Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

 

 

               لقد ترك العجمان منطقة نجران واتجهوا الى شمال الجزيرة العربية وبخاصة منطقة نجد حيث قال صاحب لمع الشهاب  :" وأما العجمان فهم في الأصل من طوائف اليمن ولكنهم منذ مائة سنة حلوا نجدا يمشون في أي موضع شاءوا لقوتهم وشجاعتهم". وقال بن بسام :" كانت مساكنهم مع أبناء عمومتهم يام في نجران ثم زحفوا الى نجد في حدود عام 1130 هـ ".

مما سبق يتضح أن انتقال العجمان من نجران بدأ في حدود عام 1130 هـ . وأن كانت هناك هجرات قليلة سبقت هذه الفترة.

لقد شاءت ارادة الله تعالى أن يكون وصول العجمان الى نجد معاصرا لمولد الدعوة السلفية وبعد أقل من نصف قرن من وصول العجمان الى نجد حدث الصدام الاول بين العجمان وحماة الدولة السلفية الدولة السعودية الاولى

ففي عام 1177 هـ (1763 م ) حدثت موقعة قذلة , حيث ترامت الأخبار الى أذن عبدالعزيز بن محمد بن سعود وهو عائد من غزوته التي قام بها على سدير بأن جماعة من قبيلة العجمان قد تجاوزت على فريق من قبيلة سبيع

التي دخلت في سلك الدولة وآمنت بها وقتلت منهم عددا كبيرا فدخل عبدالعزيز بن محمد في المعركة وقتل من العجمان خمسين رجلا , ونتيجة لما حدث في (معركة قذلة ) استنجد العجمان بذويهم من قبيلة يام وأهل نجران فجمع رئيس نجران واسمه ( الحسنى بن هبة الله المكرمى ) جميع أهل البلد من الحضر والبدو ... والتقى بقوات عبدالعزيز في معركة الحائر بالقرب من الرياض عام 1178 هـ (1764 م ) وانهزمت قوات عبدالعزيز ورحل المكرمى بعد تبادل الاسرى . ولقد عزا العثيمين أسباب مساعدة المكرمى للعجمان الى عاملين

أحدهما اختلاف مذهبه الديني الباطني مع عقيدة دولة نجد الجديدة وأتباعها .

وثانيهما صلة النسب بين القبائل التابعة له وبين قبيلة العجمان , أما بالنسبة للسبب الأول فلا نتفق مع المؤلف عليه لانه لو كان الاختلاف المذهبي السبب في ذلك لظل المكرمى في نجد بعد انتصاره على قوات عبدالعزيز

حتى يقضي تماما على الدعوة , وبخاصة أنه كان في موقف القوة , علاوة على الاغراءات التي كانت تأتيه من دهام بن دواس حاكم الرياض , وكذلك آل عريعر أمراء بني خالد وغيرهم الذين كانوا يحثونه على القضاء عليهم

كل هذا يدل على أن المكرمى لم يهب لمساعدة العجمان بسب الأختلاف المذهبي بل كان هدفه انقاذ الاسرى من العجمان الذين يرتبطون معه بصلة النسب والدليل على ذلك أنه انسحب بمجرد تبادل الاسرى.

وفي عام 1179 هـ ( بعد معركة الحائر بعام واحد )  ظهر العجمان والدواسر في وقت الربيع ونزلوا الدجاني

( مورد ماء في عالية نجد ) ولكن في هذه الفترة لم يهدأ لهم بال لأن المناوشات لو تتوقف بين قوات الدعوة السلفية والعجمان ويذكر ابن غنام أنه في عام 1182 هـ ( سار المسلمون وأميرهم سعود فأغاروا على فريق من أهل اليمن(اعتاد الغنام على تسمية العجمان بأهل اليمن ) فهزموهم وفتكوا منهم رجالا , ولكن بعض الأعراب أحاطوا بهم وهجموا عليهم من خلفهم ثم أرتد عليهم المنهزمون فتكاثروا جميعا على المسلمين وهزموهم ) ولا بد هنا من الاشارة الى أن اطلاق كلمة المسلمين على معتنقي الدعوة السلفية دون غيرهم يجانبه الصواب لان أهل الجزيرة كلهم مسلمون ودليل على ذلك قول الألوسي :" اعلم أن أهل نجد كلهم مسلمون موحدون وجميع سكنة جزيرة العرب دخلوا في الاسلام في العصر الأول عند ظهور أنوار الشريعة الغراء " (الالوسي تلريخ نجد)

وكان يجب على هؤلاء الكتاب تحري الدقة في أنتقاء الألفاظ المناسبة , فكان من الأجدر أن يقال أنصار الدعوة السلفية وغيرهم من المسلمين .

ولم يتوقف النزاع بين العجمان والدولة السعودية الأولى , ففي عام 1186 هـ سار عبدالعزيز بجيشه وأغار على آل حبيش من بوادي العجمان فأخذ عليهم إبلا كثيرة وقتل منهم عدة رجال ويبدو أن الهجوم المتكرر من حماة الدعوة السلفية على العجمان وغيرهم بهدف توسيع نطاق الدعوة دفعت العجمان الى اللجوء مرة اخرى الى رئيس نجران وطلب المساعدة منه , فلبى رئيس نجران الطلب ودارت بعض المعارك في حائر ثم ضرمى ويذكر ابن بشر أن أهل ضرمى انتصروا على رئيس نجران وغيرهم ثم أخرجوهم منها وارتحلوا راجعين الى أوطانهم , وتفرقت بوادي العجمان بعدها و لا قام لهم قائم (الحربى: من أخبار القبائل في نجد ) وقال الأستاذ فائز موسى الحربى معلقا على الجملة الاخيرة : (( ولعل ابن بشر يقصد في نجد أما قبيلة العجمان فلا تزال قائمة , بل إنها تعتبر من أكبر القبائل في المملكة اليوم وخاصة في شرق وجنوب المملكة ))

أما رأي شيخ المؤرخين ابن غنام فيختلف قليلا عن رأي تلميذه ابن بشر في نتيجة المعركة السالفة الذكر , فيقول ابن غنام :" وأقام رئيس نجران في حائر وكان عبدالعزيز في تلك الأثناء يعد جيوش المسلمين ويعبئهم فأرسل إلى الرياض مددا أقاموا فيها , وخرج سعود بجماعة من المسلمين الى ضرمى وأقام في نواحيها يراوح العادى ويغاديهم بغارته , وقد أغار على أهل اليمن وهم نازلون بأرض " العرمة "  فنشب بينهم قتال شديد وقتل من الفريقين رجالا " . ويتضح من قول ابن غنام الذي اعتاد على تسمية العجمان بأهل اليمن بأن المعركة كانت سجالابين الفريقين بخلاف قول ابن بشر عن هزيمة العجمان وانه لم تقم لهم قائمة .

 

لقد هم كان الإمام عبدالعزيز بن محمد رحمه الله توطيد الأمن ونشر الدعوة السلفية ولذلك ركز كل اهتمامه على محاربة كل القبائل التي لم تخضع للدولة السعودية ومنها في ذلك الوقت العجمان و آل مرة مما أدى الى استمرار المناوشات بين الفريقين منذ عام 1191 هـ حتى عام 1197 هـ

ويبدو أن التجارب التي مر بها الإمام عبدالعزيز بن محمد ورغبته في جمع القبائل جميعها تحت لواء الدعوة السلفية جعلته يعيد النظر موقفه من العجمان , لذلك عدل عن استعمال القوة ضد العجمان وسعى جادا إلى ادخالهم في حظيرة الدعوة السلفية وضمهم إليه بالطرق السلمية وتجنيدهم ليعملوا على نشر الدعوة ويساعدوا في توطيد أركان الدولة السعودية كغيرهم من اخوانهم في القبائل الاخرى , ولقد رحب العجمان بهذه المبادرة ودخلوا تحت لواء الدولة السعودية الأولى .  

                  All images on this site excluding ad banners, were created by aL_ajmii, and are Copyrighted ©2001
                 Please
vote for this site from the images at the right. Site design, layout, and graphix by aL_ajmii,.