
إن الرغبة في بناء دولة عصرية تأخذ بأحدث أساليب العلم والتقنية لم تجعل هذا البلد الأصيل يتنكر لتراثه العريق وأمجاده التليده .. بل سعى دائماً إلى مزج الحداثة بالأصالة – ففي الوقت الذي أقام فيه المنشأت الحديثة في مختلف مجالات الحياة أولى إهتماماً كبيراً للمحافظة على تراثه المعماري بترميم القلاع والحصون والبيوت القديمة الأثرية كما عمل على إحياء موروثه العلمي والثقافي من خلال جمع المخطوطات ونشر الكتب الدينية والأدبية واللغوية التي أسهم بها على عمان وأدباؤها في حركة الثقافة العربية على إمتداد العصور …………
لا توجد مصادر متوفرة لمعرفة تاريخ نشأة الولاية ، ولكن حسبما جاء في كتاب ( تحفة الأعيان) للمؤرخ العماني نور الدين السالمي عن مقدم مالك ابن فهم الأزدي مع قومه من الأزد إلى عمان كان قبل الإسلام بألفي عام ، فهناك إحتمالات :-
هو أن تكون منح قد انشئت قبل هذا التاريخ أي قبل قدوم مالك بن فهم الأزدي إلى عمان ، وأن مالك نزل بها أول ما نزل عمان ، وقد يكون لاختياره منح لتكون موقعاً له لما تتمتع به من وفرة الماء والكلأ إلى جانب إستراتيجية الموقع فهي محصنة من جهة الشمال حيث ينتصب جبلاً ( بو صروج ) و ( الودكة ) ليشكلا حصناً منيعاً ضد أي هجوم من تلك الجهة التي يخشى منها هجوم الفرس عليه ، وهذا يعني أن الموقع وما يتمتع به لن يكون خالياً من نشاط بشري قبل حلول مالك فيه مما يؤكد نشأة الولاية قبل قدوم مالك بن فهم .
وهو ليس بمستعبد لأن يكون مالك بن فهم قدم من اليمن ومعه قطيع من الأغنام والإبل والخيل إلى جانب رجاله فهو لن يختار مكاناً خالياً من أساس الحياة والعشب والكلأ ، فلعله رأى أرض منح أرضاً خصبة يمكن العيش فيها وإستغلالها ، ومما يؤكد ذلك هو أن مالك بن فهم عندما أقام في منح حفر بها فلج يسمى فلج مالك كما ورد في كتاب ( تحفة الأعيان ) ثم أن مالك بن فهم أقام في الجوف حتى إستراح واستعد لحرب الفرس وتأهب للقائهم وحفر بناحية الجوف الفلج الذي بمنح ويعرف اليوم بفلج مالك وكان معسكره مضرب خيله وعساكره هناك إلى أن استعد لحرب الفرس ومقابلتهم ، وإذا كان هذا الإحتمال صائب فإنه يمكن القول أن مالك بن فهم هو الذي أنشأ منح .
إلى جانب أن هناك مكان في ( البلاد ) يسمى ( المرابيط ) نسبة إلى مربط خيل مالك بن فهم . وقد ذكر المقدسي ( المتوفي بعد عام 390هـ – 999م ) في كتابة ( أحسن التقاسيم ) في تعريفه لعمان بأنها كورة في الجنوب الشرقي من الجزيرة العربية ذات نخل وزرع وبساتين كثيرة ، كما عدد حواضر ومدن عمان وجعل منح ضمن الحواضر و المدن الأساسية وهي ….
(( نزوى السر ، ضنك ، حفيت ، دبا ، سلوت ، جلفار ، سمد ، بسيا ، منح )) .
لتوزع السكان على قرى الولاية وهي تختزن وهي معان ذابت في أسمائها .. ومنها :-
- البلاد ( أو حارة البلاد ) : وتعني وسط البلاد لوقوعها وسط منح فهي بمثابة المركز للقرى التي حولها ، ومن هنا جاء إطلاق البعض على حارة البلاد إسم منح .. من باب إطلاق الكل ( منح ) وإرادة الجزء ( البلاد ) .
- الفيقين : وهي تنسب إلى الفلج المسمى بفلج الفيقين ولعل كلمة الفيقين تحريف لكلمة الفجين وهما يشرفان على القرية من ناحية الشمال .
- عز : من عز الشيء إذا ارتفع وامتنع ، حيث أنها تقع بمكان منخفض واديين .
- المحيول : وهي تنسب إلى الفلج الذي كان كثير التهدم والإندثار على إمتداد قناته ولذلك كان يحال مجرى الفلج أي ينقل من مكان إلى آخر أثناء عمليات الإصلاحات والصيانة .
- المعرى : حسبما جاء في معجم لسان العرب أن الأرض المعرة هي القليلة النبات و الأمعر : قليل الشعر والمكان القليل النبات ومن خلال المعنى المطروح نجد أن التسمية وافقت المعنى والمكان .
- معمد : وهي من الإعتماد حيث كان يعتمد عليها الناس لكثرة زراعتها ، وحيث أن الأفلاج الأصغرين والمصرج والخطم ترويها علاوة على الأفلاج المنتشرة الفرسخي والسليماني مما يشير إلى تمركز الزراعة في هذه القرية . وقد كانت تسمى في السابق أيضاً معتمر .
- متان : جمع متن وهو ما ارتفع وصلب استوى من الأرض . وتسمى متان بذلك أنها مرتفعة عن ممرات ومجاري الأودية وعلل أحد المشايخ التسمية بقوله أن الكلمة مركبة من جزأيين ( الماء – أتاني ) ثم إمتزجتا وصارتا متان ، حيث أن القرية مستوطنة بدو حديثة وتكثر فيها المياه .
- بو نخيلة : ( تصغير نخيلة ) وهي منسوبة إلى نخلة كانت موجودة قبل حدوث الفلج .
(( .. إنسان عمان .. هو محور التنمية وهدفها .. وهو أيضاً صانعها .. بعلمة .. وعمله .. بجهده ووفائه .. )) .
وولاية منح بها العديد من العلماء والأدباء والفقهاء والمشاهير والشعراء الذين صنعوا تاريخ ولايتهم بعلمهم وعملهم وبجهدهم ووفائهم .. وإخلاصهم .. ومنهم :-
- العالم محمد بن أبي الحسن بن صالح المنحي :-
عاش في عهد الإمام العادل إمام المسلمين محمد بن إسماعيل الحاضري وهو الذي تولى الإمامة بنزوى عام 906هـ .
- الإمام عبدالله بن محمد القرن :-
- نصب عبدالله بن محمد القرن في منح يوم الجمعة 15 رجب 967هـ في عهد بركات بن محمد بن إسماعيل والذي احتل حصن بهلاء وأخذه من يد آل عمير الذين اشتروه بثلاثمائة لك من محمد بن جيفر بن علي بن هلال الجبري – في ليلة الأربعاء 27 رمضان عام 968هـ .
- نجاد بن موسى بن نجاد بن ابراهيم :-
هو أحد علماء عمان وشعرائها المعروفين ، وهو أحد قضاة الإمام الصلت بن مالك الخروصي : ومن مؤلفاته :-- الشيخ الفقيه ناصر بن سالم بن سيف البوسعيدي المنحي :-
نشأ في أول القرن الرابع عشر الهجري وكان فقيها عارفاً في النحو والفرائض والعلم وكان قاضياً في زمن الإمام الخليلي ثم إنتقل إلى ولاية بركاء وبقي بها إلى أن وافته المنية عام 1371هـ .- الشيخ نصير بن ناصر بن صالح البوسعيدي .
من الذي نظموا الشعر ، نشأ بمحلة الفيقين بولاية منح في القرن الرابع عشر الهجري وتوفى عام 1375هـ وله أسئلة النظم للشيخ عامر بن خميس المالكي .
- العالم الشيخ محمد بن مسعود بن سعيد البوسعيدي :-
نشأ في حلة الفيقين بولاية منح في القرن الثالث عشر من الهجرة فقرأ كتاب بيان الشرع كله عدة مرات وصار مرجع الفتوى زمانه والناس تقصده من كل مكان في الفتوى ، والأحكام إلى أو أن وافته المنية شهيداً عام 1320 رحمة الله عليه …
- من النساء الزاهدات في منح الشيخة نظيرة بنت العبد المنحية :-
الساكنة في منطقة معمد ، ونظراً لما لديها من علم ومكانة أدبية قام بزيارتها الإمام / سالم بن راشد الخروصي قبل أن توافيه المنية بأيام قليلة .* ومن العلماء في العصر الحديث :-
- الشيخ : خلف بن حمدان البوسعيدي :- من شعراء الولاية المعروفين وفذ من أفذاذها يسكن حارة البلاد بولاية منح .
- الشيخ : خلف بن يزيد البوسعيدي :- فذ من أفذاذ ولاية منح – يسكن قرية الفيقين .
-want to know more about Manah click here
