حياة الخلية

جسم الإنسان هو جهاز يقوم بإصلاح نفسه . إنه قادر على تجديد معظم الأجزاء التي تضررت أو تآكلت ، شرط ألاّ يكون الضرر خطير جداً . لخلايا الجسم عمر ثابت ومحدد، وتستبدل بشكل أوتوماتيكي عندما تتآكل وتموت. وبصورة عامة يمكن القول أنه كلما تكون الخلية أكثر نشاطاً تكون حياتها أقصر، مثلاً : الخلايا التي تبطن الأمعاء تعيش خمسة أيام فقط ، فهي تتساقط داخل الأمعاء بكميات هائلة تضطر الجسم إلى هضمها واسترجاعها للحيلولة دون فقد المواد التي تحتويها .وخلايا الجلد أيضاً تعيش عدة أيام فقط تتقشر طيلة الوقت وتنشأ خـلايا جديـدة بدلاً منها . وفي اللحظة التي يأخذ العظم شـكله النهائي ، يتوقف عمل هذه الخلايا بصورة شبه نهائية . لذلك فإن خلايا العظم تعيش خمسة عشر عاماً إلى خمس وعشرين عاما . خلايا العصب شاذة لأنها لا تتجدد . هـذا يعني أننا نعيش بنفس خلايا العصب طيلة العمر . الجسم يحتوي على خلايا عصبية كثيرة أكثر مما يتطلب ، لذلك فإننا لا نحس بفقدانها إلاّ عندما نتقدم في السن كثيراً.

ورغم عملية الإصلاح المستمرة للخلايا ، فإننا لا نعيش إلى الأبد . الخلايا تجدد مرات محدودة فقط بعدها يصبح الإصلاح والتجدد أبطأ وأحياناً يكون مشوشاً . هذه هي عملية الشيخوخة ، وهي تنعكس من خلال إبطاء نشاط الجسم بشكل عام . والجدول التالي يبين حياة بعض الخلايا التي تتجدد :

إعداد المعلم / عبد الله هاشم منشي

المرجع / موسوعة جسم الإنسان . تأليف / بريان فادر ، طبعة عام 1987م .