Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

بسم الله الرحمن الرحيم

نسب عالم الهند

هو العالم الداعية السيد أبو الحسن علي الحسني الهندي الندوي.
من المنتسبين إلى الحسن علي رضي الله عنهما, ووالده هو الشريف العلامة عبدالحي بن فخر الدين بن عبدالعلي، ينتهي نسبة إلى عبدالله الأشتر بن محمد ذي النفس الزكية بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، ولوالده كتب كثيرة منها المطبوع ومنها المخطوط أشهرها "نزهة الخواطر" في ثمانية مجلدات وقد توفي سنة 1341هـ .
ولد رحمه الله في مديرية بالهند تسمى "راي بريلي"، وهي تبعد عن "لكهنؤ" سبعين كيلومتراً تقريباً، وكانت الولادة بقرية "تكية" في 6 محرم عام 1332هـ.
أسرة أبي الحسن تنحدر من أصول عربية، لاتزال تحافظ على أنسابها إلى هذا اليوم وتحافظ على صلاتها بأصلها، و إن كانت تتحدث الهندية أو تعيش في الهند منذ قرون عديدة وهي تمتاز بالمحافظة على السنة والتوحيد والبعد عن البدع والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله.
لأبي الحسن أخ أكبر منه هو الدكتور عبدالعلي بن عبدالحي وهو طبيب، وقد تخرج في ندوة العلماء ومعهد ديوبند، له الفضل الأكبر في تربية أبي الحسن رحمه الله و يدير ندوة العلماء خلفاً لأبيه وقد توفي رحمه الله في 21 ذو القعدة 1380هـ.

تعليمه رحمه الله

بدأ رحمه الله تعلمه القرآن الكريم في البيت تعاونه أمه، و أمه من فضليات النساء الصالحات، تحفظ القرآن الكريم، وتكتب و تؤلف، ثم تعلم اللغتين الأوردية والفارسية، ثم بدأ وهو في الثانية عشرة من عمره يتعلم اللغة الأنجليزية والعربية معاً.
وبدأ يتعلم العربية على الشيخ خليل بن محمد اليمني، وتوفر سنتين كاملتين على دراسة الأدب العربي وقرأ كثيراً من كتب الأدب، وشغف بها على خلاف العادة يومئذ في الهند، لأنهم يزهدون في الأدب العربي، وعني عناية خاصة بالعكوف على كتب ثلاثة هي: "نهج البلاغة" و "دلائل الإعجاز" و "والحماسة" ثم التحق "بجامعة لكهنؤ" وهي جامعة تدرس العلوم المدنية باللغة الأنجليزية، وفيها قسم لآداب اللغة العربية التحق بها أبو الحسن رحمه الله.
ثم أتم دراسته الأدبية على يد الشيخ تقي الدين الهلالي المراكشي رئيس تدريس الأدب العربي في ندوة العلماء - وهي جمعية تشرف على دار العلوم هناك - ثم دخل الندوة، ومكث بها سنتين يدرس علوم الحديث على يد الشيخ حيدر حسن خان أحد شيوخ الحديث، ثم مكث في دار العلوم ديوبند عدة شهوروحضر دروس العالم الكبير المجاهد الشيخ حسين أحمد المدني في الحديث.
سافر إلى لاهور، وقرأ التفسير على الشيخ احمد على المفسر المشهور، ولم تكن دراسته في أغلب أدوارها دراسة نظامية بشهادات، بل كانت دراسة حرة لوجه العلم والمعرفة، ولما أتم دراسته رجع إلى لكهنؤ، وعين مدرساً في دار العلوم، ومكث فيها عشر سنين يدرس علوماً مختلفة، واشتغل كذلك بالكتابة في مجلة الضياء العربية التي تصدرها ندوة العلماء، واشتغل كذلك بالتأليف و أصدر كتابه " السيد احمد الشهيد" وكان الإقبال على هذا الكتاب كبيراً حتى طبع ثلاث مرات.
تلقى التربي ةالروحية من من العارف الجليل المربي الكبير الشيخ عبدالقادر الرأي و استفاد من صحبته ومجالسته.

كتبه ومؤلفاته وبعض أنشطته

أنتقل إلى دلهي رحمه الله والتقى هناك بالداعية المجدد الشيخ محمد إلياس ومن خلال هذا اللقاء كانت هذه نقطة التقاء أبو الحسن الندوي رحمه الله بالجمهور و إختلاطه بالعامة لأن الشيخ محمد إلياس مرشد شعبي له صلة عميقة بالجماهير. ومن هذا المنطلق أخذ أبو الحسن رحمه الله يتصل بالقرى و يقوم برحلات إسلامية الواحدة تلو الأخرى لنشر الدعوة في قرى الهند ومدنها .
رأس أبو الحسن تحرير مجلة "الندوة" التي كانت تصدر بالأوردية. وكلفته الجامعة الإسلامية في "عليكره" بوضع منهاج لطلبة البكالوريا في التعليم الديني ، فألف في ذلك كتاباً أسماه "إسلاميات" وقبلت الجامعة هذا الكتاب و أخذت به، وكافأت صاحبه عليه، ودعي للإلقاء المحاضرات في الجامعة الملية الإسلامية بدلهي.
ألف في هذه الفترة كتباً لطلبة المدارس العربية في الهند منها كتاب "مختارات في الأدب العربي" وقد قررت دار العلوم في الهند وبعض الجامعات تدريسه.
ومن كتبه " كتاب قصص النبيين" في ثلاثة أجزاء للأطفال، وغير ذلك من الكتب وأصدر مجلة التعمير التي كانت تصدر بالأوردية مرتين في الشهر.
مؤلفاته و كتبه رحمه الله كثيرة جداً تجاوزت الـ(700) كتاب ومترجم إلى مختلف اللغات منها (177)عنوانا باللغة العربيةً ومن أشهر كتبه رحمه الله كتاب (ماذا خسر العالم بإنحطاط المسلمين؟) والذي وضح من خلاله إهتمامه البالغ بواقع العالم الإسلامي ومشكلاته وقد كتب هذا الكتاب في وقت مبكر مما لفت أنظار العالم الإسلامي إليه، وتوالت بعد ذلك مؤلفات هذا الشيخ الجليل في الدعوة والفقه والسيرة النبوية و الأدب الإسلامي كما توالت ترجماته لعيون الأدب الإسلامي من الفارسية و الأوردية إلى العربية والعكس، ومن هذه الكتب:
موقف الإسلام من الحضارة الغربية وكتاب السيرة النبوية و كتاب من روائع إقبال وكتاب نظرات في الأدب وكتاب من رجالات الدعوة.

مناصبه والعضويات التي حصل عليها

*تولى منصب رئيس ندوة العلماء منذ العام 1961م حتى وفاته رحمه الله.
*أسس جمعية تبشيرية بالإسلام بين الهندوس، وأصدرت هذه الجمعية عدة رسائل وبحوث عن الملة الغراء باللغة الإنجليزية المنتشرة هناك .
* أسس (المجمع الإسلامي العلمي) في لكهنؤ سنة 1960م وله نشاط و إنتاج في اللغات الإنجليزية والهندية و الأوردية والعربية وله مطبوعات قيمة في هذه اللغات.
*أسس الرابطة العالمية للأدب الإسلامي وترأسها.
* أنشأ المؤتمر العام للهند للمحافظة على قانون الأحوال الشخصية للمسلمين وهيئة التعليم الديني في الهند.
*أختير عضواً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة.
*كما أختير عضواً في المجلس الإستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
* وكذلك عضواً في رابطة الجامعات الإسلامية.
*ً أختير عضواً في مركز الدراسات الإسلامية في اكسفورد في بريطانيا.
* عضواً في المجمع الإسلامي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن.
*أختير عضواً رحمه الله في مجمع اللغة العربية في الأردن.
*أختير عضواً مراسلاً في المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1957م ودعي للإلقاء محاضرات كأستاذ زائر في جامعة دمشق سنة 1956م وكان مجموع محاضراته التي ألقاها في مدرج الجامعة الكبير إثنتا عشرة محاضرة باسم "رجال الفكر والدعوة في الإسلام".

جوانب من حياته

* كان رحمه الله شغوفا ًبالكتاب وبالقراءة فكان سميره في ليله وهديته التي لا يبغي غيرها و أعز مايحرص على إقتناءه. كان له رحمه الله القدرة على الارتجال باللغة العربية حيث ساعدته لغة البليغة في ذلك وكانت كتاباته باللغة العربية نثرية وليس له كتابات شعرية.
* أبو الحسن بالإضافة إليه كعلم من العلماء لم ينس الجانب الرياضي في حياته العامة حيث أنه يمارس ألواناً من الرياضات ككرة القدم والسباحة والصيد وغيرها.
* أبو الحسن الندوي رحمه الله كان يكره التصوير بشتى أنواعه، ويحرمه على نفسه تحريماً شديداً .
* رحل أبو الحسن إلى الحجاز في سنتي 1940-1950م وقدم إلى مصر سنة 1951مو طوف بأغلب العالم الإسلامي، فرأى وشاهد ودّرس و حاضر وخطب وكان له في كل أرض نزل بها جهود ومجهود.
* أبو الحسن رحمه الله كان رغم كل هذا العلم والمنزلة الرفيعة التي أوصله الله إليها بسيطاً في ملبسه ومأكله يتخفف في ثيابه وفراشه يكره التكلف والمجاملة الزائدة، لايقيم للمال وزناً ولا يحرص عليه.

وفاته رحمه الله

في صباح يوم الجمعة الموافق 24 رمضان 1421هـ لآخر يوم من السنة الميلادية 1999م إغتسل الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله رحمة واسعة ثم خرج لطلابه وطلب منهم قراءة سورة الكهف وما أن أتموها حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، كانت هذه هي خاتمة العلامة أبي الحسن الندوي ذلك الطود الشامخ الذي خرج من أعماق شبه القارة الهندية يملأ الدنيا علماً وتربية وجهاداً ودعوة، يحشد روح الإسلام في علمه وعمله وحياته.
د.عايض الردادي
رحم الله شيخنا وعلامتنا رحمة واسعة وجزاه الله خير الجزاء عنا وعن المسلمين في جميع أصقاع المعمورة آمين.