Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلاهادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد
فأقدم للقراء الكرام هذه الصفحة المتواضعة والتي أرجو أن تحوز على رضاهم وإعجابهم
وفي هذه المقدمة ننقل لكم بعضاً من كلام الإمام البربهاري رحمه الله تعالى إمام أهل السنة والجماعة في عصره
: قال رحمه الله في كتابه العظيم شرح السنة مانصه
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومنَّ علينا به ، وأخرجنا في خير أمة فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى والحفظ مما يكره ويسخط ، اعلموا أن الإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام ولايقوم أحدهما إلا بالآخر ، فمن الإسلام لزوم الجماعة ، فمن رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان ضالاً مضلاً ، والأساس الذي تبنى عليه الجماعة وهم : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورحمهم أجمعين وهم أهل السنة والجماعة فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع ، وكل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار وقال عمر بن الخطاب رحمه الله : ( لاعذر لأحد في ضلالة ركبها حسبها هدى ، ولا في هدى تركه حسبه ضلالة ، فقد بينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر ) وذلك أن السنة والجماعة قد أحكما أمر الدين كله ، وتبين للناس ، فعلى الناس الإتباع . واعلم رحمك الله : أن الدين إنما جاء من قِبل الله تبارك وتعالى لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم وعلمه عند الله وعند رسوله فلاتتبع شيئاً بهواك فتمرق من الدين فتخرج من الإسلام، فإنه لاحجة لك فقد بين رسول الله لأمته السنة وأوضحها لأصحابه وهم الجماعة ، وهم السواد الأعظم ، والسواد الأعظم : الحق وأهله ، فمن خالف أصحاب رسول الله في شيء من أمر الدين فقد كفر. واعلم أن الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها فاحذروا المحدثات من الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار . واحذر صغار المحدثات من الأمور ، فإن صغير البدع يعود حتى يصير كبيرا وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ، ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت ديناً يدان بها ، فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام . فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلاتعجلن ، ولاتدخلن في شيء حتى تسأل وتنظر : هل تكلم به أصحاب رسول الله أو أحد من العلماء ؟ فإن وجدت فيه أثراً عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختار عليه شيئاً فتسقط في النار . واعلم أن الخروج من الطريق على وجهين : أما أحدهما : فرجل قد زل عن الطريق وهو لايريد إلا الخير ، فلايقتدى به ، فإنه هالك . وآخر عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين ، فهو ضال مضل شيطان مريد في هذه الأمة حقيق على من يعرفه أن يحذر الناس منه ويبين للناس قصته لئلا يقع أحد في بدعته فيهلك. واعلم رحمك الله أنه لايتم اسلام عبد حتى يكون متبعاً مصدقاً مسلماً فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم وكفى به فرقة وطعناً عليهم وهو مبتدع ضال مضل محدث في الإسلام ماليس فيه . واعلم رحمك الله : أنه ليش في السنة قياس ، ولايضرب لها الأمثال ، ولاتتبع فيها الأهواء ، وإنما هو التصديق بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاكيف ، ولاشرح ، لايقال : لم ؟ وكيف ؟ والكلام والخصومة والجدال والمراء محدث ، يقدح الشك في القلب وإن أصاب صاحبه الحق والسنة . واعلم رحمك الله : أن الكلام في الرب تعالى محدث ، وهو بدعة وضلالة ، ولا يُتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه في القرآن ، وما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه فهو جل ثناؤه واحد ( ليش كمثله شيء وهو السميع البصير ) . ربنا أول بلا متى ، وآخر بلا منتهى ، يعلم السر وأخفى ، وعلى عرشه استوى ، وعلمه بكل مكان ، لايخلو من علمه مكان . ولايقول في صفات الرب : كيف ؟ ولمَ ؟ إلا شاك في الله تبارك وتعالى . والقرآن كلام الله وتنزيله ونوره ليس بمخلوق لأن القرآن من الله وما كان من الله فليس بمخلوق وهكذا قال مالك بن أنس وأحمد بن حنبل والفقهاء قبلهما وبعدهما والمراء فيه كفر. والإيمان بالرؤية يوم القيامة ، يرون الله بأبصار رؤوسهم ، وهو يحاسبهم بلا حجاب ولا ترجمان . والإيمان بالميزان يوم القيامة ، يوزن فيه الخير والشر ، له كفتان ولسان . والإيمان بعذاب القبر ومنكر ونكير . والإيمان بحوض رسول الله ولكل نبي حوض إلا صالح النبي فإن حوضه ضرع ناقته . والإيمان بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم للمذنبين والخاطئين في يوم القيامة وعلى الصراط ويخرجهم من جوف جهنم ، وما من نبي إلا له شفاعة وكذلك الصديقين والشهداء والصالحين ولله بعد ذلك تفضل كثير فيمن يشاء ، والخروج من النار بعدما احترقوا وصاروا فحماً . والإيمان بالصراط على جهنم يأخذ الصراط من شاء الله ويجوز من شاء الله ويسقط في جهنم من شاء الله ولهم أنوار على قدر إيمانهم
هذه بعض الأصول التي أصلها هذا الإمام الموحد رحمه الله تعالى وأسكنه جنات النعيم
ـــــــــــــــــــــــــــــ

وأرجو من القراء الكرام ولمن عنده أي ملاحظة أو استفسار عدم التردد في إرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني

malsalafi@hotmail.com

أو ترك رسالة في دفتر الزوار وجزاكم الله خير الجزاء




أنت الزائر رقم