|
(( بسم الله الرحمن الرحيم )) * فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا * |
تفسير بعض الآيات من سورة البقرة :-
(( أولئك
الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما
ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين )) .
- و
هؤلاء إذ اختاروا الضلالة بدل
الهداية كانوا كالتاجر الذي يختار
لتجارته البضاعة الفاسدة الكاسدة
فلا يربح في تجارته ، و يضيع رأس ماله
، و هم في عملهم غير مهتدين .
((
مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما
أضآءت ما حوله ذهب الله بنورهم و
تركهم في ظلمات لا يبصرون )) .
- حال هؤلاء
في نفاقهم كحال من أوقد نارا لينتفع
بهما مع قومه ، فلما أنارت ما حوله من
الأشياء ذهب الله بنورهم و ترك
موقديها في ظلمات كثيفة ى يبصرون
معها شيئا ، لأن الله قدم إليهم أسباب
الهداية فلم يتمسكوا بها فصارت
بصائرهم مطموسة ، فاستحقوا أن يبقوا
في الحيرة و الضلال .
(( صم
بكم عمى فهم لا يرجعون )) .
- هؤلاء
كالصم ، لأنهم قد فقدوا منفعة السمع ،
إذ لا يسمعون الحق سماع قبول و
استجابة و هم كالبكم الخرس . لأنهم لا
ينطقون بالهدى أو الحق وهم كالذين
فقدوا أبصارهم لأنهم لا ينتفعون بها
في اعتبار أو إنزجار ، فهم لا يرجعون
عن ضلالتهم .
(( أو
كصيب من السمآء فيه ظلمات و رعد و برق
يجعلون أصابعهم في ءاذانهم من
الصواعق حذر الموت و الله محيط
بالكافرين )) .
- أو حالهم
في حيرتهم وشدة الأمر و عدم إدراكهم
لما ينفعهم و يضرهم ، كحال قوم نزل
عليهم مطر من السماء و رعد و صواعق ،
يضعون أطراف أصابعهم في آذانهم كي لا
يسمعوا أصوات الصواعق ، خائفين من
الموت زاعمين أن وضع الأصابع يمنعهم
منه . و هؤلاء إذا نزل القرآن - فيه
بيان لظلمات الكفر و الوعيد عليه ، و
بيان الإيمان و نوره المتألق ، و بيان
النذر و ألوان العذاب - أعرضوا عنه و
حاولوا الخلاص منه زاعمين أن إعراضهم
عنه سيعفيهم من العقاب .. و لكن الله
عليم بالكافرين مسيطر عليهم من كل
جهة بعلمه و قدرته .
(( يكاد
البرق يخطف أبصارهم كلما أضآء لهم
مشوا فيه و إذا أظلم عليهم قاموا و لو
شآء الله لذهب بسمعهم و أبصارهم إن
الله على كل شئ قدير )) .
- إن هذا
البرق الشديد النذر يكاد يخطف
أبصارهم لشدته ، وهو يضئ لهم الطريق
حينا فيسيرون خطوات مستعينين بضوئه و
حين ينقطع البرق و يشتد الظلام يقفون
متحيرين ضالين ، و هؤلاء المنافقون
تلوح لهم الدلائل و الآيات فتبهرهم
أضواؤها فيهمون أن يهتدوا ، ولكنهم
بعد قليل يعودون إلى الكفر و النفاق .
واسع القدرة إذا أراد شيئا فعله لا
يعجزه شئ في الأرض و لا في السماء.
![]()
| المواقع الإخبارية | إذاعة القرآن الكريم | المواقع الإسلامية | المقدمة | الصفحة الرئيسية |
| اتصل بنا | مواقع البرامج | الكمبيوتر | جوامع الكلم | الصحافة والإعلام |