Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

العودة إلى الصفحة الأولى | جامعة الملك عبد العزيز |  كلية الآداب والعلوم الإنسانية |   قسم اللغة العربية

 

 

الاشتراك البوليسيمي ( تعدد المعنى) Polysemy

تعريف الاشتراك البوليسيمي: هو دلالة كلمة واحدة على عدد من المعاني المختلفة التي تربطها علاقة دلالية بمعنى مركزي.

ولفظ بوليسيمي مكون من poly "متعدد" و semy "معنى." ووجود علاقة رابطة بين المعاني يمكن التمثيل له بكلمة (عين) التي تفيد معاني "عضو الإبصار" و"البئر،" و"فتحة في الباب،" و"ثقب في القربة،" و"نقرة في الركبة،" و"السيّد،" و"الذهب،" "والجاسوس." نجد المعنى المركزي الأولي هو "عضو الإبصار" والعلاقة بينه وبين: "البئر" و"فتحة الباب" و"الثقب في القربة" و"نقرة في الركبة" علاقة مشابهة حسية؛ وعلاقة معنى العين "عضو الإبصار" بالسيّد علاقة مشابهة معنوية لأن العين أفضل الحواس والسيد أفضل قومه، وكذلك العلاقة بن "عضو الإبصار" و"الذهب" علاقة مشابهة معنوية؛ لأن العين أكرم الحواس والذهب أنفس المعادن.

أمثلة أخرى للاشتراك البوليسيمي:

قرن:

وقَرْنُ الفَلاةِ: رَأسُها.

قَرْنَ الكَلإِ: أوله.

قرن الأكمة: رأسها.

قرن الجبل: أعلاه.

القرْن، أيضا: البكرة. والجمع: أقرن، وقرون.

قرن الشمس: أولها عند الطلوع. وقيل: أول شعاعها، وقيل: ناحيتها.

وهو قرن فلان: أي من سنه.

القرن: الجبيل المتفرد. وقيل: هو قطعة تنفرد من الجبل. وقيل: هو الجبل الصغير.

والقرن: غطاء الهودج.

سن

السن: واحد الأسنان.

وسِن من ثُوْمٍ: حَبةٌ من رَأْسِ ثُوْمٍ.

وسِن الإنسانِ؛ لِدَتُه وتربُه.

وأسنان المشط: أطرافه المدببة.

وسِنُّ القلم : موضع البَرْيِ منه.

وسِنُّ المِنْجَل : شُعْبَة تحزيزه.

أذن

الأذن: من الحواسّ

وأُذُنُ القلبِ: أحد جوانبه.

وأذن السهمِ: قذذه.

وأذن النَّصْلِ: حرفه.

وأُذُنُ كلّ شيء: مَقْبِضُه، كأُذُنِ الكوز والدَّلْو.

أُذُنُ العَرفج والثُّمام: ما يَنْدُرُ إذا أَخْوَصَ, وذلك لكونه على شكل الأُذُنِ .

وآذانُ الكيزانِ: عُراها, واحدَتها أُذُنٌ.

وأُذُن النَّعْل: ما أَطافَ منها بالقِبال.

أُذُنُ الحمارِ: نبتٌ له ورق عَرْضُه مثل الشِّبْر.

اللسان:

اللسان: جارحة الكلام.

لسانُ النارِ: شُعْلَتُها.

اللِّسانُ من النِّعالِ: ما فيها طُولٌ ولَطافَةٌ كهَيْئَةِ اللِّسانِ.

لسان الميزان: عود من المعدن يثبت عموديا على أوسط العاتق، ويتحرَّك معه، ويُستدل منه على توازن الكفَّتين.

لسان الحذاءِ: الهَنَةُ الناتئة تحت فتحته فوق ظهر القدم.

لسان الثَّورِ: عشبة سنويّة طبيّة من فصيلة الحِمْحِميات، ورقها يشبه لسان الثور.

الجبهة

الجبهة: مافوق الحاجبين من الوجه.

وجَبْهةُ القوم: سيدُهم.

والجَبْهةُ من الناس: الجماعةُ. (< جزء متقدم من المجموع وهو الرأس)

جَبْهَةِ القِتَالِ": وَاجِهَة القِتَالِ، خَطُّ الحَرْبِ الفَاصِلُ بَيْنَ الْمُتَحَارِبِين (< جزء متدم).

العنق

العُنْق والعُنُق: الجِيد والرقبة، أو هو من الحيوان ما بين الرأس والبدن.

والعُنُق: الرؤَّساءُ والجماعة من الناس.

عنق القارورة: هو الجزء الأعلى منها والضيق.

عُنُق الدهر: قديم الدهر.

وجاءَ القوم عُنُقاً عُنُقاً أَي طوائف.

عُنُقٌ من النار: أَي قطعة تخرج منها.

عُنُق: ماء خرج من النهر.

وله عُنُق في الخير أَي سابقة.

الهِلالُ‏:‏

هلال السماء.

وهلال الصيد‏:‏ وهو شبيه بالهلال يُعَرْقَب به حمارُ الوحش.

وهلال النَّعل‏:‏ ذؤابتها.

والهلال‏:‏ القِطْعة من الغبار.

وهلال الإصبع‏:‏ المطيف بالظفر.

والهلال‏:‏ قطعةُ رَحَى.

والهلالُ‏:‏ باقي الماء في الحوض.

والهلال‏:‏ الجملُ الذي قد أكثر الضِّراب حتى هَزل‏.‏

 

الاختلاف حول وجوده في اللغة

آراء القدماء

جاء في المزهر أن الناس اختلفوا فيه، فالأكثرون على أنه مُمْكِنُ الوقوع لجواز أن يقعَ إما من وَاضِعَيْن بأنْ يضعَ أحدُهما لفظاً لمعنًى ثم يضعُه الآخرُ لمعنًى آخر ويَشْتَهِر ذلك اللفظ بين الطائفتين في إفادته المعنيين، وهذا على أنَّ اللغات غيرُ توقيفية وإما مِنْ واضعٍ واحدٍ لغرض الإبهام على السامع حيثُ يكونُ التصريح سبباً للمَفْسدة، كما رُوي عن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه - وقد سأله رجلٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم وقت ذهابِهما إلى الغار‏:‏ مَنْ هَذا قال‏:‏ هذا رجلٌ يَهْديني السبيلَ‏.‏

والأكثرون أيضاً على أنه وَاقعٌ لنَقْلِ أهلِ اللغة ذلك في كثير من الألفاظ، ومن الناس من أوْجب وقوعَه؛ لأن المعانيَ غيرَ متناهيةٍ والألفاظ متناهية فإذا وُزِّع لزِم الاشتراك‏.‏

وذهب بعضهُم إلى أن الاشتراك أغْلبُ - قال‏:‏ لأن الحروفَ بأسْرِها مشتركة بشهادة النُّحَاة والأفعال الماضية مشتركةٌ بين الخبَر والدُّعاء والمضارع كذلك، وهو أيضاً مشْتَرَكٌ بين الحال والاستقبال والأسماء كثيرٌ فيها الاشتراك، فإذا ضَمَمْناها إلى قسمي الحروف والأفعال كان الاشتراكُ أغلبَ‏.‏ ورُدَّ بأن أغلبَ الألفاظ الأسماء والاشتراكُ فيها قليلٌ بالاستقراء.

وممن أنكر الاشتراك اللفظي ابن درستويه: قال في شرح الفصيح - وقد ذكر لفظة وَجَد واختلاف معانيها-: "هذه اللفظة من أقْوى حُجَج من يزعمُ أن من كلام العرب ما يتَّفِقُ لفظه ويختلف معناه لأن سيبويه ذكره في أول كتابه وجعله من الأصول المتقدمة فظنَّ من لم يتأمل المعاني ولم يتحقق الحقائق أن هذا لفظٌ واحد قد جاء لمعانٍ مختلفة، وإنما هذه المعاني كلُّها شيءٌ واحد وهو إصابةُ الشيء خيراً كان أو شراً ‏.‏

آراء المحدثين:

اللغويون المحدثون مجمعون على أن الاشتراك واقع فبي اللغة، وهو من خصائص اللغة الإنسانية، يقول (ستيفن أولمان) "الاشتراك شرط أساسي لفعالية اللغة؛ لأنه لو لم يكن من المستطاع ربط أكثر من مدلول بكلمة واحدة لكان العبء على ذاكرتنا ثقيلا جدا؛ لأنه سيكون لكل شيء أو أمر كلمة خاصة به... وسيكون حالنا أسوأ من حال البدائي الذي قد يستعمل كلمات معينة للدلالة على معان خاصة، مثل: "غسَل جسمه" و "غسَل شخصاً آخر" و "غسل رأس شخص آخر" و"غسل وجهه" و "غسل وجه شخص آخر" الى آخره، بينما لا يوجد لديه كلمة واحدة للدلالة على المعنى العام وهو "الغسل."

أسباب الاشتراك البوليسيمي

(أ) النقل: وهو إطلاق لفظ قديم على شيء حديث عن قصد، فالحياة متطورة من الناحية العلمية والمادية فلا بد من وضع أسماء تواكب هذه التغيرات. واللغة عادة لاتخترع كلمات من العدم بل تستخدم كلمات قديمة تطلقها على أشياء أخرى تحتاج إلى أسماء. ويظهر ذلك في:

الألفاظ الشرعية والفقهية، مثل: حد، حج، زكاة، صيام، إسلام، توحيد.

اصطلاحات الفنون، مثل: بيت شعر، وزن، وتد، سبب. وأجزاء الآلات مثل: رِجل القوس "أسفلها"، يدُ القوس "أعلاها"، كبد القوس "وسطها."

أسماء النجوم والبروج: الميزان، الدلو، الأسد، الثور.

(ب) اختلاف مجال الاستعمال: اللفظه تستخدم في مجالات متعددة فمثلاً (عملية) لها أكثر من معنى لتعدد المجالات المستخدمة فيها، ففي الطب تطلق على الجراحة، وفي العسكرية تطلق على أعمال عسكرية خاصة، ولها معنى خاص في الرياضيات وكذلك في التجارة. فهناك معنى عام ولكن الخاص يختلف من مجال على آخر؛ كذلك زراعة: زراعة النبات، وزراعة الأعضاء، وزراعة البكتيريا لتكثيرها، وزراعة الأسنان، وزراعة الشعر.

(جـ) الاستعمال الاستعاري: وهو نقل تلقائي قائم على المشابهة من شيء أو معنى إلى آخر. انظر فوق معاني: هلال، لسان، أذن، سن، وقرن. وأيضا مثل:

العنق "ما بين الرقبة والبدن"، و"القطعة من الأرض،" و"جزء خارج من البحر،" و"قطعة من الخيل."

اليد: "الجارحة" و"العروة"، و"المقبض"، ويد الزمان "مده"، ويد الريح "سلطانها" ويد الطائر "جناحه."

السن: "واحد الأسنان،" وسِن من ثُوْمٍ "حَبةٌ منه،" وأسنان المشط "أطرافه المدببة،" وسِنُّ القلم"موضع البَرْيِ منه،" وسِنُّ المِنْجَل "شُعْبَة تحزيزه."

حبل: "المفتول على طاقين أو أكثر من ليفٍ أو نحوه،" و"وريد في جسم الإنسان،" و"العهد."

الجِرْو: "صغير الكلاب والسباع،" ما استدار من ثمار "القثاء والحنظل" ونحو ذلك.

 (د) المجاز المرسل: إطلاق لفظ لمعنى على معنى آخر لعلاقة غير المشابهة:

الجزئية: العين: العضو و"الجاسوس؛" والرقبة "العضو" و"المملوك؛" ونَسَمة: "الهواء الخارج من الأنف" و"النفْس."

الآلية: اللسان: "العضو" و"اللغة؛" واليد: "الجارحة" و"النعمة؛" واليد "الجارحة" و"الإحسان؛" والإصبع "عضو" و"الأثر الحسن."

المسَبَّبية: الرزق: "الطعام" و"المطر،" والرزق "الطعام" و"الرحمة."

السببية: الرجز: "العذاب" و"الصنم."

المجاورة: الحقو: "الخصر" و"الحزام." الراوية "الدابة و"القربة."

(هـ) اختلاف اللهجات: العربية الفصحى لغة مؤلفة ألفاظها من عدد من اللهجات التي كانت العرب تستعملها في بيئاتها الخاصة، وقد أصبحت بعض مفردات هذه اللهجات جزءا من المعجم العربي؛ لذا نجد ظاهرة الاشتراك اللفظي تظهر في عدد كبير من المفردات لهذا السبب، مثل:

الطرف: "الكريم" من الخيل عند جميع القبائل، وعند هذيل الطرف: الكريم من الرجال .

الوذيلة: "القطعة" من الفضة، وعند هذيل تطلق على المرآة.

الألفت: "الأعسر،" عند تميم، والأحمق عند قيس.

الأماني: "ما يتمناه الإنسان،" وعند قريش "الأباطيل."

العنت: "المشقة،" وعند هذيل "الإثم."

الصلد: "الصلب،" وعند هذيل "النقي."

السفاهة: "الجهل،" وعند حِمْير "الجنون."

الغرام:" العشق" والغَرَام ‏"البلاء" بلغة حمير.

الحرج: "الضيق،" وعند قريش "الشك."

سرابيل: قمصان عند تميم، و"دروع" عند كنانة.

الأُنثيان: "الخصيتان" عند سائر العرب، و"الأذنان" عن أهل اليمن.