|
|
|||||
|
Lebanese Communist Students Web Community |
Established on November, 16th 2002 |
||||
| Main | Documents | Gallery | Links & Contacts | Activities | Downloads |
|
الامتحان الداخلي المؤجل |
|||||
|
كيف يكتفي "حزب الله" بمظهر المنكفىء عن الحضور في المشهد اللبناني الداخلي الذي بات اشبه بنمط الادارة المحلية منه الى الدولة؟ كيف لا يزهد اللبناني "الآخر" بالتحرير وقد اسلم الروح السياسية اقليمياً ما خلا قطبي قضية العلاقة مع سوريا بعد التقليص القسري للبعد العربي للبنان؟ فقد قُدِّم التحرير شأناً اقليمياً - دولياً صلته اللبنانية الوحيدة "حزب الله" الملتبس في مدى كونه ترجمة لسياسات ايرانية ـ سورية. إلا ان انجاز التحرير لم يعقبه وقف تعالي "حزب الله" عن الشأن السياسي المحلي رغم وضوح خياراته السياسية. فهو لم ينخرط في مسائل تقاسم السلطة، والمشروع الاقتصادي، والحوار الوطني المغيب منذ انتهاء الحرب الاهلية واصلاح النظام السياسي. وبقي وهج الحزب مرتبطاً عضوياً بمسألة الصراع العربي-الاسرائيلي دون سواها، ولم يسجل له انجاز آخر امام اللبنانيين المثقلين الى جانب معاناتهم الطويلة جراء الاحتلال الاسرائيلي، بأزمة اقتصادية متفاقمة، وباصطفاف سياسي عقيم يحول دون التوافق على مشروع عقد دولة، وبفساد طبقة سياسية يتوالد على حساب ازمتهم. لكن دخول "حزب الله" معمعة المعادلات الداخلية سواء أراد ذلك ام اتيح له، ليس وقفا على ارادته وحسب، اذ ثمة اختلاف بنيوي للحزب عن اقرانه اللبنانيين باعتباره نشأً بموجب عوامل اقليمية سوف تبقى، كما اثبتت تجربة ما بعد التحرير، العامل الاول والاقوى في تحديد حركته الداخلية وضبطها. ومن جهة اخرى فان الشكل التنظيمي العقائدي بات من مخلفات الاحزاب اللبنانية التي تقنعت بعد الطائف باقنعة مدنية لم تستر نهجها الميليشيوي في اغتنام الدولة ودفنها. وبذلك اي موقع سيأخذه الحزب داخليا وبالتحالف مع مَن، وهو مكبل بالتزامات تفرضها عوامل خارجية، ومنها ما يعوّق آليات اي حوار وطني ممكن؟ من معوّقات الحزب ايضا على هذا المستوى ثغر الآخرين، اذ بمقدور الحزب انتقاد الفساد ورموزه، والنهب العام مثلا، طالما انه غير منغمس، على ما يبدو، في صفقات السياسة المحلية (رغم التلميحات الى ملف التخابر الدولي)، وفي مقدور الحزب الاستمرار في موقف حجب الثقة عن حكومات رفيق الحريري ومشروعه الاقتصادي السياسي، لكن اي رافعة وطنية سعى "حزب الله" الى بلورتها او المساهمة في بلورتها بعد عامين على التحرير، اذا سلمنا جدلا ان مهمة التحرير قد استحوذت كل اولوياته قبل ايار ،2000 وذلك في اتجاه اصلاح سياسي ما وطرح بدائل اقتصادية وسياسية للبنان؟ في الواقع ازداد الحزب التصاقاً ببعده الاقليمي بعد التحرير عبر "تمديد" المقاومة لتتركّز في مزارع شبعا، ومن ثم عبر شعار دعم الانتفاضة، قبل الاشارة الايرانية الاخيرة اليه "بضبط النفس"، ليكسب بذلك نقاطاً اضافية في سجل اقليميته ذات التوظيف التكتيكي في ادوار لاعبي المنطقة، بين حدي القدرة على إفلات الاصولية من عقالها ومسك خيوط لجمها في آن واحد، دون ان يلتفت الحزب الى ان مرحلة ما بعد التحرير تفترض اجماعاً وطنياً جديداً حول مسألة المقاومة المسلحة نفسها اولا، ودور لبنان ما بعد الاحتلال ثانيا، متجاهلا ان القرار السوري لا يكفي وحده لتأمين نصاب هذا الاجماع. ولا يعني ذلك ان التوظيف السياسي للعمليات العسكرية ينتقص من اهميتها او يضعها في مصاف الخداع السياسي، فهي اداة سياسية اثبتت فاعليتها بتفوق لبنانياً وفلسطينياً وفي تجارب عالمية اخرى، ولكن السؤال هو اي توظيف سياسي لهذه العمليات وبتحديد ممن وبأي ثمن؟ ان مسألة التوجه نحو الداخل اللبناني وآلياتها مع ما يرافقها من مساهمة في اطلاق الحوار الوطني متروكة طبعا لـ"حزب الله" نفسه ليحددها ويختار توقيتها ولكن الاستمرار في اهمالها بذريعة اولوية العمل المقاوم والصراع مع اسرائيل يكاد يشبه تجارب انظمة عربية اجلت الجرأة على الافراج عن مجتمعاتها عقوداً بذرائع مشابهة فغدت مجتمعاتها تلك مكبلة عن اطلاق قدراتها وطاقاتها بما يخدم مهمة الصراع الكبرى، تاركة المبادرات على مستويات حياتها كافة للقيادات الديكتاتورية، وهكذا ينقل تعسف الانتماء للمقاومة ومحاولات فرضه وتعميمه في لبنان عدوى تخوين كل محاولة لتفكيك مسألة المقاومة واستيعابها ومناقشتها ضمن اطارها الوطني العام الذي استطاع ان يرفدها لعقد خلا بقوتها وحاضنتها الوطنية. |
|||||
|
نبيل أبي صعب |
|||||