Title of Your Page

New Page 1

نهر طافح بالجمال والقسوة والجنون

( عن يوميات فندق ابن ا لهيثم )

عبد الستار ناصر

 جواد الحطاب ؛ يكتب روايته الاولى ؛ يلعب مع الحاضر والمستقبل ؛ باسلوب يسرح مع الشعر ؛ ويمرح مع الفن بامتياز ( خمس نجوم ) .

 هذا الفتى " العاشق المهجور " واحد من افضل مجانين الكتابة ؛ واعترف بعد هذه المتعة والدهشة والكهرباء التي مسنّي تيارها ؛ ان يومياته في " فندق ابن الهيثم " غابة من نار ؛ وبحر من شجر الموز ؛ ما ان نحترق بلهيب المعارك ؛ حتى ياخذنا الى امواج الحب ..

 ماهر – والله -  هذا الولد المخبول بالحياة ؛ وقد اعطاني عبر " دفتر الحرب " هذا ؛ الجواب على ثلاثة اسرار خطيرة ؛ اول سرّ منها : ان الرجال صناديق مغلقة ؛ وان ابن الحطاب ؛ لايمكن ان يكون كذلك .

 ومثله ضحكت على صندوق اسراري المفتوح منذ طفولتي ..

 والسر الثاني : يوم صار الحطاب في السبعين من العمر ؛ وراح يصغي الى ذكريات الحرب التي عاشها ؛ مقاتلا واديبا وعاشقا ؛ كم هي لذيذة ؛ هذه القفزة الى المستقبل ؛ ان فيها الطمأنينة ورائحة الشيكولاتة وطعمها في وقت واحد ..

اما السر الثالث – وهو اخطر اسرار الحطاب – فقد اثبت ان ا لكتابة في زمن الحرب ؛ تاتي كما يشاء المبدع ؛ وان عبقرية الكتابة لا تنتظر الزمان والمكان اللذين " سوف " يناسبانها ؛ الابداع يمشي مع المبدع ؛ والخلق الفني مع الخالق .

  انا احسد جواد الحطاب على يومياته في فندق ابن الهيثم ؛ فقد جاء بنصف نساء الارض ؛ حتى ينمن في فندق ممنوع الى النساء ؛ وجعل من هذا المكان : خندقا وذاكرة ومنزلا ؛ وفوق هذا كله ؛ بل ؛ قبل هذا كله ؛ تمكن – وتلك معجزته الصغيرة – ان يجعل من هذا المكان المغمور والمهمل في زاوية من زوايا مدينة البصرة : عنوانا ورمزا ؛ ومزارا ؛ سيحكي عنه ؛ ويمضي اليه آلاف القراء .

 جواد الحطاب ؛ كان مبدعا ؛ وانني اسال نفسي الان :-

 ماذا سيفعل هذا " الوكيح " اذا قرر فعلا ان يدخل سراديب الرواية ؟

 لنقرأ : يوميات فندق ابن الهيثم ؛ حتى نعرف الجواب .. من يدري ؟

 ربما كان ابن الحطاب قد خدعني وحدي ؛ وانا اقرأ هذا النهر الطافح بالجمال والقسوة والصبر والجنون