Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

 

موقـع المبدع و النــاقد خليفــة بباهـــــواري

موقــع متنــوع و شـــــــامل


 

 
 

الرئيسية

 صاحب الموقع

الإسلامي

FRANCAIS

واحة الأصدقاء

 


شعر

قصة

رواية
نــقد
دراسات
فلسفة
حوارات
مقالة
مسرح
دين

فنون

تراث









 



التغيير في الأدب لا يأتي إلا عن طريق الشباب


 

لا يتكرر مثال الشاعر والكاتب الفرنسي لويس آراكون كثيرا في تاريخ الآداب العالمية من حيث تغييره الجذري لانتمائه الأدبي، فقد تخلى عن جماعة السرياليين ليتجه نحو كتابة واقعية وملتزمة اثر انتمائه للحزب الشيوعي الفرنسي.

لماذا هذه المقدمة؟

هي جزء من رد على ما جاء في وجهة نظر الصديق محمد علوش المعنونة ب "همسة ضوء في إذن شعراء الواقعية الجديدة" صفحة "الشباب بجريدة الميثاق الوطني 03/04/99) حيث يقول: "رغم أن عملية الإنقاذ ما تزال إشكالية كبرى مطروحة أمام كبار الأدباء والنقاد وفحول الشعراء ذوي الباع الطويل وعمق الكفاءة والتوجيه على الصعيد الوطني و المغاربي، ورغم المبادرات والمناظرات المتعددة".

ونريد هنا أن نرد على الصديق وعلى كل الأصدقاء الذين يشاطرونه الاعتقاد بما يلي:

1- لا يمكن أن يكون هناك تغيير مع وجود التقديس، وهي إشكالية خطيرة في تاريخنا العربي ليس الأدبي فقط ولكن السياسي أيضا. فالتقديس للأشخاص يجعلنا لا نستطيع توجيه الأحكام، نقدية علمية كانت أم قيمية، على الأعمال دون استحضار شخصية المبدع، مما يجعل تعاملنا معها بعيدا عن العلمية والنزاهة الأدبية، فمن من نقادنا يمكنه القول بأن محمود درويش في "تلك صورتها وهذا انتحار العاشق" أو "مديح الظل العالي" ليس هو محمود درويش نفسه في "أحد عشر كوكبا"؟ ومن من نقادنا يستطيع أن يقول أن هناك مستويات شعرية متفاوتة من حيث القوة الشعرية في بعض مقاطع "المهرولون" لنزار قباني؟ سيصرخ البعض، ويرفضون هذا الموقف، وسيكون رد فعلهم هذا تأكيدا لما نقول بن هناك تقديسا للأشخاص يجعل الكل ستارا على عينيه كي لا يرى حقيقة الأمور لنعيش في متاهات الأحكام الجاهزة، وليبقى مصير الأدب رهين النخبوية التي فرضت في عالمنا العربي أن أدبيا أو سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا.

وهذا التقديس كثيرا ما يملأ الشخص المقدس غرورا ويجعله يعتقد أنه فوق الكل ولا يجوز في حقه النقد أو غيره، قد قال لي أحد أعضاء اتحاد كتاب المغرب يوما بعدما دعوته باسم جمعيتنا واقترحت عليه اقامة حفل توقيع لديوانه وتعريف الجمهور به بأنه معروف وليس بحاجة لمن يعرف به. ولم يكن يخطر بباله أنه غير معروف حتى في أوساط طلبة شعبة اللغة العربية بكلية الآداب التي يدرس بها. وأريد أن أسأل هنا شعراءنا الكبار وفحول الشعراء كما سماهم الصديق علوش: "من من شعرائنا طبع ديوانه في أزيد من ألفي نسخة؟

2- يصاحب هذا التقديس في ثقافتنا عامة وفي أدبنا الحديث على وجه الخصوص فكرة الأستاذية. فالصديق علوش لجأ إلى أستاذه ليصف له الوجبة السحرية كي يصير شاعرا، ويبدو أنها وصفة غير معقدة فأسأل هل تكررت قصة أبي نواس المبتدئ في تاريخ أدبنا العربي؟ وهل احتاج امرؤ القيس وزهير وابن ثابت وأبو تمام وأبو العتاهية والمتنبي والمعري والحمداني وشوقي والبارودي وأبو ماضي و أدونيس ودرويش وقباني وغيرهم إلى أستاذ، أم هل كانوا أساتذة لأحد؟

عندما أجيب بلا، فإني أؤكد على أن لا أستاذية في الأدب، وخصوصا في الشعر. فالأستاذية تعني مباشرة الاستهلاك وإعادة الإنتاج، وهذا لا يجوز ولم يجز ولن يجوز في حق الشعر. فالإبداع لا يمكن أن يوجه. والإحساس والانفعال لا يمكن أن ينقحا ويصححا. فالشاعر شاعر بالأصل والفطرة. والمتصنع، وإن نجح –حتى لا يرد علينا بأن الشعر صنعه وفطرة- لا يمكن أن يستمر طويلا، وللأسف فمثل هؤلاء كثيرون في فترتنا المعاصرة لاسيما وأن المحاباة و"التنجيح" تغلغلا حتى في عالم الشعر.

ستسمع من يقول بأن هناك أعلاما كانوا على رأس مدارس أدبية. فأجيب بأن هؤلاء الأعلام لم يحصلوا على وضعيتهم هذه كمبدعين ولكن دائما ودوما كمنظرين، ولم يكن أحدهم عبر التاريخ الأدبي سواء العربي منه أو العالمي أستاذا لأحد. بل كان تجمع المدارس على اختلافها رهينا بتقارب حساسيات أعضائها واتفاقهم على مبدأ أو مبادئ موحدة. وتكوين "شعراء الواقعية الجديدة" يأتي في هذا الاتجاه وهي بادرة نعتقد –رغم كونها في المهد- أن لها مكانها الطبيعي في الساحة الأدبية والثقافية المغربية، خصوصا وأن تكوينها يرتكز على أسس نظرية ثابتة وبارزة تختلف عن كل المحاولات السابقة، وهدفنا ليس تكوين جماعة من أجل الحصول على الأفضلية والأستاذية كما يسعى إلى ذلك الكثير من أدبائنا ومثقفينا الذين يجرون (رغم اشتراكية الكثير منهم) نحو أشكال وأنماط بورجوازية (بالمعنى الفلسفي للكلمة). والدليل على مصداقيتنا هو كوننا ننادي دوما بالتحاق كل من يقاسمنا الرؤى بالواقعية الجديدة.

3- وإذا كان هدفنا هو المساهمة –وأؤكد على هذه الكلمة- في تغيير المشهد الشعري والثقافي في المغرب فإننا نعتقد أن التغيير لا يكون عن طريق المؤتمرات والندوات لماذا ذلك؟ لعوامل ثلاثة.

* أولها: ان الشعر خاصة، والثقافة عامة، يتجددان بالممارسة اليومية للجماعة المنتجة أو للمجتمع المنتج لهما وليس بقررات فوقية. فأين، مثلا، كل الأعمال التي ولدت قسرا بعد ثورة اكتوبر 1317 من الأعمال التي مهدت لهذه الثورة منذ نهاية القرن الماضي، أو من أعمال كاتب كسولينتسين؟ وهل يكفي الحكومة الفرنسية أن تقرر نسبة %75 كحد أدنى لعدد الأغاني الفرنسية المذاعة في الإذاعة والتلفزيون لتقف أمام الغزو الانجلوساكسوني للمستمع الفرنسي؟

* وثانيها: أن المؤتمر أو الندوة إذا عقدت فهي تضم نفس الوجوه المسؤولة عن وضعية الشعر والثقافة حاليا. ونحن نعرف أنه "لا يغير الله ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". ومؤتمر الشعر بفاس، ومهرجان الشعر في شفشاون يؤكدان ذلك!

لا أعتقد أني أتحامل على أحد. ولكني أصف حالة البؤس التي وصل إليها كياننا الثقافي. تنافس على جميع الأصعدة، هنا بين اتحاد كتاب المغرب وجمعية فاس سايس، وهناك من بيت الشعر ورابطة الأدباء المغاربة (التي أعلنت تأسيسها مؤخرا). حالة بؤس ثقافي. فإذا لم تستطيع مؤتمراتنا السياسية فعل شيء فهل تستطيع مؤتمرات الشعر تغيير مسار الشعر؟

وقياسا على حالة المؤتمرات، تأتي حالة أخرى، هي انتظار المساعدة والدعم من الجهات "الحاكمة". وكأن أصدقاءنا الكتاب والأدباء والشعراء والمثقفين يضحكون على ذقون العالم. كيف لا وهم ينتظرون التغيير ممن يحاربه بشكل أو بآخر !

* وثالث العوامل هو بعد الهوة بين المنظر والمبدع، الناقد والأديب. ومؤتمر من هذا الحجم لا يمكن أن يسلم من شكاوي الأدباء من النقاد ومن تحامل النقاد على الأدباء أحيانا ومحاباتهم أحيانا أخرى. إذا لم تكن القراءات الشعرية تأخذ منحى والدراسات والأبحاث تقطع محيطا متجمدا آخر. ولنا إسوة بما وقع في شفشاون حول "قصيدة النثر" (وستكون لنا عودة لمقاربة الأشكال والأجناس الأدبية). فنحن مازلنا لحد الآن نتخبط في فوضى أدبية وثقافية لا يعرف أحد فيها مكانة وما له وما عليه.

* ومحاولاتنا التنظيرية في "الواقعية الجديدة" تريد أن تساهم في وضع القطار على المسار الصحيح. وكما هو معلوم فلن تكون القاطرة بحجم القطار، ولكن لابد من قاكرة تقود القطار نحو هذا الاتجاه أو ذاك.

4- لكل هذا، ألا يجوز أن توضع الثقة في شباب (هذا إذا كنا فعلا ما نزال شبابا) لا يهمهم سوى أن يحلموا بواقع آخر غير هذا الواقع (وقد تكلف الصديق بوزيان حجوط بالرد على الجانب المتعلق بالحلم). واعتقد أن حلمنا قد ولد على فراش دافئ، أو بستان مزهر وحديقة غناء، ألا وهي صفحة "الشباب" "بجريدة الميثاق الوطني" التي أصبحت صفحة أدبية بامتياز.

كيف لا وهي الآن الصفحة الرائدة وبتفوق من حيث كثافة الانتاج وتنوعه أو من حيث اخراجها وقيمة الأعمال المقدمة من خلالها والتي لا تصف بالشبة أو بالشبابية إلا تجاوزا. فهذه الصفحة ذات السبعة عشر ربيعا (وميلادها كان في أوج الربيع) والتي نهنئ أنفسنا جميعا بعيد ميلادها لأنها منا ونحن منها، تعتبر اليوم أحسن وأجود صفحة أدبية في المشهد الإعلامي الوطني.

فإضافة إلى الكتابات التي تؤثثها، فقد كانت سببا في إعطاء المشروعية للعديد من الملتقيات، وشهدت ولادة تجمع شعري هو "دائرة الشعراء أو الصعاليك" وتشهد الآن بزوغ اتجاه جديد ومدرسة جديدة في الكتابة الشعرية يمكن أن تضع بصمتها على تاريخ الأدب العربي الحديث إذا تضافرت كل الجهود لإنجاحها.

فنحن في "الواقعية الجديدة" لا نخاف الإقبار لأنه رد فعل عادي. ولكنا نخشى أن يستمر المثقفون وخصوصا الشباب منهم في تجاهل مسؤولياتهم حيال المجتمع، وهي مسؤوليات دفنت طوال السنين الأخيرة عندما عمد مثقفون إلى تبني مواقف جاهزة قادمة من الغرب أو من الشرق و إفراغها في قالب لا يلائمها.

أعود إلى صفحة الشباب وأقول بأنها العلامة المتميزة للانفتاح الأدبي، وأتمنى ن يتعظ كبار مثقفينا (أولئك الذين يعطون التأشيرات كما قال محمد الشمسي في قصته القصيرة "تأشيرة بيت شعر" الميثاق 21 -4-99  بهذا التنوع وهذا التباين في تناول القضايا الثقافية والأدبية.

فالصفحة حاضرة في كل الملتقيات وتستوعب كل الأشكال الأدبية التي تسمح بها مساحتها، وتضفي على هذا وذاك تعاملها اللبق مع الأصدقاء القدامى والجدد، وقبولها لكل التوجهات الأدبية، فنجد في الصفحة كتابات تختلف اتجاهاتها مثل كتابات الشرق والبقريني "شعراء الواقعية الجديدة" في النقد، وهي كما أسلفت كتابات تختلف كثيرا من حيث الأسلوب والتوجه و التموقع الأدبي، ونجد أيضا أشعارا تمتد إلى العمود والحر والتفعيلة والنثر.

ربما أكون قد أطلت، ولذلك أختتم كلامي بتجديد الدعوة إلى الأصدقاء للالتحاق بنا في "شعراء الواقعية الجديدة" من جهة، ومن جهة أخرى بأن يتركوا ثقتهم بأنفسهم تكبر وتكبر وأن ننسى جميعا أن هناك شاعر أقزما وشاعرا عملاقا، فقد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر أو حتى في المحيط وإلى واقعية جديدة.                     

 


 

 

 



عنوان المراسلة

kababama@gmail.com

kababama@yahoo.fr



 

 

 


إصدارات
 






مناقشات




ورشات
 


همسات