منذ زمن بعيد كانت البازورية نقطة ارتكاز لمحيطها وكانت محطة انظار لأبعد من محيطها. وكانت الهدوءالناظر لما يدورمن حولها.كل هذا ليس فقط لطبيعة موقعها الجغرافي المفتوح على كافة الجهات أو لأهمية المحاصيل الزراعية أو الانتاجية بل أهمية هذه البلدة تأتي من الانسان الذي صبغ وصاغ حياة اجتماعية قل ناظرها في العديد من البلدات المجاورة كانت بلدات عديدة تصنع لنفسها ليلا في عزّ النهار وكان أبناءها يطلقون العنان لأفكارهم في الأحلام حتى اذا طلع الصباح يضيع الحلم ويندثر مع بزوغ فجر جديد.
كانت القرى تقف شاخصة ناظرة نحو البازورية تحلم بأن تسرق شيئا من بريقها أو نفحة عطر من أريجها أو اطلالة جمال من سحرها نعم كانت البازورية ساحرة بما تحتوي صغيرة الحجم كبيرة المعنى وصدق من قال يوما أنها عبارة عن وطن صغير, الجميع يبدي رأيه مناقشات علنية وأحاديثا جانبية وكله في اطار الحرية والديمقراطية انها صورة رسمتها البازورية لنفسها وبقيت منصوبة كالامير المارد تحرسها عيون لم تتعب من قراءة التجارب لتستفيد وتفيد.
لم تكن البازورية مجرد ديمقراطية كلام بل أن تاريخها رائد في ميادين الكفاح وعلى مذابح الحرية وفي سبيل الوطن قدمت ثلة من ابنائها شهداء سيجوا الوطن بأجسادهم. البازورية الوطن الصغير اعطت الكثير للوطن الكبير اسماء تتسامى وتتباهى بهم في كافة المجلات الاجتماعية والسياسية والرياضية والحياتية على أشكالها لم تكن البازورية بلدة عادية بل ملتقى ذا دلالة ومعنى هذا ليس كل شيء عن ماض حافل لم ينتهي بسطور ولن ينتهي طالما الشمس تشرق ويشرق معها جيل قرأ الأمس بتمّعن وينظر الى الغد بمسؤولية المسؤولية التي تملي على كل فرد منا الحفاظ على الماضي والنظر بعين الأمل الى الغد...
top 
