مظفر النوّاب في قصر الأونيسكو:
"هذا دمٌ أم ليس دمْ؟"

بدعوة من "هيئة دعم المقاومة الإسلامية" و"المؤتمر الدائم لمناهضة الغزو الثقافي الصهيوني"، أحيا الشاعر العراقي العربي مظفر النواب أمسية شعرية "صاخبة" في الثامنة والنصف من مساء السبت، أول من أمس، في قصر اليونسكو ببيروت، وحضرها حشد كبير، ضاقت به القاعة، التي غصت بالرسميين والاعلاميين والمثقفين والمهتمين.
بداية النشيد الوطني اللبناني، ومن ثم كلمة الشيخ حسين الشامي، رئيس هيئة دعم المقاومة، الذي قال "في محضر الشعر والشعراء والأدب والأدباء، خاصة بحضور ضيفنا الكبير، يكون للمقاومة والانتفاضة كلام آخر، كلام يجمع بين القوة والشعر، بين الفعل والقلب بين الفرحة والألم، وبين الواقع والحلم لا سيما ونحن نعيش مرحلة حقق الدم فيها انتصارا على السيف وقاومت العين المخرز...".
وأضاف الشيخ الشامي: "لم نعد نُقتل وحدنا بل أصبحنا نَقتل ونُقتل، ومن ثم ننتصر...".
ثم تحدث هاني مندس، منسق عام المؤتمر الدائم لمناهضة الغزو الثقافي الصهيوني، ومما جاء في كلمته: "الشاعر مظفر النواب مقاوم للاستسلام والقهر... مضيء بأشعاره النابضة في قلب كل مقاوم وكرامة كل مواطن عربي، وهي تتوهج بالصدق والإبداع، بالتحدي والثورة، بالغضب والعذوبة، بالجمال والدهشة والعشق المستحيل الممكن..". وأضاف مندس: "في أشعاره يتهاوى الزيف، يشتعل الوجدان ويقاتل، يتحفز الروح المقاوم للاقتحام والتجاوز، يصبح الوطن أكثر دفئا وقربا من اليد والقلب، والمقاوم أكثر جرأة والأزهار أكثر سحرا..".
بعد التقديم، اعتلى الشاعر المنبر وسط تصفيق الحضور الجنوني، حيث ألقى العديد من قديمه وجديده.
هذه مقاطع من قصيدة "قمم":
قممْ
قممْ
قممْ...
معزى على غنمْ
جلالةُ الكبشِ
على سمو نعجةٍ
على حمارٍ
بالقِدَمْ
وتبدأ الجلسة
لا
ولنْ
ولم
وتنهي فدا خصاكم سيدي
والدفعُ كمْ؟!
(…)
أمّا قممْ
كمبٌ على كمبٍ
أبا كمباتكُم
على أبيكم
جائفين
تغلق الأنوف منكم الرِمَمْ
(…)
وأهبلتكم أمُكمُ
هذا دمٌ أم ليس دَمْ؟؟!
يا قمة الأزياء
سُوّدت وجوهكم
من قمةٍ
ما أقبح الكروش من أمامكم
وأقبح الكروش من ورائكم
ومن يشابه كرشه فما ظَلَمْ.
قممْ.. قممْ.. قممْ
قممْ
معزى على غنم
مضرطةٌ لها نغمْ
تنعقد القمة
لا تنعقد القمةُ
لا. تنعقدُ القمة
أيْ تُفو على أول من فيها
إلى آخر من فيها
من الملوك.. والشيوخ.. والخَدَم.

--------------------

  المصدر: جريدة السفير - يوم الثلاثاء 5 ديسمبر 2000م - بيروت.