Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

 

الطحالب   ALGAE

     أنها النباتات الثالوثية التي تعيش فى تباين من البيئات التي توفر لها قدرا من الرطوبة والضوء وثاني أكسيد الكربون فى درجات حرارة متباينة حتى تقوم بعملية البناء الضوئي وهي تتكاثر بطرق جنسية ولاجنسية بتكوين وحدات تكاثرية (جراثيم أو أمشاج) داخل خلاياها الجسدية أو فى أعضاء جميع خلاياها خصيبة .

 

     والطحالب كمجموعة نباتية تحوى ضمن تراكيبها وأشكالها وطرق التكاثر لها ما يجعلها تعتبر آباء لجميع النباتات التي زالت مع العصور الغابرة وكذا تلك التي مازالت تحقق توازن الغازات فى الغلاف الجوى وتحقق الضمان الغذائي لجميع ماعداها من أحياء على كوكب الأرض .

 

     تعرف الطحالب من بين جميع الكائنات بأنها تلك الثالوثيات المحتوية على كلوروفيل حقيقي أو أنها المجموعة النباتية الثالوثية ذاتية التغذية الضوئية والتي يتماثل تركيب اليخضور (الكلوروفيل) فيها مع جميع النباتات الأكثر تعقيدا ابتداء من الحزازيات . ورغم أن جميع الأنواع المنتمية لهذه المجموعة تظهر هذه الصفات الأساسية الا أنها متباينة تباينا واسعا فى صفات أخرى . أنها تعيش في بيئات متفاوتة فى نسب الرطوبة ما بين المياه ورمال الصحراء الجافة وفى نسب الملوحة ما بين مياه الأمطار والملاحات وفى درجات الحرارة ما بين الجليد والينابيع الحارة . كما أن الطحالب تأخذ أحجاما وأشكالا شتى من وحيدات الخلية التي لا تكاد أطوالها تتعدى الجزء من المليمتر الى أطول النباتات المعروفة فى عصرنا الحالي فى العالم وهو (الماكروسيستس) Macrocystes في غابات مغمورة تحت المحيط حيث يصل طول الثالوث الى أكثر من 70 مترا . ومن ناحية التكاثر تكاد المجموعة أن تجمع كل التنوع المعروف فى طرق وأعضاء التكاثر فى النباتات اللازهرية وان اختلفت فى التراكيب .

 

     أن الطحالب وان وضح الفرق بينها وبين جميع الكائنات الحية الأخرى فإنها تتقارب مع عدد غير قليل. فمنها ما يقترب من المعيشة الحيوانية فى تغذيته من بعض وحيدات الخلية فى فترة من الظروف البيئية التي يمر بها (مثل بعض البريدينيات والتي يدرجها البعض ضمن الحيوانات الدقيقة) ومنها ما يقترب قليلا من الحزازيات فى شكل أعضائه التكاثرية (مثل الكارا التي يعتبرها كثير من العلماء منفصلة تماما عن الطحالب) .

والمجموعة الهامة التي أخذت قدرا كبيرا من الجدل من ناحية انتمائها هي مجموعة (النباتات الخضراء المزرقة) فهي وان كانت بدائية النواة فهي من جميع النواحي تقترب من الطحالب عن أي مجموعة أخرى من الكائنات الحية .

 

وهناك مجموعات أخرى جديدة اكتشفت مثل مجموعة (الخضراء البدائية ) Prochlorophyta ومجموعة (Glaucophyta) مازالت تحت البحث والتدقيق من الباحثين وهى نادرة الوجود وغالبا فى البيئة البحرية ، ولكي نصل الى ماهية الطحالب فلا بد أن نقول أن جميع التصنيفات القديمة كانت تضع الطحالب والبكتريا والفطريات ضمن الثالوثيات فى النباتات اللازهرية اما التقسيمات الحديثة فلقد فصلت البكتريا و الفطريات عن النباتات وحددت الطحالب بأنها تلك  الثالوثيات المحتوية على اليخضور (الكلوروفيل) والتى تقوم بالعملية الحيوية (التمثيل الضوئى) مضيفة غاز الأكسوجين الى الغلاف الجوى ومستهلكة لجزء من ثانى أكسيد الكربون ومكونة مع الماء الجزيئات العضوية (السكريات) باستخدام الطاقة الضوئية .

و تختلف الطحالب  كثيرا عن بقية الثالوثيات من ناحية الدراسة العملية فهي غالبا مايمكن التعرف عليها حيه ولا تحتاج الى أصباغ أو إستزراع إلا للدراسات التطبيقية أو النشاطية . وغالبا ما يمكن فحص عينات الطحالب التى تجمع من أماكنها الطبيعية فور جمعها بل يمكن أيضا دراستها وهى في بيئاتها ومتابعتها من ناحية النمو إذا كانت من الأعشاب البحرية .

     أن كل أقسام هذه المجموعة من النباتات ممثلا فى مختلف أنحاء الوطن العربي وعليه فان الدراسات الأكاديمية والتطبيقية سوف تسهم اسهاما جيدا فى التعريف بأهميتها و الاستعانة بما يمكن أن تقدمه للاقتصاد القومي .

تعيش الطحالب في الماء عامة وفي البحر خاصة على صورتين أساسيتين :

- عوالق (هائمات) Plankton  وتكون في مجملها تحت ظروف حركة المياه حتى وان كان لها أسواط تتحرك بها الا أن حركتها صغيرة جدا لدقة أحجامها .

-مثبتة إلي دعامة صخرية كانت أو رملية  ( قاعية Benthic  )أو حتى مثبتة على نباتات أو حيوانات  وتسمي في البحر الأعشاب البحرية Seaweeds .

كما تعيش أنواعا أخرى في الطبقة السطحية لرسوبيات القيعان  Sediments  والبعض يعيش مشاركا أو داخل أنسجة حيونات عديدة Zooxanthellae

 

كيف السبيل لدراسة الطحالب ؟       Methods of Study :

     الطحالب مثلها مثل بقية المجموعات النباتية توجد فى أى بيئة متعايشة مع غيرها من الحيوانات والنباتات بطريقة طبيعية ومتكيفة مع الظروف البيئية المحيطة من حرارة وملوحة وكميات من الغازات .. الخ .

        ولدراسة الطحالب طرق عديدة تبدأ من المكان الذى توجد به على صور بيئية مختلفة منها العوالق والأعشاب البحرية والخيوط الملتصقة وطحالب التربة الى غير ذلك بملاحظة حياتها وتفاعلها مع المكونات الحية والغير حية للنظام البيئى الذى تشارك فيه . وتنتهى بالطرق التى تساهم فى معرفة أهم التطبيقات التى تفيد منها مرورا بالدراسات المعملية المكملة والموضحة للدراسات الحقلية.

     تنقسم الدراسات الى مجموعتين رئيسيتين ربما يعقبهما الاستخدام الاقتصادي وهما :

الدراسات  الأساسية        Basic Studies:

وتشتمل علي دراسة هذه المجموعة النباتية من حيث الشكل والتركيب وطرق التكاثر والتوزيع والانتشار ووظائف الأعضاء الى غير ذلك من الدراسات الى تعد قواعد أساسية لفهم حياتها ومحاولة تصنيفها  ويذكر منها علي سبيل المثال :

دراسة  التوزيع البيئي في الأزمنة والأماكن والتكيف والتاريخ الطبيعي

 "    التباين في الشكل الظاهري والتركيب الداخلي

"      طرق التكاثر ودورات الحياة

"      وظائف الأعضاء المختلفة وحيويتها 

"      أساليب التصنيف والتفرقة بين المجموعات المتجانسة 

 

الدراسات  التطبيقية       Applied Studies :

هذه الدراسات تشمل تأقلم الطحالب مع مختلف البيآت وتأثيرها وتأثرها بعواملها المختلفة و أهميتها البيولوجية ايجابا وسلبا وفوائدها الاقتصادية ونذكر :

دراسة الجغرافيا الحيوية و تقدير الثروات الحية

"      التكافل والعلاقات الاحيائية

"      الأهمية البيولوجية

"      الآثار السلبية

"      الفوائد الاقتصادية

"      الاستزراع

 

الأهمية البيولوجية والاقتصادية للطحالب: Biological & Economic Importance of Algae

     تكمن الأهمية البيولوجية لأي من النباتات فى دورها سلبا وايجابا فى تكامل النظام البيئي الذي تعيش فيه وتفاعلها مع الأحياء الأخرى . أما الأهمية الاقتصادية فتكون بمقدار ما تعود به من نفع للانسان بطريق مباشر أو غير مباشر بعد حصدها أو استخلاصها من وسطها الطبيعي هي أو نواتجها .و لا تختلف الطحالب عن هذه القاعدة بل تؤكدها ؛ فيها غذاء صالح للانسان و دواء لتطبيبة وأعلاف لحيوانه ومخصبات لزراعاته و مستودع للمواد لمستحضرات عدة لخيره ورفاهيته وهي في نفس الوقت الضمان الأساسي لتوازن الغازات في الغلاف الجوي الذي يبقي علي حياته حيث استخدمها في القرن العشرين لتجاربه العديدة التي علمته الكثير و أنارت طريقه للمعرفة العلمية ومازال يسخرها في تجاربه لغزو الكواكب الأخرى بعد أن كانت عونا كبيرا في ارتياده الفضاء خارج كوكبنا الأرض .

 

الأهمية البيولوجية  :B iological Importance

      تلعب الطحالب دورا هاما فى الحفاظ على اتزان جميع النظم البيئية بحرية كانت أو على اليابسة ، فهي مصدر أساسي لغذاء بقية الأحياء ، مباشرة أو بطريق غير مباشر ، وضمان رئيسي لتنقية النظام من غاز ثاني أكسيد الكربون واستبداله بالغاز الحيوي الأكسوجين اللازم لتنفس جميع الأحياء .وفيما يلي سنوجز أهم الأدوار التي تقوم بها الطحالب في بيئتها الطبيعية :

1-الطحالب كقاعدة غذائية في جميع النظم البيئية فهي مصدر حوالي 50% من الكربون المثبت في صورة عضوية

2- الطحالب كمنتج رئيسي للأكسوجين تنتج في البحر و تطلق  حوالي 50  % مما في الغلاف الجوي

3- تثبيت النيتروجين الجوي  واضافة مواد بروتينية

4-الطحالب كدلائل هامة علي خصائص و صحة البيئة ( نقية – ملوثة )

 

       تفاعل الطحالب مع الملوثات

أما نمو بعض الطحالب بكثرة أو اختفائها فيعني الكثير بالنسبة لصحة البيئة فالتلوث قد يؤثر في الطحالب و قد لا يؤثر ولكن بالقطع تتفاعل معه و تدل علي وجوده باحدى الطرق الآتية :

  + تكون حساسة جدا لهذا النوع من الملوثات فيتسبب في اختفائها أو  ندرتها 

  + تمتص هذه الملوثات ولا تتأثر بها و بهذا تظهر طبيعية       Accumulators

 + تستغل هذه الملوثات لصالح نموها فتتزايد وتزدهر بشكل ملحوظ وغير طبيعي   

وهناك عدد  غير قليل  من الطحالب يستخدم في قياس عيارية السموم والملوثات في المياه و ولذا يعتبر من أهم  الكواشف الحيويةBioassay Organisms     وهذه الخواص الهامة لعدد لابأس به من الطحالب تفيد كثيرا في عمليات تنقية المياه من الملوثات   Water Purification

         ولا يتوقف دور الطحالب البيولوجي عند هذا الحد بل يتعداه فى كثير من البيئات الملوثة الى تنقيتها من أنواع كثيرة من الملوثات سواء بتكسيرها الى مركبات غير ضارة فى حالات التلوث البيولوجي أو البترولي أو بامتصاصها من الوسط فى حالات التلوث بالمعادن الثقيلة وهي بذلك تزيح كما هائلا من الملوثات لصالح حياة كثير غيرها من الأحياء التي تعيش معها كما أن كثيرا من الطحالب تستخدم كدوال هامة على أنواع معينة من التلوث الاشعاعي و الحراري و البيولوجي .

تلون مياه بعض المسطحات الطبيعية 

تتلون بعض المسطحات المائية الضحلة بألوان شتى و في بعض الحالات تتبدل موسميا خاصة عندما تزيد درجات حرارة الجو و يزداد تركيز الأملاح و تعزى هذه الألوان الى عوامل مختلفة  ومن هذه الألوان التي نلاحظها :

أ-اللون الأخضر  وقد يكون نتاج لتكاثر و ازدهار عددا من الطحالب الخضراء من وحيدات الخلية و نادرا ما يكون السبب نمو لطحلب اليوجلينا والسبب الرئيسي في هذه الحالات هو تزايد كميات النترات في المياه .

ب-الألوان البنية والمائلة للصفرة تعزى الي نمو العديد من الدياتومات أو الطحالب البريدينية 

ج-اللون الأحمر وهو هام جدا مميز ويعزى لعدد من الأسباب

            + تلون المياه  في البحيرات ذوات الملوحة العالية التركيز يكون بسبب نمو وازدهار طحلب الدوناليللا الهام جدا اقتصاديا و ذلك لتركيز الكاروتينات  في خلاياه .

           + تلون التربة باللون الأحمر في قاع البحيرة أو المسطح المائي لتوفر أملاح الحديد مثلا

           + قد تتلون بعض الأماكن خاصة على حواف المسطح المائي براسب حمراء نتيجة نموات  للبكتيريا مثل بكتيريا الكبريت

  د- أما اللون الأسود فقد يكون في البعض نتاج للون القاع  وقد يكون في أحوال عديدة  بسبب نموات كثيفة للطحالب الخضراء المزرقة

و كل هذه الألوان وغيرها لها أهمية واعتبار لدي دارسي بيئة وبيولوجية المسطحات المائية .

5-الترابط بين الطحالب وبعض الأحياء الأخرى ( التكافل )

   يحدث ذلك بين الطحالب والنباتات  مع الفطريات و مع الحزازيات وفي حقول الأرز و بين  الطحالب والحيوانات في المياه العذبة ( مع الأوليات – الجوفمعويات – الديدان ـالمفصليات و في البحار والمحيطات مع الأوليات وما هو أكبر منها الي الثدييات 

 وأهم مظاهرها ونتاجها هو  الشعاب البيولوجية ( المرجانية وغيرها ) ويذكرنا هذا بما كتبه العالم و الفيلسوف الفرنسي " كوستو " في موسوعته عن البحر وتكلم عن هذه الطحالب علي أنها " فراعين البحر " حيث تعمل هذه الكائنات على مساعدة المراجين لترسيب الكلس ( الجير )وتبني بذلك أهرامات وبنايات هائلة تحت الماء تضيف لليابسة وتعوض ما يفقد منها بالنحر و لقد كان نتاج عمارة فراعين البحر اضافة قارة كاملة وليدة شرق قارة أستراليا مساحتها حوالي  315000كم 2 وتمثل أقل من15% من مجموع الشعاب الحية في البحر و في البحر الأحمر حوالي 9 % أما الغالبية ففي جنوب شرق آسيا حوالي 54 %

 

الأهمية الاقتصادية: Economic importance

تفيد النباتات الانسان  بمقدار حاجته للغذاء له ولحيواناته الأليفة وأرضه الزراعية وحاجته لصناعاته المختلفة ولتطبيبه اذا مرض كما يحلو للانسان بعد استيفاء حاجاته الأساسية من النباتات أن يستخدمها للزينة . ولا تختلف الطحالب عن كثير من النباتات فى علاقاتها بالانسان الا فى كونها فى معظمها نباتات مائية فهي لا تعيش معه مباشرة في وسطه الطبيعي وعليه أن يتعامل معها بطرق تختلف عن بقية النباتات الأخرى .ويقدر ما يجمع من الأعشاب البحرية سنويا ما يقرب من 400 الف طن يؤكل منها حوالي 8آلاف طن سنويا في اليابان وحدها

ويحضرنا ونحن في المراجعة النهائية للكتاب وبالتحديد في26 أبريل 2001 أن وكالات الأنباء نقلت تقريرا عن منظمة الزراعة والغذاء التابعة للأمم المتحدة يفيد بأن نحو 800 مليون من سكان الأرض يعانون من الفقر ونقص الغذاء ويتسبب ذلك في موت الملايين منهم في الوقت الذي تدل فيه الدراسات أن الانتاجية العضوية الأولية للبحار والمحيطات تفوق 250 ألف مليون طن سنويا وأن ما يلزم لغذاء البشر أقل من عشرة آلاف مليون طن فمتى نوجه جزء ضئيل من بلايين الدولارات التي تنفق على الفضاء في البحر يا بشر !!!!!!!!!!     عموما …………

الطحالب التي تؤكل أو منتجاتها المستخدمة فى الصناعات الغذائية مثل المربات والمعلبات و الأنواع المفضلة من الطحالب البحرية تملأ الأسواق سواء في الدول المتقدمة أو غيرها و استخدام الطحالب كأعلاف للحيوانات مثل الدجاج والأرانب وغيرها منفردة أو مخلوطة بالغذاء المعتاد مستخدم في معظم المرابي و نحن نري الطحالب تستخدم كمخصبات زراعية فى  التجارب التي تجرى على بعض النباتات الاقتصادية مثل البقوليات أو الحبوب وذلك فى الحديقة النباتية باستخدام مختلف الأنواع من التربة  بواسطة الأقسام المعنية من كليات الزراعة والعلوم والبيطرة .

ونري في واجهات المتاجر والصيدليات ومراكز التجميل كثير من المستحضرات المستخلصة من الطحالب مثل الكلوروفيللات والكاروتينات والجليسيرول والأجار والألجينات والأصباغ ومعاجين الأسنان وبعض مساحيق ودهانات التجميل و تشترك أيضا في صناعات عديدة منها أفلام التصوير والجلود المعالجة والورق الفاخر وبعض الدهانات  .

ونحن في مختبراتنا العلمية لا يفوتنا أهمية عملية استخلاص الأجار أو الألجينات من بعض الطحالب الحمراء أو البنية واستخدامها كمنابت للبكتريا والفطريات وفي أغراض طبية أخري .

وفيما يلي سنورد أهم الاستخدامات الحالية للطحالب :

1-        أعلاف ومحسنات غذائية

2-        مستصلحات تربة ومخصبات

3-        مستخلصات طبية مثل الأجار والجلسرول واليود وبعض الأدوية

4-         التربة  الدياتومية كمرشحات جيدة ومواد خام لصناعة الزجاج

5-        تحديد أعمار الصخور والرواسب في أعمال التنقيب والكشف عن البترول

6-        امتصاص ثاني أكسيد لكربون و اطلاق الأكسوجين في مركبات الفضاء

7-        ساهمت كوسائط  لفهم الكثير من العمليات الحيوية في التجارب العلمية في البحر والبر والجو والفضاء الخارجي

8-        مضادات للتسمم الاشعاعي و التسمم بالمعادن الثقيلة

 

السلبيات التي يعتقد أن وراءها الطحالب :Possibility of negative effects

-الرائحة والمذاق واللون والمواد الهلامية في بعض مياه الشرب نتيجة عدم المتابعة الصحيحة

-          تآكل بعض المنشآت الخرسانية والمعدنية المغمورة او الموجودة في الأماكن الرطبة نتيجة عدم الصيانة

-          انسداد بعض المرشحات في محطات تنقية المياه بالطحالب الدقيقة نتيجة عدم الجدية والمتابعة المستمرة 

-          قلة انسياب مياه التبريد في محطات ومفاعلات توليد القوى بسبب عدم الدراية البيئية و تكاثر الطحالب

-           تولد الحساسية للصيادين خاصة في الأيدي بسبب الدياتومات وهذا أمر الله و هي من  الأمراض المهنية

-          تلون الخزانات والأنابيب الشفافة بألوان تسببها بعض الطحالب الدقيقة .

-          تكاثر بعض الطحالب الدقيقة في أحواض السباحة 

-          الازدهار الشاذ Eutrophication  والمد الأحمر للطحالب الدقيقة من بعض العوالق وهي في الغالب تفرز  (سموم) نتيجة الخلل البيئي وتغير المناخ و التلوث في أغلب الأحوال

   لقد سجل تاريخيا حدوث حالات نفوق للمواشي والطيور في عديد من المناطق  بسبب الشرب من مياه تزدهر فيها أنواع من الطحالب الخضراء المزرقة  خاصة أنواع من ميكرو سستس Microcystis   و أنابينا     Annabena  و أفانيزومينون Aphanizomenon ووجد أنها تفرز سموما خطيرة قاتلة (  (VFDFتعجل بموت الحيوانات في أقل من ثلاث ساعات من شرب المياه الملوثة المحتوية علي ازدهار نوع أو أكثر من هذه الطحالب و عندما استخلص السم ( Anatoxin) من الطحالب وجد انه قاتل لفيران التجارب في أقل من دقيقتين و الموت دائما يكون بالاختناق وتوقف التنفس .

  أما المد الأحمر  Red tide فيحدث في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية لبعض البحار والمحيطات في نهاية الصيف بداية الخريف ويسبب نفوقا هائلا في الحيوانات البحرية في هذه المناطق بخاصة في الأسماك ويسبب خسارة في الثروات الحية ويعزى السبب الي ازدهار  هائل لبعض البريدينيات  Dinoflagellates المفرزة والمحتوية خلاياها علي سموم قاتلة تسبب الاختناق وتوقف التنفس لهذه الأحياء من أسماك ومحاريات وغيرها و قد تدخل في السلسلة الغذائية وتصل للانسان .

ويعتقد بعض العلماء أن تلون مياه النيل باللون الأحمر والذي ورد بالتوراه ما هو الا ازدهار لبعض أنواع من الطحالب الدقيقة شبيهة الأنواع التي تسبب المد الأحمر ولقد نشطت البحوث خاصة في مناطق الاستزراع البحري في دول عديدة عانت من خسائر فادحة ومنها الدول الاسكندنافية و اجتمعت الآراء على أن الازدهار عبارة عن حدث !!!!!!

و لكن متى يقع وكيف يمكن منع حدوثه وما هي هذه الأنواع من الطحالب وما هي هذه السموم ؟ خاصة أن الاستزراع البحري يغطي نسبة كبيرة في النقص المتزايد في المصايد مع الزيادة المطردة في السكان

 لقد أمكن التعرف حتى الآن على ما يقرب من 300 نوعا من الطحالب تسبب تلون مياه البحر في أوقات وظروف معينة كما أمكن تحديد ما يقرب من 75 نوعا تنتج سموما مختلفة التأثيرات على الأحياء وعلى الانسان

 

                                 

          

                   مجموعات السموم بالأسماك والمحاريات الضارة بالانسان

 

التسمم العصبي من المحاريات

( عشرة سمومNSP   )

تذوب في الدهون

تؤثر في الأعصاب العضلات-الرئة والمخ

BREVETOXIN

سموم سيجواترا من الأسماك

( عديدة CFP  )

    "       "

الأعصاب العضلات القلب والمخ

CIGUATOXIN

سموم فقد الذاكرة من المحاريات

(احدى عشر نوعاASP   )

تذوب في الماء

المخ

DOMOICTOXIN

سموم الاسهال من المحاريات

(ثلاثة أنواع  DSP  )

تذوب في الدهون

تؤثر في عمل الانزيمات

OKADAICTOXIN

سموم الشلل من المحاريات

( ثمانية عشر نوعاPSP  )

تذوب في الماء

الأعصاب والمخ

SAXITOXIN

 

ولقد أثبتت لتجارب أن حوالي 400 نوعا من الأسماك لها علاقة بالمجموعة الثانية CFP و قد يصل الأمر الى بعض الثدييات كالدرافيل وأن النوع الأخير PSP من هذه السموم لا يضمحل فيه السم بعمليات تنقية المحاريات العادية والتي تدوم لأسبوعين و لكن يقل السم بمقدار 40% و أن هذه المجموعة من السموم مقاومة للتأين الاشعاعي كما وأن عمليات طهي المحاريات العادية لاتؤثر فيه و ان كان السم يستخلص جزئيا و يذوب في المرقة و لا بد من التخلص منها مع انها تكون لذيذة ومشبعة بالبهار والتوابل في العادة

و لقد اهتمت الدول المصدرة والمستهلكة للمحاريات بطرق الاستزراع ومراقبة المزارع باستمرار تحليل ومعرفة نوعية المياه و وضعت برامج وافية لمنع حدوث مثل هذه الحالات من الازدهار للطحالب الضارة

ولقد فسر العلماء انتشار هذه الطحالب بزيادة حجم الحركة الملاحية والنقل البحري حيث ربما كان لمياه الصابورة وغيرها دور كبير في ذلك كما وأن انتشار نقل أنواع من المحاريات من منبعها الأصلية لزراعتها في مناطق أخرى ربما أضاف الى أسباب انتشار الطحالب الدقيقة الضارة وتسبب في ازدهارها نتيجة لخصوبة المياه و تغير العوامل الجوية

والجدير بالذكر أن أي من هذه الطحالب لا يتبع أعشاب البحر ولكن تنتمي الى مجموعات الدياتومات البريدينيات وغيرها من السوطيات الأخرى خاصة الذهبية كما يتبع القليل منها الخضراء المزرقة

 

-          الحشف البحري Fouling  Marineالمحتوي علي عدد من أنواع الطحالب البحرية

تلعب الطحالب ومنها أعشاب البحر دورا حيويا في تكون المجتمعات البحرية على الدعامات المختلفة و الأسطح المغمورة على أعماق يصل اليها الضوء وتشكل أوائل الأحياء التي تجهز المكان بحيث يكون صالحا كمرعى للحيوانات التي تستوطنه فيما بعد وحين تكون الدعامة من التكوينات الطبيعية ينظر اليها على أنها نموات طبيعية أما اذا كانت الدعامات من صنع الانسان ولاستخداماته الاقتصادية أعتبر ذلك غير مرغوب فيه وسمي حشفا بحريا ولذ نراها تتكون على المراكب والمراسي وحفارات البترول و العائمات و ربما شكل خسارة لهذه الأشياء فهو مثلا يقلل من سرعة المراكب والقوارب فيزيد من معدلات استهلاكها للوقود ويتسبب في الصدأ والتآكل للمراسي والحفارات ويزيل من الدهانات الكثير فيزيد من تكاليف الصيانة في ازالتها واعادة الدهانات .ولقد عزى البعض زيادة الحشف لزيادة الرحلات لبحرية بين المناطق الاستوائية والمعتدلة حيث تتمكن الطحالب من التعلق السريع بالعائمات ومن ثم تظل ساكنة حتى موطنها الجديد ومن أشهر طحالب الحشف البحري :

Enteromorpha , Ulva , Cheatomorpha , Rhizoclonium , Ulothrix , Cladophora , Bryopsis ,

Codium , Drbesia , Dictyota , Laminaria , Scytosiphon , Petalonia , Feldmania , Giffordia, Ectocarpus  , Punctaria , Porphyra , Nitophyllum , Palmaria , Gracilaria , Polysiphonia , Ceramium , Bangia , Antithamnium , Centeroceros ,  Griff ithsia .

 

وكل هذه السلبيات لها علاجات فعالة لكن تلزمها دراية وافرة بالأنواع وبيولوجيتها وتوازنها البيئي

وكما أن البيئات التي تحوي الطحالب تختلف باختلاف طبيعتها وكذا الظروف التي تحيط بها مناخية كانت أو طبيعية فهي بذلك تؤثر في توزيعها مكانيا وفصليا Time & Spaceوأيضا في كثافتها كما وكيفا  سواء في البيئة البحرية أو بيئة المياه العذبة وغيرها

 

 

 

ويوضح الجدول التالي صورة تقريبية لعدد الأنواع المعروفة للأحياء التي تنسب الي النباتات ومن بينها الطحالب ونسب البحرية منها الي ما يعيش خارج البحار .

 

توزيع النباتات بين البحر واليابسة

                                                                                                                                             

المجموعات النباتية

العدد التقريبى للأنواع

نباتات بحرية

نباتات اليابسة والمياه الداخلية

الفطريات

50000

1 %

99 %

الطحالب : *

20000

43 %

57 %

   @! الخضراء

7000

8ر13 %

2ر86 %

     اليوجلينية

450

3ر3 %

7ر96 %

     الذهبية

6000

50 %

50 %

     البريدينية

1000

90 %

10 %

   @  البنية

1000

7ر99 %

3ر %

    @ الحمراء

2550

98 %

2 %

الخضراء المزرقة

1500

10 %

90 %

الكارات

250

صفر %

100 %

الحزازيات

22000

صفر %

100 %

السراخس

11000

صفر %

100 %

عاريات البذور

700

صفر %

100 %

النباتات الزهرية

220000

02ر %

98ر99 %

       ذوات الفلقة

50000

1ر %

9ر99 %

       ذوات الفلقتين

17000

صفر %

100 %

 

·             لم يذكر هنا  أي من المجموعات القليلة العدد من أجل التسهيل على القارئ وفصلت الكارات والخضراء المزرقة عن بقية الطحالب نظرا للجدل حول كل منهما من الناحية التصنيفية .

@  النسبة البحرية منها هي أعشاب بحرية

@!  "        "       "    "     "       "    باستثناء عدد قليل جدا من الأنواع عوالق بحرية

 

 

 

التوزيع الجغرافي للطحالب البحرية : Biogeography

يختلف العلماء في ماهية السبب الرئيسي للتوزيع الحالي للطحالب البحرية ولكنهم يتفقون على نشأتها وتطورها في البحر ويعتقد الكثيرون أن السبب الرئيسي في التوزيع الجغرافي يكمن في درجات حرارة المياه السطحية متأثرة بالتغيرات المناخية بينما يتجه البعض  الى عدم اغفال عامل الضوء و نفاذه في الماء ونحن نعتقد أن العملية جد معقدة وتترابط فيها معظم الظروف الجوية من حرارة وضوء وضغط و رياح مع البحرية من ملوحة وتيارات سطحية وعميقة أفقية ورأسية وكذا من أمواج علوية وسفلية ولا ننسى كذلك طبيعة القيعان .

ولقد اتفق علماء الجغرافيا الحيوية  علي تطويق  الكرة الأرضية  بخطوط عرضية وهمية تبدأ من قمة الأرض ( القطب الشمالي ) وتنتهي بقاعها ( القطب الجنوبي ) مارا بمنتصفها ( خط الاستواء ) واصطلحوا علي الأخذ في الاعتبار تقسيم خارطة العالم  إلي  أقاليم      ( مناطق) جغرافية رئيسية   وهي :    

-          المنطقة القطبية الشمالية

-          المنطقة المعتدلة الباردة  بنصف الكرة الشمالي

-            "     "    الدافئة   "        "      "

-          المنطقة الاستوائية

-          المنطقة المعتدلة الدافئة بنصف الكرة الجنوبي

-            "      "    الباردة    "       "      "

-          المنطقة القطبية الجنوبية

ومن الناحية البحرية تنسب الأنواع الى أحد المحيطات الثلاث الغير متجمدة( الهادي والهندي والأطلسي ) أو البحار المتصلة بها وقد ينسب أيضا الى احدى البحيرات الساحلية ويقال أن توزيعه الجغرافي مثلا يكون فقط في المنطقة المعتدلة الباردة من المحيط الأطلسي أو أنه يعيش في الحزام الاستوائي في المحيطات الثلاث وهناك تعبيرات أكثر تحديدا مثل :

-نوع أو جنس يعيش بمنطقة الشعاب الحيوية (المرجانية )Biotic (coral) reefs فهو بذلك استوائ Tropical

-نوع  "     "   متوطن Endemic   في مكان ما ولا يوجد في مكان آخر

-نوع   "     "  عام التوزيع Cosmopolitan  أي يمكن أن تجده في أي مكان جغرافي

 

كما وأن البحر أساسا يقسم  أفقيا تبعا للمسافات من الشاطئ والطبيعة الجيولوجية للحيد القاري إلي : 

  - المنطقة الساحلية ( الشاطئية ) Coastal zone   التي تبدأ من حد الماء إلي بداية الانحدار القاري عند أعماق  تصل 200متر

-المنطقة العميقة ( البحر المفتوح ) Pelagic zone وهي تبدأ من نهاية الحيد وتصل الأعماق فيها إلي آلاف الأمتار وأقصي عمق مسجل هو 11048 مترا بالقرب من جزر آريان بالمحيط الهادي .

 

 وتعيش النباتات في البيئة المائية عامة  في أحد النطاقان الرأسية التالية : 

  - نطاق الرزاز ( المنطقة الفوق شاطئيه ) والتي تصلها بعض المياه بفعل حركة الأمواج علي هيئة رزاز

-نطاق المد/ جذر ( الشاطئية) وهي المنطقة الواقعة بين أعلي مستوى تصل إليه مياه المد إلي أدني مستوي للجذر

-نطاق تحت الجذر ( تحت شاطئية ) وهى المنطقة التي تعيش فيها النباتات مغطاة بالمياه دائما

وينقسم كل نطاق إلي عدد من النطاقات الأصغر تبعا لنوع الظروف الهيدروجرافية والطبوغرافية للمكان الجغرافي

والأنواع المثبتة تكون أحزمة تضم مجتمعات مختلفة تبعا للأعماق وكمية ونوع الأطياف الضوئية ودرجات الحرارة وطبيعة القيعان

 

        والطحالب البحرية عامة قد تكون معمرة لعدة فصول أو سنوات وقد تكون موسمية أوحولية:

     ا-الطحالب الموسمية أو الحولية        Annuals  وهذه تضم أنواعا تظهر موسميا خلال العام بشكلها الناضج ثم تختفي تاركة لواقحها كامنة بقية العام وأنواعا أخري قد نراها موجودة طوال العام نتيجة سرعة تكاثرها وموتها تاركة أجيال جديدة دائما .

     ب- الطحالب المعمرة              Perrenials    وهذه اما أن تبقي بشكلها الناضج طوال العام أو أن تترك الجزؤ المثبت ( القاعدة ) بعد اضمحلال بقية الثالوث لينمو في وقت لاحق .

 

الطحالب المرتبطة بأحياء أخري :

      الطحالب المحمولة                 Epiphytes  تعيش دائما علي غيرها من طحالب أو نباتات أخري أو حيوانات وهي علاقة قد تكون بسيطة أو متخصصة .

      الطحالب الداخل حيوانية  Endozoic    تعيش داخل أنسجة أو تجاويف أو خلايا بعض الحيوانات دون أن تستفيد الكثير وتقوم بعملية التمثيل الضوئي وتخلص الحيوان من كثير من مخلفاته ( واني أشارك كثير من العلماء في اعتبار هذه الحالة  نوعا من تطفل الحيوان علي الطحلب ) .

       الطحالب المتطفلة   Parsitic   منها ما قد فقد الأصباغ البنائية واضطر للحصول علي غذاء عضوي جاهز كحل مؤقت لحين شفائها والعودة للمعيشة النباتية ومنها ما هو يعتبر من الناحية الحياتية حلقة وصل بين النباتات والحيوانات ( تركيب نباتي مع تغذية حيوانية )

      الطحالب (المتكافلة)  Symbiotic  هذه الحالات قد استحوذت علي اهتمامات كثير من العلماء نظرا لانتشارها ولأهميتها للانسان وما تكونه هذه الارتباطات مع حيوانات أو نباتات من أنماط حيوية خاصة ومن أهم هذه ما نسميه الأشن  Lichens و التي  يعتقد البعض انها نباتات مستقلة  ولكنها في الحقيقة مكونة من طحلب وحيد الخلايا وفطر خيطي مكونة ثالوثا وأيضا   معيشة بعض الطحالب وحيدة الخلية Zooxanthellae داخل أنسجة بعض الحيوانات البحرية و منها ما يكون الشعاب المرجانية الهائلة التي تعطيها القدرة على انتاج ما يقرب من 35 ألف مليون طن من المواد العضوية كل عام و التي تضيف كل يوم الي اليابسة والبحر بفضل وجود الطحالب ومعيشتها معها  .

وتوزيع هذه الطحالب كما أو كيفا يدرس علي مستوى المجموعة Group  أو العشيرة  Community أو النوع Species للاستفادة من  خيرها تطبيقيا

و بعد هذه الجولة التي ناقشنا فيها باختصار حياة وبيئة الطحالب مع التركيز على طحالب البحر هل يمكن أن تكون الطحالب البحرية أسلاف جميع الأحياء ؟ 

لقد ميزت الأحياء كوكبنا بتنوع كبير وصل الى مئات الآلاف من الأنواع مختلفة الأشكال والوظائف والتكيف صنفت قديما على أنها نباتات أو حيوانات وبتقدم وسائط البحث و الفحص و الدراسة و ظهور الأحياء الدقيقة تعددت المذاهب التصنيفية و تنوعت النظم و ان اتفقت جميعا على أن الحياة قد بدأت في البحر و تطورت من البساطة الى التعقيد حتى وصلت الى أكثر الكائنات تعقيدا في تركيبها وأيضها ونموها وحركتها و تكاثرها و ان بقيت الأنواع البسيطة أيضا وفشلوا جميع هذه النظم  في تعريف الحياة ذاتها

و اذا أعتبر كوبرنيكوس ( 1473- 1543م ) هو رائد علوم الفيزياء الحديثة تبعه جاليليو (1564-1642م) ثم اسحق نيوتن ( 1642-1727م ) كرواد عظماء في العلوم الطبيعية فان علوم الحياة انعطفت مع دارون في 1859م و معه باستير 1862م منعطفا خطيرا ظل مسيطرا علينا حتى اليوم حيث قادا علماء الحياة الى مساقات جديدة لم تكن مطروقة قبلهما ؛

الأول بنظرياته حول التطور و الانتخاب الطبيعي و أصل الأنواع معتمدا على الملاحظات التي جمعها في رحلاته العلمية البحرية و فحص الأحافير و فحص نتاج التهجين والأصناف المستنبطة و لم يقم بالتجريب لاثبات نظرياته ولم يكن له و أخطأ حين وضع نفسه مع القرد والنمل والحمار في قفص واحد وكان الأحرى به أن يكون هو الحكم في الملعب ولا يشترك بركل الكرة

أما الثاني فلقد أثبت أن الميلاد هو أول مظاهر الحياة و لا يولد كائن الا من سلف حي فلقد دحر بذلك نظرية التوالد التلقائي ( الانبثاق التلقائي ) بالتجريب والأدلة الدامغة و الاثبات بالبحث و النتائج.

و ظلت نظريات دارون مفتقرة الى التجريب والمعاصرة حتى تصير من لحقائق كما هي نتائج باستير ولكنها فسرت في الوقت ذاته بعضا من الظواهر الحيوية

ونحن هنا نورد جدولا مبسطا ربما يشرح امكانية أن تكون الطحالب البحرية البسيطة القديمة أسلاف جميع الكائنات الحية الحالية ربما لايرقى لدرجة نظرية جديدة لكنه محاولة معتمدة على استقراء علمي و ملاحظات حيوية و أساس ايماني بأن الله خلق الحياة أشكالا و وظائف بتوازن متكامل و ديناميكية هائلة لكي تعمر الأرض بالانسانية في كون لانهائي لا نعلم عنه الا أقل القليل و لا نملك الا أن ننظر في أنفسنا و ما سخر الله لنا على الأرض حيث ربما أن الله قد أودع  الحياة في كائن بحري بسيط منذ بلايين السنين انبثقت منه مجموعتان من الأحياء احداهما لا هوائية أتت منها البكتريا أما الأخري فلقد بدأت في شطر الماء وانتاج الأكسوجين بفعل طاقة الشمس وكانت مزودة بسلاح اليخضور ( الكلوروفيل ) و هي الطحالب البدائية

نشأ في المجموعة الثانية ( الطحالب ) اتجاهان أحدهما وحيد الخلية والآخر عديد الخلايا من وحيدات الخلية تطورت كل الأنماط الحيوانية المعروفة في سلسلة متتالية حتى وصلت للثدييات و من عديدات الخلايا  انبثقت  الطحالب الحمراء من ناحية و الخضراء من ناحية والتي منها تطورت ثلاث اتجاهات أحدها تطور طبيعيا ليعطي بقية النباتات الخضراء المعروفة حتى النباتات الزهرية و آخر ليعطي مع تطور بسيط الطحالب البنية وثالث يفقد الكلوروفيل ليعطي الفطريات

وعندما هدأت الأرض من الأعاصير والزلازل و تزينت بصنوف الأحياء المختلفة منذ ملايين قليلة من السنين خلق الله الانسان ووهبه الأرض بديلا عن الجنة الى حين و استمرت الحياة ومعها الانسان وتطور بفكره و معرفته وعلمه مما علمه الله و راح يجوب الأرض و تطلع للفضاء و نسي البحر و نأمل الا يفسد ما وهبه الله

هذه مجرد أفكار تستند على ما لدينا من معلومات متاحة تقبل الخطأ والصواب و هي ليست حقائق أتينا بها بالتجريب و أيضا لم نعاصرها و أي اجتهاد منطقي بناءا على حقائق علمية ومشاهدات مقبول لنا طالما لا يضع العالم ذاته في قفص القرود .

 

                         

أعشاب البحر   THE SEAWEEDS

 

تختلف الأعشاب البحرية كثيرا عن العوالق فهي نباتات مثبتة بأي دعامة صلبة كانت أم سائبة تعيش منذ استقرار اللاقحة في نفس المكان وحتي النهاية تتفاعل مع العوامل المختلفة (الحية وغيرها) في الوسط الذي تتكاثر فيه بعد النضج لانتاج أجيال جديدة وتعيش الأعشاب البحرية علي جميع القيعان التي تربط اليابسة بالبحرعلي سطح الكرة الأرضية وعلي أعماق قد تصل الي أكثر من مئة متر وقد لاتفرق بين دعامات حية أو صخرية أو رملية أو حتي من صنع الانسان مثل المراسي والمباني وحتي قيعان السفن و قد تختار الدعامة المناسبة

و تضم البحار والمحيطات من الطحالب الحمراء ما يقرب من 2500 نوعا مختلفا ومن البنية حوالي 1000 نوعا ومن الخضراء حوالي 1000 الا أن عدد الأنواع من الخضراء المزرقة ، التي لايعتبرها البعض من الأعشاب البحرية و يضعها البعض الآخر كبكتريا ،يشكل جدلا علميا كبيرا وان تأكد علي الأقل وجود حوالي 150 نوعا معروفا هي ما تبقي من تنوع أقدم مجموعات الأحياء علي كوكب الأرض  وسيتضمن الكتاب المجموعات الأربعة كأعشاب البحر لأنها ممثلة معا في كل النظم البيئية البحرية في المنطقة الساحلية وتعتبر القاعدة الغذائية الرئيسية لكل منها .

التوزيع البيئي لأعشاب البحر :

تختلف النباتات و منها أعشاب البحر عن معظم أبناء عمومتها الحيوانات في كونها تعيش منذ بدايات حياتها وحتى لحدها في نفس لمكان تتأثر بمكوناته البيئية و ربما تؤثر فيها . والبيئة البحرية كما أسلفنا ديناميكية و عديدة العوامل التي تحدد حياة ونمو وتكاثر الكائنات فيها . و تعيش أعشاب البحر في المنطقة الساحلية الى أعماق يصل اليها الضوء أو بعض أطيافه المطلوبة لعملية البناء و لذلك يمكن القول بأن أهم العوامل البيئية المحددة لتوزيع أعشاب البحر سواء أفقيا أو رأسيا هي :

الضوء و حركة المياه

درجة الحرارة و نسبة الملوحة

نسب العناصر الغذائية الهامة

التنافس و التفاعل البيولوجي بين الكائنات

التلوث والنشاط الآدمي على الساحل

ومن أهم الملاحظات أن كثير من أعشاب البحر تؤخذ كدوال على صحة ونوعية المياه التي تعيش فيها و التغيرات التي تحدث لها .

و رغم أن أعشاب البحر مثبتة على جدران أو قيعان البحر الرخوة والصلبة الا أنها تمر حتما في دورة حياتها بمرحلة العوالق حتى تستقر " بذورها " و تلتصق بدعامة ما و تبدأ في النمو و تكون هذه المرحلة حساسة جدا للعوامل البيئية المختلفة و محددة لشكل العشيرة مستقبلا .

و عامة نستطيع القول أن أعشاب البحر ذات توزيع متباين في الزمان والمكان يمكنها العيش في أي جزء من قاع البحر و حتى أعماق تصل في بعض المناطق لأكثر من 100متر و في توزيعات كمية وكيفية متنوعة أفقيا ورأسيا في غالبية النظم البيئية الساحلية في جميع المناطق الجغرافية في تعاقب نمطي وغير نمطي طوال فصول العام.

 

أشكال وتراكيب الأعشاب البحر :

تتفق الأعشاب البحرية جميعا في وحدة التركيب و تشترك في أساس التكوين وان تباينت في ألوانها ومظهرها و غالبا ما يتركب الثالوث " النبات " من أجزاء ثلاثة :

1-القاعدة  وهي الجزء الملتصق بالدعامة تختلف شكلا وتركيبا تبعا لنوع هذه الدعامة صلبا كان أو رخوا ففي الحالة الأولى تكون القاعدة قرصية أما في الرمال والطين فتكون ما يسمى أشباه الجذور التي تنفذ في القاع وتتشعب

2-النصل و هو الذي يعطي الشكل المظهري للعشب و يتخذ مئات الأشكال و الألوان و التفرعات والأحجام و يتركب غالبا من خيوط متراصة و ملتحمة أو سائب ذات تفرعات مختلفة

3- العنق  وهو الجزء الذي يصل ما بين القاعدة والنصل و قد يكون ضامرا في بعض الأنواع حتى لا يكاد يظهر من شدة ضموره و يعتقد في هذه الحالة في اختفائه

ان الدارس لهذه المجموعة من النباتات ليفاجأ بكم هائل من الأشكال والألوان خاصة بالنسبة لما لا يقل عن عشرة آلاف نوعا من الأعشاب البحرية تزين المنطقة الساحلية للمحيطات والبحار ويمكن تلخيص بعض الطرز الظاهرية كالتالي :

أولا : الخيطية :

        1-الخيوط الراقدة

       2-الخيوط البسيطة

       3-الخيوط المتعامدة

4-الخيوط المتفرعة

و التفرعات قد تكون ثنائية ريشية متبادلة أو متقبلة سوارية جانبية ذات محور أو غير محورية- غير منتظمة التفرع و هناك التفرع الكاذب الذي يحدث عادة في الخضراء المزرقة .

 

ثانيا : ذات النصل

1-       القشرية

2-       الطنفسية

3-       الشجيرية ( متكلسة وغير متحجرة )

4-       الوريقية

5-       المظلة

6-       النجيلية

7-       الكيسية

8-       الأنبوبية         

9-       النخيلية

10-    السرجسية

11-    المتكرر الوحدات

التراكيب الداخلية

1-الخلايا الجسدية والتكاثرية – الحويصلات المغايرة –الحويصلات الغذائية وغيرها

             -  الوحدات والمدمج الخلوى والحويصلات

       2-التركيب الدقيق ( الخلايا  البدائية و ذوات العضيات والوسطية )

       3-الغطاء الخلوي  (الجدر الخلوية البسيطة و ذوات الترسبات الصلبة)

       4- البلاستيدات وحاملات الأصباغ ,( أشكالها وعددها في الخلية)

       5-  التراكيب الخاصة الطحالب(الأسواط والنقر البينية والحويصلات والبقع العينية الخ )

 

 

 

و بشكل عام فلأن الحياة أشكال ووظائف فالهيئات تتباين والوظائف تختلف ولكن تظل جميعا أعشاب البحر التي تشكل حدائق غناء في جميع البيئات الساحلية تزخر بصنوف الحياة .

 

تكاثر أعشاب البحر :

تبدأ الحياة لكل الكائنات بميلادها و تستمر عبر حياتها بالتكاثر في مرحلة النضج و هكذا أعشاب البحر و لكن لكونها نباتات بسيطة و قديمة فلقد حباها الله بقدرات حفظ النوع بعدة طرق مختلفة و انتاج أجيال متعاقبة تنتشر وتنشر الخير في ربوع البحار والمحيطات وهذه الطرق هي :

طرق بسيطة ( خضرية ) مثل التجزؤ و انتاج الفسائل وغيرها

طرق لا جنسية بانتاج الجراثيم ( بذور )

طرق جنسية تشمل انتاج أمشاج مختلفة تتزاوج لتنتج لواقح ( بذور )

والبذور هنا تختلف كليا عن بذور النباتات المزهرة في كون الأولى عبارة عن خلية واحدة أما الثانية فتتركب من آلاف الخلايا و تتكون من جنين من أنسجة و غذاء مدخر داخل أنسجة  يحيط بهما غلاف سميك 

و قد يحدث أكثر من طريقة في نوع واحد تبعا للظروف البيئية  المختلفة و تكون دورات الحياة اما بسيطة تمر بطريقة تكاثر واحدة و يكون لابد من تعاقب جيلين مختلفين نتاج نوعي التكاثر الجنسي و اللاجنسي لاستكمال دورة الحياة و هذا التباين في طرق التكاثر ودورات الحياة هبة من الخالق لهذه الأحياء لضمان بقائها عبر بلايين السنين فسبحان الخلاق العظيم .

     ونقدم في هذا الكتاب وليمة وغذاء ومنافع أخرى قاعدتها كثير من أنواع الأعشاب البحرية رغم أن الاهتمام باستغلالها في بداياته فانه من المعروف أن حوالي 500 نوعا مختلفا منها تتبع حوالي 107 جنسا تستخدم في أماكن كثيرة خاصة في اليابان والصين وبعض الدول الآسيوية الأخرى في أطباقهم اليومية وفي البعض الآخر كمحسنات للطعام والبعض يستخدمه في أطباق تعتبر من أغلى الوجبات خاصة في أمريكا وأوربا وكثير من أعشاب البحر الأخرى تستخدم للغذاء الانساني بطريق غير مباشر كأعلاف للحيوانات الاقتصادية أو كمخصبات للتربة الزراعية ومستصلحات للتربة الفقيرة و معالجات للتلوث و لا تقتصر المنافع التي تأتي من أعشاب البحر على الغذاء بل تتعداها الى مختلف نشاطات الانسان الاجتماعية والاقتصادية والطبية بل وأيضا الترويحية فهي تروي جسمه ونفسه في ذات الوقت وتفي بكثير من احتياجاته

وهناك 60 نوعا من أعشاب البحر تأخذ مكان الصدارة خاصة في اليابان في الولائم والمآدب والأطباق والاستخدامات الغذائية الأخرى وأغذية الحمية و تحظى بالدعاية اليومية حتى على شبكات الأنترنت و ان أخذت كثير منها أسماء تجارية أو محلية مثل النوري                    والكومبو                 والواكامي                    و خس البحر                  وفلفل البحر                     و اسباجيتي البحر                       و اللافر                         و الدلس                       وغيرها الكثير .

 

وبصفة عامة فان الأعشاب البحرية تستخدم اقتصاديا على ثلاث صور:

بطبيعتها كما هي كاملة سواء غضة طازجة أو مجففة

على هيئة دقيق أو مسحوق بعد التجفيف والمعاملة

على هيئة مستخلصات سواء كانت لكل المحتويات أو لمركب بعينه بعد تنقيته

 

أعشاب البحر على مائدة الأغنياء و غدا للجميع باذن الله  :

 

         لقد عرف الشرق الأقصى أعشاب البحر على موائدهم البسيطة وسجلوها منذ فجر التاريخ وهناك تسجيل لمؤلف مجهول عام 45 قبل الميلاد تقريبا بأنه خلال عصر شتات الاغريق كانوا يجمعون أعشاب البحر ويغسلوها بالماء ثم يطعمون بها ماشيتهم لادرار مزيد من الألبان ولوقايتها من الأمراض واطالة عمرها وهناك سجلات تاريخية أوربية لاستخدام الأعشاب البحرية كطعام أو علف للحيوانات ترجع الى القرن السابع الميلادي واليوم في بداية الألفية الميلادية الثالثة من تاريخ الانسان  نجد أن أعشاب البحر تشكل أطباقا رئيسية  على موائد اليابانيون اللذين يجمعون منها مالايقل عن 3 مليون طن سنويا يؤكل معظمها و الباقي لاستخدامات أخري وكذلك الصينيون وكثير من البلدان الواقعة على شواطئ المحيط الهندي والهادي وجزره المختلفة كما تشكل أطباق رفاهية في بلدان أمريكا وأوربا غالية الثمن مثل شوربة النوري و سلاطة الكوديوم- يولفا- أكانتوفورا ألاريا و فطيرة الاسبيرولينا و الكاراجنين و مربات الجراسيلاريا الكوندراس- الجليديوم  و عصيدة  الآجار بجميع المذاقات و جلاس الألجين بجميع النكهات

 

         لا يكاد يخلو طريق على شاطئ المحيط في أمريكا واليابان و أوربا وبعض بلدان آسيا من اعلانات مضيئة عن طعام البحر من الأعشاب البحرية ( حساء خضراوات البحر متعة الأسماك مع أعشاب البحر الطبق الياباني من عشب البحر تمتع بأعشاب البحر على الطريقة الأندونيسية ) و أصبحت الدعايات لها مواقع على شبكة الانترنت ويمكنك الشراء بالمراسلة من أي مكان في العالم تصلك مستخلصات الطحالب أو المواد الأولية لصنع الأطباق الشهية مع طريقة الطهي أو الاعداد وأيضا مع قائمة بالمكونات من المواد الغذائية التي تحويها ونسبها بما فيها الأملاح والفيتامينات والمقادير المناسبة لمختلف الأعمار أو الأذواق وهكذا أضحت تجارة رابحة خاصة أن مستخدميها غالبا من القادرين ولذا فهي غالية الثمن و لكن ربما كانت الآن من الولائم وغدا تصير من الحاجات مع نقص الغذاء و مشاكله الحالية

         تعتبر اليابان والصين و كوريا وتايلاند و أندونيسيا و الهند من أكثر الدول استهلاكا لأعشاب البحر و لكل عاداته و طرق طهيه وطقوسه الخاصة بتقديم وتناول الطعام ففي اليابان يستخدم النوري كشوربة في بعض الأوقات و كخضار مع الأرز في أغلب الأوقات و ربما استخدموا صلصة الصويا معها بينما يستخدمه الصينيون أحيانا كمشروب بديل عن الشاي ساخن أو بارد و يذكر للصينيون تفضيلهم لجميع أعشاب البحر أن تستهلك ظازجة وغير محفوظة مثلهم مثل الفرنسيين و يفضلون النكهات الطبيعية لها بوضعها في درجة حرارة عالية لوقت قصير مع الزيت أو الماء و بذلك تحافظ على اللون والنكهة و التكوين و حين لا يستعملوها طازجة يفضلون دقيق أعشاب البحر مع الصلصات بعد خلطها بالزيت والماء و طريقة طهي اللاميناريا مع الزيت على الطريقة الأندونيسية لا تشبهها في ذلك مجتمعات أخرى خاصة أنهم يخلطونها مع قطع صغيرة من اللحم وربما يضعون على المائدة بعض الصلصات الخاصة لمن يريد أما الهنود فانهم يضيفون كما من البهارات والتوابل مع أعشاب البحر في الطهي و يستخدمون الأرز معها وهناك وصفات صينية و يابانية للنباتيين و متبعي الحمية و كذلك هناك  الأطباق المميزة لكل بلد بأسمائها الخاصة

 

ولقد أجريت بحوث غذائية أفادت بأن أعشاب البحر تفوق كثير من الخضراوات لعادية من ناحية القيمة والاستخدام وتساءل الكثير لماذا نهتم بزراعة الخيار والخس وغيرها ونحن نجد في أعشاب البحر تفوقا في النواحي التالية :

-جدر خلاياها ناعمة ولا تسبب مشاكل في الهضم أو أضرارا بالقناة الهضمية

-نسبة الدهون فيها قليلة

-البروتينات فيها تشبه الى حد كبير بروتينات البيض والبقوليات

-الكربوهيدرات فيها سريعة التحلل سهلة الامتصاص

-تحوي أعشاب البحر من الفيتامينات أضعاف الخضراوات من البروتينات لنفس الوزن

-نسبة هضم البروتينات والنشويات من أعشاب البحر تفوق الخضراوات العادية

-بعض أعشاب البحر يحوي عشرة أضعاف ما تحويه الخضراوات العادية كما من فيتامينات A,B,C

-الأملاح المعدنية كثيرة ومتنوعة وسهلة الامتصاص من أعشاب البحر وخاصة أملاح الكالسيوم و البوتاسيوم والحديد والمغنسيوم والفلورين والزنك والنحاس وغيرها

-ألياف أعشاب البحر تساعد على التخلص من الفضلات الغذائية بيسر ودون ارهاق القناة الهضمية

- أعشاب البحر غنية باليود الهام والضروري وهذه قصة أخرى

وتهم معظم الهيئات الوطنية والدولية المعنية بالصحة العامة بأن يكون الغذاء صالح للاستهلاك الآدمي ( ص ا آ )و منها أن يكون خالي من الطفيليات والبكتريا والسموم و لكن يصعب مع الخضراوات العادية امكانية ضبط هذه المعايير مع الاستخدامات المجحفة للمبيدات و التقليعة المبتكرة من الهندسة الوراثية من أجل الربح السريع فان لم تتلوث من التربة تلوثت من مياه الري بمياه الصرف الصحي أو من الهواء بسموم المبيدات , أما أعشاب البحر فيكفي الكشف على مياه البحر و صلاحيتها على فترات حتى نطمئن ان المنتج منها آمن للاستهلاك الآدمي (آ ا آ )

ومن الأعشاب البحرية الشهيرة الاستخدام  ,Alaria , Bangia , Codium , Gracilaria , Scytosiphon , Ulva Undaria , Laminaria , Ascophyllum , Porphyra , Condrus , pulmaria Monostroma Enteromorpha Chorda Grateloupia Culerpa Eucheuma Gigartina Hypnea Rhodymenia.                                                                                                                                                  

 

ويمثل الطعام لكل الكائنات الحية وقودا يسمح لها بالقيام بجميع وظائفها الحيوية من تنفس وحركة ونمو وتكاثر وتتشابه متطلبات الأحياء في مكونات الغذاء الرئيسية الخمس بالاضافة للماء حيث تأكل لكي تعيش أما الانسان فانه يعني بطعامه وينوعه ويتفنن في اختياره وطريقة طهيه وينشأ لذلك المعاهد و يكتب الكتب فالطعام بالنسبة للانسان ليس مجرد مواد غذائية ولكنه وسيلة من وسائل المتعة فهو يبحث عن المذاق والرائحة واللون والقوام ويذهب بعيدا حتى الاهتمام بطريقة الاعداد و سهولة المضع والبلع وسرعة الهضم وعدد السعرات الحرارية الناتجة والأهم هو تشكيلة الأطباق علي المائدة و حتى كيفية الجلوس و طريقة تناول الطعام فجمع بين الاحتياجات الأساسية والعادات الاجتماعية والحاجات النفسية

          ولقد أثبتت الدراسات  أن جسم الانسان العادي يحتاج لخمس أنواع من المواد الغذائية بصورة مستمرة يومية وبكميات محددة تبعا لعمره ونوعية الأنشطة التي يمارسها وغير ذلك من الاختلافات بين البشر بالاضافة الي الماء الذي يشكل ما بين 70 الي 90 % من وزن الأحياء وهو المذيب الناقل لكل المواد الغذائية والمادة التي تشارك في كل العمليات الحيوية في جسم الانسان.ولقد برهن العلم الحديث أن كيمياء الحياة هي بحق كيمياء الماء .

 

 

              

 

                 جدول يضم أهم العناصر للحياة والنسبة التقريبية في جسم الانسان

         

               

الأكسوجين

65%

 

الهيدروجين

9. 5%

 

الكربون

18. 5%

 

النيتروجين

3. 3%

 

الكالسيوم

1. 5%

 

الفسفور

1%

 

البوتاسيوم

0. 4%

 

الكبريت

0. 3%

 

الصوديوم

0.2%

 

الكلور

0. 2%

 

الحديد

أقل من 0.1%

 

اليود

أقل من 0.1%

 

 

 

 

 

 

 

المواد الغذائية Nutrients :

الغذاء والدواء ضرورتان من أهم ضرورات الحياة الانسانية منذ بدايتها وتوفيرها للمجتمعات باتت الشغل الشاغل لقياداتها مع التزايد المستمر لأعداد البشر واليوم مازال أكثر من 15% من سكان الأرض يعانون من سوء التغذية نتيجة الفقر والكوارث والبعض الآخر يعاني من التخمة ويبحث عن أغذية الحمية و الأغذية محدودة الطاقة و الهيئات تبحث عن الأعلاف و العلائق و المركزات و منظمات النمو و مضادات الطفيليات في الغذاء و حلول لكل ذلك يمكن أن تجدها في أعشاب البحر

و المواد الغذائية  هي  مجموعات عضوية أساسا بالاضافة الي الأملاح يكون العمود الفقري لتركيبها الكيميائي الكربون والأكسوجين والهيدروجين ويدخل النيتروجين والكبريت و بعض العناصر الأخري في تركيب البعض منها :

      الكربوهيدرات :

(عديدات التسكر ( النشويات ) و السكريات احادية أو ثنائية )

ويحصل عليها الانسان غالبا من منابع نباتية باستثناء سكر اللبن ( اللاكتوز ) و سكر العسل ( الفركتوز ) وهي أقدم ما عرفت البشرية من مواد غذائية وما تزال تشكل العصب في الوجبة الغذائية لدى كثير من الشعوب بل وربما في بعض الأحوال تكاد تكون غالبية المكونات الغذائية لهم  وتتركب المواد الكربوهيدراتية من ثلاث عناصر هي الأكسوجين والهيدروجين والكربون والغريب أن نسبة الأول الي الثاني في المركب هي نفس نسبتهم في الماء 2:1

ووظيفة الكربوهيدرات الأساسية في الجسم  هي الامداد بالطاقة ولكن من العجيب أيضا أن الجسم لابد له من الحصول عليها بصفة مستمرة حيث أن خلايا المخ لا تختزن أي من السكريات و بالتالي فهو يعتمد على الامداد المستمر بالجلكوز في كل ثانية ونقص الجلكوز في الدم يمكن أن يكون له آثار مدمرة على المخ وبنفس الطريقة في كل الأنسجة العصبية بالجسم

و يبدأ هضم الكربوهيدرات في الفم ثم المعدة والأمعاء الدقيقة حيث فيها يتم الامتصاص لحوالي 90% على هيئة جلكوز وفركتوز وجلاكتوز ويذهب للدم .

الدهون :

(ومنها الشموع والفوسولبيدات والزيوت الأسترويدات ومنها بعض الفيتامينات والهرمونات )

هذه المجموعة من المواد العضوية لا تذوب في الماء و لكن في الكحول وتشكل جزء من مكونات الغذاء ولكن تختلف  النسب التي يستهلكها الانسان باختلاف الشعوب والعادات والمناخ وهي تستخرج من أصول نباتية أو حيوانية وتتركب أساسا من الكربون والهيدروجين والأكسوجين ومنها الدهون البسيطة والمركبة وهي تشكل مصدرا كبيرا للطاقة كما أنها تدخل ضمن المركبات الحساسة لجسم الانسان فاتحادها مع الفوسفور وقاعدة نيتروجينية يكون الفوسفلبيدات ومع كربوهيدرات ونيتروجين يكون الجليكولبيدات الي توجد أساسا في أنسجة المخ وكذلك مع بروتينات تكون الليبوبروتينات التي تشكل أغلفة كل الخلايا الجية في الجسم و تهضم الدهون تبعا لنوعها ويبدأ الهضم ميكانيكيا في الفم ثم المعدة وتبدأ بعد ذلك عصارات الكبد الصفراء في التكسير كيميائيا و يشرك بعد ذلك البنكرياس والأمعاء الدقيقة حيث يتم هضمها وتمتص وما يتبقى يخرج مع الفضلات من الأمعاء الغليظة

      البروتينات :

(ومنها  الأحماض النووية الانزيمات )

ترجع التسمية الى عالم الكيمياء الألماني مولدر M   u l d e r  عام 1840 الذي اشتقها من أصل يوناني( Proteins   ) وهي تعني الصدارة وهذه المواد العضوية تشكل الأساس لكل الخلايا الحية جميعا و هي ضرورية لحيويتها وبقائها وتختلف المجتمعات من حيث استهلاكها البروتيني حسب الامكانات والقدرة والعادات والتقاليد و بخاصة البروتينات الحيوانية ( في اللحوم ) ونود أن ننوه هنا أننا ونحن في المراجعات النهائية للكتاب عاصرنا مشكلات الحمى القلاعية و مرض جنون البقر التي حصدت مئات الالوف من الماشية والأغنام في أوربا وامتدت رياحها الى وطننا العربي و أثرت على تجارة اللحوم

يتكون البروتين من الأحماض الأمينية التي بدورها تتركب من الكربون والهيدروجين والأكسوجين بالاضافة للنيتروجين و في كثير منها الكبريت وهي تنقسم الى بروتينات بسيطة ومركبة و متحولة وتشكل في الأجسام  البروتينات التركيبية و الأجسام المضادة واللانزيمات وبروتينات الدم والهرمونات و بروتينات العضلات و البروتينات لغذائية  وذلك تبعا لوظائفها الأساسية  ويبدأ هضم البروتينات في الفم ميكانيكيا و لكن المعدة هي بيت الهضم الرئيسي لها يتبعها استكمال في الأمعاء الدقيقة و من العجيب أن يبدأ هضم البروتينات في المعدة ذات الوسط الحمضي يتبعها الهضم في الأمعاء الدقيقة ذات الوسط القلوي    

 

الفيتامينات :

(منها أربع تذوب في الماء و الباقي يذوب في الدهون الخاصة )

لقد أدى اكتشاف العالم البولندي C   a si m ir Funk  للفيتامينات حين كان يعمل في بريطانيا في بداية القرن العشرين الى انقلاب في نظم التغذية في الرعاية الصحية والصحة العامة و لذلك الاكتشاف قصة طريفة فلقد كان يطعم بعض الحمائم حبوبا من الأرز المقشور فظهر عليها مرض الشلل الطرفي وحين أعطاها مسحوق قشرة حبوب الأرز بدأت تظهر عليها أعراض الشفاء فعرف أن بالقشور مادة هامة لغذاء الحمام وفي عام 1911 م اكتشف أن هذه المادة تحتوي على النيتروجين فظن أنها كمن الأحماض الأمينية و من ثم أعطاها اسم الأميني الحيوي(Vitamine )    أي     ( Vital-Amine)  و من ثم  تحرفت الى ( Vitamin ) و زادت بعد ذلك وتوسعت قاعدة الفيتامينات و كثرت البحوث الخاصة بكيميائها وتركيبها وألأعراض التي تظهر على الانسان بسبب النقص منها  وظهر لها خاصتان هامتان لها :

أ)- مواد عضوية ليست كبقية المواد العضوية في التركيب ضرورية بكميات قليلة ( ضئيلة ) لحيوية الجسم والابقاء علىتحولات غذائية  (أيض Metabolism) متوازنة و تمنع ظهور أعراض مرضية

ب)- لا يستطيع الجسم انتاجها و يجب الحصول عليها باستمرار بأن يحتوي الغذاء على الكميات المطلوبة منها

وتنقسم الفيتامينات الى مجموعة تذوب في الماء وأخرى تذوب في الدهون

 

 

     الأملاح والمعادن :Mineral Salts

وهي المجموعة الوحيدة الغير عضوية وتكثر في الطبيعة ولها أدوار حيوية في حياة الانسان تتباين قدر تباين أنواعها ولكنها ليست أدوار معقدة كما في الفيتامينات .الأملاح بناة ومنشطات ومنظمات وناقلات وضوابط موجودة في كل سوائل الجسم وخلاياه ولكن بقدر مختلف ولذا فهي تصنف تبعا لمقدارها بالجسم الى :

I)        المعادن الضرورية

الكالسيوم و المغنسيوم والصديوم و البوتاسيوم و الفوسفور و الكبريت و الكلور 

II)      القليلة معروفة الوظائف

الحديد و النحاس و اليود و المنجنيز و الكوبالت و الزنك و الموليبيدنوم 

          ج) القليلة غير معروفة الوظائف

          الفلورين و الألومينيوم و البورون و السيلنيوم و الكادميوم و الكروم و الفابيديوم و السيلينيوم و غيرها

ومن المعروف أن جميع أنواع الأعشاب البحرية غنية بالأملاح و المعادن الضرورية للعمليات الحيوية ومن أهمها المغنسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم وتعتبر سهلة الاستخلاص والامتصاص .

 ويأتي الكالسيوم في المقام الأول فهو يشكل 51-20 جم لكل كيلو من وزن الجسم 99% منها توجد في الهيكل العظمي والأسنان والباقي في بلازما الدم و العصائر المعوية و يأتي الفوسفور والصوديوم والبوتاسيوم والكلور والكبريت بعد ذلك تباعا

أما من العناصر الضئيلة فيأتي الحديد في المقدمة و يقع 75% من كميته بالجسم في هيموجلوبين الدم أما الباقي اما في بلازما الدم أو مختزن بالكبد أو موزع في الخلايا

و قصة اليود مؤثرة لمن يعتبر فمن المعروف أن حوالي 200 مليون من البشر يعانون من أمراض الغدة الدرقية التي وجد أن العامل الرئيسي فيها هو نقص اليود أو الزيادة الحادة في كمياته وهي أهم أسباب هذا المرض ربما كان النقص مفهوم أما الزيادة فهي بسبب اعطاء جرعات زائدة منه للوقاية أو العلاج عن طريق غير طبيعي

هنا نقول أن أعشاب البحر بها كميات متوازنة من الأملاح بما فيها اليود الذي يمتص في الجسم بطريقة طبيعية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المستخلصات الغذائية من أعشاب البحر :Phycocolloid Extracts

اذا أثير الجدل حول  الاستخدام المباشر لأعشاب البحر كأطباق غير تقليدية مكلفة فلن يثار حول استخدامات مستخلصاتها كاضافات في العديد من الصناعات الغذائية المنتشرة في جميع أنحاء المعمورة . هذه الغروانيات      ( الجيلاتينية )الهامة التي تزيد من قوام المحاليل و تجعلها قابلة للتشكل في قوالب و التي لها تركيب كيميائي سهل الهضم حيث تتركب جميعا من كربوهيدرات عديدة التسكر و من أهم هذه المستخلصات الآجار ر والألجينات و الكاراجينان . وربما كان استخدامها في الماضي ترف أما في الوقت الحالي مع تسرب أمراض الحيوان ( مثل جنون البقر والحمى القلاعية ) الى الألبان و الأجبان و حتى الغروانيات الحيوانية التي تستخدم في المعلبات فنعتقد أن أمان استخدامات غروانيات أعشاب البحر أصبح ضرورة .

ولقد بلغت سوق الغروانيات الثلاث في عام 1987م حوالي 555 مليون دولار كانت كالتالي :

أجار      :   بلغ الانتاج 6000 طن بعائد 125 مليون دولار ( استخدم 80 % في الأغذية )

ألجينات   :       "     27000   "    "   230    "     "    (    "     30%   "     "    )

كاراجينان :       "     15500   "   "    100   "      "   (    "      80%   "     "    )

وفيما يلي نبذة عن بعض الغروانيات المشهورة و استخداماتها :

الأجار : بدأ استخدامه بعد تنقية مستخلصاته في الصناعات الغذائية من القرن السابع عشر في آسيا ( الشرق الأقصى )و يستخرج حاليا من عديد من أعشاب البحر الحمراء المنتشرة في كل المحيطات والبحار و تبلغ قيمة الكيلوجرام منها حوالي 20 دولار في الأسواق أما النوع النقي جدا والمسمى أجاروز فتبلغ قيمته 500 دولار للكيلوجرام الواحد .

الألجينات : بدأ استخدامها بشكل واسع في كاليفورنيا بأمريكا في عام 1927م و تستخدم حتى الآن بشكل كبير في الصناعات الغذائية وغيرها و تستخرج غالبا من الطحالب البنية و لها استخدامات كثيرة في صناعة الدواء و مستحضرات التجميل

الكاراجينان : استخدم قديما في منتصف القرن التاسع عشر في صنع البيرة في بافاريا بألمانيا و هو يستخلص من الأعشاب البحرية الحمراء و يستخدم الآن كثيرا في الصناعات الغذائية بديلا عن الأجار

اللاميناران : ينسب هذا الغرواني الى طحلب اللاميناريا البني المنتشر أساسا في المناطق الباردة و المعتدلة دون الاستوائية والدافئة و لقد احتل حديثا موقعا هاما في الصناعات الغذائية والدوائية

و لقد زادتنا البحوث الحديثة المتوالية معرفة عن أهمية هذه المستخلصات و أكدت جميع التجارب عن عدم انتاج أجسام مضادة لهذه الغروانيات بعد تناولها وبهذا انعدمت مخاطر الاصابة بالحساسية لها

و حيث أن الصناعات الغذائية تهتم بعدة أساسيات منها القوام والطعم و الرائحة و غيرها فان مستخلصات أعشاب البحر فازت بمركز الصدارة في ذلك ويضاف اليه ناحية الأمان و الكلفة و الثبات الكيميائي حتى أنها دخلت في مكونات طعام رواد الفضاء و نذكر هنا بعض الصناعات التي تستخدم فيها :

صناعة الفطائر العادية والمجمدة منتجات الحليب المخفوق بالشيكولاتة وغيرها  والمحفوظ الحلويات الجيلاتينية ( المهلبيات ) معلبات الأغذية المحفوظة للاستخام الآدمي أو الحيوانات الأليفة أغذية الحمية ( الرجيم ) الشربات مبيضات القهوة قاعدة مكسبات الطعم و اللون المربات المثلجات ( الآيسكريم )- الشوربة الجاهزة الصلصات المايونيز الزبد الصناعي ( المارجرين ) - بعض المخبوزات مساحيق البطاطا ( البيوريه )  هذا و تستخدم المطاعم الكبيرة كميات من هذه المستخلصات لاضافتها لأنواع الطعام المختلفة لتدخل أعشاب البحر على المائدة في كل وليمة أو حتى وجبة سريعة  .

 

 

التلوث و أعشاب البحر :

                           يعتبر التلوث بأنواعه المختلفة أكبر مسبب لاختلال التوازن البيئي و بالتالي تتأثر به الأحياء بدرجات منتفاوتة سلبا و ايجابا و منها الأعشاب البحرية  التي توجد في قاعدة الهرم الغذائي للنظام الذي تعيش فيه كما وتضيف الكوارث و التغيرات الطبيعية تأثيرات أخرى على البيئة البحرية أدت الى الاهتمام بمعرفة الشواهد الحيوية أو دوال حية على التلوث باختبار استجابة الأحياء لمختلف أنوع التلوث و درجاته و لقد دلت الشواهد والتجارب على أن أعشاب البحر من أفضل الأحياء للدلالة على التلوث فأنواع كثيرة منها في حالات اختلال النظام البيئي  تستجيب باحدى هذه الطرق

1-       تختفي أو تقل كما و تسبب خللا في المجتمعات التي تعتمد عليها في غذائها

2-        تستفيد من نوع التلوث و تزيد كما أو حجما بتحويل الملوث لغذاء لها و تزدهر

3-        لا تظهر عليها أية تغيرا كمية أو حجما و لكنه بالتحليل تظهر امتصاص و تركيز الملوث و ربما تنقله لمن يليها في سلم الغذاء

و لقد اختير كثير من الأنواع كأحياء مختبر لتقدير عيارية  بعض السموم الناتجة عن التلوث في المياه

و لقد وضعت خرائط و جداول للاستدلال بها كقاعدة في حالات التلوث لتقدير مدى التغير في

1-       نوعية و كمية الأعشاب في العشيرة

2-       مقاييس النمو و معدلاتها

3-       معدلات التمثيل الضوئي و التنفس

4-       انتظام التكاثر و اتمام دورات الحياة

5-       التغير في التركيب الكيمائي للأنسجة الداخلية و ما تحويه من مواد كيفا وكما