Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

 

موقـع المبدع و النــاقد خليفــة بباهـــــواري

موقــع متنــوع و شـــــــامل


 

 
 

الرئيسية

 صاحب الموقع

الإسلامي

FRANCAIS

واحة الأصدقاء

 


شعر

قصة

رواية
نــقد
دراسات
فلسفة
حوارات
مقالة
مسرح
دين

فنون

تراث









 



عالم الشعر .. واقع الإنسان

 

 

        للشعر عوالمه الخاصة. فإلى أي حد تمتد هذه الخصوصية؟ وكيف تتشكل هذه العوالم؟ هل عالم الشعر غير العالم؟ وإذا كان كذلك فأين يمتد؟ وعلى أي أساس تنبني علاقاته بالعالم؟ وإذا كانت عوالمه جزءا من العالم فأين تتموقع من العالم؟

    إن صرت شاعرا، فهل صرت شخصا آخر غير الذي كنت قبل أن تصبح شاعرا؟

    إن كنت شاعرا، فما وجه التمييز الذي يفردك عن العالم؟

   الشاعر إنسان. و" الإنسان" يسمو عن " البشر" لأنه يغلب الروح فيه عن الجسد أو فلسفيا المثال على المادة. الإنسان سمو. والشاعر سمو لكن ليس وحده، لأن السمو له اتجاهات عدة: فيمكن أن نسمو بالشعر، بالعلم، بالفلسفة، بالطيبوبة، بالأخلاق الحميدة، بالتحدي الإيجابي...ب...و ب...

   إذن، لا يمكن للخصوصية أن تتجاوز الإنسان. لأنها بكل بساطة ترتبط به. فالإنسان بسموه ذاك يكون مخلوقا خاصا. وخصوصيته أنه يتفرد كذات وكمجموعات بعضه عن بعض. لذلك نرى أن عوالم الشعر الخاصة يجب أن تبني خصوصيتها على خصوصية الذات والمجموعة التي تنتمي إليها. فالانتماء ليس لغة فقط. ليس فكرا فقط، ليس مواقف فقط، ليس دفاعا والتزاما فقط. بل هو كل هذا -وذاك بالإضافة إلى تحقيق حركية- لا يهم إن كانت تسير إلى الأمام أو ترجع إلى الخلف، طالما أنها حركية ذاتية.

     فالشعر انتماء. لأن الأصل فيه أن يؤسس لهذه الحركية. ولذلك فهو ارتباط بالعالم. والشعر محرك من المحركات الأساسية- لأنه ليس الوحيد- للعالم. فخيال الأمس هو حقيقة اليوم، وخيال اليوم سيصبح حقيقة الغد. وعلى هذا الأساس لا يمكن للخيال إلا أن يكون واقعيا.

    فعوالم الشعر، إذن، تتشكل انطلاقا من العالم عبر مجموعة من العمليات: هدم، تجاوز، انزياح، إعادة ترصيص، إعادة تصفيف، إعادة بناء، تغيير، تركيب، تبسيط...الخ. فالشعر، مثلا، يرهق اللغة بمضاجعاته المتكررة المشروعة و غير المشروعة، ويتعبها حملا ومخاضا ليجعلها تلد منه بنين وحفدة يغيرون ملامحها عبر الأجيال، مع المحافظة على هيكلها العام. فكم من استعارة، ومن مجاز ومن كناية أصبحت اليوم كلاما عاديا، وكم من خيال ومن تخيل لم يعد اليوم سوى صورة جاهزة، كليشيه.

    بعد هذا، فهل بإمكان الشعر أن يكون خارج العالم؟ جوابنا في الواقعية الجديدة هو لا. لأن عالم الشعر هو واقع الإنسان.. وإلى واقعية جديدة.

 

 

 

 



عنوان المراسلة

kababama@gmail.com

kababama@yahoo.fr



 

 

 


إصدارات
 






مناقشات




ورشات
 


همسات