Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!
-----بيني و بين الغواني -----
و هو الديوان الشعري الأول ، و قد تم طبعه في عام 1950 م في طرابلس - لبنان و أملاه من ذاكرته لأن زوجته أحرقت مخطوطة الديوان عن بكرة أبيها . و لولا ذاكرة الدكتور وجيه البارودي التي أمدته بغالبية الديوان لضاع الشعر الذي صاغه في خلال أربعة و عشرين عاماً... ؟ و في عام 1971 م أعاد طباعة الديوان الأول في حماه - سوريا

و من القصائد التي احتواها هذا الديوان نسرد القصيدة التالية

الحمراء

أبــــاً و لا كــان لـي فـي الـــــدهـر أكــفـّـاء

فـــــإن كــــرهـت فـمـعـنـى الـكــره إفـنـــاء

تــــســع جــنـــاحـــي فـي الـتـحـلـيـق أجواء

الـمـرضــى و كـيـف بــوهـم يـقـمـــع الــدّاء

لـم يـبـق فـي الأرض للـــشـــيـطان أبـــــناء

حـــبــّي و لــو ذبـحـت قـلـبــي الأحـــــبّـــاء

ما تـبـتـغون أجـابـــوا الخـبـز و الـمـــــــــاء

مما اشــــــتـــكـيـت أجــــاب العـيـش أعـباء

أريـــــــد أخـــــــرى لــهـــا شــــكل و لألاء

يا مـــــــن حياتـــكــــم نـــتـــن و أوبــــــــاء

أمـــــا أتــــاكـــم عـن الـتـحرير أنـبــــــــــاء

و حــفــنــة لــهــم الــعــيـــش ما شـــــــاؤوا

ألــــــســـــتــم أخــــــــــوة و الأم حـــــــوّاء

مــن جـوهـر الأرض أنـتـــــم يــــا أعـــزّاء

و الـــشــمــس مـن حـنـق في الأفــق حمراء

من بـعـد مـا مـــر دهـــــــر و هـــــــو آراء

و فــي الـــشـــــريــعـــة تـبـريــر و إفـــتـاء

فـقـد أبـــــــــح و أذن القــــــوم صـــمّــــــاء

فـ و مـضـهـا الـفـقـيـر الـنـفـــــــس إغـــراء

لــولاكــــــم يــــده الـمـلــــســـــاء شــــــلاّء

و قـــصـره خـــرب و الأرض جـــــــــرداء

فـبـعـضـكـم طـمـعــــــاً للـبـعـض أعـــــــداء

في معجم الـغــد أوصــــاف و أســـــــــمــاء

إلـى طـرائـف يـرويـــــهــا الأطـــبـــّـــــــاء

 

أنــــــا بـن نـفـــســي لا أمّـــــاً حـكـيـت ولا

أهــوى فـأهــوى بـمــا فـي القـلـب من سـعة

ضاقت بي الأرض في سـيري و طـرت فلم

حريـّـــة الـتـفـكـيـر و هــــم يـسـحرون بـــه

حريـّـــة الــــفـــكـر أحـــــــلام إذا صـدقــت

أخـفـقـت فـي الحــبّ لكـنـي بـقـيــت عــــلى

مـــررت أمــس عـلـى العـــافـيـن أســـألـهـم

و مــر بـي مـتــرف يــشـــــكـو فـقـلـت لــه

سيارتي العجفاء فـقـدت في الـلّــون جـدّتــها

يا مــعــدمــون أفـيـقـوا مـن جــهــالــتـــــكم

و يــــا أرقـّـــــاء عـهـد الـــــرقّ طـال بكــم

قـــــــــوم تـضـور بـالآلاف مـن ســــــغــب

قـــــالــوا أتـيـنـا إلــى الـــدنـيـا أكــاســــــرة

مـــن تـــربة الأرض أجــســاد الـعـفاة فـهـل

لا بـد للأرض مـــــــن يــــوم تـــثــور بــــه

يــــوم يؤسـّــــس فـيـــه الــعــدل دولــتــــــه

رأى الغـنــــي حــقــوقــاً لا حـــدود لـــــــها

ماذا أحدثــكــم عن ســــوء حــاضــركـــــــم

هـــــذي الدنـانـيـر صـيـغـت مـن تعاســــتكم

لا أرهـــب الـمـتـرف المـزهـــي بـثـروتــــه

لولاكـــــم ســـــــيفه الـبـتــــّــــار مـنـثـلــــــم

غدت تـفــرقــــكـم أمـــــــواله شــــــــــيــعــاً

الفقر و الجهــل و الأوبــــاء لـيـــس لــــــهـا

و الفـــقـــر و الجـهــل و الأوبـــاء صـــائرة