Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!
4

الوافر

"سمى الوافر وافراً لتوفر حركاته ، لأنه ليس فى الأجزاء أكثر حركات من مفاعلتن ... وقيل سمى وافراً لوفور أجزائه" وهو على ستة أجزاء: مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن ... فى كل شطر ، ولكنه لم يستعمل إلا مقطوفاً ... وذلك لكثرة حركاته ووقوعها فى محل الحذف وهو آخر الجزء ، وآثروا من الإسقاط القطف لبقاء الشعر به عذب المساق لذيذ المذاق" وله عروضان وثلاثة أضرب :

أ- العروض الأولى: مقطوفة ولها ضرب واحد مثلها ، ومثاله:

لنا غنم نسوقها غزاز                 كأن قرون حلتها عصى

وتقطيعه :

لنا غنمن / نسووقها / غزازن / كأننقرو / نحللتها / عصييو

//ه///ه  //ه///ه  //ه/ه    //ه///ه  //ه///ه  //ه/ه

مفاعلتن    مفاعلتن    فعولن    مفاعلتن    مفاعلتن    فعولن

 

ب- العروض الثانية: مجزوءة سالمة، ولها ضربان :

1. الضرب الأول: مجزوء سالم مثلها، ومثاله:

لقد علمت ربيعة أن        حبلك واهن خلق

وتقطيعه :

لقد علمتْ / ربيعتأنْ / نحبلكوا / هنن خلقو

//ه///ه  //ه///ه   //ه///ه   //ه///ه

مفاعلتن     مفاعلتن     مفاعلتن     مفاعلتن

2. الضرب الثاني: معصوب "مفاعلْتن" أو "مفاعيلن"، ومثاله:

أعاتبها وآمرها    فتغضبنى وتعصينى

وتقطيعه :

أعاتبها / وأامرها / فتغضبنى / وتعصينى

//ه///ه   //ه///ه   //ه///ه   //ه/ه/ه

مفاعلتن      مفاعلتن      مفاعلتن      مفاعيلن

تلك هى صور الوافر التى وردت عن العرب ونقلها العروضيون ، والملاحظ أن الوافر التام لم ترد له سوى صورة واحدة مقطوفة العروض والضرب مما دفع دارسى العروض أن يقولوا :إن الوافر يتكون من مفاعلتن مفاعلتن فعولن ... فى كل شطر ، وإنه ليس من البحور الموحدة التفعيلة كما يقول العروضيون ، لأنه يتكون من تفعيلتين مختلفتين مثله فى ذلك مثل السريع وغيره ، وأن نظام الدوائر العروضية هو الذى فرض على العروضيين أن يقولوا بأن التفعيلة الثالثة أصلها "مفاعلتن"

وأورد ابن القطاع صوراً أخرى للوافر واصفاً لها بالشذوذ:

* الصورة الأولى : للوافر تاماً ومثالها :

مضى زمن صحبت به أبا كرب      ففارقنى أبو كرب على كرب

* الصورة الثانية : وقد ذكرها الزجاج ، وهى مقصورة الضرب المقطوف ، ومثالها :

فليت أبا شريك كان حياً            فيقصر حين يبصره شريكْ

* الصورة الثالثة :

ومثَّل لها بقول الحطيئة :

علوت على الرجال بخلتين       ورثتهما كما ورث الولاء

* الصورة الرابعة: مقطوفة العروض والضرب من الصورة الثانية المجزوءة   ومثالها :

عميرة أنت همى             وأنت الدهر ذكرى

ومن أمثلتها أيضاً قول أحد الشعراء :

أشاقك طيف مامه                    بمكة أم حمامة

ويقول ابن رشيق عن هذه الصورة :"وهذا وزن ملتبس ، ويجوز أن يكون مقطوعاً من مربع الوافر ويجوز أن يكون من المضارع مقبوضاً مكفوفاً"

وقد رجح أستاذنا الدكتور شعبان صلاح الرأى الأول "لأن عدَّ هذا البيت من المضارع معناه جعل التفعيلة "أشاقكَ" مفاعلُ وأصلها "مفاعلين" وهذا مركب صعب، فضلاً عن أن هناك ما يسمى بالبحر المستطيل - وهو من البحور المهملة ، عكس الطويل - ووزنه مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن فى كل شطر ، مما يترجح معه أن الشعراء قد أفادوا من هذه اللفتة العروضية فاستخدموها" ، وفضلاً عن استدلال الدكتور شعبان صلاح ، فإن تقطيع البيت هكذا : أشاقك / طيف مامه : مفاعلُ / فاعلاتن . يجعلنا نقف على متحرك فى التفعيلة الأولى وهذا وضع صعب ومستثقل كما سنرى عند حازم القرطاجني ، كذلك يجعلنا نبدأ بالأخف فالأثقل وهذا أيضاً من عوامل التنافر والثقل ، فما علينا إلا عده مقطوعاً من مربع الوافر ، أما كونه مأخوذ من البحر المهمل الذى يسمونه المستطيل فهو أمر مستبعد .

أما حازم القرطاجني فقد تحدث عن الوافر أيضاً حديثاً مقتضباً - مثل كل السباعيات الساذجة عنده - يقول :"ومنها - أى السباعيات الساذجة - الوافر ، وأصل بناء شطره على مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن إلا أن السبب حذف من نهايتى شطره وأسكن ما قبله فبقى الجزء الثالث على "فعولن" ، فصار تقدير الشطر : مفاعلتن مفاعلتن فعولن ، نحو قول زهير :

لمن طلل برامة لا يَريم "

وتعليقاً على فكرة الأصل هذه التى ذكرها حازم وأن أصل بناء الوافر : مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن إلا أن القطف أصاب نهايتي الشطرين ، فى هذا اعتراف من حازم بفكرة الدائرة التى أتت بفكرة الأصل أو النموذج الذى يقع على الدائرة وسنذكر ذلك ونعلق عليه فى القسم الخاص بالدوائر إن شاء الله .