Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

بيان

   
نحن المشاركون في لقاءات تحضيرية لبناء إطار يساري ديمقراطي جديد، وإيماناً منا بضرورة بناءه كإطار جامع يسمح باختلاف الآراء وبالتعددية على أساس الفعل السياسي المؤثّر، نورد بعد الملاحظات حول البيان الذي نُشر في جريدة النهار يوم الجمعة الواقع فيه 6/2/2004، باسم "اللجنة التحضيرية الموقتة".

لقد اعتبرنا أنفسنا، وبناء على دعوة المبادرين، جزءاً لا يتجزأ من المبادرة، وساهمنا في الاجتماعات العامة في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، نتيجة إيماننا بأهمية وضرورة وجود هكذا الأطر من أجل التغيير الذي نطمح إليه، خاصة في ظل ما وصلت إليه البلاد من تردي على جميع المستويات. وربّما أكثر ما كان يميّز المشاركين في اللقاءات التحضيرية والنقاشات هو إصرار الجميع على أن يتم بناء الإطار الجديد على مبادئ ديمقراطية واضحة وألا يكون من المسموح أن تتشكّل قيادته بأسلوب يتنافى مع هذه المبادئ مهما كانت الحجج والعوائق والمبررات الظرفية. بل، لقد شدّد الجميع على الديمقراطية بمفهومها الواسع وعلى ضرورة إيجاد آليات التصويت والانتخاب المباشر والتشارك والمساءلة والشفافية والعلنية.

وكان آخر الاجتماعات الذي أنعقد في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في 23 كانون الثاني 2004 قد طرح تخوّفات عدة من تكرار التجارب السابقة وأصرّ على اعتماد آليات ديمقراطية مباشرة منذ الاجتماعات الأولى للوصول إلى المؤتمر العام الأول الذي سوف ينتخب قيادته على أسس تتم الموافقة عليها في اجتماعات عامّة وعلنية. كما تم التأكيد على اعتماد مبدأ الشفافية، وتم توزيع محضر الاجتماع بشكل واسع على أن يتم تعميم هذا المبدأ على جميع الاجتماعات. وحرصاً على هذه الأسس، نرى أنه من الضروري توضيح بعض النقاط التي رافقت إصدار البيان لتجنّب انزلاق اللقاء إلى تكرار تجارب سابقة فشلت في استقطاب الحالة اليسارية من خارج "النخبة"، وفشلت في إحداث أي تغيير يذكر في الحياة السياسية في البلد، فتحوّلت إلى جزء لا يتجزّأ من التركيبة "اللبنانية" وإن في موقع "المعارضة"، كالمنبر الديمقراطي والتجمع الوطني للإنقاذ والتغيير...

لن ندخل بتفاصيل الموقف السياسي الذي أعلنه البيان، لا لأننا موافقون أو غير موافقين عليه، فهو يحتمل نقاشاً جدياً لخطورة ما أعلنه، بل لأن المشكلة الأساسية كانت في طريقة إعداده وتقديمه إلى الرأي العام دون أن يحظى بنقاش بين المشاركين في اللقاءات التي تجمع المئات من اليساريين في مختلف المناطق اللبنانية. وسوف نحرص على أن يتم نقاش النقاط التي تطرّق إليها البيان سياسياً في إطار واسع وعلني يمكن له أن يطرح هكذا مواقف وأن يتحمّل مسؤوليتها وما تتطلّبه من جهد عملي لتصحيح المسار الذي أخذه اليسار خلال الحرب اللبنانية، بما يضمن عدم تبعيته وعدم تكرار الأخطاء التي وقع فيها وتجنّب الخوض بها، مما أدّى إلى انكفائه الفعلي عن الحراك السياسي المؤثّر في الرأي العام، وبالتالي عدم قدرته على القيام بدوره كممثّل عن الفئات المقهورة والمهمشة.

طبعاً، كنّا نتوقّع لجنة تحضيرية مؤقتة وآليات تعكس الخطاب السائد في الاجتماعات والذي من المفترض أن يضمن حق المشاركة على أساس المساواة والتمثيل العادل (النسبي أو غيره) والخروج من منطق النخبوية والأبوية. وهذا لا يمكنه أن يحدث إلاّ من الخطوات الأولى للتأسيس، فالديمقراطية ليست أمنية نتمنّاها للمستقبل بل هي المنطلق الأوّل والأساسي لأي مبادرة تطمح للاستمرار والتأثير.

لكن الذي حصل هو أننا فوجئنا، من خلال صحيفة النهار، بـ"لجنة تحضيرية مؤقتة" وموقف سياسي بامتياز. لجنة تحضيرية لم يجري انتخابها من المشاركين أو حتى التداول بأسمائها، وذلك ربما لاننا نعيش في عالم غير مثالي، تتأثّر فيه التجارب الحزبية بالواقع السياسي العام وموروثات التاريخ، خاصّة تاريخ تجربة المرحلة النضالية السابقة، محلياً وعالمياً.

ما تقدم به السادة "اللجنة التحضيرية المؤقتة" المزعومة في بيان سياسي ينشد الديمقراطية والمحاسبة قد أغفل أنه من الممكن محاسبتهم، خاصة بعد إصرارهم على نشر التوضيح الذي ورد في اليوم التالي رغم الاعتراضات الكبيرة من قبل المشاركين في الاجتماعات الجارية. وهذا ليس إلا دلالة على إصرارهم على موقف خاطئ لن يجدي سوى إلى دفن الإطار قبل ان يولد، وإلى إسقاط الصراع الحزبي الذي كان دائراً في الحزب الشيوعي اللبناني على الجميع. بالإضافة إلى ذلك، فإن هكذا "مبادرات" تجاوزية للعمل الجماعي قد تندرج في إطار السعي الدائم للبعض لموقع سياسي فردي أفضل. لكن ما قد لا يدركه هذا البعض هو مدى الضرر الذي قد تلحقه هذه الأفعال على نطاق أوسع بكثير، والضحية في هذه الحالة هي عملية التغيير والديمقراطية نفسها.

نجد خطورة حقيقيّة في هذا "الخطأ الديمقراطي" البسيط أمام هول الحدث الذي استدعى صدوره، ومن هنا يحق لنا أن نتسائل، هل هذا الخطأ يأتي من الآثار والنتائج المتأتيّة عن فشل الانشقاق القادم عن الحزب الشيوعي؟ وهل سيأتي هذا البديل العتيد على صورة الحزب ومثاله؟ والسؤال عندها يكون، ما هو مصير حركة التغيير عندما يُقدم معارضون لأداء الحزب بهكذا خطوة على مشارف تبلور اعتراضهم تنظيميا؟ لا نبالغ إذا قلنا أن علامات استفهام جديّة تطرح حول قدرة مصدري البيان على الاضطلاع بمهمة بناء إطار يساري ديمقراطي يعمل بعيداً عن أثقالهم وأثقال الحزب الشيوعي اللبناني.

إن حركة احتوائية بهذا الشكل لا تؤدي سوى إلى إنشاء تجمع فئوي آخر غير قادر على تحريك الشارع أو الإقدام على التغيير. فهل نستطيع العمل سوياً لإنشاء بديل يساري ديمقراطي من خارج آليات الإسقاط السياسي هذه ومن ضمن سياق المسائلة والمحاسبة والعلنية الذي ينادون وننادي به؟
   
   
   

Back To HYD Main