الرفاق الأعزاء
تحية طيبة و بعد
ثلاثة أعوام مضت و نحن نحاول المستحيل لتقريب وجهات النظر و العمل على إنقاذ ما
تبقى من الحزب الشيوعي اللبناني . و لكن للأسف محاولاتنا لم تلق آذاناً صاغية
من قبل الرفاق في القيادة.
لن أنجر في كتابي هذا إلى محاولة إتهام أحدمنهم بأي شيء ، فما حصل حصل و السؤال
الأن ماذا بعد ؟
لما كانت كل محاولاتنا للبقاء موحدين معهم ضمن إطار واحد قد انتهت إلى طريق
مسدود فأنا أرى أن الحل الوحيد الآن هو المضي قدما في طريقنامما يستتبع ذلك من
أمور ( الإنفصال، تأسيس حزب جديد ، و إلى ما هنالك من أمور تستوجبها الحال
الراهنة).
لذا فأنا أؤيد فكرة تأسيس حزب جديد و لكن لا بد أيضا من طرح بعض النقاط
الجوهريّة لمجرد التذكير ليس إلاّ و ذلك كي لا تذهب تجربتنا الغنية التي حصلنا
عليها خلال السنوات الماضية سدىً.
لن أطرح حلولاً جاهزة فأنا أعلم أن الرفاق على أرض الوطن أدرى بمتطلبات الموقف
بل كل ما سأقوم به هو الإشارة إلى بعض النقاط للطرح و المداولة:
1. حيث نحن بصدد إنشاء حزب جديد (أو حركة جديدة مهما كان المسمى فالمبدأ واحد)
علينا الحرص بأن نضع أسساً ثابتة لتنظيم آلية التعامل و الأجراءات (يستحسن
الإستفادة من خبرتنا بمجال النظام الداخلي الذي وضع لطلاب شيوعيون من قبل) كما
أنه علينا الإلتزام به (ليس من باب الشيء المقدس بل حيث أننا قد أصبحنا حزباً
مستقلاً فقد تغير الحال عما كان عليه ط .ش. من مرونة و أصبحنا شخصاً معنوياً
يحاسبه التاريخ استناداً إلى أعماله و مؤلفاته و منها النظام الداخلي) هذا عدا
عن كون النظام الداخلي و ليد ضمير و كيان هذه المجموعة.
2. علينا و الحال هذا أن نحدد الأن ، و بشكل رسمي ، الأعضاء المنتسبين و ذلك
لعدة أسباب يضيق بها الشرح و إن كان الأغلبية يعلمونها إلاّ أن أبسطها للتمكن
من تحديد الهيكليّة العامّة للحركة اليساريّة الجديدة.
3. إن تحديد الأعضاء بشكل رسمي لا يعني ،بأي شكل من الأشكال تعقيد إجراءات
الإنتساب بحيث يتحول الحزب الجديد شيئاً فشيئاً إلى نسخة أخرى عن الحزب الشيوعي
السابق ( و أشدد على كلمة السابق حيث أن هذا الحزب قد فقد كل المقومات التي
تصلحه لوصفه بالشيوعية).
4. تحديد الهيكلية يجب أن لا ينسينا احد أهم الأسباب التي أدت لانفصالنا عن
الحزب الشيوعي السابق فيجب أن لا تنفصل الهيئة القياديّة عن القاعدة و الأهم أن
يبقى الحزب الجديد على اتصال بهموم الشعب الذي نناضل من أجله.
5. صحيح أننا ننفصل عن الحزب السابق إلاّ أنه علينا أن لا نأخذ منه موقفاً
عدائياً و ما أقصده هنا هو التالي:
علينا أن نتعامل معه معاملة الند للند دون الإحتماء وراء المتاريس النفسيّة
(أنا أعلم أنهم سيضعون متاريساً من جهتهم و لكن و لكي ينصفنا التاريخ علينا أن
نحاول دائما الحوار مع القاعدة الحزبيّة لديهم ( و ليس مع القيادة) علنا نتمكن
من إيضاح بعض الأمور ليفهموا وجهة نظرنا (لسنا بحاجة لإقناعهم بالإنضمام إلينا
بل هم سيأتون بمجرد معرفتهم و اقتناعهم بالوجه الآخر للموضوع )
6. النقطة الأهم و التي طالما أثرت سلباً على آدائنا طيلة السنوات الماضية هي
أخلاقيات التعامل في ما بينناحيث يجب علينا الإبتعاد عن أسلوب التجريح الشخصي و
"الإستلام" و الحديث عن بعضنا البعض في أي أمر شخصي حيث كان هذا ، حتى هذه
الفترة، السلاح الأقوى في أيدي البعض منا ( الذين و إن كانوا يتصرفون عن حسن
نيّة حيث أنهم كانوا يعتقدون أنهم بهذا يحافظون على و حدة و قوة الطلاب ) لدفع
البعض الآخر للإبتعاد عن " مراكز المسؤولية" في الطلاب.
هذا الأمر كان أحد الأسباب الأساسيّة التي أدت بالكثير من الكادرات العاملة
معنا إلى الإنسحاب حفاظاً على ما تبقى من كرامتها ( أذكر منهم على سبيل المثال
لا الحصر سامر العياش ، حسين زيباوي و غيرهم)
رفاقي الأعزاء
أنا أعلم أن هذه الأمور لا تخفى عن الكثير منكم ممن لهم خبرة في مجال العمل
السياسي و العمل العام أكثر مني بكثير.
إلا أني وجدت من واجبي أن أثير هذه النقاط في الإجتماع العام الذي لم يساعدني
الحظ لأكون حاضراً فيه.
أتمنى لكم التوفيق من كل قلبي و إلى حين اللقاء.
عاش الحزب الذي يمثل الشعب فإن تخلى عن هذا الشرف فلا بقاء له
