Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

بعد تحول الخلافات إلى عائق أمام الفاعلية السياسية
الياس عطا الله: اليسار مدعو إلى حوار لمواجهة التحديات

   
محاولة جديدة لمعالجة أزمة اليسار اللبناني المستمرة منذ أعوام. هذه المرة على شكل اقتراح بتداعي قوى اليسار الى عقد طاولة مستديرة توضع فيها عوامل الانقسام والمتاهات النظرية جانبا ويجري فيها التركيز على ما يجمع في سبيل تثمير وتعزيز مردودية عمل هذه القوى الضرورية الوجود في أي مجتمع ديموقراطي.
صاحب الاقتراح الذي يرفض وصفه <<بالدعوة>> حتى لا ينشأ من هذه التسمية حساسيات حول الفضل في السبق، هو الياس عطا الله القيادي في حركة اليسار الديموقراطي السائرة في الاستعداد نحو انعقاد جمعيتها العمومية الاولى في السابع عشر من تشرين الاول المقبل بتأخير شهر عن الموعد الاولي لاستكمال التحضيرات والوثائق.
اطار هذا الاقتراح هو الازمة العميقة التي يتخبط فيها لبنان ليس بسبب قرار التمديد الاخير بل منذ اعوام طويلة شهدت ما يشبه الاندثار لكافة قواه السياسية وللحركة الفكرية والثقافية والنقابية فيه ولتدهور مجمل الاوضاع من اقتصادية وتربوية واجتماعية. ولمعالجة هذه الازمات المتشعبة والمتعددة المستويات، لا بد من يسار واع لدوره على الصعيد الوطني وقادر على اختيار الوسائل المناسبة من اجل التقدم على طريق التغيير الديموقراطي.
فمن غير المنطقي، برأي عطا الله ان تجد العديد من قوى اليسار اسسا للتعاون والتنسيق والتشاور مع جهات تختلف معها حول الكثير من المنطلقات، في حين تبقى قوى اليسار عاجزة عن عبور جسور الاختلافات الماضية.
وفي مناخ تزداد فيه حدة الفرز والاستقطاب بين مشاريع ورؤى تتعلق بمستقبل لبنان وعلاقاته الاقليمية والعربية، من باب أولى ان تتلاقى قوى اليسار على تنسيق رؤاها في سبيل مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، هذا إن عجزت عن الارتقاء بمستوى التشاور والحوار الى مستوى التعاون والتنسيق في مناخ يأخذ في الاعتبار التجارب السابقة من دون أن يقع في أفخاخ صراعاتها.
في ما يأتي نص الحوار مع الياس عطا الله:

› يتساءل كثيرون في الازمة الحالية عن موقع ودور قوى اليسار في البحث عن حلول. فمواقف القوى اليسارية المعلنة متقاربة من ناحية الخطاب لكنها لا تتمتع بأي مردودية سياسية.
 لا يختلف اثنان على توصيف الطابع المصيري لمسار التطورات التي يشهدها لبنان والواقع العربي. وفي مثل هذه المنعطفات يفترض بالافراد والتشكيلات السياسية ان تتجاوز ذاتها لتكون في مستوى التعامل المناسب مع مثل هذه التحولات. وفي الحال النقيض فإن التاريخ يمر ويدهس هؤلاء فقط لكونهم عجزوا عن الامساك بناصية الاقدام في اللحظات المناسبة.
نقول هذا الكلام لانفسنا اولا، ولكافة مكونات التيار اليساري الواسع في لبنان. نقول ذلك ليس لزعم منا اننا في الموقع المناسب دون غيرنا، وانما من موقع التدليل على الحاجة الى معاودة الحوار ومن المواقع المعاشة لكل طرف من اطراف اليسار. نقول ذلك لاعتقاد حاسم لدينا بأن اليسار لا يمكن الا ان يكون في موقع المعارضة لسلطات الامر الواقع في لبنان والبلدان العربية.
إننا لا نتجاهل الاختلاف القائم اليوم في مقاربات التيارات اليسارية كما اننا لا نتجاهل الارث الغني والملتبس والمتشابك لعلاقات هذه التيارات في ما بينها حيث تتداخل بشكل ضبابي الاعتبارات الفكرية والسياسية والشخصية لتضفي طابعا شديد الالتباس وخاليا من الوضوح والعقلانية.
ولا يسعنا ان نسلم وننقاد لمشيئة الامر الواقع القائم وتحديدا في ظل الظروف الوطنية القائمة حيث تشهد الحياة السياسية دينامية جديدة تتميز بالجدية والسرعة وروح المبادرة وهي امور غابت عن الواقع السياسي ولفترة طويلة.
ونسأل انفسنا والآخرين ما هو الحائل الذي يمنع امكانية جلوس كافة تيارات اليسار حول طاولة مستديرة وبالاستفادة الكاملة من كل إرث الماضي لاعادة تجديد محاولة تحديد المشترك والمختلف وتحديد القواسم المشتركة وتحديد المواقع بدل ترك الامورنهبا للادعاءات ورغبات التشويه والالتباسات واختلاط الخاص بالعام.
إننا، وبكل مباشرة ووضوح، نطالب انفسنا في اليسار الديموقراطي، والحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي وحركة الشعب وبعض الشخصيات الفاعلة في الوسط اليساري، نطالبهم جميعا بالمبادرة الى الجلوس الى طاولة مستديرة لوضع جدول اعمال يهدف الى زيادة منسوب الوضوح والتحديدات المفضية الى تصنيف المشترك والمختلف وإلى انتاج بروتوكول علاقات يزيد من فاعلية اليسار ويزيد من دوره المفيد في اوساط المعارضة الواسعة والمتنوعة.
لنتحرر جميعا من اسر الماضي لنتحرر من اسر اطاراتنا التراثية ومن جمود المعتقدات والتصنيفات المسبقة ولننطلق الى علاقات منفتحة تحكمها العقلانية والجدوى والاعتبارات الموضوعية لموقع اليسار في عملية التغيير.
ان شجرة اليسار بحاجة الى هزة عنيفة تسقط منها الثمار الفاسدة والاغصان اليابسة وتعيد لها رونقها واخضرارها في غابة المعارضين المتنامية وتعيد لها موقعها الوارف الاغصان لبنانيا وعربيا ولسنا احرص من غيرنا على الدور. انها دعوة متواضعة للتشاور وتجديد الرؤية.
وتنبغي الاشارة الى ان الاقتراح بعقد هذه الطاولة المستديرة لا يستثني قوى يمكن ان تعتبر نفسها منتمية الى تيار اليسار بمعناه الواسع. فإذا رغب الحزب التقدمي الاشتراكي او المنبر الديموقراطي في الاستجابة لهذه الدعوة، فهذا يعود اليهما وهو امر مرحب فيه.
› هذه دعوة سياسية لوضع خطة عمل محددة. لكن يمكن القول ان بعض المقولات التي تبنيتموها في وثيقة اليسار الديموقراطي قد لا تساعد في تقريب وجهات النظر. مثال على ذلك نقدكم <<للحزب الستاليني>> الذي فسره البعض بأنه موجه مباشرة الى الحزب الشيوعي اللبناني.
 ليس الحزب الشيوعي، بل النموذج. ويقول الحزب انه اجرى تعديلات على نموذجه مع اعتقادنا ان هذه التعديلات لم ترتق الى مستوى الاستجابة للتحديات سواء في المستوى الفكري او الصيغة التنظيمية وهذه وجهة نظرنا. لكننا نميز دائما بين امرين: فالخلاف الفكري او الايديولوجي لا يجوز ان يشكل حائلا دون القدرة على التفاعل مع المستويات الاخرى الفكرية والسياسية والنقابية وغيرها. ومن غير الضروري حصول تطابق لاقتناعنا بانتهاء فكرة الحزب اليساري الواحد. نحن من انصار فكرة اليسار المتعدد. اما التمسك بمنطق التنميط فلا يلبي المرونة المطلوبة بين المستوى الايديولوجي والمستويات الاخرى اذ لا يجوز ان تكون علاقة المستوى الايديولوجي قاسية ومتحكمة بالمستويات الاخرى.
نرى، من هذا الموقع ان العلاقة بين اطراف اليسار يجب عن تخرج من هذا الواقع المليء بالالتباسات والترسبات والتشويش وتمازج الاختلاف القائم على الارث المشترك، سواء كان ارثا واحدا او تجارب مشتركة، مع اختلاف النظرة الى هذا الارث او تلك التجارب. وضرورة الارتقاء الى مستوى من الوضوح والتحديد في العلاقات بين تيارات اليسار المختلفة وتبيان المشترك والمختلف في الخيارات الراهنة لهذه التيارات.
فليس من المنطقي ان تكون تيارات اليسار قادرة على انتاج تجارب مشتركة مع العديد من التيارات الفكرية وعاجزة حتى عن تحديد علاقة مناسبة وحضارية في ما بينها، خاصة في ظرف كالذي نعيشه الآن في المستويين اللبناني والعربي حيث بات ملحا ان يحدد اي طرف سياسي موقعه بدقة من التحولات الجارية. ونعتقد ان تيار اليسار العام تيار واسع وكبير يُساء له ويعطل دوره ليس بسبب الاختلاف وإنما بسبب سوء ادارة هذا الاختلاف بما يحوله الى نوع من الخلافات او الشجارات التي تختزن الكثير من الاعتبارات الابوية والشخصنة وشحنات ذكريات الماضي.
فالمطلوب من اليسار ان يتجاوز نفسه ليعلي شأن القضايا الوطنية والاجتماعية لتصبح هي في المقدمة، لا ان يبقي متخبطا في ارثه الخاص الذاتي المتشابك. ولم يعد مفيدا ان نحمل الآخر المسؤولية ونحاول احراجه او ان يقدم هو على نفس السلوك. فلن يقدم ذلك اي خدمة للقضايا العامة وسيكون قاصرا عن تقديم النموذج اللماع المفترض في اليسار في الحياة العامة، السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية. انه تحد لا نضع انفسنا خارجه ولا نرمي مسؤولية عدم القيام به على الآخر، انما نضع انفسنا في موقع المسؤولية الى جانب الآخرين ونعتقد ان المقدمة الاولى لمثل هذا الدور هي الاعتراف بالواقع القائم: ان اليسار هو يسار متعدد والمطلوب ايجاد السبل لحوار مجد وهادف لصياغة المشترك وإبقاء قضايا الاختلاف على طاولة الحوار والبحث خارج منطق البديل والبدائل ووراثة الادوار.
› هل من تصور لآليات الحوار.
 اقترح ان نتداعى حتى لا نعطي انفسنا فضل السبق بل نعتبر ان الحوار حاجة موضوعية تحكم الجميع وتفرض على كل تيارات اليسار الجلوس الى طاولة مستديرة لا تتناسى ارث الحوار الطويل في ما بينها ولكن لا تستحضره بكل اجوائه وتفاصيله وانما بعبره ودروسه وبالرغبة العالية بانتاج تصور مشترك او تحديد قواسم مشتركة وتحديد دقيق لموقع كل منا في الحياة السياسية مما يجعلنا مفيدين بقوة لحالة المعارضة، واعتقد ان اليسار بكل اطيافه لا يمكن ان يكون الا في موقع المعارضة للسائد لبنانيا وعربيا.
› قد يبادر البعض الى تفسير هذه الدعوة كمحاولة إلحاق بخط غير متناسب مع وضعه او تاريخه.
 كل منا موجود في موقع محدد، ومن هذا الموقع نفترض ان هناك حاجة لحوار، خاصة ان الجميع وفي لغته اليومية، يضع نفسه في موقع المعارضة. فنحن لا ندعو ولا نريد للآخر ان يدعو اي طرف منا الى الالتحاق، وإنما هدف هذه الدعوة هو السعي الى التحديد بدقة اين يجب ان يكون موقع اليسار في الصراع القائم أبديا لان نظرية التحالفات الابدية والتاريخية قد تجاوزها الزمن باعتقادنا.
› تحتل العلاقة اللبنانية السورية موقعا محوريا في السياسة الداخلية. ومعروف ان اطراف اليسار غير متوافقة على رؤية لهذه العلاقة. ماذا تقولون؟
 مقاربة العلاقات اللبنانية السورية يمكن ان تكون موضوع خلاف او تباين او توافق. وفي الوثيقة التي تعدها المعارضة (البرنامج المشترك) ستكون هناك المستويات الثلاثة من الخلاف (الخلاف والتباين والتوافق). وسيكون موضوع الجنوب حاضرا في الوثيقة بتعقيداته. وفي مفهومنا انه لا يجوز محاذرة التباين والاختلاف والتوافق بل إبرازها. لان من يملك وجهة نظر مختلفة عن الآخرين، يفترض ان يدافع عنها وليس ان يدفعها نحو موقع الضبابية والعمومية. فالإبهام ليس وسيلة مناسبة في العمل السياسي، بل ان الوضوح هو مرتجى الخيارات السياسية. العمل السياسي يبغي التأثير في الرأي العام وتحويله وهذا لا يحصل من خلال الابهام الذي لا نستطيع من خلاله ان ندافع عن قناعاتنا او ان نشرك الرأي العام في الحياة السياسية. ونرفض منطق الاحكام والمحاكمات لأي اعتبار من الاعتبارات السياسية. فنحن مع وجهة نظر الاختلاف ومع تبيان مدى ملاءمة هذا الخيار والمصالح الوطنية والمصالح العربية العامة.

25/09/2004

Assafir

   
   

Back To HYD Main