Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

عالم القساطر

قسطرة القلب توسع الصمامات الضيقةوتفتح الشراين المغلقة

منذ اكتشاف نبات الديجتاليس (أصبح العذراء) والذي استخرج منه مادة الديجوكسين والتي صارت مقويا لعضلة القلب ومعالجا لهبوط القلب - والطب لا يكل عن البحث لايجاد العديد من الوسائل واكتشافالمئلت من العقاقير التي تستخدم في علاج أمراض القلب المختلفة

تبدأ رحلتنا في عالم القساطر في عام 1929 حين قام الطبيب فورسمان بإدخال قسطرة حالب في أوردة ساعده الأيسر ، وقام بدفعها حتى دخلت إلى الجانب الأيمن من القلب ثم دخل حجرة الأشعة حيث قام بتصوير هذة القسطرة وهي داخل قلبه وكانت بذلك أول قسطرة قلب تتم على الإنسان

 

ما القسطرة؟

وتلى ذلك عدد من المحاولات لتطوير قسطرة للقلب أنتهت بصنع أنواع مختلفة الأشكال والأحجام فقسطرة القلب عبارة عن أنبوبة رفيعة من البلاستيك (مادة البولي فينيل الكلوريد أو شبيهاتها) ذات أحجام وأشكال مختلفة فأحيانا تنتهي بطرف مسدود وأحيانا يكون هذا الطرف مفتوحا مع وجود عدد من الثقوب بنهايتها لإمكان حقن صبغة تمكن من تصوير القلب بالأشعة السينية ، وأحيانا تكون تلك النهاية ملفوفة أو مستقيمة لتناسب شكل العضو المراد فحصه ولتسهيل دخولها في حجرات القلب المختلفة والأوعية الدموية(الشرايين والأوردة) المتصلة به

تصلب الشرايين وأمراض الشريان التاجي

يولد الإنسان وهو يتمتع غالبا بشرايين سليمة تتميز بليونة ومرونة عالية ، ومع مرور الوقت وتقدم العمر تبدأ جدران هذه الشرايين في فقد جزء من مرونتها بالتدريج وبصورة متفاوتة من شخص لآخر ، وهى العملية التي يطلق عليه تصلب الشرايين

وفي بعض الأفراد تكون هذه العملية أسرع من الآخرين نتيجة لعوامل مختلفة ومتعددة منها عوامل وراثية وأخرى بيئية .. مثل عادات التغذية والتي تجنح لتناول الأغذية الدهنية المحتوية على نسبة عالية من الكوليستيرول ، وكذلك التدخين أو نتيج الإصابة بإرتفاع ضغط الدم أو السكر أو تناول عقاقير معينة لعلاج بعض الأمراض وغيرها من العوامل التي يجري يوميا البحث لاكتشافها في المراكز الطبية المختلفة . والمحصلة النهائية لتفاعل هذه العوامل من أن تظهر بالشرايين ما تسمى بالبقع التصليبية Alheromatous Plaque وذلك نتيجة تراكم الكوليستيرول ومواد أخرى في جدار شريان أو أكثر مما يؤدي إلى بروز تلك البقع من جدار الشريان إلى مجراه مما يؤدي إلى ضيق في مساره حيث يحمل الدم إلى العضو الذي يغذية. وقد تكون تلك الشرايين هى شرايين المخ أو الساقين أو الشرايين التاجية التي تغذي القلب ، وفي الحالة الأخيرة فإن ضيق مجرى الشريان بدرجة تزيد عن 70 فى المائه من قطره يؤدي إلى عدم قدرة الشريان علىالسماح للدم بالمرور إلى عضلة القلب عند قيام الإنسان بمجهود.. فهو يصبح مثل الماسورة التي تتراكم فيها القاذورات فتسدها جزئيا أو كليا .. وفي تلك الحالة يصبح هناك قصور في تغذية القلب عند المجهود نتيجة ضيق الشريان التاجي ، بل وقد يتجلط الدم عند هذا الضيق الموجود بالشريان ويؤدي إلى إنسداده كلية ، أي إلى عدم مرور الدم إلى الجزء الذي يغذية الشريان ، من عضلة القلب فتصبح مثل قطعة الأرض التي منعت عنها المياة .. فإذا لم تذب هذه الجلطة خلال ساعات قليلةفإن هذا الجزء من عضلة القلب يموت ويتلف وبمقدار الجزء المصاب يتأثر عمل القلب وقدرته على الإنقباض وإمداد الجسم بالدم

  وعندما يصاب الإنسان بآلام في صدره أو إرهاق أو ضيق في التنفس عند قيامه بالمجهود ، فعلى الطبيب إجراء بعض الفحوصات والتي يبدأها بعمل رسم قلب عادي بلإضافة للفحص الإكلينيكي ، وعندما يجد رسم القلب الكهربي خاليا من أي علامات تشخيصية فإنه يطلب من المريض إجراء رسم قلب بعد المجهود أي أن يتعرض الريض للمجهود ، وذلك بدوره يلقي عبئا إضافيا على القلب ويظهر القصور في الشرايين التاجية

ويحدد الطبيب درجة الضيق في الشرايين التاجية ولكن بطريقة تقريبية

فإن قدر الطبيب درجة الضيق بأنه بسيط أو متوسط فإنه يقوم بعلاج المريض بواسطة العقاقير ، وإذا كان تقديره للضيق طبقا لنتيجة رسم القلب بالمجهود أنه شديد ففي هذه الحالة يطلب عمل قسطرة لتصوير الشرايين التاجية بالصبغة

وهنا يتساءل المريض لماذا يا دكتور؟! والحقيقة أن ذلك هو الطريق الوحيد لتحديد مقدار الضيق في الشريان التاجي وتحديد الشرايين المصابة ونوع الضيق بدرجة عالية من الدقة وذلك لتقرير إما

الإستمرار في العلاج بالعقاقير*

أو إستخدام بالونة القسطرة لتوسيع الضيق*

أو التدخل الجراحي بعمل قنطرة مكونة من جزء من أحد أوردة الساقين أو أحد شرايين الصدر وذلك لتغذية وتخطي*

الجزء الضيق من الشريان التاجي

طريقة عمل القسطرة

تبدأ عملية القسطرة بإعطاء المريض مهدئا خفيفا مثل الفاليوم بحيث يظل يقظا طوال فترة إجراء القسطرة ، ولا يعطى المخدر الكلي إلا في بعض حالات الأطفال

ثم بعد ذلك يتم عمل فتحة صغيرة في أعلى الجزء الداخلي من الفخذ (عادة الأيمن)  بحيث يؤدي ذلك إلى تعرية الشريان والوريد الفخذي وبعد ذلك يتم إدخال سلك مرشد ودفعه إلى القلب وبعد ذلك يتم إدخال القسطرة المناسبة على هذا السلك المرشد الذي يعمل عمل قضيب السكة الحديد الذي تمر علية القطارات فهويسهل دخول القسطرة والتحكم فيها

كما يمكن إدخال القسطرة من الأطراف العلوية إذا كان هناك مانع من إدخالها من الأطراف السفلية

ويتم إدخال القسطرة إلى الجهة اليمنى من القلب (البطين الأيمن والأذين الأيمن) عن طريق الأوردة ، وإلى الجهة اليسرى من القلب عن طريق الشرايين ( الشريان الفخذي)..وقبل عام 1964 كانت القسطرة تستخدم كوسيلة ناجحة لتشخيص أمراض القلب الختلفة وخاصة المعقدة منها والتي يصعب تشخيصها بالوسائل الأخرى المتاحة آنذاك ، ومنها العيوب الخلقية وعيوب الصمامات الناتجة عن الحمى الروماتزمية وأمراض الشرايين التاجية مع تحديد درجة تقدم هذه الأمراض وبالتالي تحديد نوع العلاج المستخدم وإمكانية التدخل الجراحي في الوقت المناسب ، ويتم ذلك عن طريق قياس الضغط بحجرات القلب المختلفة مع أخذ عينات لتحديد نسبة الكسجين في الحجرات المختلفة والأوعية الدموية مع حقن الصبغات المعتمة بالنسبة لأشعة أكس والتي تظهر التركيب التشريحي لحجرات القلب المختلفة بدقة كبيرة مع تحديد العيوب الموجودة وكذلك تقوم القسطرة بقياس وظائف القلب المختلفة عن طريق عدد من المعادلات المحسوبة بدقة

وبعد عام 1964 أجريت عدة محاولات لاستخدام قسطرة القلب كوسيلة علاجية وذلك لتوسيعالضيق الموجود بالشرايين التاجية باستخدام طريقة تدعى (طريقة دوتر) Dotter Techneque والتي ثبت أن لها عددا من المضاعفات الجانبية السيئة مثل إصابة الشريان بالتليف .. وظل المر كذلك حتى عام 1974 حيث قام دكتور جرونتزج وزميله كومبي Gruentzig and Kumpe بتطوير الطريقة السابقة إلى الطريقة المستخدمة حاليا لتوسيع الشرايين التاجية باستخدام البالونة

ولقد استخدمت طريقة جرونتزج أولا على الموتى ، وفي أثناء عمليت القلب المفتوح لتوسيع الشرايين التاجية الضيقة .. وتم إدخال الكثير من التعديلات على القسطرة وعلى السلك المرشد بحيث أصبح مرنا وسهل التحكم فيه ، وأصبح له طرف لين غير مدبب وذو قطر صغير نا بين 0.3 إلى 0.5 مم ، كما أصبح من السهل إدخاله وإخراجه أو إبقائه بمكانه مع سهولةإدخال أو تغيير القسطر والموسعات عليه

كما أدخلت تعديلات  مماثلة  على القساطر وأصبح لها تجويفان (ممران ) أحدهما يستخدم لقن الصبغات وقياس الضغط داخل حجرات القلب والشرايين التاجية وأصبحت مزودة قرب نهايتها ببالونة يصل قطرها وهي منفوخة إلى 2 - 4 مم ، وفي حالة إرتخائها إلى 0.1 مم ..

ويتم ادخال قسطرة البالونة بنفس الطريقة التي يتم إدخال القساطر بها وذلك عن طريق إدخال السلك المرشد بالشريان الفخذي ودفعه ليصل إلى القلب ثم إدخال القسطرة  عليه أي أن السلك المرشد يعمل على قضبان السكة الحديد الذي تتحرك القطارات عليه كما قلنا من قبل ثم بعد أن يتم تثبيت البالونة وهى مرتخية في موضع الضيق بالشريان التاجي المراد توسيعه تحت رؤية مباشرة بواسطة الأشعة يتم نفخ البالونة تحت ضغط معين لمدة دقيقة

وما بين عام (1985 - 1986 ) بلغت نسبة نجاح البالونة في توسيع ضيق الشريان التاجي إلى 85% كما قلت نسبة التدخل الطارئ لعمل جراحة قسطرة القلب بعد التوسيع بالبالونة إلى 3.3% وبلغت نسبة الوفيات أثناء توسيع شريان واحد إلى 0.2% وثلاثة شرايين إلى 1.7% والنسبة الإجمالية 1%

وقد يعقب عملية توسيع الشريان التاجي بواسطة البالونة عودة الضيق مرة أخرى مما قد يضطر الطبيب المعالج لإعادة التوسيع مرة أخرى بالبالونة في 18% من الحالات ، أو إجراء جراحة قنطرة  القلب في 6.2% من الحالات.. ولتقليل نسبة عودة الضيق بعد التوسيع بالبالونة يمكن إعطاء المريض مسيلات الدم أو مضادات الصفائح الدموية

وقد أمكن التوصل إلى طريقة جديدة وهى تركيب حلقات معدنية في مكان التوسيع ، وهى المعروفة بالحلقات الوعائية

(Vascular Stents)

ولكن لهذه الطريقة مشاكله أيضا .. فهى تحتاج إلى مهارة فائقة لوضع الحلقة في مكانها ، كما تحتاج لمضادات التجلط لمنع تجلط الدم على سطح هذه الحلقات

ويمكن للمريض التحرك بعد 8 إلى 24 ساعة من عمل التوسيع بواسطة البالونة ، كما يمكنه العودة للعمل بعد أسبوع مالم تكن هناك مضاعفات

وللموضوع بقية ------------ في العدد القادم 
                                                                                                                           

      الجديد في عالم القساطر

          إغلاق ثقوب القلب

إزالة الطرق الزائدة لتوص

               قسطرة الليزر

رسم القلب كهربيا من داخل القلب

   مهام  أخرى للقسطرة

 

الصفحـة الرئيسية