Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

من «إفتحي الأيام لأختفي وراءها»

لكنْ، مَن أنا لأكونَ راويكِ!

قلبُكِ الذي نزل على أصابعي فتح بيتاً ودعاني.

 

 

مكتوبةً للصيد والطريدة

تبدأين أعمارَكِ باختراع الكلمات

وعندما تلمسين الحروفَ يعمّ السحر

وتعيدين اكتشافَ الحياة

للذين تقتلهم أعمارهم

للذين يسكنون في الانتظار

والذين لم يولدوا بعد

يغمركِ نحلُ الجناس

ويعيد تشكيل معانيكِ

وعندما تؤلّفين بين المنيّة والأمنية

تصيرين قفيرَ الموت ولغةَ الشعر

وتصيرين عسلَ الله

زهرةَ منتصف الليل وإلفةَ الجحيم والفردوس

كيمياءَ الصدفة التي تشيع لذةَ الاقتران بالموت

وبثِّ الحياة في الأنحاء التي تعبرين

ويصير يكفيكِ في نومكِ وفي يقظتكِ

أن تسافري في نجمة الذات لتقنصي الخيالَ ولحظةَ هبوب القلب

الى أن يزدادَ شعبكِ كأعجوبة

وتعشقَ الحياةُ سعادةَ أن تحيا وتهلك

فتُردين القتيلَ قبل أن ترَيْه وتكتبين الحكاية.

ها هو النهار

أبدأ بالجسم المكسور

تجرحني المصافحاتُ ويؤلمني هوسُ الضجة

غارقاً في رمل الوقت

لا تليّنني رائحةُ نافذة ولا ورودُ التأملات

لا المراوغةُ تجديني ولا الهربُ ثم لا ميناء

مشتهياً كسرةَ خبزٍ من أوقاتكِ عندما لا تجيئين

ومشتهياً قسوتَكِ الليّنة ولا أحتمل

تنزلين على الحياة ولا وطأةَ لكِ

تحدّدكِ نزواتُكِ الطيبة وتسوِّرين إقامتَكِ بهاوية الرجوع

تقيمين في أعلى الخيال وعندما تطلّىن على حافة البحر

تأخذين المدينة بلا مقاومة

فافتحي الأيامَ كي أرتمي عليكِ

إذهبي بعينيَّ كي لا أخسرَ نظرةً

أستري روحي كي أمنعَ بصرَكِ عني

غادري كي أختفي وراءَ حبِّي.

 

لا قناعي يمنع الفضيحة

ولا اشتعالُ الزهد يبدّدني عنكِ

زيتُكِ شمسُ سراجي

نارُهُ تجنّن صمتي

وعتمتُهُ تجعلكِ بيضاءَ.

 

المدائح!

لا تُجديني المدائح ولا تصل إليكِ

تفضّلين الصمتَ كي أخاطبَكِ

لكن منابرَ سكوتي محطَّمة وصوتيَ لا يرتفع

أجافيكِ وأتجنّب خوضَ غمارِكِ في اليمّ وملاقاتَكِ في البيداء

أذهب إليكِ مسافراً بلا زاد

أهرب وأصل فكيف أداري نفسي وأين أغمض بصري

أفاتحكِ بالعينين وغيمةُ قلبيَ البيضاء رداؤكِ

وأنا أدنى إليكِ من مرورِ عصفورٍ بغابة

أريدكِ من أعلى القرى الى أعماق الأنهر

ومن رنين الوَضَح في الظلمة الى خفايا أنحائكِ السبع

وأريدكِ عن غَيرة الأفكار وعن الرجال جميعاً

ومعي عدّةُ الحرص على الجنون والتنكيل بالحكمة

أقاربكِ بالجزء للكلّ

مرتقياً كي أهديكِ تهدّلَ أغصانِ الأرز وأزهارِ الانتظار

حاملاً سكوتيَ المطالِب

كي أكاشفَكِ صحراءَ قلّتي وخوفي!

أخاطبكِ وأقصد هروبَ نظراتِ الفاكهة

امرأةً تجيء لتكونَ كلَّ جهة

تكتب لجسدها الضحكة وتفتّح لي جروحَ مائها

وبعينيها المهملتين تكرّ العتمة وتعثر عليّ

امرأةً تضعني في كلّ الأمكنة ثم لا تجدني

لأني في ثوب الهواء

وهكذا أخاطبكِ

ويداكِ تحوكان نسيجَ الوقت

فأحضر ويحضر سواي

شخصٌ واحدٌ وأشخاصٌ ثم لا أحد

شعوبُ غرائزَ وغياب

وإلاّ ماذا ينفع إنْ لم أمنعِ التكرار وأقع خارج الوقت!

أخاطبكِ ونظراتي طائشة

عينايَ عليكِ وفي كلّ مكان

وكم يُتعبني أن أكونَ مبدّداً هكذا

وكم أغيب ويحضر جسدي فإذا هو طيفٌ كاذب

لا جنسَ يحصيني ولا عناق

لا فراقَ يعيدني الى نصابي ونزولي على نفسي

حاضراً ومنهمكاً ومبتعداً

فاشلاً وباهراً وغامضاً

ثم جارحاً كطعم العسل والأغنية

أنا الخارجُ على الوقت وأنا لحظةُ النظر.

 

ولأعترفْ

كان يمنعني عنكِ كلُّ هربٍ يركض فيّ

وكان يمنعني عنكِ خوفي على المعنى

وكم كان يضنيني أن أغيبَ مثلَ شمسٍ وراء غيمة

ومثلَ قمرٍ في نهار

لكني عرفتُ سذاجةَ هجرتي

وعرفتُ أن غيابي احتجابُ العودة الى الرحم

لأني منتظرُكِ وغائبُكِ ولأني أغدر بهربي

فكم هائلٌ ما تفعلين

ثم كم وكم عندما أهرب لأن كلَّ عثورٍ مانعٌ عن الكل

فأكون في استيلائكِ عليّ وفي نزولكِ على هروب جسدي.

 

ولأعترفْ

أجدكِ عندما تصلين الى صحراء نفسي

وصحراءُ نفسي لا شجرةَ فيها سواي

تجدينني ولا تستطيعين البقاء طويلاً لأني صحراءُ الله

وعندما أتوب الى هربي فلكي لا تصبحَ الأرضُ ضيّقةً

ولا المتاهةُ ميناءَ خلاصٍ جزئيّ

ثم أجدكِ عندما يعييني البحثُ عن سماءٍ مفتوحة

وعندما أعثر عليكِ فإنما تحت سقفِ الشعر

وإذا أمطرتْ أقول ها هي تمطر في كلّ الأمكنة

لأني أحبّ البقاء ولا أعود قادراً على الهرب

وكلما رأيتُ نفسي عائداً الى بيتِ جسدي أعثر عليكِ كأنما على بيتي الضائع

من هجراني أعود وهذا لسببِكِ الأشدّ جمالاً من حياتي

ومثل هذا يجعلني خالصاً من الوقت ومن المكان

ويمنحني اسمي حرّاً ومكبّلاً ثم حرّاً منه

فأخاطبكِ بصوتي وبغيرِهِ ثم أقتل صوتَ غيري

وأنزل عليكِ

وأخاطبكِ

لأنكِ تريقين نبيذَ ضجري فيظلّ خيالُنا مرتوياً

لكني أخاطبكِ وعيناي تفتشان عن شقيقٍ ضائع

وأخاطبكِ لأني مقتضَبٌ كشمسٍ لا تشرق طويلاً

كحياةٍ في قطبٍ تغمره الظلمة

وها هو جسدي يعبرني ولا يضعني.

أذهب الى مسائكِ ومعي جمرُ الاعتذار

أجعلكِ وسيطاً بين قلبي ولفظي لتدمليهما باحمرارِ الوجنتين

أنجز الوقتَ

وأحوك الليل دثاراً لضحكتِكِ الكارجة

أسترق النظرَ إليكِ من غيرةِ عينيّ

كي أختلسكِ من جسدِكِ

كي أنهبَ كلّ ما أستطيع ولا أعلن

كي أراكِ مرةً وحيدةً بكمالِ الرؤية

كي لا تعرفي أني ضعيفُكِ

كي تعرفي كم أنا ضعيفُكِ

كي لا أعرفَ أني أحببتُكِ

كي أعرفَ أني أحببتُكِ

كي لا أفقدَ حباً لا ينازعني أحدٌ عليه

كي أكونَ أعينَ كلِّ الذين يحبّونكِ

كي يتوافدَ أحبّتُكِ من قلبي فأوزّعهم على منازلِكِ السبعة

آنيةً لباقاتِ الخزامى

كي أهيّئَ الحطبَ لتشعلي الطريقَ أمام أفكارِكِ

كي أرتّبَ بيتي لموسيقى عشّاقِكِ ولجنونِ الآخرين في جسدِكِ

كي أرسمَ قمرَ العشّاقِ على العتمة

ليكونَ نافذةً على كلِّ خيال

كي أسعفَ الذين يحبّونكِ بحبّي

كي إذا بلغوا ميناءَ كِ يصلوا بمراكبي الكثيرة

كي في عتمةِ يديكِ

أصيرَ قناعَ مَن يدلّكون أحزانَ روحِكِ بالشعر ولعنةَ جسدِكِ بالجنس

كي تباركَني لعنةُ الماضي وتُغويني لعنةُ خلْق الحاضر

كي أُعدَّ طعامَ الصداقة لتنشغلي بالوليمة بدلَ السَّفَرِ في الهاوية 

كي أسكبَ نبيذَكِ الأبيض على رخامِ الوقت

كي أرتضي أن أكونَ فُتاتاً لانتقامِ الجوع بعد عودتِكِ من كلِّ حبٍّ وخيبة

كي أجعلَ عينيكِ مرآةً للنظر إليّ كلّما غامتْ روحي تحت عشاءِ الرؤيا

كي أناديكِ مغسولةً بالطيب وملطّفةً بسعيرِ عطرِكِ الملائكي

وكي تكوني بديلي وغائبي

كي غداً وبعد غدٍ وأمس لا يعرف أحدٌ كيف أحبّكِ وكم

وحيداً وبلا منافسة

كي مسترقاً ومتسلّلاً أكونَ الرواقَ المفضي الى لحظةِ اندلاعِ خيالِكِ

وكي أكونَ نازعَ الليل عن وجهِكِ الى أن يسكرَ مني الحاضرون

كي، متقطّراً من النبع، يحصدَني الصيف ولا يبقى عليَّ ماءٌ في الشمس

كي أكونَ نظراتي فلا يشاركني أحدٌ متعةَ الفوز بكِ

وكي أكونَ مرارةَ أن تحملَكِ نظراتي الى البيت وأعودَ خالياً من عينيّ.

أقول هذا هو الحب

أعلّق يديَّ على خشبة لأوافيكِ في الصحراء والليالي

يُهلكني أنكِ تعدّين المائدةَ للآخرين

يُرهبني تهديدُكِ ولا أريد سواه

بقوةِ الأعداء ينهب كسلُكِ خزائني وأزعم أنها هداياي

يسلس الجنون قيادي ولا أعرف أن أليّن أحصنتَكِ

تقولين هذا هو الحبّ

وتقولين إنكِ خفيفة ثم تجتاحين حياتي

لا تتحمّلين انتظامَ الحياة

يجرحكِ خيالُ الكلام وحتى نظرةٌ تريد أن تصلّي

فماذا أصرخ ومَن أستنجد!

أوسِّط بيننا ملائكةَ الرأفة ليرفعوا للطريقِ ضفتين من الزنبق

أتداوى بصبرِ الأعشاب على العذاب

أكابد كي لا تنزلَ من وجهي تعابيرُهُ

أقتتل في دواخلي لأوحّدَ جموعي

وأصدّ بهاتين يديَّ جموعَ ليلِكِ

أجانِبكِ وطأةً تقتلني ثم أنتحب عليكِ

أضعكِ في صيفِ الفردوس تخبلينني في الجحيم

أرفعكِ الى غيمِ الموسيقى ترمينني في أخضر الصمت

أكلّل غيمَكِ بالمطر تخرّبين برديَ بالشمس

أحبّكِ تصيرين منتصفَ قمرٍ في آخرِ البحر

طعاماً لدلالِ الخيال

فماذا أصرخ ومَن أستنجد!

هكذا يبدأ اعتذاري

أنظر إليكِ بعينَيْ ذئب كي أتركَ لنفسي أن تراكِ

عن كلِّ مرةٍ ممكنة

عن كلِّ مرةٍ مستحيلة

عن كلِّ حياتي السابقة

عن الحياةِ المقبلة

عن الأفراحِ والأوجاع وعن الموتى والأحياء

عن اللصوصِ والملائكة وسارقي التفّاح

عن أولئك الذين يأكلونكِ بوحشةِ أجسامِهم ويشربونكِ بعطشِ الصحارى في أعينِهِم

عن نفسي كلما كثر عددُ الذين يلتهمونكِ

عن كلِّ الأجيال

عن الذين يحبّونكِ نيابةً عني

عن الذين يحبّونكِ نيابةً عن أنفسهم

عن الذين يتركون على الأبواب دموعاً ومشاعرَ انتقامٍ لأجلكِ

عن الذين يغارونكِ ولا يغارونكِ

عن الذين يكرهون أن يقاسمَهم أحدٌ نظرةً اليكِ

عن الذين سيحبّونكِ كلما غادرتِ

عن الذين يتوجّعون كلما عدتِ

عن الدوارِ الذي يسلبني براعتي في الوصف

عن التماسُكِ الذي يغريني بمفاتنِ البعاد وكبرياء المغادرة

عن اللفظِ الأقلّ بلاغةً من حبي والنظرةِ الأقلّ نفاذاً من الماءِ في الصخر

عن كلِّ مرةٍ تقفينها أمام مراياكِ وتمحوكِ مراياكِ بشراهةٍ ضاحكة

عن كلِّ مرةٍ تكونين امرأةً أخرى

عن كلِّ مرةٍ تكونين لإخوتي وأعدائي

عن كلِّ مرةٍ تكونين لي

عن كلِّ مرةٍ تكونين لي ولإخوتي وأعدائي

عن طفلةٍ على غرارِكِ تولد سبعَ مرات وأموتها سبعَ مرات

عن السبعِ النساء اللواتي يُقمنَ فيكِ

عن سجونِكِ السبعة وتزعمين أنها أمكنةٌ للفرار

عن يومِ الأحد حين أيضاً لا يستريح الله من خَلقِه

وعن عددِكِ الصالحِ لأيام الأسبوع ولا عددَ لكِ

عن الرجالِ الذين تحبّينهم

عن الرجالِ الذين لا تحبّينهم

عن كلِّ رجلٍ آخر تحبّينه وتكرهينه

عن كلِّ نظرةٍ تشتهي أن تكرجَ عليكِ

عن كلِّ يدٍ لا تملك أن تلامسَ خيالَكِ

عن خيبتي عندما أعود الى البيت ولا أرى ضحكتَكِ على قلبي

عن غيرتي كلما رأيتُ ضحكتَكِ وليمةً في أعينِ الآخرين

عن كلِّ رغبةٍ لا أستحقها

عن كلِّ رغبةٍ تستحقين أن تملكيها ولا تملكينها

عن كلِّ سكوتٍ لم تعرفي أنه لأجلِكِ

عن كلِّ ثرثرةٍ زائدة

عن كلِّ أحزانِ يديّ وعن كلِّ خوفٍ وارتباكٍ لا يراعيان وداعتي

عن كلِّ ذهابٍ لي عنكِ وإيابٍ إليكِ

عن كلِّ حكمةٍ أسديها وعن كلِّ جنونٍ أحاكَم عليه

عن ادّعائي وتواضعي

عن غريزتي كلما عرفتُ أنكِ ستسلبينني مناعةً باقية

عن ذكائي كلما دعوتُكِ الى العشاء

عن سعادتي كلما أحببتُ خسراني

عن جهلي ومعرفتي المسبقين

عن كلِّ عاصفةٍ لم تكسر شوكةَ أغصاني

عن كلِّ عاصفةٍ كسرتْني وأغصاني

عن كلِّ هاويةٍ رمتْني إليكِ

عن كلِّ هاويةٍ رمتني إليكِ ولم أهوِ

عن رعبي بأن رجلاً آخر يقيم فيكِ

عن رعبي بأن رجالاً آخرين

بأني لستُ لصّهم وأمينَهم

وبأن امّحائي غير تام لأكونَ جنودَهم وأعداءَهم معكِ

فماذا أصرخ ومَن أستنجد!

هكذا تبدأين اعتذاري

تنظرين إليّ بعينَي ذئبٍ يتأهّب للفريسة

كي تتركي لنفسكِ أن ترَيني عن كلّ مرةٍ ممكنة

عن كلّ مرةٍ تقيمين في مكانٍ محدّد

عن كلّ مرةٍ لستِ في أمكنةٍ عديدة

عن كلّ مرةٍ تأوين الى جسدِكِ كسائر النساء

وتتعرّىن كخيالِكِ

عن كلّ مرةٍ أنكِ

وأنكِ

وأنكِ نائمةٌ في بحيرةِ حناني

وأنكِ حرّةٌ مني

وأنكِ حرّةٌ فحسب

وأنكِ مَن أراها ومَن لا

وأنكِ تمنحين الآخرين أن يرَوا فيَّ أسماءَكِ

وأنكِ تصيبين أهدافَكِ بلا قوس

وأنكِ تعرفين خوفي أن أنظرَ إليكِ

وأنكِ تعرفين مشقةَ أن لا أنظرَ إليكِ

وأنكِ تجهلين مشقةَ أن أنظرَ إليكِ

وأنكِ كلُّ شاردةٍ وشاردٍ منكِ ومنّي

وأنكِ صفاءُ جلوسي تحت الليل الى أن يأتي الملاكُ حاملاً البشرى

وأنكِ سقفُ الغيم وغريزةُ الرملِ المتحرّكِ تحت وقوفي

وأنكِ ملاكُ كلِّ ضحكةٍ ونومٍ لي

وأنكِ شيطانةُ زهرةِ الفيروز  

وأني لن أسترقَ النظرَ إليكِ يوماً

وأني سأنظر إليكِ مثلما أنظر الى أيِّ امرأة

وأني سأصافحكِ

وأني سأخاطبكِ بكلامٍ وقور ومشاعرَ أخوية

وأني سأجاملكِ مثلما أجامل حياتي

وأني سأتعايش معكِ مثلما أتعايش مع موتي

وأني عاقلٌ لأصحّحَ لكِ الأخطاء وأسندَكِ في المشقات

وأني مدركٌ أنكِ تبدعين شيئاً هائلاً غيرَ جمالِكِ فيَّ

وأني سأكون مع امرأةٍ أخرى

وأني سأكون معكِ ولن أكونَ معي

وأن أحداً سيعرف

وأن أحداً لن يعرفَ

وأني بابُ بيتِكِ وفنجانُ القهوة

وأني صالحٌ للقفز من الباب الى الشبّاك ومن الشبّاك الى الخيال ومن الخيال الى الهاوية

وأني ضالعٌ في حنكةِ مراياكِ

وأني جناحُكِ المتمرّدُ عليكِ كلما وقعْتِ في الحكمة

وأني أفرادُكِ الضائعون إليكِ في التجربة

وأني الأزرقُ من خوفي والأحمرُ من غبطتي والأبيضُ من اغتسالي بطيبكِ

وأني كلُّ الألوان لكِ

وأني مدينٌ لكِ بالأوجاع كلما تحرّك أنينُ الجبال في الأعالي

وبالنظراتِ حين تقول للقتلى أن يتجمّعوا في رأسي

وأني مجنونُكِ كلما لممتُ لكِ ضحكةً

وأني لم يتسنّ لي أن أبيحَ نفسي لنزولي الى ليلِكِ

وأن نفسي باتت لكِ مباحةً بلا إرادةٍ منّي

وأني مباحُكِ وممنوعُكِ قبل أن أخافَكِ وأهربَكِ

وأني الملاكُ الساقطُ من سقفِ غيمةٍ على سطحِ هاوية

وأني ملاكُ وجهِكِ وشيطانُ دعوتِكِ

وأني شعبُكِ وصحراءُ عبورِكِ الى اليمّ

وأني جسدُكِ الذي يسند ترابَ الحديقة من الانزلاق

وأني بيتا دموعِكِ ومعطفُ شتائِكِ الأخفّ من الهواء

وأني سأهرب في رأسي حيث أستطيع أن أحتمي من هلاكيَ المعلَنِ فيكِ

وأني لن أجدَ حمايةً لنفسي منكِ

وأني سأهرب فلا أرى نظراتي كي لا أراكِ

وأني هاربٌ مذ رأيتُكِ الى مجاهلَ أكتشف بذهولٍ أنكِ فيها وأني مغبوطٌ لأني ذاهبٌ الى أمكنةٍ سأجدكِ ولن أجدَكِ فيها

الى أمكنةٍ تحرقني بعذابِ غموضها

وأني إذا استرقتُ النظر ولم أجدكِ سأراكِ بتمامِ قلبي

وأني إذا رأيتكِ فبأعينِ جميعِ مَن سيحبّونكِ وسيكرهونكِ

وأني إذا أتممتُ الرؤيةَ سأفوز بعماءٍ عظيم

وأني هالكٌ ولستُ صالحاً لأكونَ ميناءَ عودتكِ من بحارِ أسمائِكِ الكثيرة

وأني صالحٌ لكلّ هذا

وأني ساهرُكِ

وأن موتي ليس أصعبَ من انتظاري

وانتظاري تحت قوسِ القزح ليس أجملَ من حبّي وأنتِ تتريّضين في عريِكِ الحرّ إنعاماً للقلب وتلييناً لأحوالِهِ

وأن حبَّكِ الناضجَ في أتونِ الوحدة سيكون سميري

أنا المقيمُ في عتمةِ الباطنِ الى أن ينموَ البحر في أحدِ الأيام

وأني جارُكِ في الخيال وتوأمُكِ في الليل وجديدُكِ في الرجال

وأني العددُ الذي لا يُحصى لأني لستُ في مكان

وأني مدمعاكِ كلما تساقط البللُ الغامض ولم تجدي أرضاً لزرعِكِ سوى فراغِ البئر

وأني كاتمُ وجوهِكِ وأهوالِكِ وكاتبُكِ كلما أقمْتِ في ريفِ جروحي وكلما ارتحلْتِ

وأني صباحُكِ في الفرج وظهيرتُكِ في النوم ومساؤكِ في الضيق ونصفُ ليلِكِ في الرغبة

وأني غائبُكِ وحاضرُكِ بسبب القناعِ وأصلِ الوجه

وأني أُتمّ مشورةَ القلب ومبالغةَ الخيال وسَفَرَ الوهم

وأني الأسرعُ بين الطيور لأقعَ الأسرعَ من الغيم

وأني المتهوّرُ كلما أبعدتُ بصري عن مرمى القنص لأرى بالغريزة مخبأَ الطريدة وفرارَها

وأني المقيمُ بسبب العاصفة تحت سقفِ الغيومِ الكثيفة

ولا يدُكِ تضع حداً لجمالِ ما أنا فيه

ولا جنونُكِ يقول كلمةً ليهدأ روعُ القمر

ولا وحدتُكِ تقول لي تعالَ.

ما أكثر أعدائي وأحبابَكِ

يحبّونكِ كلما قتلتُ لأجلِكِ واحداً مني

ويبدعونكِ أعمقَ بجمالِ غيابِكِ عني

وباجتماعِ حبّي في بئرِ أيديهم وخيالِ وجوهِهِم

وتعرفين وتتجاهلين

أني لغةُ حواسِكِ ومجيئِكِ الغائب

أني نسلُكِ ووارثُ كثرتِكِ بين النساء

أني ميلادُكِ وميلادُ أولادِكِ الذين يهيّئون السفينةَ لنوحِ الطوفان

أني الإثنان من كلِّ أجناسكِ لتكثيرِ الحبّ بعد خرابِ الأرض

وأني أناديكَ أنتَ أيها البحرُ الخجول يا حجرَ الفيروزِ الليّن

أسرجْ موجكَ وحمِّلْه الى نافذتها من لدني ومن بلادِ القيظ نصفَ القمر

وشجرةَ قطافٍ لصيفِ فمِها الحارق

وحيث يكون المطرحُ الأخيرُ من ارتمائِكَ في الأفق

وأني أناديكَ أنتَ يا ماءَ العطشِ المشتعل

تعالَ الى تحت أيضاً

ثم الى أسفلَ أيضاً

فالى الأسفلِ الأسفلِ الأسفل

وامنعْ كلَّ ارتواءٍ لا يكون سراباً لقمرِ سمائِكَ المنحني على ليلها.

مطالَبٌ بيديكِ

لا أحد يعرف من أين تجيئين

ولا كيف تشبكين أصابعَكِ على مزاجي

وتنزلين نزولَ الستائرِ على الزوّارِ والمائدة

يحكمكِ كتمانُ الشوق وشظفُ بقائيَ في الردهة

ولا أعرف كيف أجد الذرائعَ كي أشقَّ الطريقَ من عتمتي

كي أجدَ متسعاً من الهواء والغبطة لأحوالِ البيتِ وأثاثِه

فكم عندما تدقّين الباب تكون ضحكتُكِ زهرةَ جسدِكِ المترنّح في الدغشة وبعد منتصف الليل

وكم تجدّدين الوقت كسلال التفاح المقطوف آخر الصيف

وكم عندما تأتين تأسر ضحكتُكِ شمسَ الشرفة وقمرَ الحياة الداخلية

وكم عندما تأتين تندلق كؤوسُ الكآبة على سجادةِ الحياة

فتسحبين البيت من وحدتِهِ وتطرب الصوَرُ المعلَّقة للموسيقى ولكلامِ عينيكِ

وتفوح العطور بين سطورِ الألوان

وتنزل لوحةُ أختي من إطارها لتخاطبني بهوسِ نظراتِها الهاربة

وكم تشرق مرآةُ المدخل من نومها ويقرع جرسُ الكنيسة المجاورة ويشتعل القدّاسُ في كنيسة لعنتي

عندما ترَيْن ملائكةَ حبّي على النافذة ينثرون الثلج والمجوس على الطريق المؤدية الى روحي

وكم عندما تأتين يأخذني الاعتقاد أني كائنٌ صالحٌ للمودة ومتأهبٌ للنزول

وكم أتلفّع بعينيَّ المضيئتين كذئب

وأصفّق لطيرانِ ثوبِكِ بين أوراقي

وكم أحلّق بليونة الهواء وخفّة السنجاب ومراوغة الفراغ

عندما تبدّدين المسافة الفاصلة بصوتِ عينيكِ

وتمسحين الحياة بالزيت

ثم تضعين يدَكِ عليّ فأكاد ابتسامةً أكون

ومن حدبكِ أصير خبزاً وحبةَ زيتون

فأحمل جسدي وروحي كي تأكلي وتضحكي

وكم في محراب لقائنا آخذكِ بالحكمة وانتظار الهلاك

الى أن يدقّ فؤادي مثل قبّة الجرس

فأواسيكِ بالقربانة المغموسة وأبرئكِ بالماء والموسيقى وأستر هشيمَ الأنفاس بلهاث العتمة

وكم أظلّ حتى يسكرَ الوقت كشجرةٍ مهووسةٍ بالحافة

وكم حين يترنّح الليل أردّ عليكِ لحافَ يديَّ

وضحكةً لا أراها

وثوباً ملقىً على شفير روحي

ويوقظكِ جنونُكِ في منتصف الليل

تكونين لا غافية ولا عيناكِ ناظرتان

وأكون

مَن أكون أنا لأكونَ راويكِ

ينثر جسدُكِ زهرَ الشوق على سطحِ شتائِهِ فيخضرّ الصيف

وعندما يرتمي داخل قميص نومه لا أحد يعرف كيف يرتعش القطن

وعندما يستبدّ الجمر يرفعه عبءُ الظلام الى السرير كمن يرفع غائباً الى ضميره

وعندما تطالبين بعتمة يديّ

تنزلين من ثيابِكِ كآهاتٍ تتدحرج من عينين خفيضتين

وتتيهين في عرائكِ كأنما في صحراء العطش

وتتلاشين على ضمير الفراش كأنما تغدرين بأعمارٍ سابقة

وتنحنين على عجينِكِ الليّن تحفّ بكِ إلفةُ النار والماء

وتكتبين الليلَ أسودَ أسودَ

وتختمين الجروح بضحكاتٍ مبلّلة

ولا تدلّين المركب الى سلام الميناء

وعندما تطالبين

ينقلكِ صفاء الوجه الى هواجس الملاك

فتستلقي عليكِ نجومٌ صافية

وتأسركِ الظلال كأنما ترشفين دموعَ مراياكِ

ويبهركِ الجنوح الذي يخطف الشاطىء الى حافة الغرق 

وتنادين بالتوسّل الذي يتفتّح من أسرار الليل

وتشهقين بجنونٍ ليس له صوت

وصلاةٍ تفوح بالعرفان

وعندما يطيّركِ الغيم الى زرقة الفيروز

تأخذ أنحاؤكِ بالغموض الذي يُفشي ندى الينابيع

وبالماء الذي يُلهب جروحَ العطش

وبالظل الذي تعثرين على أنوثتكِ فيه

وعندما تطالبين

تحملينني الى الأطراف التي تغار من الابتعاد

وعندما تغيبين في أنحائكِ العميقة

تأخذينني الى الكتفين اللتين تتنزهان بين الشامات

الى النهدين اللذين يأبيان النعاس

الى الساقين اللتين تنسحبان الى فوق

والى الشفتين اللتين تنفرجان عن وشوشات الشغف

وعندما تتّحدين بأنوثتكِ

تطالبين بالجنين الذي يغرق في ذكريات الغمر

بالبلل الذي يشبه مرايا طفولتي العمياء

والأمومة التي تؤوي يُتمَ يديّ

وعندما تعودين من غيابكِ الآسر

يلمسكِ نزولُ القمر على النفس

وتزورين الكنيسة وتتركين قصيدةً على المذبح

وعندما تصلّين يقبّلكِ الملكُ الساهرُ على تلةِ النهر ويضع في يديكِ باقةَ خزامى

فتصيرين ما أشدَّ طغيانَ العاصفة وما أرقَّ عبورَ الخلاص

وتصيرين وجهُكِ تكريمٌ لصفاء السرّ وتقوى الخطيئة

جمالَ بزوغ الحبّ من خدعة الحواسّ

وتنزل عندما ترتجفين أيقوناتُ الحبّ لتنشدَ لكِ

ويصدح صوتُ المغني لأجلكِ

وتتغافلين عن صمتٍ يرافق جروحَ يقظتِكِ

وتسألين عن الطعام فيحمله الخادمُ الجبليّ وعلى ثيابه نقابٌ من ذكاء الفطرة

وتسألين عن النبيذ فتنفكّ أزرارُكِ من تلقائها

وتنسَين ثيابَكِ تحت الضوءِ الخافت وكعبَ حذائِكِ

وعندما يُبكيكِ الحنانُ والخوف

ينزل الصيفُ وفي يده منديلٌ لبلسمة الدموع

وعندما تضحكين يعود جسمُكِ الى وئامه

وعندما تأكلين تزور الشرفةَ حمامةٌ بيضاء وتهدل لكِ ثم تغمزكِ بريشةٍ تتركها في الفضاء

وعندما تسخرين من قسوة العقل

يحملكِ الخيالُ الى ليونة الأسماء الأخرى

وعندما تنزلين تنزلين

يدقّ الأفقُ حاملاً آخرَ البحر وبعضَ القمر

وعندما تخلبينه يقول لكِ تعالَي

وينشلكِ الغريق من يديه ويضعكِ على المركب محفوفةً بأفكار المجاذيف

وبدل أن يعيدَكِ البحرُ الى الميناء تأخذينه الى السَّفَر

وجهتُكِ غيمةٌ ينام تحتها الماء

تسافرين وتتركين الجمرَ يحفر أرضَ الموقدة

وزرَّ قميصِكِ وقلبي باردَين على السجادة

فكم أليِّن غيابَكِ بفراشٍ تتقاسمه أفكارُنا

عندما تشيع بيننا هواجسُ الوداع فتفوزين بكلِّ شيء

جمالكِ ووجداني وحرائق الآخرين

وتحسّين على سريرِ مناماتِكِ أنكِ الملكة

عندما تظلّلكِ هزائمُ نظراتي وانسحابي

وعندما يعبرني جنودُ الوحشة السوداء بأحذيتهم الموحلة

تُعميني حلكةُ قلبي

فلا يتغضّن ظلٌّ في ملامحي ولا آهةٌ تتقطر من ثيابي

ولا تعرفين كم أكون غائباً عنّي وكم تحرقني شمسُ متاهتي

لكني أفتّش عن عطرِكِ المستلقي على دلالِهِ

نازلاً من الكتب والنظرات كمسيحٍ في الميلاد

وعندما أعثر عليكِ في كلام الشجرة

أسمع طفلاً يطارد لهاثَ المركب المسافر

مهلوساً أن الغيمةَ تنام على شرشفٍ أبيض

وأن الهواءَ يخطفها ليقتل الغَيرة

وأن الأخضرَ ثأرُ الربيع من الشتاء

وأن القمرَ قبلةُ معلّمة والنجومَ أنفاسُها اللاهبة

وأن العصفورَ رسمةُ ولد عندما يخرج الى الشرفة

وأن الليلَ ينزل على الأرض لأنه يطير من قفص النهار

وأن الظلَّ كيمياءُ الحبّ والانتقام بين الشمس وبياض الكوكب

وأن الجمالَ تحريرُ الرقةِ من طغيان النظر

وأسمعه عندما تسافرين فأضيّع جوابَ الهواء هالكاً على لهاث النافذة

وأطيش عندما تسحبكِ الحياة الى أحوالِكِ

فتحظَين أيضاً بمرارتي وصداقةِ الشتاء

وتصلكِ أفكاري مغسولةً من بصمات الآخرين

وتمحوكِ غشاوةُ الماء والغيمُ يحرّركِ من الوقوع تحت المجهر

فأُرسل يديَّ في هواءِ الوقت

فهما عينايَ وسبيلي إليكِ

وكم بملمسِهِما الخشن وبذكرياتِ طفولتِهِما

يأويان كلَّ ليلة ملاكَين الى دفء يديكِ.

حاملاً فوزَ الخيال

أسلّمكِ مفتاحي وسبلَ الطّعنِ في الصَّدر لتَرَيْ كيف يُهدي الحبُّ نفسَهُ لقاتليه

أهديكِ لذةَ أنكِ قادمةٌ من أيدي الرجال  

لذةَ أن تتركي جروحَكِ في عهدتي وتندملي بلا جروح

لذةَ أن تصيرَ دموعُكِ بحيرةً لتوسّلِ الزنبق

لذةَ أن تكوني قديسةَ الحبِّ الماجن والمرْيَمات السبع

لذةَ أن تكوني هيكلَ اللقاء لحفظِ عشائِنا السرّي

لذةَ أن تتكلّلي بهالةِ ما أُعطيتِ أن تكوني

لقاءَ الدهشةِ والموت

امرأةَ الجنونِ والحكمة

بيتَ القربان والخمرةَ الراشحةَ من الكأس

أخضرَ كلِّ خيالٍ وأزرقَ كلِّ صفاءٍ واجتماعَ الألوانِ السبعة

لذةَ أن تنسَيْ عدلَ العقل لتحفظي عدلَ القلب

لذةَ أن يجتمعَ فيكِ مسيحُ الزيتون ومجدليةُ العشق والأمُّ الساكتة

لذةَ أن يُفشي جسدُكِ عطرَه المسروق من نظراتِ الشعراء وسهرِ البراكين

لذةَ أن يحرثَ أرضَكِ يأسُ الحالمين بكلِّ ليل

وأن يزرعَكِ بكلِّ شجرٍ غامضٍ حرّاسُ الجبال والظلال وجامعو الدموع

وأن تُمطرَكِ الطفولةُ بالغيمِ السهران

وأن تحصدَ سنابلَكِ أيدي المحتاجين الى كلِّ شهوة

وأن يخطفَكِ ويأكلَكِ القمرُ المنبسطُ على الأرض

وأن تعودي من كلِّ ليلٍ وعلى عينيكِ نعاسُ الخفرِ والنوم

وأن تزرعي الفتنةَ في كلِّ شجرةٍ تؤمّها العصافير

وأن تُعطَي أن تكوني أيقونةَ الخلاصِ بالنارِ من النار

وأن يكونَ ماؤكِ عطشاً لكلِّ صيفٍ مقبلٍ في آنيةِ الشمس

وأن تفيضي وتأخذي المراكبَ الى الشفير

وأن يروي الشجرُ العائمُ حكايةَ الهدوءِ الخادع حين تسحبين روحَه بصمت

وأن يكتمَ مرورُكِ سرَّ الهواءِ الملتحفِ بورقِ الحياة وظلالِها

وأن تُمنحي لذةَ المدفأة لتطردي بردَ الشعورِ بالقتلِ وتردّدَ الإجهازِ على القتيل

لذةَ أن تَرَيْ القتيلَ مبتسماً بعد المغادرة

لذةَ أن تدمعي لدهشةِ عدمِ الشعورِ بالذنب

لذةَ أن تتقمّصي سعادةَ القتيل حين تسدّدين طعنةَ القاتل

لذةَ أن يبدأ قتلَهُ مرةً أخرى

لذةَ أن تشاهدي رأسَه مفصولاً عن جذعِه

ولذةَ أن تثقي بيديه تقودانه الى المقصلة ثم تعودان يديكِ.

لكن مَن أنا لأكونَ راويكِ

تجترحين آيةَ الأمنية والمنيّة

باللمسةِ التي توقظ الميت

وبالخاتمةِ التي تفتتح الحكاية

هكذا تبدأين حياتي وتأسرين القتيل

تروين جسدَكِ بشفاهِ جنونكِ وحبي

أسمّيكِ ماناي ليعرفوني.