Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

"الصوت والصدى"

مظفر النواب وحضوره في فلسطين

 

صدر في الأراضي الفلسطينية مؤخراً كتاب "الصوت والصدى.. مظفر النواب وحضوره في فلسطين" للكاتب الفلسطيني الدكتور عادل الأسطة أستاذ الأدب والنقد في جامعة النجاح الوطنية.

وأشار الأسطة خلال ندوة نظمها منتدى الفكر الديمقراطي في جامعة النجاح بالضفة الغربية وخصصت لهذا الكتاب وأشعار مظفر النواب وأعماله الأدبية بأن كتابه يعتبر الثالث الذي يتناول أشعار النواب، حيث كان سبقه باقر ياسين بتأليف كتاب صدر في دمشق تحت عنوان "مظفر النواب أدبه وشعره" في حين ألف الكتاب الثاني الكاتبين عبدالقادر الحصين وهاني الخير وصدر في العام نفسه الذي صدرت فيه الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر العراقي مظفر النواب عام 1996.     

ووصف الكتابين بأنهما رائدان في التعريف بالشاعر مظفر وانتاجه الفكري والأدبي.

وبحث المؤلف في كتابه "الصوت والصدى" الذي جاء في أربعة فصول نصوص الشاعر مظفر النواب وتأثيرها على الشعراء الشباب وانعكاسها في أعمالهم، كما تناول المجموعات الشعرية الأربعة التي صدرت للشاعر مظفر النواب في فلسطين، إضافة الى ما كتبه بعض الكتاب والشعراء الفلسطينيين ودراسات حول شعر النواب ونشرت في الأراضي الفلسطينية.

وأشار الى الثنائيات في شعر النواب موضحاً انه يقسم الشخوص الى قسمين: فريق الثوريين في جانب تقابلهم في الجانب الآخر مجموعة المستبدين، كما تناول مؤلف الصوت والصدى الرموز التراثية في شعر النواب.

ويرى الدكتور عادل الأسطة ان النواب من أكثر الشعراء العرب توظيفاً للرموز التراثية موضحاً ان عدة دراسات عربية صدرت وتحدثت عن التراث من دون أن تأتي على ذكر النواب مثل دراسة علي عشري زايد والدكتور إحسان عباس، وخالد الكركي الذي قدم نموذجين أو ثلاثة من نماذج مظفر النواب في التراث، وهذه جرأة يستحق الكركي الثناء عليها.

وأضاف: من خلال قراءتي لمظفر النواب لاحظت ان هناك تشابهاً بين عبدالرحمن منيف في "شرق المتوسط" ومظفر النواب في بحار البحارين "جسر المباهج القديمة" وكذلك تشابهاً بينه وبين "الأقدام العارية" لطاهر حكيم و"البدايات" لتوفيق زياد و"دفاتر فلسطين" لمعين بسيسو و"اعترافات كاتم صوت" لمؤنس الرزاز، حيث تتمحور معظم هذه الأعمال حول المعارض السياسي، القمع والسجن الذي يلقاه هذا المعارض وكذلك المساومة والبراءة من الحزب والسير في ركب الأحزاب الحاكمة.

وأضاف ان النواب يسرد في قصيدته بحار البحارين قصته الذاتية التي يوردها في أكثر من قصيدة موضحاً ان الشاعر هو بحار البحارين -الثوريين- الذين يحملون من الأسماء (القبطان، السياب والمصنوعون من الجوع…) مقابل فريق المستبدين الذين يرمز النواب لهم بأسماء مختلفة مثل (حزب المخصيين، أولاد الوسخ المتروك، الكهان، الطبقات المرموقة…الخ).

ويجزم مؤلف الصوت والصدى ان الشاعر مظفر النواب يعتبر الأكثر ثباتاً على مواقفه التي عبر عنها في قصائده مقارنة بالكثير من الشعراء الذين غير بعضهم مواقفه ولجأ آخرون لإسثناء قصائد كتبوها في مراحل سابقة من دواوين شعرية نشرت لهم في أوقات لاحقة. وقال "قمت بالتمعن في أشعار النواب وقصائده لا تثبت من ثبات الشاعر على مواقفه وقارنته بالشاعرين محمود درويش وسميح القاسم واكتشفت انه أكثر ثباتاً منهما، فسميح القاسم حذف القصيدة التي تندد بإتفاقيات السلام، أما الشاعر محمود درويش فلم يدرج قصيدته "أنا الآخر" و"عابرون في مكان عابر" في أعماله الكاملة.

وبحث أستاذ الأدب والنقد في جامعة النجاح تأثير أشعار النواب على شعراء الأراضي الفلسطينية موضحاً ان الشاعر الفلسطيني كان قد سبقه في دراسة ذلك.

وأضاف: "لاحظت ان مظفر النواب كان له تأثير كبير على شعراء الأراضي المحتلة خاصة الشباب منهم وقال ان النواب يعد الشاعر الذي طور قصيدة الشاعر الفلسطيني المعروف عبدالكريم الكرمي".

ووصف الدكتور عيسى أبو شمسية أستاذ الأدب العربي في جامعة بيرزيت كتاب "الصوت والصدى" بأنه إضافة جديدة للأدب والمكتبة الفلسطينية موضحاً ان حضور النواب في فلسطين كان واضحاً خلال مرحلة السبعينات لكن حضوره وتأثيره بدأ يتراجع في العقد التالي - الثمانينات.

ورأى أن الأسطة تنقل في دراسته بين أكثر من منهج بحثي وركز على مضامين الكلمات الواردة في النص والتغييرات الحاصلة عليها مشيراً الى ان تركيز الكاتب هذا كان واعياً ومقصوداً لإظهار دلالات المضمون.

 

.  المصدر:

جريدة الزمان - لندن

العدد 471

يوم الخميس - 4/11/1999