Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

عطا الله والعيد وماجد يشرحون التصوّر لـ "المستقبل"
حركة يسارية جديدة في شباط المقبل

   

تسارع "قوى الاصلاح والديموقراطية" التي يتزعمها القيادي الشيوعي السابق الياس عطا الله، إلى استيعاب نتائج المؤتمر التاسع لـ"الحزب الشيوعي اللبناني" عبر استيعاب المعارضين الجدد الذين أفرزتهم نتائج هذا المؤتمر بعد فوز "المتشددين" على حساب "الوسط" وسقوط المعارضة، التي لم تستطع خرق المجلس الوطني إلا بأعضاء لم يتجاوز عددهم الخمسة عشر من أصل 75 عضواً وبعد لجوء احد رموزها جورج حاوي إلى الانكفاء عن العمل الحزبي بعد فشل خطته التي لم تكن قد حظيت بموافقة "قوى الاصلاح" التي قاطعت واعتبرت نفسها خارج اللعبة.
وفي هذا الاطار يجري التحضير للقاء موسع في منتصف شهر شباط المقبل، في مطعم الدلب، الذي كان قد شهد ولادة قوى المعارضة الحزبية الشيوعية واطلاق وثيقة سياسية تحمل قراءة مختلفة للواقع السياسي العربي والمحلي عما أنتجته القيادة الرسمية في مؤتمرها.
وسوف تدعى إلى هذا اللقاء شخصيات يسارية من كتّاب وهيئات شبابية طالبية تعمل في الجامعات وممثلين عن هيئات من المجتمع المدني بيئية ونسائية وحقوقية وغيرها وسوف يكون هذا اللقاء لبنة في تأسيس حركة يسارية جديدة اذ تلتقي هذه الجماعات على مبدأ ضرورتها في ظل غياب اليسار عن الحياة السياسية خصوصاً بعد أن أصبح الحزب الشيوعي بتوجهاته السياسية حزباً "قومياً" أكثر منه "ماركسياً"، كما يصر بعض الشيوعيين المعارضين على التوصيف.
ويؤكد أحد العاملين من أجل تبلور هذه الحركة المحامي حكمت العيد، العضو القيادي السابق في "منظمة العمل الشيوعي" التي انكفأت مديداً منذ ما بعد الحرب الأهلية اللبنانية، "أن من المبكر الحديث عن قيام حركة يسارية جديدة، لأن الفكرة لم تتبلور بعد، وتحتاج إلى مزيد من الوقت من أجل البحث والاتصال بشخصيات يسارية فاعلة، من أجل اشراكها".
ويرى أنه "لم يتم التوصل إلى صيغة تنظيمية محددة نهائية"، وأنه لا يريد استباق الاتصالات الجارية من أجل استكمال الحوار قبل الاعلان عن أي شيء "حتى لا تأتي الخطوة ناقصة".
ويوضح الكاتب السياسي وأحد الناشطين من أجل تأسيس هذه الحركة زياد ماجد أنها "لن تطلق في شباط، و لا بد من التوضيح أن قوى الاصلاح والديموقراطية ستعقد اجتماعاً لها، لاستيعاب نتائج مؤتمر الحزب الشيوعي، وهي قوة منفصلة عنه، بينما الحركة التي نسعى إلى قيامها، فتتألف من شخصيات يسارية غير حزبية وكتاب وهيئات مجتمع مدني، وفي هذا الاطار لم نستكمل اتصالاتنا بعد مع الجميع والحركة مستمرة من أجل بلورة أفضل لكل الجوانب السياسية والتنظيمية".
وأكد ماجد "أن الحالة اليسارية الموجودة في لبنان ليست مرتبطة بصراع الحزب الشيوعي الداخلي والتنافس الذي جرى في مؤتمراته، وكان هناك حوارات منذ فترة بعيدة من أجل تأسيس تيار يساري وليس حزباً يسارياً وعملنا لذلك منذ العام 1995 في أكثر من اطار شعبي. فكانت هناك الحركة الشعبية الديموقراطية في الجنوب، وفي الشمال كانت مجموعات عملت في اطار الانتخابات، كما عقدنا في بيروت أكثر من لقاء مع منظمات وتجمعات المجتمع المدني، اضافة إلى لقاءات مع مجموعات شبابية مستقلة عن كل الأطراف السياسية، منها نواد سينما وطلاب شيوعيون و"بلا حدود" و"الخط المباشر"، هذه التشكيلات لم يكن لها اطار حزبي وقد انعكست أزمة الحزب الشيوعي سلباً، اذ كان من الاستحالة بناء يساري من دون الحزب الشيوعي، وفي الوقت نفسه كان الحزب ضائعاً ومشتتاً ومواقف قيادته في كثير من المفاصل لم تكن حاسمة. عندما تبلورت مجموعات شيوعية من داخل الحزب أولت اهتماماً بالاتصال بيساريين خارج التنظيم الحزبي ووصلت إلى قناعة انعدام أي امكان للاصلاح من الداخل، بدأت الأمور تتبلور وهذا الأمر لم يحصل إلا منذ حوالي السنة وأثناء التحضير للمؤتمر التاسع، وهي قد حسمت موقفها اليوم بعد الاتجاه الذي سار فيه الحزب وأتمنى أن يكون ذلك لمصلحته، نحن منفتحون على الحزب كما على الجماعات المعارضة فيه بتلاوينها المختلفة".
تنظيم مرن
ورأى ماجد "أن صيغة الحركة اليسارية الجديدة لا تحتمل إلا تنظيماً مرناً، أقرب إلى المفهوم الحديث للعمل السياسي، أي تيار قريب من عمل الحركة الاجتماعية أكثر من مفهوم الحزب الحديدي المقفل بهوية سياسية واضحة، ومع الوقت اذا قرر هذا التيار التحول إلى حزب له برامج سياسية وانتخابية مباشرة ويستطيع التصدي للقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فهذا جيّد".
واعتبر أن "اليسار بتلاوينه الحالية في لبنان عاجز عن ابتكار لغة جديدة بالتعاطي معها وتحديداً التعاطي بشكل عقلاني خارج الخطابات والخطب المجانية منذ منتصف الثمانينات، ولم يتوقف اليساريون امام تجربة مثل التجربة البرازيلية وغيرها".
واذ لفت ماجد إلى عدم وجود توافق كامل على القضايا، أكد "ان الاتصالات بالأشخاص لم تستكمل، ونحن ننشط في هذا المجال للاتصال بشخصيات يسارية انكفأت حتى تتوصل إلى صيغة وتبلورها وربما تستطيع أن تنجز شيئاً ما خلال شهرين أو ثلاث أو اربع، اذ لا يجوز ان نسلق الأمور".
ولفت إلى أن "قوى الاصلاح والديموقراطية في الحزب أصحاب مبادرة وهم كتلة رئيسية في اليسار الجديد وأجروا اتصالات مع مجموعات وشخصيات يسارية وأكدوا على توسيع الاطار وإشراك آخرين وعليهم اليوم أن يستكملوا الاتصالات".
وحول الوثائق السياسية، قال: "كان هناك 4 مسودات ناهيك عن المقالات التي كتبت. جرى تقريبها وجمعها من بعضها في الفترة الأخيرة".
جدير ذكره ان هناك وثيقة وضعها الياس عطا الله ونديم عبد الصمد وحكمت العيد، وثانية وثيقة أستاذ جامعي وثالثة وضعها الكاتب الياس خوري، بالاضافة الى قرار الاستعانة بوثيقة "المنبر الديموقراطي".
واذ انتقد اقتصار العمل السياسي في لبنان على إصدار البيانات وتحديد مواقف إعلامية فقط، اشار ماجد إلى شكل العمل السياسي للتيار اليساري الجديد سيكون في الوسط الطلابي وتحديداً في الجامعة اللبنانية وأن الاشكال التي ستعتمد في التحركات في مواقع مختلفة ستكون إقامة ندوات وتوقيع عرائض وتظاهرات واعتصامات واحتفالات موسيقية ونشاطات ثقافية وإصدار مجلات شبابية موجودة الآن نعمل على أن تكون منبرا مفتوحا للحوار والتعبير إضافة إلى حملات مدنية من أجل البلديات والانتخابات النيابية وقضية المرأة والحقوق المدنية للفلسطينيين.
معارضة متنوّعة
أحد أعضاء قوى الاصلاح والديموقراطية سابقاً والذي انفصل عن هذا الجسم في محاولة للإبقاء على وحدة الحزب عبر المشاركة في المؤتمر التاسع للحزب وعدم مقاطعته لإجراء تغيير من الداخل وأحد العاملين في قطاع المثقفين الحزبي وهو عضو في المجلس الوطني السابق رفض ذكر اسمه أكد أن المؤتمر التاسع أفرز معارضة جديدة. بعد قوى الاصلاح والديموقراطية وتيار جورج حاوي وهو تيار "الوحدة والتجديد". واعتبر أن المرحلة الحالية هي مرحلة إجراء المراجعات وأن ولادة أي شيء جديد لن يحصل خلال يومين أو ثلاثة.
ولفت إلى أهمية إجراء اتصالات مع شخصيات مثل كريم مروة الذي يؤسس لمشروع ثقافي ـ سياسي ولإصدار مجلة ثقافية عبر اتصالاته العربية، والاتصال بشخصيات يسارية أخرى مثل فواز طرابلسي إضافة إلى قوى المجتمع المدني وشخصيات ثقافية وقوى وجمعيات ليست مشدودة إلى العمل السياسي المباشر وإنما إلى العمل الشعبي والسياسي غير المباشر، وكذلك هناك شخصيات أخرى مثل الدكتورة فهمية شرف الدين التي تعمل على قيام حركة بين المثقفين اليساريين العرب وغير ذلك من الشخصيات والقوى.
وإذ أشار إلى أن جورج حاوي لا يعمل على إنشاء حزب بل على إطار لتحركه وحيداً بحياته السياسية اللبنانية، أمل أن تستقل حركة المعارضة داخل الحزب عن جورج كما أمل باستقلال قوى الاصلاح والديموقراطية من الياس عطا الله الذي عطل حصول التوافق بين المعارضة الحزبية إذ رفض الياس ونديم اللقاء مع حاوي قبيل عقد المؤتمر وكانت النتيجة حصول أضرار متبادلة، ولو لم تجرِ المقاطعة في المؤتمر لكانت المعارضة الكتلة الأكبر في المؤتمر. لكن اليوم ثلثي الحزب بالخارج، وكان لا بد من معاهدة بين المعارضة لعدم إحداث ضرر متبادل، لأن الياس ونديم أبديا عدم ثقة بجورج وكان سيناريو التغيير محتملاً في المؤتمر التاسع إلا أنه لم يحصل.
ويؤكد الياس عطا الله بدوره أن هناك خياراً بقيام تيار أو حركة يسارية يجري البحث بآلياتها ومكوّناتها، وأن قوى الاصلاح والديموقراطية ليست مخوّلة بالاعلان عنها، وهي جزء من مكوناتها، سيكون لها رأي في صيغة الاعلان، لكن بعد التباحث مع شخصيات يسارية مستقلة عن الأحزاب أدركت أهمية الحاجة إلى تأسيس شيء جديد.
وعن الصيغة اليسارية الجديدة والأسس التي ستقوم عليها أكد أنها منفتحة وتقوم على معادلة الديموقراطية والتعدّد والتنوّع والفاعلية وقال: "لا يوجد تناقض بين الديموقراطية والفاعلية والأهم هو المشروع السياسي والأسس الفكرية التي تأخذ في الاعتبار كل التطوّرات وأوضاع الحركة اليسارية في العالم والواقع العربي وانهيارات الأنظمة".
وإذ رفض الخوض في أن قيام حزب سياسي جديد يحتاج إلى ترخيص رسمي، أوضح أن الحركة الجديدة لا تشبه المنبر الديموقراطي وهو إطار من مكوّنات متعددة، فالسعي إلى بلورة حضور اليسار وتقديم هوية وقيادات فكرية وسياسية في هذا الاطار.
التغيير مهمة رئيسية
واوضح "أن قوى الإصلاح والديموقراطية مكون من مكونات الحزب الشيوعي اللبناني حسم خيارها استحالة اجراء عملية إصلاحية جذرية داخل الحزب، ولما فشلنا في تطوير بنيان المؤسسة الرسمية التي باتت تقتصر على جزء ليس كبيرا من الشيوعيين وجدنا أنفسنا نلبي حاجة وضرورة لتفعيل دور اليسار، وذلك لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال عمل تأسيسي، وحيث يتمكن اليساريون من الحضور من دون شروط مسبقة وبتفاعل متساوٍ لإنجاز هذا المشروع الذي لا تتخيل أنه سيولد كاملاً متكاملاً ولكن الصيغة المتفتحة المرنة بالتأكيد سوف توفر له شروط الارتقاء والتكامل التدريجي والتحوّل وفقاً لمقتضيات حركة الواقع".
وأضاف: "نحن لا نتوجه من خلال عملنا هذا فقط الى جمهور اليسار بشكل عام والى المكونات الجديدة الشابة في الحياة السياسية التي لها تجاربها وبداياتها وآمالها وأحلامها وحقها في نقد تجارب الآخرين".

تخليص المعارضة من الشخصانية
وعن رده حول ضرورة تخليص المعارضة من رمزها الياس عطاالله رد قائلاً: "أنا عضو في المعارضة ليس لدي أي حق يزيد عن أي واحد من كل أعضاء المعارضة، ليس لدينا بنية منظمة تعطينا مواقع ومناصب، ليس لدي أي صفة، وإذا كان المطلوب تصفيتي شخصياً، فهذا أسوأ أنواع الفاشية".
وعما إذا التيار قد حسم خياراته أي اتخاذ الماركسية مرجعية له أجاب عطا الله: "بشكل عام أحكي عن حالتنا، نحن في خيار ماركسي، ولكننا لسنا مشترطين شروطاً أيديولوجية، فحتى في موضوع الماركسية وفهمها هناك الكثير من التفاوتات. والسؤال يحوي في طياته نوعاً من الوعي الموروث أن كل حركة سياسية يجب أن يكون لها مرجع أيديولوجي محدد يكون معيارا ومقياسا، أنا أعتقد أن هذا النوع من التفكير وفرض العلاقة بين الأيديولوجي والسياسي من الأمور المطلوب تغييرها، حتى الماركسيين أو من يزعمون أنفسهم ماركسيين يعيشون حالات من التفاوت الهائل في فهمهم للماركسية وهذا أمر بديهي فالماركسية ليست حالة معزولة عن التطور والتطوير".
وعن العامل الذي يدفع باتجاه خوض غمار التأسيس لتيار جديد قال: "هو حالة الفراغ السياسي والفكري على مستوى لبنان والعالم العربي، وبكل تواضع وبإدراك دقيق لدورنا المحدود لا نستطيع أن نصفي أنفسنا من مواجهة استحقاق تحمّل مسؤولية اعادة النظر في الكثير من البديهيات والتجارب التي أوصلت لبنان والبلاد العربية الى هذا الواقع المزري والهزيمة الساحقة، وهذا الخواء الشامل في مواجهة الاستحقاقات العالمية والاقليمية".

   
09/02/2004 Al Mostakbal
   

Back To HYD Main