Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!
New Page 1

الرجز

سمي رجزاً لأنه يقع منه ما يكون على ثلاثة أجزاء . وأصله مأخوذ من البعير إذا شدت إحدى يديه فبقي على ثلاث قوائم . وأجود منه أن يقال مأخوذ من قولهم ناقة رجزاء ، إذا ارتعشت عند قيامها لضعف يلحقها أو داء ، فلما كان هذا الوزن فيه اضطراب سمى رجزاً تشبيهاً بذلك. وقال ابن دريد سمي رجزاً لتقارب أجزائه وقلة حروفه وقيل لأنه يكثر فيه دخول العلل والزحفات والشطر والنهج والجزء ، فهو أكثر الأبحر تغيراً ولا يثبت على حالة واحدة.

والرجز هو أحد البحور الأربعة التي أتت على أصلها في الدائرة ، وهو مبني علي ستة أجزاء :

مستفعلن مستفعلن مستفعلن في كل شطر .

وله أربع أعاريض وخمسة أضرب :

أ‌-                 العروض الأولي : صحيحة ، ولها ضربان :

1.                الضرب الأول : صحيح أيضاً، ومثاله:

دار لسلمي إذ سليمي جارةٌ          قفر ترى آياتها مثل الزبر

وتقطيعه :

دارنلسل / ماإذسلي / ماجارتن       قفرنترا / أاياتها / مثلززبر

/ه/ه/ه//ه - /ه/ه/ه//ه - /ه/ه/ه//ه - /ه/ه/ه//ه- /ه/ه/ه//ه- /ه/ه/ه//ه

     2.   الضرب الثاني : مقطوع "مستفعل" ويحول إلي "مفعولن".

ومثاله:

القلب منها مستريح سالم والقلب مني جاهد مجهود

 وتقطيعه :

القلبمن / هامستري / حنا سالمن     ولقلبمن / نيجاهدن / مجهودو

/ه/ه//ه  /ه/ه//ه  /ه/ه//ه    /ه/ه//ه  /ه/ه//ه  /ه/ه/ه

مستفعلن   مستفعلن   مستفعلن   مستفعلن   مستفعلن   مفعولن

ب‌-            العروض الثانية : مجزوءة صحيحة ولها ضرب واحد مثلها، ومثاله:

قد هاج قلبي منزل                    من أم عمرو مقفرُ

وتقطيعه :

قدهاجقل / بيمننزلن                   منأممعم / رنمقفرو

/ه/ه//ه   /ه/ه//ه            /ه/ه//ه   /ه/ه//ه

مستفعلن    مستفعلن                  مستفعلن     مستفعلن

ج- العروض الثالثة : مشطورة ، والعروض هي الضرب وهما صحيحان .

ومثاله:

ما هاجَ أحزاناً وشجواً قد شجا

وتقطيعه :

ماهاجأح / زاننوشج / ونقدشجا

/ه/ه//ه  /ه/ه//ه  /ه/ه//ه

مستفعلن    مستفعلن   مستفعلن

د- العروض الرابعة : منهوكة ، والعروض هي الضرب وهما صحيحان، ومثاله:

ياليتنى فيها جزعْ

وتقطيعه

ياليتني / فيهاجزعْ

/ه/ه//ه  /ه/ه//ه

مستفعلن  مستفعلن

تلك هي الصور التي أوردها العروضيون للرجز ، ولكننا نجد المعاصرين قد استعملوا الرجز التام مقطوع العروض والضرب . تنبه إلى هذه الصورة أستاذنا الدكتور شعبان صلاح ومثل لها بقول نزار قباني في قصيدته "حبيبي" من ديوانه "أنت لي" ، والتي يقول فيها :

لا تسألوني ما اسمه حبيبـي   أخشى علـيكم ضوعة الطيوب

زق العبير إن حطمتمـوه   غرقتـمُ بعـاطـر سكـيب

واللهِ لـو مجتُ بأي حزن   تكدس الليــلكُ في الدروب

لا تبحثوا عنه هنا بصدري   تركـته يجـري مـع الغروب

ترونه في ضحكة السواقي    في رقـة الـفراشة اللـعوب

في البحر في تنفس المراعي    وفي غـناء كـل عنـدليب

في أدمع الشتاء حين يبكي   وفي عـطاء الديمة السـكوب

لا تسألوا عن ثغره فهلا      رأيـتـمُ أنـاقـة المغيـب

ومقـلتاه شاطئا نـقاء      وخـصره تهزهز القضيـب

محاسنٌ لا ضمها كتاب       ولا ادعـتها ريـشة الأديب

وصدره ونحره كفاكمُ        فـلن أبـوح باسمه حبيبـي

ويذكر الدكتور شعبان صلاح أن هذه الصورة من صور الرجز التام مما استدركه العروضيون ولم يشاءوا عده في الصور المعترف بها ، وأتوا له بأمثلة لا تشجع ذا حاسة فنية على قبولها من مثل :

أنا السروجي وهذي عرسي         وليس كفء البدر غير الشمس

أو قول الآخر :

لأطرقن حصنهم صباحاً             ولأبركن مبرك النعامه

وقد وصف الأستاذ عبد الحميد الراضي هذه الصورة بالشذوذ ، ونحن نوافقه إذا نظرنا إلى الأمثلة التي وضعها العروضيون ، لكن إذا دققنا النظر في قصيدة نزار قباني السابقة نجد أن نغمتها غير شاذة ، بل تعلق بالسمع والقلب معاً ، والقصيدة في مجملها علي جانب كبير من الجمال والروعة وهذا ما جعل الدكتور شعبان صلاح يدعو إلى ضم هذه الصورة إلى النماذج السابقة للرجز يقول : "ومن ثم فلا ضير علينا إذا أضفنا هذا النمط الجديد إلى الدراسة العروضية اعترافاً به ، وأخذاً بما فيه من نغمة رائقة مقبولة "

أما الشيخ الدمنهوري فيرى أن هذه الصورة قد تأتي عند التصريع في بداية القصيدة أو في أثنائها إذا قصد الشاعر الانتقال من مقام إلى آخر ، أما تكرار هذا التصريح في أثناء القصيدة فأمر مستقبح

وفي تعليق الدمنهوري على الصورة الرابعة للسريع ، وهى المشطورة المكشوفة والتي يمثلها قول الشاعر :

يا صاحبي رحلي أقلا عذلي         

جعل المصنف هذا البيت من مشطور السريع مع أنه يجوز أن يكون من مشطور الرجز المقطوع العروض والضرب "

وينتصر الدمنهوري لرأى المصنف الذي يرى أن هذا النمط من السريع لا من الرجز وذلك "لوجود المرجح وهو ارتكاب الأخف ، وذلك لأنه يلزمه على كعله من مشطور الرجز تغييران : حذف السابع الساكن واسكان ما قبله ، ويلزم على جعله من مشطور السريع تغيير واحد وهو حذف السابع المتحرك ، وما كان فيه تغيير واحد أولى وأحق مما فيه تغييران "

وقدّ عدّ الدكتور شعبان صلاح هذا التعليل نوعاً من الاعتساف ... فما أكثر الرجزيات التي صيغت على هذه الصورة في وسط قصائد ورد الضرب صحيحاً في بعض مقاطعها ، ومقطوعاً في بعضها الآخر ، فإلحاقها بالرجز المشطور أحق من إلحاقها بالسريع المشطور الذي لا نجد له قصيدة واحدة كاملة"

وزيادة على تعليل الدكتور شعبان الذي يميل إلى الواقع الشعري ، نجد أن نغمة هذا النمط أقرب إلى الرجز منه إلى السريع ، أما تعليل الدمنهوري فأنه يميل إلى الفلسفية ويبتعد عن الواقع ، كل هذا يدعونا إلى الجزم بأن هذه الصورة من الرجز .

فإذا وصلنا إلى حازم القرطاجني نجد أنه يتناول الرجز تناولاً مقتضباً - شأن كل السباعيات الساذجة والتي يوافق فيها العروضيون تماماً في طريقة اشتقاقها ، يقول :"وأما ما تركب من السباعيات الساذجة فإن الشطر فيها على ثلاثة أجزاء ، وربما حذفوا الثالث منها أو بعضه فمن ذلك الرجز ، وبناء شطره على "مستفعلن" ثلاث مرات نحو قول جرير:

أقبلن من فهلان أو جنبي خيم