Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

حب 1993

أجرك إلى بحري،

كسمكه قزحية الألوان..

وأعرف أنك تخافين ملامسة الماء والسباحة باتجاه المجهول

أرفع نهدك عند الفجر،شراعا من الفضة..

وأكتشف أمريكا..قبل كريستوفر كولومبوس

وأدخل الأندلس قبل عبد الرحمن الداخل

أدربك على أن تحبيني..

وأنا أعرف أنني أشعل النار في غلاف الكرة الأرضية

أنفخ على حلمتيك الخائفتين..

فتتحولا إلى راقصتي باليه..

وأرش شفتك السفلي بالشعر.

فتحمل كشجرة كرز 

أجرك معي من هاوية العشق ،

إلى هاوية الشعر..إلى هاوية الهاوية 

وأعجنك بقلقي وتطرفي وجنوني وقصائدي السيئة السمعة

أجرك من تاريخك الذي لا تاريخ له..

ومن جسدك الذي فقد ذاكرته..

وأصنع لك وسادة من أعشاب البحر..

وقهوة إيطالية طيبة..

وأقرأ لك طوال الليل

شيئا من شعر سافو..وشيئا من نشيد الإنشاد

أجرك مئة سنة،ألف سنة،مليون سنة..

من بيروت إلى سنغافورة..

ومن الإسكندرية إلى ساحل العاج..

ومن قرطاج إلى هون كونغ..

ومن أرواد إلى هونولولو

وأتشبث بشعرك الطويل ،خصلة خصلة..

بوصة بوصة..

مخافة أن تنزلقي من بين أصابعي،

وتقعي في أيدي القراصنة.. 

ألغي أسماءك الأولى،وأعطيك أسم الوردة..

ألغي موسيقى الشعر،

وأعزف على الزغب الطفولي ،

الذي يطرز براريك..

فيتحول إلى أسلاك من الذهب..

في الصيف أجرك،وفي الشتاء أجرك ،

وفي الصحو أجرك ،وفي العاصفة أجرك ،

حتى تدمي يدي..

ويحرق ملح البحر جبيني.. 

أشدك إلى صدري كلؤلؤة نادرة،

وأبحر بك: من جزر الكناري إلى جزر القمر..

ومن شموس ماربيا إلى ياسمين الشام.

ومن بحر الصين إلى بحر دموعي..

ومن سواحل المرجان إلى سواحل الأحزان..

وأتجنب الدخول إلى سوق اللؤلؤ..

حتى لا يسرقك التجار من حقيبة يدي..

أشيلك يوما على كتفي ويوما على كتف كلماتي ،

ويوما على كتف الفضيحة..

وأدخل معك المقاهي التي لا يعرفها أحد..

وأعطيك عناويني السرية..التي لم أعطها لأحد, 

وأرسم نهديك بالزيت ووالأكواريل ،

كما لم يرسمهما أحد.. 

ضد حركة التاريخ أجرك..

وضد قوانين الحب العربية أجرك..

وضد مؤسسات تعليب النساء أجرك..

وضد المعلقات العشر، وألفية بن مالك، وتغريبة بني هلال..

أجرك ضد سلاطين آل عثمان، وضد النراجيل والمسابح،

وسماورات الشاي، والحمامات التركية، والحرملك، والسلاملك..

ومناديل ليلة (الدخلة) الحمراء.. 

أيتها السمكة المغسولة، بألوان قوس قزح..

والمنقطة بالذهب والفضة..

اسبحي حيث تشائين، في ماء عيوني..

أوفي دم قصائدي، في شبكتي العصبية، أوفي دورتي الدموية ..

ولكن إياك أن تبتعدي عن شواطئ صدري..

حتى لا تضيعي مني..بين حوريات البحر..

أيتها السمكة التي تكشف كل نهار ،أبعاد جسدها، وأبعاد أنوثتها،

وتتعرف على حقول حنطتها، وأشجار فاكهتها،

وأعشاش عصافيرها، وموسيقى جداولها الربيعية..

لا تعودي إلى البر أبدا يا حبيبتي..

فالساعة في الوطن العربي ،واقفة منذ القرن الأول... 

يا أميرة الأسماك ,أميرة النساء المصنوعات من توركواز البحر..

وأميرة الأنوثة التي لا ضفاف لها..

قرري في مطلع السنة الجديدة ماذا تريدين أن تكوني؟ 

سمكه متوحشة؟ أم حمامة أليفة؟

أم قطة سيامية؟ أم غابة إفريقية؟

أم فرسا تصهل في براري الحرية؟

إن كل خياراتك مقبولة عندي..

ولكنني أفضل أن تكوني، عاصفة على شكل امرأة..

أيتها المرأة السمكة:

يا التي تزوجتني..على سنة البحر وموجه وزبده،

وتركت بيوضها على شواطئ دمي

وفي رحم قصائدي..

أحبك أحبك أحبك