماذا
يكون شأنُ
الذاكرةِ
الهاربة
والذاكرةِ
التي تتذكر
ومن
يحلّ مكاني في
كلّ هذا أيها
الموت.
أرأيتَ
أيها الموت!
إنها
الغيرةُ فقط
شعوري
بأن الأوراقَ
البيضاءَ
ستظلّ بيضاء
وبأن
العريَ
سيزداد عرياً
وكذلك
انتظار تلك
المرأةِ لي.
هل
تريد المزيد؟
كلّما
حاولتُ أن
أدجّنَ نفسي
أيها الموت
أن
أدملكَ
وأسلّيكَ
بكحولِ الوقت
كلّما
حاولتُ أن
أرتّبَ يقظتي
كي تحدسَ بالألم
قبل وقوعِهِ
منمّياً
أغصانَ
الشرود
لتحطَّ عليها
عصافيرُ سهري
كلّما
حاولتُ أن
أروي لحياتي
حكمةَ صخبكَ
المتمدّن
ووجودكَ
العادل
أن
أروي خلودَ
الأفكارِ
المحفوظةِ في
إنائكَ
الخفيّ
وروحاً
تغيِّم على
مسافاتٍ
قريبة
كلّما
حاولتُ أن
أعوي تحت
رذاذِ الماءِ
المندهشِ من
عيائي
أن
أختفي كلَّ
صباح في
النظراتِ
اللاهية
كلّما
شممتُ
بالغريزة
عطوركَ
الكثيفة في أروقةِ
رأسي
وفاحتْ
هلوساتكَ في
فراشِ الرعشة
وعلى طاولاتِ
المقاهي
كلّما
تذكرتُ أنكَ
تصنع لي
عذوبةَ هذه
الأفكارِ
الصعبة
كلّما
حاولتُ أيها
الموت أن أحكي
للحياة عن بستانٍ
سأقيمه
لهدوئكَ في
القرية
أيقنتُ
أن نبذتي لا
تخلو من رفعِ
الكلفة
وأني
لن أكرهَ موتي
أكثرَ مما
أخافكَ أيها
الموت!
لا
تكن ليّنَ
العريكة
فلن
أشيحَ عينيَّ
عن يديكَ
الغامضتين
لن
أجازيكَ يا
خائني ولذيذي
لئلاّ
تتعاطفَ
يوماً مع
حنكةِ بقائي
سأدجّنكَ
لتنسى
سأبلسمكَ
لتغطّي وجعي
بالعشب
فلا
ترفع الكلفةَ
بيننا أيها
الموت!
مياه غامضة
في
هذا المكان
متّسعٌ من
الأسرّة
للأوقاتِ الساخرة
ونافذةٌ
عالية تهرع
إليها النجوم
ضحكةٌ
تشدّد عزيمةَ
السقفِ
المتراخي
وردةٌ
تعيد تأثيثَ
هوائِهِ
بالعطور
وترهقه
بسيولةِ
الوهم.
ثمة
متّسعٌ
لرحابةٍ
لسماءٍ
توحي العتمَ
وقلةَ الحيلة
كي
يهتدي
الفارّون الى
هضابٍ وليل.
في
هذا المكان
شجرةٌ باسقة
وظلالٌ لا
تعثر على شمسٍ
نائمة
خيالٌ
لا يكلّ عن
الارتقاء
أضواءٌ
تتلاعب
صمتٌ
يجلس ويحاور
انعكاسَ
الكراسي
والقمر
ثمة
متّسعٌ
لامرأةٍ
غائبة
لأصدقاءٍ
لن يصلوا بعد
قليل
لروحٍ
ترحّب بنظرةٍ
بائسة
ثمة
متّسعٌ أيضاً
لنبتةٍ تنتظر
في الخارج
كي
يقالَ إن
المكان مأهول
لحوضٍ
يائسٍ لا يجمع
الماء
لافتراضٍ
يدنو من
الغياب
لأشياءَ
لكائناتٍ
لجروحٍ
لا يقهرها
الندم
لكتبٍ
من غمامٍ
وهدوء لا تؤلم
الكلام
لانتظاراتٍ
لأغنيةٍ
لستائرَ
لا تثير الغيظ
لبابٍ
تغلقه ذاكرةٌ
مفقودة
لهواءٍ
لا يسيء الى
الشجرةِ
المقابلة
لأولادٍ
مثل قفزةٍ في
الهواء
لأملٍ
متثاقلٍ
يُشعل غضبَ
الهوينا
لجرحٍ
يردم الهوةَ
بين العدم
وبدايةِ
الكتابة
للنهم
للرضا
لتعبٍ
يلي امتلاءَ
صفحة
لموتٍ
يحوّم حول
الغرفِ
الساكتة ولا
يؤذي أحداً
لموتين
ثانٍ وثالثٍ
يتآخيان
مع نسماتِ
النور
مع
قنديلٍ
مفترَض وقرعِ
الجرسِ في
الأعياد
ثمة
في هذا المكان
أيضاً مأوىً
لمسيحٍ تائه
للنسيان
لتجديدِ
الجسد
لزرعِ
الفتنة في
القلب
للقتل
ثمة
رغبةٌ في
الثأرِ من
الهواءِ
البخيل
في
لمسِ نظراتٍ
خفيضة عندما
تقترب من
الجوار
في
العثورِ على
الحياة.
ثمة
إحساسٌ بأن
الجسدَ لم يمت
بأن
الماءَ يسيل
في الأعماق
بأن
شهوةً تمنح
الضوء أن
يباشرَ فصوله
بأن
الماضي
بأن
العمرَ
ومياهَ
الشتاء
بأن
الألمَ
الغائرَ في
أعماقِ النظر
بأن
وجهاً يتغضّن
من هبوبِ
الأفكار
بأن
قهوةً
متروكةً على
الشفتين
بأن
جروحاً
لامرأةٍ
لرجلٍ
سابقٍ
لأشخاصٍ
آخرين
للمساتٍ
من غبارٍ أليم
لأصواتٍ
على الطاولة
لثيابٍ
لرفوفٍ
لحركاتٍ
جامدة
لصُوَرٍ
تنبت على
الحائط
من
راحةِ اليد
من
الرأس
لصُوَرٍ
تختفي في
غمامها
لبردٍ
لا ينام في
خزانة الشتاء
لكلماتٍ
لكلماتٍ
ماضية وحاضرة
يطير لهاثها
من ذاكرةِ
النافذة
لقتيلٍ
يستجمع لحظةَ
القتل
لقاتلٍ
ينتظر
لامرأةٍ
لامرأةٍ
خصوصاً.
في
هذا المكان
متّسعٌ
لرجلٍ
أو
لفكرةِ رجل
متّسعٌ
لامرأةٍ
لفكرةٍ
عن امرأة
في
هذا المكان
متّسعٌ للوقت
للوقت
لشيءٍ
آخرَ لا أعرفه
يؤثّث
الحياة
برغبةٍ غامضة.
الغرفة
الغرفةُ
كتابُ الجسد
حجارُها
جماعةُ الروح
ومفكرةُ
امرأة
صفحتُها
بداية
ونهارُها
تصنعه نافذة
ملائكةٌ
سابقون
يعزفون
كائنٌ
يحاور حياته
على الجدران
يأوي
الى ثيابه ولا
ينام.
لا
شيءَ هنا سوى
المكان
بيتٌ
للقربان
ووجعٌ للكاهن
عزلةٌ
تشتهي
استمرارَ
الليل
ضوؤها
يرتدي
الرعشات
عتمتُها
وهجٌ لشهوة
صمتُها
نظراتٌ مغمضة
تراتيلُها
امتداحُ
الفرارِ الى
الذات
تقريظٌ
للوحدة
والخوف
كأسٌ
للجلوس وآفةٌ
للتأمل.
زوّارُها
لا أحد
وَهْمُ
أصدقاءٍ
وحياة.
هنا
الوقتُ لا
يأخذ مجراه
نهرٌ
يلمع بين
الأفكار
دمعةٌ
تروي الشرفةَ
وأحواضَ
الورود
ومرآةٌ
تبرأ من
آلامها.
المكانُ
يحاور ذاتَهُ
غرفةٌ
تكون توأماً
لأخرى
رسومٌ
تسقي حديقةَ
الجدار
أغنيةٌ
تتوهّم آخرين
حرارةٌ
هي شهوةُ
المدفأة
سجادةٌ
تتعرّى في
صوفِ ألوانها
وتدفىء أرضَ الرأس.
وماذا
أيضاً!
قهوةٌ
هي كلامُ
الصباح
وتتبعها
الكتب
ثم
يتيح الضجرُ
مزيداً من
التفاصيل
عصفورٌ
وخبزٌ للمللِ
السريع
حوارٌ
يغمس ماءَهُ
في الفراغ
خادمةٌ
هنديةٌ
يتبّسم
صمتُها في
الرواق وتتحدث
عن العائلة
مياهٌ
صادقةٌ في
حرارتها
مرآةٌ
تستضيف وجهاً
وثيابٌ
للتمويه.
هنا
طاولةٌ
وإناءٌ وحالُ
انتحار.
كاهنٌ
ينضح من جسدِ
القربان الى
الخارج
جرسٌ
في الجوار
يقرع لقدّاس
الأحد
أناسٌ
يتنزّهون في
صلواتهم
طريقٌ
يودي بنفسه
الى غموضِ
النهر
ضجيجُ
الخارج
يتردّد خافتاً
من بعيد
هاتفٌ
يرنّ
لا
شيءَ هنا سوى
المكان.
غلطة
الملاكَيْن
ملاكان
شهوةٌ
تخضرّ
وواحدةٌ سببٌ
للانتظار
ملاكٌ
يعطِّر
جسمَهُ
بالخمر
وملاكٌ
يتشمّس في
جسمِ امرأة
أوّلُهُما
يضبط جهةَ
القلب والآخر
جهةَ القلب
واحدٌ
للحبِّ
وواحدٌ
للحبِّ أيضاً.
وإني
الملاكان
الأولُ
وهمٌ والآخرُ
جحيمُ الوهم
هوسُ
الطيران
وسكرةُ
الهاوية
في
يدِ الأول
سبعةُ عطورٍ
وفي يدِ الآخر
سبعةٌ أخرى.
وإني
الملاكان
ندمُ
الوقت وظلمةُ
الحرقة
نزقٌ
لامرأةٍ
ولتبدّدِ
امرأة
غلطةٌ
في المعنى
وسوءٌ في
التدبير.
وإني
ملاكانِ في
الضيقِ
الجميل
شريكٌ
في السهر وفي
الرغبة
نجمةُ
الشهوة
ونزولُ المطر
بابٌ
على مشرقِ
الشمس وبابٌ
على القمرِ
كلِّهِ.
ملاكان
لا
يأخذنا هواءٌ
ولا حَرٌّ
لأننا على
قوسِ غمام
لا
تأخذنا ظلمةٌ
لأنه لا يكون
ليل
شفّافان
كملاكِ
المياه
وملاكٍ عازفٍ
بالكنّارة
خسارةٌ
وهواءٌ الى
الخسارة
ثيابنا
عليلةٌ
وعاشقة
كتبٌ
لا تُحصى
وهاوية
التبكيتُ
أرضٌ وسماء
والندمُ
غابة.
وإني
الملاكان
إشتعالُ
المطلق
ولمسةُ النار
المحرَّمة
لا
أحتاج الى
سراج ولا أغلق
الأبواب.
ملاكانِ
طائران
الأولُ
لتطييبِ
الوقت
والآخرُ
لبلورةِ الشرفة
يتجمّر
الأولُ الى
الأبد
والآخرُ يتيه
في الصحراء
وإني
في الموتِ
الثاني ملاكٌ
يلتحف الشمس
وملاكٌ يكون
القمرُ تحت
قدميه
وإني
في الموتِ
الأول مرارةٌ
للضحكة
وخيمةٌ للضوء
واحدٌ
للغيم وواحدٌ
للضجر
مشقةُ
اتحادٍ بين
القسوةِ
والرحمة.
ملاكانِ
للنقائضِ
والتناغمات
رجولةٌ
لتكريم
الأنوثة
صوتٌ
للكفاح وصوتٌ
للنزوح
فتىً
يأكل الحياة
وفتىً تأكله
غلطة.
ملاكان
نثرٌ
وشعرٌ وثمرة.
وإني
الملاكان
المتَّسَعُ
والجسدُ
زجاجةٌ
للعطورِ
وواحدةٌ
لحفظِ
النظرات
لا
يمنعني جدارٌ
لا ينفع عقابٌ
لا تردعني مدينةٌ
ولا تحول دوني
نهاية
وإني
حرائقُ
الطيران
شهوةٌ
صرخةُ
الشهوةِ
ترنيمةُ
الرغبةِ
نارٌ
ورحمة
على
رأسِ شجرةٍ
وعلى الماء.
وملاكانِ
للبوحِ
والغبطة
ملاكانِ
في الوَضَح
يصنعان
التَّلَفَ
المُعطِبَ
ويخفّفان
الثقل
لِـما
تبقّى من
الخمرة
ولاسترجاعِ
الدمِ المراق.
ملاكانِ
للجحيم وندمِ
البحيرة
واحدٌ
لغضبِ الجمر
وواحدٌ
لولادةِ
الماء
يأكلنا
الحبُّ
ونعاسُ
الحبِّ
وتأكلنا
امرأة.
ملاكان
واحدٌ
في شمسِ
الفاكهة
وواحدٌ في
شمسِ الجسد
يحذفنا
الصيفُ ونصير
حزنَ القمح.
وإني
الملاكان
ومعنا
غلطةُ الحياة.
ملاكان
لكفاحِ
الشجرِ في
الصيف
ولخيبةِ
الكفاحِ في الخريف
للحَيرةِ
وزفراتِ
المرايا
للأعينِ
التي تختصر
المشهدَ ولا
تتحمّل صرخة.
وإني
الملاكان
نجتمع
في جبلٍ في
سهلٍ في غيمةٍ
في قمر
في
بحرٍ وفي
صحراء
نجتمع
في الإناءِ
حيث يُكسَر
الخبزُ
والخمر
جحيمٌ
تشمِّس يداً
تكتب وجحيمٌ
تطرّيها في الحرّية
أجنحةٌ
تحترق
وأجنحةٌ تنمو
امرأةٌ
في عطورِ
جسدِها ووردة
ثم
نطير الى
الكتبِ
والغياب.
ملاكان
كلانا
أوّلُ وكلانا
غلطة
يفرّقنا
الوقتُ
ويجمعنا.
الأجنحةُ
السبعةُ تفتح
الأشرعةَ
للأفق
والسبعةُ
الأُخَر تطوي
قمرَ
الاحتراقِ
على البحر.
وإني
الملاكان
خاسراً
رابحاً
للمقامرةِ
والسهرِ
الكثيف
للندمِ
والانتظار
نمعن
في الليل ولا
يتّسع لنا
الليلُ
يذهب
واحدٌ الى
الطرفِ
الشاهق
وينحدر واحدٌ الى
الأسفل
ملاكانِ
لا يستريحان
جسدٌ
وتحليق
يسبحان
في العمرِ ولا
يصلان
جنسٌ
يلتهب وجنسٌ
يلتهم ذاتَهُ
جميلانِ
غائبانِ
كصيفٍ وشتاء
غائبانِ
كشمسٍ وقمر
وجميلانِ
كملاكين.
وإني
الملاكان
تفاحةٌ
وأيقونة
واحدةٌ
للاشتهاء
وواحدةٌ
للابتعاد
الأولى
للخطيئة
والثانية
لمحوِ
الخطيئةِ
تفاحةٌ
وأيقونةٌ
وسحابة
السحابةُ
شمسُ الأرضِ
في الشتاء
قمرُها
في الليل
وضوؤها
في التجربة.
وإني
الملاكان
ولسنا
للحسدِ ولسنا
للغَيرة
لكنْ
للرأفة
لأتعابِ
الضجر
ولسجودِ
البحيرة.
ملاكانِ
اثنان
وشيءٌ
يلمع تحت
العمر
يأخذ
هواءَ
البحيرة
وشجرَ الهواء
يأكلنا
ويحرق عشبَنا
ثم
يغدو ذهبَ
المعنى.
وفي
منتصفِ العمر
يجلس
الملاكانِ
على السدرة
حبيبين
كصوتِ مياهٍ
غزيرة
واحدٌ
من هنا واحدٌ
من هنا
وبينهما بيتٌ
للانهيار
الأول
يروي: الموتُ
غلطة
الثاني
يروي: الحياةُ
غلطة
وقصيدةٌ
تروي غلطةَ
الملاكينِ
معاً.
جارتُنا
الحياة
لستُ
عدوَّكم
يقول
جارُنا
الموتُ
ففي
إحدى الهفوات
كنتُ
ليلَ الحجرِ
والصحراء
وتقريباً
كنتُ كتابَ
العدم
أجوب
الحياةَ حيث
تنبت حنكةُ
الظلّ
ربيباً
لنشوةِ
النعاسِ
والكسل
أحصي
البراري
لأربّي أعشابَ
طفولتي
وأغطّي
مجهولَ الذات
بدعاءِ
النعناع
وسماءِ فصولٍ
هادئة.
لم
أهيّىء شمسَ
الصباح
ليقظةِ
الملاكِ الأولى.
عندما
رفعوني الى
الخشبة كي
أفتحَ العتمَ
لأوجاعِ
الزيتون
لم
يخيِّروني
ولم
يُمهِلوني
عندما أحصَوا
أقنعتي
لأكونَ
المرايا
للستائرِ
المغمضة
وأكونَ
غمدَ الطعنات
لكني
عندما
وصمتْني
اللعنةُ
وسحرتْني
تعاويذُ
الشرور
رميتُ
تبكيتَ
الخيالِ في
السجون
وأغلقْتُ زنزانةَ
وجهي
رحتُ
أنحت صوتَ
الهواء في
سهرةِ الفراغ
لأعاينَ
الذين
يكرهونني
صرتُ
أرتِّب ندوبَ
الروح
وبيادرَ
الموتى
صرتُ
الحكمةَ
والجريمةَ
ولسانَ
الرواة
وأعلنتُ
موتي.
منذ
الله
أُجهِش
تحت القناع
مدحرِجاً
طابةَ الروحِ
في البئر
كنتُ
وحيداً عندما
قطفتُ خزامى
الضوء ويانسونَ
الظلال
من
الجبال
أسدلتُ
غيمةَ الصمت
على حوارِ
النسائمِ والشجرةِ
اليتيمة
وعندما
أشرق المجوسُ
من نباتِ
الأنين
فتحتُ
الرقادَ
وعثرتُ
على صرخةِ
ضوئي.
لكنّ
نجمةَ
اللهِ
لم
تصدِّقْني
في
قمرِ
أحدِ
الأيام.
عندما
افترستْني
غريزةُ
التكرار
لم
أعد أستطيع أن
أدفنَ
تعاويذي
ولا
أن أُجهِزَ
على فسادِ
يديَّ
وعندما
خرجتُ على
الله
لم
أعرف كيف
أختتم دموعَ
متاهتي
لأواسي
صقيعَ الجمر
وأجفّفَ
الشتاء.
لكني
أركع للسكوتِ
المصلّي
وأشرِّع
نوافذَ
المصالحة على
الحديقة
كلَّ
مساءٍ أذرف
الهواءَ
الخفيفَ على
الذكريات
رادماً
عطورَ الحواس
وقيظَ
التفاصيل
أفرش
في السماء
لأقتصَّ من
شمسِ القسوة.
لن
نحبَّكَ أيها
الجارُ
قلنا
له
ولا
الأهلُ
سيفتحون لكَ
قمصانَ
الأعماقِ والكلمات
هم
يرمِّمون
الوقتَ
بعذوبةِ
أرواحِهِم
كلَّ
مساءٍ
يحمّصون
خبزََ الماضي
على نيرانٍ
هادئة
ليقاسموا
عشاءَ هم
السرّي تعبَ
الحياة
لا
يُفصحون عن
هلعِ الوجوهِ
المغمَّسةِ
بنبيذِ اليأس
ولا
عن أعمارِ
الليالي
عندما
يعرّونها
بقناديلهم.
لكنهم
عندما يوقظون
النوم
سيفاخرون
أيها الجارُ
بأنهم
لا يدْعونكَ
الى أمزجةِ
كؤوسهم
ولا
يبادلونكَ
مشاعرَ الودّ
أو
يُهدونكَ
زوفى الندمِ
والغفران
يستطيعون
أن يجافوكَ
ليكثّفوا
غيومَ الوقتِ
والصداقة
أن
يرموا عليكَ
أشواكَ
الكرهِ
والغيم
وفلسفةً
تشبه حجرَ
الكفر
يستطيعون
أن
يبلسموكَ
ويمسحوكَ
بزيتِ
النسيانِ
وغبارِ العقل
ويستطيعون
التباهي
أيها
الجارُ
بأنهم
لا يخشَونكَ
ــ وإنْ
رغيفاً ــ الى
موائدِ
أعمارِهِم
الغاربة.
الأهلُ
يا جارَنا
الموتَ
يمتحنون
جارتَنا الحياةَ
يروِّضون
كآبةَ الزهور
بمياهِ
عيونِهِم
ويُشعِلون
هسيسَ الشعر
في سروةِ
اللغة وحطبِ
الهواء.
نهر
لستُ
شوكةَ الرمال
لستُ الرمادَ
لستُ أرضاً محروقةً
للصديق أو
للعدوّ لستُ
سرابَ المطر. لستُ
للطمأنينة
لستُ لقمةً
سائغةً لستُ
الحائلَ دون
الهواء. لستُ
للبَرّ لستُ
لخرابِ البحر
لستُ شرودَ
الورد في تيهِ
الحقول. لستُ
شهوةَ السبحة
لستُ
القدّيسَ لستُ
رونقَ
الشيطان لستُ
نشوةَ جهنّمَ
لستُ فردوساً
لستُ القمرَ
المظلمَ في
السماء لستُ
الكوابيسَ
ولا وجهاً
كتوماً على
صفحة نهر. لستُ
المستهابَ
بين الملوك
لستُ رئيسَ
المتمرّدين
لستُ بائعَ
الصحف لستُ
قنديلاً في
الأروقة ولا
عتمةً في
الضمير. لستُ
سذاجةَ الديكتاتور
لستُ رياءَ
الديموقراطيّ
لستُ اللفظَ
المرميَّ في
التهلكة. لستُ
الغنيَّ لستُ
الحديثَ
النعمة لستُ
غباءَ
المتواضع.
لستُ مرآةً لستُ
ظاهراً
ملفّعاً لستُ
الفلاّحَ
لستُ البورجوازيَّ
لستُ حزنَ
المستشار
المخلوع. لستُ
رئيسَ
العصابة لستُ
قاطعَ الطرق
لستُ جباناً
ولا شجاعاً
ولستُ إحجامَ
الدُّوار.
لستُ الطاغيةَ
لستُ الراعيَ
الصالح لستُ
الزيتونَ
لستُ حبّةَ
الحنطة
وعصفورَ
الدوريّ. لستُ
فاتحَ الأمم
لستُ داعيةَ
السلام لستُ
المسافةَ بين الفراغ
والأرض. لستُ
جنونَ الغرق
لستُ شرفةً على
التلال لستُ
عاقلَ
المنخفضات
لستُ فظاظةَ الحكمة.
لستُ الدموعَ
لستُ المآقي
لستُ العينين
المثقلتين
بغيرة البصر.
لستُ القحطَ
لستُ الأخضرَ
لستُ توقَ
الصيف
للبساتين
لستُ سياجَ
الهاوية. لستُ
كاتبَ
الموسيقى
لستُ عازفَ الناي
لستُ شبّابةَ
السهول. لستُ
الغلطةَ
المتدارَكة.
لستُ
النحّاتَ لستُ
الغبارَ لستُ
الشكلَ للشكل.
لستُ العلاّمةَ
لستُ
الأمّيَّ
لستُ تألّقَ
الفجيعة بين الكلمات.
لستُ خدعةَ
الطليعيّ
لستُ رتابةَ
الكلاسيكيّ
لستُ
الائتلافَ
لستُ إلفةَ
الأزمنة. لستُ
مرمِّمَ
الخراب لستُ
الباني لستُ
جامعَ الشظايا.
لستُ
الخَمولَ
لستُ
الرحّالةَ
لستُ المكانَ
المكشوفَ
لستُ شهقةَ
القوس لستُ
لجّةَ المرمى.
لستُ
المتفائلَ
لستُ
المتشائمَ لستُ
عدوانَ
التضادّ بين
روحين عذبتين.
لستُ الفاترَ
لستُ الباردَ
لستُ إناءً
للماء الفاتر
والبارد. لستُ
نيرونَ لستُ
لهيبَ روما
لستُ مُخمِدَ
الليل اليائس
في الأزقّة.
لستُ نبيّاً لستُ
محمّداً لستُ
المسيحَ لستُ
مزودَ الفقير
ولا مقبرةً
للأغنياء.
لستُ فرحَ
الغيمة لستُ
الجبلَ لستُ
زاهداً على
جبل. لستُ
الكنزَ لستُ
صوتَ المغنّي.
لستُ الجريحَ
لستُ المندملَ
لستُ
الضحيّةَ لا
لستُ ضحيّةً.
لستُ الجلاّدَ
لستُ
السجّانَ
لستُ قاطعَ
الشرود في راحة
اليدين لستُ
العصيَّ على
الأمل. لستُ
العشبَ لستُ
البستانيَّ
لستُ
الساقيةَ
لستُ تأوّهَ
الساقي. لستُ
طلوعَ الفجر
لستُ عتمةً
لستُ الفجرَ
لعتمة. لستُ
بندقيةً لستُ
العصفورَ للبندقية
لستُ الريشةَ
القتيلةَ في
المهبّ. لستُ
الأوديةَ
لستُ الأنهرَ
للخرير لستُ
الغادرَ
بالحنين الى
بحيرات
الارتماء.
لستُ جنيناً
لستُ شقاءَ
المراهق لستُ
فراسةَ
الكهولةِ الكاذبة
لستُ اليقينَ
الواثقَ لستُ
حجراً في
اندحارِ
هاوية. لستُ
الهجومَ لستُ
التراجعَ
لستُ أرضَ
القتال لستُ
القتلى لستُ
الأشلاءَ لستُ
وهمَ ضربةِ
النرد لستُ
غضبَ الطعنة
الأخيرة. لستُ
المرضَ لستُ
العدوى
لتغلقوا
النوافذَ عند
مروري. لستُ
أعجوبةً
لتحنوا
الرؤوسَ لتلقوا
عليَّ تحيةَ
ذهول. لستُ
الكاملَ لستُ
نصفاً ثانياً
لأكتملَ. لستُ
شمساً لستُ
ظلاً لشمس
لستُ غضباً
للهجير لستُ
الثلوجَ
لعذاب الهجير.
لستُ
المولودَ تحت
الكسوف لستُ
قوسَ القزح
لستُ خسوفَ
القمر. لستُ
ضحكةَ الطفل
لستُ مرارةَ
الذكاء لستُ
النسيانَ
لستُ طفلاً
لأضحكَ. لستُ
صلاةً لستُ
تعويذةً
لأكونَ
أيقونةَ
النذور أو
هلعاً على
الوجوه. لستُ
إلهاً إرهابياً
لتقدّموا
القرابينَ أو
لأقتلَ ما أحبّ
وما لا أحبّ.
لستُ عدوَّ
العناصر
لتكونَ حياةٌ
بدوني.
قالت
النقائضُ
ستغلبكَ
لوعةُ
الاختصار في هذا
المنتصف
سيعتريكَ
شبقُ
الاختلاج
فخُذِ
الحُبَّ
بيديكَ
وانثرْه على
السطوح ليكونَ
خبزَكَ
وعصافيركَ
إجعلْ
رأسكَ شهوةً
لمقصلة
وكنْ
بئراً لنشوةٍ
ونبعاً لأرض
قالت
النقائضُ هذه
حياتُكَ
فعشْها
نهراً
يصنع مجراه من
نفي الصفات.
أكره الحبّ
من
كثرة ما
أحببتُ صرتُ
على مسافةِ يد
لوعةٌ
واحدةٌ في
الكون تكفي
ربما
نظرةٌ
لأردمَ
هوةً بيني
وبين الله
ربما
لا شيء
لأسلّمَ
حياتي
فلم
يعد بيننا ولا
موت تقريباً.
غيمةٌ
زرقاء أو كنزٌ
أو ظلُّ ينبوع
صرتُ
يا لاكتمالِ
الفقر
واخضرارِ
الذهب
أزدهر
بجرحِ الذهول
وأنصقل
بلمعانِ
الجوهر
مجبولاً
برحيقِ
النداء
ونشوةِ
التحليق
أفتتح
الليلَ
لأحبَّ
وأوقظ
الفجرَ
السهرانَ
لأحبَّ أيضاً
عينايَ
تخدِّران
الشعرَ ورأسي
على هاوية من شدة
النزف
يهرقني
زيتُ الأسرار
ويجمِّعني
هوى المطلق
يكثِّرني
الليلُ في
الرقة
ويلوِّحني
كداليةٍ على
الشرفة
مسكوناً
برحيقِ
الدوار
وممزوجاً
بماءِ التلاشي
عاشقاً
زهرةَ ضدّي
ونقصاني
ما
يُجهِز عليَّ
وما لا
يُحتمَل
كأنْ
أبدو مفقوداً
في جميع
الممالك
ومبدَّداً في
ندى الرياحين
ممنوحاً
رغبةَ
الاحتراق في
جنونِ الضوء
ما
يسرقني ما
ينمّيني
وما
يجعلني في
خلودِ الكتب
كأنْ
يُنعَمَ
عليَّ فأكون
فتنةَ
انسجامِ الأغلاط
ولذةَ الغرق
في تناقضاتِ
البحيرة
أنصهر
في معادنِ
الشمس
وأنبت
تحت الصرخةِ
الرهيفة
سحيقاً
في اختراقِ
السرّ وعشبةً
تلامس رعشةَ
الصخر
يجمعني
الهوى تحت
صوّانِ
البيادر
ويذرّيني في حفيفِ
الهواء
أتشظّى
أتلملم
كامناً
في اللجوء
ومفضوحاً في
الغلَبة
أغتني
أتناهى
واحداً
مضرَّجاً في
النزق وفي
الخيال
مجهَّزاً
بهوَسِ البحث
عن أحجارِ
القلب وخاتَمِ
الوقوع
أشفّ
لأغدو في
الكثافة
والغياب
وأُمسي
في الارتماء
على شفاهِ
حافة.
هكذا
وقتي على
أهبتِهِ
هديل
الأرز حين
يشغف
بتوسّلاتِ
الثلوج والعاصفة
مرونة
العطور حين
يأخذها ثوبُ
الهواء
كأنْ
أعودَ الى
الأراضي بعد
الحصاد
مزيَّناً
بالقمح وكرم
اليدين
مشغولاً
بالحمّى
ومدهوناً
بوهجِ الضربة
الأخيرة
كأنْ
أُفتَنَ
بالأعماق كشلاّلٍ
ينزل من عل
أو
كصخرةٍ في
مجرى النهر
كأنْ
أُعطى أنْ
أحلَّ في
الدموع
فلا
يعود شيءٌ
يصلح فيَّ
للانكسار
والعطب
أصير
نضجَ العطب
والانكسار
فتشغلني
خابيةُ الذهب
وتكسرني
تنهبني
تحت هشاشةِ
الشعاع
وتمكِّنني من
المصدر
لا
يبقى مكانٌ لي
لأنتظرَ
وأُنتَظَر
يُرسَل
قلبي في كلِّ
الأمكنة
فتسألونني
كيف لا أختنق
بأسبابِ هذا
الحبّ وشدةِ
العاصفة
وتسألونني
كيف
أحتمل هولَ
هذا الانصياع
كيف
أقرأ المعاصي
أو أكتب
كيف
تتقطّع
أوصالي
لتنتحرَ فلا
أفلح
كيف
تتسع رئتايَ
بعد الآن وكيف
أعيد بناءَ المشهد
تسألونني
كيف أرتّب
الحياةَ
اليومية في
هذه الجحيم
كيف
أعيش وأموت.
عندما
وصلتُ الى
الفجر
أجهزتُ
على الأعداء
قبل أن يعلموا
بشمسي
أما
الأصدقاء فلم
أرأف
بأحلامهم
لم
أترك خيالاً
ولا قمةَ جبلٍ
لينزلوا الى
حيث أقيم
عندما
كشفوني كنتُ
قد صرتُ ملكاً
على الملوك
وقصيدةً
ليّنةً
كأفكارِ
الهواء
ثم
عصفوراً يطير
في الحريق.
ترشقونني
بالأجمل لأني
في الجحيم
تستنكرون
حذاقتي
لأن
جميعَ ما أراه
يصير منّي
قد
يُخيَّل
للبعض أنه
القَدَر
قد
ترمونني
بالذكاء
قد
تظنّونني
أربّي سبائكَ
الذهبِ
والقمر
لأصنعَ
منازلَ لشمسِ
عينيَّ
وحبراً
وأوراقاً
لمتونِ الكتب.
لا
هدايا أمنحها
سوايَ
راحتايَ
لا توصفان
لأني مشغولٌ
بتطريز الحفيف
حافّتي
ماجنة
ومحفوفٌ هو
النزولُ الى
روحي.
تقترحون
عليَّ أن
أتنازلَ عن
أنهاري
تبحثون
عن تلك المرأة
عن
عنوانها
الشعري
عن
إرتمائها
الخفيف في
جروحِ الحبر
عن
جسدها
المطرّى
بشراهةِ
الينابيع
عن
وهجها
المعتّق
بكستناءِ
الساهرين
عن
ليلها
المشغولِ
بالشغف
عن
النبيذ
ناضحاً من
قميصها على
الأرض
عن
الماء عندما
يتكهرب
عن
نشوبِ القوس
ورأسِ الحربة
عندما
يخترقان الليل
عن
صرخةِ الكون
عندما ترتعش
تسألون
إذاً عن الشبق
عن
الله أوانَ
يحسد
الشيطانَ
والبشر
تريدون
إذاً بياناً
شعرياً بموتٍ
تشيعه في
الأنحاء
بحريقٍ
يبزغ في ثلج
الليل
تسألون
عن عبوري
هادئاً
عن
أسبابِ جنوني
عن
الترويضِ
الذي أدجّن به
الوقت
عن
حياتي حين
تُراق.
تريدون
إذاً حكايةً
عن ماناي...
خذوها
من كتبٍ
كتبْتُها ولم
أكتبْها
من
جنونٍ يُقبَض
عليه
من
جنونٍ تعجز
الحكمة أن تلاحقَه
في فتنةِ
الليل
خذوها
من روحي عندما
تشرق كوردة
من
روحٍ لا تخضع
لمشهدِ البصر
خذوها
أيضاً من
صمتيَ الأجمل
من
رغيفِ الحلم
خذوني
مكسوراً
وجبّاراً
طاغيةً
وظلاً
شارداً
ومتوقّدَ
الذهن
كثيراً
في السكوت
وقليلاً في
التعبير
كثيفاً
كطعنةِ الشبق
أو كدوخةِ نبع
كتاباً
يتحرّق الى
ضوءِ الحبر
وقلباً
كخيالٍ ينتظر.
تريدون
عنوانَها
خذوني
فلا
ميراثَ أتركه
سواها
المنهوبةُ
الغنيةُ كما
لم تُنهَبْ
كنوزٌ عند
افتتاحِ
المدن
المأكولةُ
كما لم تؤكلْ
شهوة
المسهَّرَةُ
في شغفي
كغيمةٍ لا
تطيق ثوبها
المسهَّرَةُ
عاريةً كما لم
تُسهَّرْ نجمةٌ
على هاوية
المتعَّبةُ
بالهجس لأني
متعَبٌ
كهزيمةٍ غالبة
أو كنرجسٍ
يعشق موته
المسكَّنةُ
في بساتينَ
غافية
والميقَّظةُ
من فرطِ
الليلِ
الممزوجِ
برحيقِ
العينين
خذوها
تلك المرأة من
حياةٍ لن
تعرفوها
غريبةً
متلوّيةً في
راحةِ اليدين
بكثافةِ
الله حين يسيل
في غيبوبةِ
الشعر.
من
كثرةِ ما
أحببتُ
لم
يعدْ حبٌّ
لأحبَّ
لم
يعدْ لي مطرحٌ
في الوقت ولا
مشاعرُ في
الأمكنة
جمَّعني
الحبُّ
وبدَّدني
جعلني
وعتَّقني
خضَّعني
ونقَّاني
صرتُ
خمرةً وخابية
ولأجلِهِ
عرفتُ أن
واحداً منا
يجب أن يُقتَل
فكان
لا بدّ أن
تقتتلَ نفسي
لأني
قاتلاً أكره
أن أكون.
من
كثرة ما
أحببتُ كان
عليَّ أن
أنتحرَ كي لا أفقدَ
معنايَ
صرتُ
كلما
استيقظتُ
أبحث عن حبلٍ
لأتدلّى
وعندما
عثرتُ مرةً
على جبلٍ عالٍ
صعدتُ لأكتشفَ
أني عاطلٌ عن
الحياة
هكذا
أعلنتُ
انتحاري لأني
ربحتُ
الكثافةَ وصرتُ
في الجوهر
فماذا
كنتُ فعلتُ لو
أمعنتُ في
الحياة
لو
رويتُ
لو
أفلتتْ غيومي
من براثنِ
كثافتي
وسيولتي
لو
خرقتْ أفكاري
عتمةَ المياه
وراء السدود
وذهبتْ
الى بحيراتِ
الفجرِ
واللغات
لو
فتحتُ
انتصافَ
الليل على
عذابِ
الصحراء
لو
أسلستُ
القيادَ
لأعاصيري
لو
تركتُ يديَّ
تقترفان
هفواتِ
الحبرِ واللمس
لو
قتلتُ أتباعي
وجنودي
لأتحرّرَ من
حرّاسِ يأسي
وهابيل
عينيَّ
لو
سافرتْ سجوني
وتركتْني في
عهدةِ
الخيولِ المهلوِسة
لو
استطاع كلامي
أن يظلَّ
عارياً
كفضيلةِ المرآة
لو
كتبتُ
لو
فككتُ لغةَ
صمتي وتيهَ
شرودي
لو
مهّدتُ جبالَ
غموضي ونزلتُ
الى السهول
فكم
كنتُ سأسفك
وأعاود
الصعودَ الى
صراعِ كثافتي
وسيولتي
حاملاً
حكمةَ أوجاعي
لتكونَ
فريسةَ
عهودكِ
لكنْ
لو
تعرفين كم
أدوّخ
اعتكافي
كم
يطير وقتي من
سماءِ قلبكِ
وأجعل
خبزي طعاماً
لطيورِ برّكِ
ودموعي مياهاً
لعطشِ
البساتين
لو
تعرفين كيف
أمضي حياتي
كيف
أستجمع هواءً
من بلادِ خيالكِ
وأُفتي
بالانتقام
ليكونَ
سبيلكِ الى
غموضِ المعرفة
لتفوزي
بظلالي
كمساءاتٍ
تنام في حلكةِ
الغدِ
والذكريات
كم
أكره بخلَ
كلامي وحبّي
كم
يجرفني كفري
واهتزازُ
يقيني
كم
أقاتل رأسي
لأجلكِ
وكم
يُغنيني أني
في عرينِ
وحدتكِ وتحت
صمتكِ
لتفوزَ
قسماتُ وجهي
بكثافةِ أقنعتكِ.
لكنْ
لو
تعرفين
من
كثرة ما
أحببتُ
بتُّ
أسيل كينبوعٍ
في النهرِ
الأخير
لا
أعيش بل أراقب
عمري خالياً
مني
فماذا
أفعل لأجهزَ
عليه
لأكرهَ
الحبَّ
ماذا
أفعل لأحبَّ
أكثرَ من
حبّي؟
عري
تأوهاتكِ
ليّنة
شعاعٌ
يشقّ دربَهُ
الى أوّلِ
الفجر
عنبٌ
مهيّأٌ ليُشمَّسَ
تحت المغيب
جرسٌ
لكنيسةٍ
نائية
وتفوحين
من حناياكِ في
عتمةٍ هائلة
وينصت
صوتكِ كيف
تترقرقين
ببقية
الهَوَس كنهرٍ
من الأعالي
فتروحين
تغرقين في
نداءِ لوحة
بشهوةِ
صمتٍ جارح.
لم
أشأ أن أرشدكِ
الى الصحو فمن
يوقظ نائمةً يقِظة
وهل
أعمىً يرشد
سكرى الى
هاوية؟
بيّنةٌ
وغامضةٌ
كسبيكةِ ذهب
وبكِ
أنا بين الوهم
والحسّ
أشياءُ
روحكِ على
هشيمي تستجيب
عراؤكِ
الغامض يا
لَوضوحِهِ
يتلوّى
بشهوةِ مَن
يسكر بحجمِهِ
في فراغ
مع
ذلك لا شيءَ
يحول دون
الافتراض
أن
الحياةَ
شهقةٌ
مغموسةٌ
بعسلِ عينيكِ
الضارعتين
لا
شيءَ يتربّص
بإيقاعِ
يديكِ
عندما
تستنجدان
بإغماءةِ
هواءٍ طلق
لا
شيءَ يدجّن
أصابعكِ
عندما
تنغرز في
جروحي
على
غرار وردةٍ
تضرّج ضميرَ
الصحراء.
هواءٌ
ناعسٌ يلفع
عريكِ بحريقٍ
خفيف
يمنح
الحواسَ لذةَ
أن تحيا
كعطورٍ تشتعل.
لم
يكن الخارجُ
ضئيلاً لكن
جروحَهُ تعرف
طيوبها
وكيف
تلتئم بهَوَسِ
الغرفة
باتحادِ
مَن يمتلىء.
شجرةٌ
سكرى تنعطف
عليكِ
تخاطبينها
من فرطِ
عينيها
الناظرتينِ
إليكِ
جسدُكِ
يقترب من
دموعِهِ
مطرٌ
خافتٌ في آخرِ
هذا الصيف
لم
يمنعكِ من
التلوّي في
حفيفكِ
المخدِّر
ولا
الرذاذُ
البخيلُ حين
ينعس على
النافذة
الستائرُ
المسكونةُ
بالنظرات لم
تنسدل
لأنكِ
في ليلٍ جامح
لكنّ
ليلَ جسمكِ
ليس أقلَّ
بل
تعزّزين
الظلمةَ
بألوانٍ من
عتمةِ عرائكِ
الداخليّ
الآن
تدركين
وآنذاك
كم
أنتِ كثيرةٌ
وبيضاءُ
وشديدةُ
الحُلْكة والتهلكة
وتدركين
غداً وفي كلِّ
آنٍ عمقَ
اللذةِ المفترضة
إذ
تلوذين
بجسدكِ
الهاربِ الى مائِهِ
تفعلين
هذا كمن يشتهي
أن يكونَ
شجرةَ كرز
أو
يلوذ بموجةٍ
صاخبة
تفعلين
لأن قَدَرَكِ
أن تكوني مأوى
السعير
فيا
لَعرائكِ
الطائشِ في
بياضِ
الكلمات
تعرفين
وتتجاهلين كم
يرفعكِ
الهَوَسُ الى
أعلى الصارية
كم
يُفضي بكِ الى
هاوية عندما
تتخلّين عن
غوايةِ الضوء
نجمةٌ
قد تأوهتْ
عميقاً قبل أن
تنصتَ إليكِ
قبل
أن تغادرَ
نارَ سمائها
لتأوي إليكِ
هكذا
تعثرين على
السرّ في
موهبةِ جسدكِ
وفي
انتحارِ
العقل ترشدين
لذّتكِ
المستعصية
الى مينائها
العاصيةُ
لذّتُكِ
تستجيب دعاءَ
مرساتها
في
آهةٍ تترنّح
في
سَفَرٍ حين
يشبه صدفةَ
يديكِ
في
فوضاكِ التي
من كثافةِ
الخريف
فوضاكِ
التي عتمةٌ
عند الشفير
كالتي
على الشفا
حين
أنكِ تفاحةُ
آخرِ الصيف
حين
تختلـين
بأرضٍ ناضجة
كذهبٍ تلوّحه
شمسُ الحصاد
حين
أني حطبُكِ
ونارُكِ
خبزُكِ
وزيتونُكِ
حين
أني أحرس
غابتَكِ
وعصفورَكِ
حين
أختفي في
طيّاتكِ كمن
تؤويه غيمة
حين
أننا خلوةُ
مكانٍ بذاته
فماذا
يبقى خارجَ
هذه الليلة
خارجَ
هذا
الاحتفالِ
كلِّه
ماذا
يبقى من سببٍ
للحياة
ماذا
يبقى من سببٍ
للموت؟!
حوار
ترتعشين
في الحَرّ
صفصافةً نشوى
على نهر
مدّي
بساطَ الأفقِ
تحتنا
ولأُنادِ
الهاويةَ
ضوءَ
كِ
نجمةً
غافلةً عن
الفلك
هاتي
المساءَ
الهاجمَ
برعونةِ
الأشقياء لأضفرَه
عليكِ
وأحولَ
دون الذين في
الخارج
هاتيه
وليتبلّلَ
بآهاتِ زيتكِ
المبارَك
بالغزيرِ
المنتفضِ منه
بالأبيضِ
المتلبِّد
ليظلَّ
الكنزُ
مجمَّراً
الى
الصحراءِ
واليقظةِ
الناعسة.
يؤلمني
الجوعُ أيها
الرجل
يضعني
في ريحٍ عاتية
في
الريح حين لا
تتحرّك
يودِعني
تحت سكوتِ
المقصلة
يتلوّى
ويكويني
أنقلْني
إذاً الى
مطارحَ قصوى
الى
الشراهةِ حين
لا تنتهي
إمنعْ
عنّي فقرَ
الجسد ولوعةَ
الجوع
صوِّبْ
إذاً أيها
الفتى صوِّبْ
جيّداً وعميقاً
ثم
اجعلْ شيئكَ
على سطحِ
البحيرة
كثِّرْني،
لوِّعْني
إفعلْني
حديقةً للزرع
للأخضرِ
اليانع،
لعبورِ
الملائكة
وللإهراق
ثم
لا تَدَعِ
الظلالَ تأخذ
علينا حدّةَ
الصيف
أو
تحتلّ الحريق.
الماءَ
أَلاَ
تريدين
الماءَ أيتها
الحرون
على
ورقتي
المتيَّمة
بالعطش
رطِّبيني
بالماء
ليغمرَني
الماء
ليليِّنَ
وطأتكِ
ثم
لننطفىء معاً
أيتها المرأة
لنأوِ
تحت لحافِ
الجمر
غداً
يحكمنا
الضباب
نامي
لأكونَ
فراشكِ
لتكوني
السماء
ستستيقظين
عندما يدخل
الوقت في
غيبوبة
فنصير
تحت قوسِ
الوئامِ
المخدَّرِ
بهلوساتِ
التيه...
تستهويني
فتنةُ الوقت
ذوِّبْني
أيها الرجل
هيِّئْني
بالجمرِ
بالرماد
قشِّرْني
لوِّحني
زبيباً على
شمسِ السطوح
ملِّكْني
الزروعَ
والشجرَ
والظلال
هاتِ
الينابيعَ
تبزغ هناك
جهِّزْني
بالعري
نوِّمْني
في العتمة
في
ضبابِ اليدين
في
أوهامِ
ثيابكَ على
الأرض
حرِّكْ
صفحةَ الوقتِ
الغافي
إجتزِ
المسافةَ
بوحشِ
الرويّةِ
العارفة
بحنكةِ
الافتراس
وتابعْ...
... هاي
أيها الرجل
نسيتُ
إسمكَ في
العرين
ضيَّعتُ
كلاماً تحت
العتمة
ليبتسمْ
لي
ليبتسمْ
دائماً
وامنعْهُ عن
شرود
فعندما
أصل الى
غزارةِ النبع
أخشى وحدتي
بعد صحراء
أعِرْني
الآن شجرتكَ
والفجرَ
وانتباهَ
الفجر
ونجمةَ
الصبحِ
الوحيدة
وعينيكَ
لأراكَ
أعِرْني
قلبكَ لآكلَ
جوعي.
يا
لَشهوةِ
الماء،
لَغوايةِ
الوصول،
لَلجنونِ
عندما يسترشد
فجأةً
ثم
يكون الشرودُ
علامةَ الرضا
أيتها المرأة
ويصير
الصمتُ كمالَ
المعنى.
صوِّبيني
الآن
بالتغيّبِ
الناعس
بالمواتِ
الجميل
الوصولُ
مدعاةُ الندم
حسرةٌ
أيضاً.
بلِّلْه
بندى كلِّ
الأوقات
طيِّبْه
بالآقاح
مرِّرْ
يديكَ على
الأفق
أغمرْه
بحيرةً على
خريرِ
الشلاّل
على
النزولِ
الجمِّ
هدِّئْه
بسعيرٍ
يوسِّع
الأراضي
روِّضْه
بالحركات
بسكرةِ
الحركاتِ فوق
هاوية
لوِّحْه
بالوهم
ثمّ
ارفعْني
صلاةً عليكَ
الى
أن يستتبَّ
مواتُكَ في
أعماقِ
الدموع
وفي
الأعماق.
... هاي
أيتها المرأة!
لا
تزعلي بسبب
الشرود
غيبوبةُ
وقتٍ تلي
الكمال
تأوّهاتٌ
تغمر هاوية.
هاكِ
المتّسعَ
للعودة
بعد
قليل
تجدين
رحابةً
لنفرشَ
الليلَ بحبقِ
الشهقاتِ.
فتِّحْهُ
الآن أيضاً...
لا
تفتِّحي صمتي
يناديني
تمامُ
الأشياء
تخزينُ
الماءِ في
الأجاجين
نجاةُ
الرطوبة
غداً
تعود روحي في
هذا الصمت
من
انتظارِ
أقبيةٍ
معتَّقة
الى
نبيذكِ الحيّ
غداً
تسفِّركِ الى
الأجاجين.
شمس
الزيارة
لاعِبْني
دلِّكْ
بابَ البيت
بفتنةِ
الرطوبة
ليِّنْهُ
ليزيحَ عشبَ
الانتظار عن
أوّلِ الحديقة
مرِّنْه
ليفتحَ
الطريقَ الى
غموضِ اليمّ
غمِّسْ
ثغرَهُ
بنداكَ ليندى
كمثْلِ
شفتين
متوسّلتين
جمِّرْهُ
بشمسِ
الزيارة
لينضج
ريِّحْهُ
بمراهمِ
العطر
ليتنفّس
شعِّلْهُ
وسعِّرْهُ
أعجنْهُ
بالرّيقِ
وغنِّجْهُ
زيِّنْهُ
بياسمينكَ
ليطيبَ كسهرة
كرِّمْهُ
بغفلةِ
الراحة
إجعلْه
شديدَ القتال
ليبتسم
ألدغْهُ
بحنكةِ
المفاجأة
وراوِدْهُ
بظلالِ قبلة
ناوِشْهُ
بالهرب
وأرهِقْهُ
بوعدِ الوصول
هدِّئهُ
وعذِّبْهُ
ليقرَّ على
الجنون
مسِّدْهُ
لتستيقظَ
الدارُ من
الداخل
فتجذب
روحكَ الى
مأوى الجمر
آنذاك
نوِّرْ
عبورَكَ
بالحريقِ
والعتمةِ الموشوِشة
برِّدْه
بالحوارِ على
الوجهِ كلّما
قارب الفراغ
إجعلْ
مقامَهُ في
أعماقِ البيت
ليجمعَ
الماءَ
بالماء
وينتفضَ
عنا ما فينا
من الفضلة
فهذا
هو حبّ.
جوِّعْني
لأكونَ
لبوءةَ
الضجرانِ في
وحشةِ الدغلِ
الليلي
لأناغشَ
سطحكَ
النافرَ
بحدّةِ
أسناني
لأداوي
حطبَكَ
المتحفّز
لألمّكَ
كطفولةٍ
رعناء
لأنتشلكَ
من المكتوم
لأنزلَ
بكَ الى
المائدةِ
لأنهبَكَ
وارثاً للعرش
مليكاً
مخلوعاً
الى
أن أفترشَ
شجرتكَ
وألتهمَ
طعامكَ.
عطِّشْني
ونهِّمْني
طمِّعْني
شرِّهْني
بذِّلْني
وقدِّسْني
لتنضحَ
البئرُ
الغريقةُ
بحجةِ
الإدمان
لتزهِّرَ
عينُ الماءِ
بتفّاحِ
الرغبة.
صحِّرْني
نشِّفْني
غالِبْني
بقليلِ
الرذاذ
شمِّسْني
بصراخِ الحمم
وظمِّئْني
بغيمٍ بخيل
عرِّشْ
كرمتي
وقلِّمْني
كرِّمْني
ورئِّسْني
أرضَكَ
ومشاعَكَ
لأتمكّنَ من
قمحِ البيادر
أرهزْني
وجوِّدْني
جمِّعْني
ماءَ سراب
ليفترَّ
العيدُ تحت
الشهوةِ
اليائسة
ويرتفعَ
نخيلكَ فوق
الغليانِ
والهطول.
عرِّفْني
وجهِّلْني
روِّضْني
ونزِّقْني
وأغِثْني
وأطْعِمْني
نزِّهْني
على زهرةِ
عرفكَ
طيِّبْني
وملِّحْني
وصرِّخْني
نوِّمْني
ويقِّظْني
وهدْهِدْني
لأتهادى
تقولين
ولأصلَ
الى الميناء
على موجِ
البللِ
الأخير.
...
ترفعين
إقبالَكِ فوق
الهتاف
بصوتكِ
السرّيّ
رغوةُ الحديقة
ثم
تنسَين صوتكِ
جانحاً
كمركبٍ
يجنِّن شراعه
تحتجّين
لأني مشَّطتُ
عشبَكِ
بهديلِ الغيوم
ورعونةِ
النزولِ
العميق
لأني
نوَّمتُ
يقظةَ
الأشجار
ومنحتُ
الثمرَ لذةَ
أن يهوي في
سلّةِ العتمة
ولأني
أكلتُ خبزَ
يديكِ
وقدميكِ
والكرزَ
المضمَّخَ
بهواءِ
الروابي
وحنكةِ الفم
ولأني
تحتجّين
لم
أتركَ ظلاً
يقي عصفورَكِ
قيظَ الشهوةِ
المقبلة.
...
آنذاك
حين
ينزل
قلبي
ليهجعَ
إليكِ
يلمع
جنسكِ
عميقاً
تحت
موشور
الليل
الأنيق
فذلك
حقاً
يكون
قمر
الحبّ.
رفيف
كان
وجهُها
منسحباً الى
أحوالِهِ في
العتمة
حديقةٌ
تبدأ من
عطورها ولا
سياج
صلواتُ
أيقونةٍ
خاطئة وفتنةُ
ضوء
جمرُ
لهاثٍ
وشفتانِ
تأكلانِ
قربانةَ
الليل
لمعانُ
أسنانها
يشتعل بلا صوت
يداها
الفوضويتان
مِتعتان في
جِواريَ المظلم
غرائزُ
حركاتها
حفيفُ أفكارٍ
وقصائد.
لم
تكن تفعل
شيئاً يُذكر
جسمُها
يرتدي ليلَ
المكان
وليلاً تجمّع
عليه
ركبتاها
العاريتانِ
الى أعلى
كليلتانِ
مهمَلتانِ
شاعرتان
متعتانِ
وتشبهان
الرذاذَ
الغافي
الليلُ
الأهوجُ
عليهما
منحدراً
الى الكاحلين
دكنةُ
عسلٍ افريقي
شمسانِ
ساقانِ بل
حمحمةُ صوتين
لا
شيء يُذكَر
سوى
غموضِهِما
فليس
واضحاً ماذا
يُحدِث هذا
العريَ
لا
شيءَ سوى
رفيفِ عصافير
من
تأوّهِ
الركبتين.
حُلْكة
كنّا
داخل سيارة
ثيابُها
القليلةُ
تموء
المقعدُ
متأوّهٌ من
حنانِهِ
في
الخارج
منارةٌ
ساهرةٌ في
ماءِ
الانتظار
لهاثٌ
مهلِكٌ
بحرارتِهِ
الرذاذُ
المتهالكُ لم
يحتمل
غيرتَهُ.
جسدُها
العارفُ كان
منارتَنا في
الميناء
المساءُ
المتراخي من
عينيها رتّب
أحلامَ
أيدينا
وحُلْكةُ
جسمِها
أشاعتْ
توسّلاً في
الجوار.
كانت
تفترّ في
غموضِ صمتِها
وجسمُها
يزيح غبشاً عن
القلب
صفاؤها
كثّف صيفَنا
النزِق
ضحكتُها
عطّرتِ
السوادَ
المبدَّدَ
بنزولِ القمر
والشارعُ
المثخنُ
بالزوّار
انضمّتْ
إلينا أشجارُهُ
جوقةً من
الجواري.
كانت
عميقةً
كغموضِ ما
تضافر من
يديَّ
يداها
أعجوبتانِ
وترفعانِ
الغريق
زورقُها
يجعل وطأتَها
ليّنةً
كبحيرة
لم
أعرف ضوءَ ها
إلاّ حين
نزلتْ أعمقَ
حكمةُ
جمرٍ حين أطبق
على مأواه
الأشياءُ
المرتَّبةُ
انسحبتْ الى
أحوالنا
في
غيمةِ وجهِها
تبدّد
هولُ السماءِ
أضواءُ
الشارعِ
زيّنت
القناديلَ
بحميّاها
الواجهاتُ
انحنتْ
كان
المشاةُ
يرسلون
وشوشاتِهِم
شظايانا
انسدلتْ على
المرآةِ
المتأوّهة.
المراكبُ
التي تاهت في
بحرِنا عادت
تهتدي الى
بحرِ الميناء.