تاريخ سوريا القديم

Carolina's Galleries Carolina's Galleries Carolina's Galleries Carolina's Galleries Carolina's Galleries Carolina's Galleries Carolina's Galleries yousef melhem



سورية

التاريخ القديم لسورية

       
       
       
       

سورية قبل التاريخ خلال العصور الحجرية

 يبدأ العصر الحجري القديم الباليوليت في سورية منذ مليون عام وينتهي عام 12 ألف ق.م
أما العصر الحجري الوسيط فيمتد من عام 12 ألف ق.م إلى عام 8 آلاف ق.م. ويبدأ العصر الحجري الحديث قبل الفخار منذ ذلك التاريخ وحتى الألف السادس ق.م ويمتد عصر الفخار حتى الألف الرابع ق.م.
يقع أقدم موقع للعصر الحجري القديم نراه في سرير نهر الكبير الشمالي وهو يعود إلى مليون عام، ثم نرى في حوض العاصي آثار هذا العصر ولكنها تعود إلى نصف مليون عام. وفي غربي اللطامنة (1) شمالي حماه عثر على موقع لهذا العصر يعتبر من أهم المواقع ومن أندرها في العالم، عثر في سرير النهر على آثار معسكر بشري محفوظ ضمن طبقة من الرمل والطمي مؤلفة من أدوات حجرية فؤوس، سواطير ومكاشط وتبين أن الإنسان كان يستفيد من النار.
وثمة مغائر في يبرود (2) كشفت عن آثار الإنسان القديم الذي عرف بالترحال، فلقد تعاقب على هذه المغائر مجموعات بشرية خلال خمسين ألف عام انتشرت في أنحاء سورية، وقد استعمل الإنسان وسائط حجرية جديدة وجدت في الكوم البادية حيث الينابيع. ثم ظهر إنسان النياندر تال الذي أصبح أكثر حضارة، فهو نحات ماهر استفاد من العظام في صناعة بعض الأدوات، كما استفاد من قدح النار ومن ألوان التراب لتزيين أدواته وأجسامه، ومارس دفن الموتى في طقوس محددة.(3)
وفي أواخر هذا العصر عاش الإنسان العاقل 40ألف ق.م وهو السلف المباشر للإنسان الحالي.
لقد انتشرت مواقع الاستيطان في أحواض الأنهار مثل نهر الكبير الشمالي ونهر العاصي ونهر الفرات وروافده، وفي مناطق داخلية حيث توفرت فيها المياه مثل منطقة الكوم وحوض دمشق، ويعود تاريخ الاستيطان البشري في سورية إلى المرحلة الآشولية القديمة. لقد اكتشفت في حوض نهر الكبير الشمالي أدوات حجرية تمثل قواطع وفؤوس يدوية وشظايا يعود تاريخها إلى مليون عام، كما عُثر على أدوات مماثلة في منطقة الفرات تعود إلى نصف مليون عام، وفي مواقع مختلفة أو في المغاور عثر على ألواح تعود إلى ربع مليون عام، كما في مغائر يبرود ومواقع حول دمشق، وكانت هذه الأدوات الحجرية أكثر دقة في تشذيبها، وتبقى هذه الأدوات دليلاً على نوعية السلاح الذي كان الإنسان القديم يستعمله لحماية نفسه ضد الحيوان وضد الإنسان.
ترك هذا العصر مخلفات متنوعة وجدت في مواقع مكشوفة أو في المغاور مثل جرف العجلة والدواره في تدمر. ومثل موقع أم التلال في حوض الكوم. أما مغائر يبرود قرب دمشق والديدربة في وادي عفرين فلقد عثر فيها على بقايا هامة منها أقدم هيكل عظمى نياندرتالي.
وبعد انقطاع طويل ظهر العصر الحجري الوسيط الميزوليت حيث خرج الإنسان من المغاور مشكلاً ما يشبه بالقرى، مبتكراً وسائل حياتية وسكنية أكثر رقياً نراها في مغارة الكبارا في فلسطين وانتقلت إلى يبرود وجيرود والكوم حيث ابتكر الإنسان أوائل مركبة من الحجر والعظم أو الخشب. ومن وادي النطوف في فلسطين أيضاً انتشرت حضارة نطوفية في سورية عثر عليها في المريبط وأبي هريرة على الفرات، حيث أنشئت بيوت واستعمل الإنسان عظام السمك والصدف للزينة.
في العصر الحجري الحديث النيوليت أصبح الإنسان منتجاً لطعامه بعد أن كان جامعاً، فلقد زرع الحبوب وربى الحيوانات، نرى ذلك في المريبط وأبي هريرة (4) وبقرص والرماد والغريفة. ومن الألف السابع ق.م ابتدأ الإنسان بتأسيس المجتمع الرعوي الأول إلى جانب المجتمع الزراعي، فطور منازله وأسلحته الحجرية المصقولة. ولم يلبث حتى ابتدأ باستعمال الطين المجفف ثم المشوي صانعاً منه الأواني والتماثيل.
وتمتاز سورية بأسبقيتها العالمية باستعمال الفخار ، ثم باستعمال المعدن وبخاصة في منطقة الهلال الخصيب، حيث ابتدأ بالتعرف على النحاس في بداية الألف الخامس ق.م.
ثمة قرى نشأت في حوض الفرات بلغت مساحة بعضها 3 هكتار، وكان سبب تكوين القرية وظهور الأسرة هو الاستقرار في منطقة يتحقق فيها الماء والكلأ والأمن. ومما لاشك فيه أن القرى كانت تحاول تحصين ذاتها، إما طبيعياً بواسطة المياه والصخور، أو بواسطة حواجز حجرية أو طينية أو نباتية.
اعتمد سكان المريبط(5) حوالي عام 8500ق.م على صيد الحيوانات والأسماك وجمع النباتات، وتبين أنهم باشروا بذر البذور منذ عام 7700ق.م، وأقام الإنسان أبنية طينية دائرية ذات جدران مزخرفة غطيت بقباب من الأغصان والأعشاب والطين. ولكن البناء الحجري الذي أقيم في أريحا فلسطين كان أقدم بناء من الحجر المشذب مازالت آثاره حتى اليوم ويعود إلى الألف السابع ق.م.
ومنذ بداية الألف التاسع ق.م شهدت سورية ظهور أوائل القرى الحضرية حيث عثر على آثار لزراعة القمح والشعير، وتربية المواشي، الماعز والغنم والبقر. كما عثر على آثار منازل دائرية أو مستطيلة. ولقد برزت في هذا العصر دلائل عقيدة اللإلهة الأم والثور المقدس، وعقيدة عبادة الأجداد.

تابعت المجتمعات البدائية تطورها الاقتصادي والاجتماعي خلال الألفين الثامن والسابع ق.م أي في بداية العصر الحجري الحديث وقبل اكتشاف الفخار. فلقد توسعت القرى وكانت أحياناً محصنة مثل تل حالولة وجعدة
المغرة على الفرات، وكانت المنازل ذات مخطط مستطيل، وتطورت الزراعة وتربية الحيوانات وانتشرت القرى الزراعية في الصحراء في موقع الكوم وفي بقرص ووصلت إلى الساحل في رأس الشمرة. وفي بداية الألف السادس ق.م تم استعمال الفخار ولعله استعمل في وقت سابق على ضفاف الفرات.
في بقرص على الفرات وفي تل الرماد، نرى بداية عصور الزراعة في بداية الألف السادس ق.م، وكانت البيوت محاذية للطرقات، متعددة الغرف، وكانت ثمة جماجم لآباء السكان توضع على قواعد أشبه بالتماثيل الطينية في وسط البناء تكريماً وتعظيماً للأجداد.
وعُثر على تماثيل مختلفة بعضها تمثل وجهاً بشرياً من الطين ملوناً بالأحمر وله عينان، كما عُثر على أوان حجرية. وابتدأت صناعة الفخار منذ ذلك الوقت مبكرةً عن عصرها في أوربا. ويجب أن نتذكر أن تل الرماد - قرب بلدة قطنا - كان موقعاً مؤسساً لتكون مدينة دمشق مع غيره من المواقع مثل تل أسود وتل الصالحية، ولكن في هذا التل عاش الإنسان على زراعة الأشجار والحبوب لتوفر الماء وخصب الأرض.
كان لابد للإنسان في ما قبل التاريخ من وسائل دفاعية، ونظراً لعدم اكتشاف المعدن في ذلك التاريخ، فلقد استعمل الحجر على اختلاف أنواعه لصناعة الفؤوس والحراب، ولقد عثر في تل المريبط على العديد منها، و أصبحت في بقرص أكثر تشذيباً وصقلاً.
في تل الرماد(6) عثر على فأس ورأس سهم ونصل منجل، وتظهر في مقدمة رأس السهم مسننات ناعمة على الجانبين كأسنان المنشار،
وكذلك الأمر على نصل المنجل، ونرى على الوجه العلوي ما يسمى بلمعة المنجل التي تدل على مدى استعمال هذا المنجل سواء في الأعمال الدفاعية أو الزراعية.
نشطت التنقيبات الأثرية في مواقع ما قبل التاريخ وأصبحنا نعرف خصائص العصر الحجري القديم من مكتشفات نهر الكبير الشمالي والفرات والعاصي والليطاني، ونعرف خصائص العصر الحجري الوسيط من المريبط والشيخ حسن وأبي هريرة ويبرود، وأما آثار العصر الحجري الحديث فلقد عثر على آثاره في تل أسود وتل الرماد والغريفة وتل الخزامي قرب دمشق، وفي بقرص والدوارة والكوم...
والاكتشاف الهام في هذه المرحلة التي تدخل في نطاق العصر الحجري الحديث هو ظهور الأسوار مثل أسوار "تل حالولة" على الفرات، وتل الصالحية في دمشق(7).
ويبقى إنشاء الأسوار دليلاً على الاستقلال السياسي وظهور النظام الإداري والعسكري لتحقيق المنعة والتحصين ضد العدوان الخارجي(8).


      

المكتشفات الأثرية قبل التاريخ
 

                        

تبين اللقى الصوانية التي تم اكتشافها في المواقع الأثرية التي تعود إلى ما قبل التاريخ طريقة التعامل مع الحياة لتحقيق الاستقرار والأمن، ولعل أكثر هذه اللقى هي أدوات حربية بذاتها، كان الإنسان القديم يستخدمها قبل اكتشاف المعدن، من الحجر الصوان القاسي، وكانت هذه الأسلحة ضخمة غليظة في العصور الحجرية القديمة، ثم أصبحت دقيقة مشذبة في أواخر العصر الحجري الحديث. ولقد اكتشف في موقع "أم التلال" بين تدمر والفرات على أدوات راقية الصنع ومثالها رأس نبلة من الصوان، ونصيلات مستقيمة أو ملتوية. ولقد عثر على أدوات تحمل بقايا القار الذي استخدم منذ ذلك الزمن لتثبيت الأدوات على المقابض أو الرماح. و دلّت التحاليل على أن هذا القار عولج بالحرارة بشكل منظم. وفي الجرف الأحمر على الفرات، عثر على أدوات صوانية عسكرية نقشت عليها رسوم هندسية ورموز وحيوانات. وهذه الأدوات التي تعود إلى 11 ألف عام تأخذ شكل القدوم والمكاشط والثواقب والأنصال ورؤوس السهام التي عثر على أنماط منها في مواقع: الخيام وحلوان والمريبط... ولكن في "الجرف الأحمر" كانت ثمة أدوات عسكرية مصنوعة من العظم على شكل إبر بعيون مشروطة، وأنصاب بلطات مصنوعة من قرون الأيل، ولقد ثبتت هذه الأدوات مع مقابضها، التي اكتشفت لأول مرة في هذه الموقع.
على أن موقع تل صبي أبيض على البليخ قدم لنا نموذجاً لمستقر محصّن يعود إلى الألفين 12-13ق.م.
وفي موقع الكوم - قدير على بعد8كم شمالي تدمر تم اكتشاف موقع أثري يعود إلى الألف السابع ق.م وكان الإنسان قد سيطر بقوة على الزراعة وتدجين الحيوان، واستطاع أن يستقر ويبني بيوتاً فوق أكمة قرب نبع غزير، وقد بدت هذه المجموعة السكنية متناسقة بينها فسحات وأزقة، وكانت البيوت كبيرة أو صغيرة ذات غرف مخططها مضلع وذات جدران خارجية متينة ومدعمة القواعد، واعتني بتوزيع المجاري لتسريب المياه، مع أركان لإشعال النار فيها موقد أو تنور، ولقد عثر في الموقع على أحجار كريمة مما يشير إلى أن السكان كانوا يمارسون التجارة. وهذا التل كشف عن أسلوب حياة البدوفي العصر الحجري الحديث..

وفي تل حالولة على الفرات اكتشف نظام مماثل لتسريب المياه يعود إلى 8700ق.م واستمر الاستطيان حتى 200سنة، ويمتاز هذا التل بتقدم صناعة الأدوات والأسلحة من الصوان الأسود الأبسيدي والكوارتز ومثالها رؤوس سهام وهياكل المناجل المركبة بظهور محدبة وشفرات ومكاشط. كما يمتاز هذا التل بالعثور على آثار سور.
وكما ذكرنا فإن أهم المواقع الأثرية في العصر الوسيط والحديث تل المريبط الذي يقع على الضفة اليسرى للفرات مقابل مسكنه بالس، وهو موقع يعود إلى 8500ق.م وهو العصر النطوفي المنسوب الى وادي النطوف في فلسطين، ومن حسن الحظ أن عمليات التنقيب السريع التي جاءت قبيل غمر الحوض بمياه سد الفرات، قد وصلت إلى اكتشاف أقدم منزل مبني، وهو مسكن دائري محاط بسياج ارتفاعه 70سم من ألواح الطين المجفف المدعم بأعمدة الحور الفراتي، وقد غطيت بطبقة طينية دفن تحتها جثة أحد الأجداد، وفي وسط المنزل موقد، واكتشف حوله أدوات صوانية كالمنجل والمكشط والمنكاش والمخرز والمثقب والمسنَ.
وكان ثمة منازل شتوية وأخرى صيفية، ومن ميزات هذه البيوت صغر حجمها، وكان بلاطها الحجري ملوناً أحياناً كما كانت جــدرانها مـزينة
ببعض الأشكال الهندسية، أما السقوف فكانت مغطاة بطين مدكوك مع الأعشاب، مما نراه في بيوت القرى الشمالية اليوم.

وفي تل حالولة على الفرات اكتشف نظام مماثل لتسريب المياه يعود إلى 8700ق.م واستمر الاستطيان حتى 200سنة، ويمتاز هذا التل بتقدم صناعة الأدوات والأسلحة من الصوان الأسود الأبسيدي والكوارتز ومثالها رؤوس سهام وهياكل المناجل المركبة بظهور محدبة وشفرات ومكاشط. كما يمتاز هذا التل بالعثور على آثار سور.
وكما ذكرنا فإن أهم المواقع الأثرية في العصر الوسيط والحديث تل المريبط الذي يقع على الضفة اليسرى للفرات مقابل مسكنه بالس، وهو موقع يعود إلى 8500ق.م وهو العصر النطوفي المنسوب الى وادي النطوف في فلسطين، ومن حسن الحظ أن عمليات التنقيب السريع التي جاءت قبيل غمر الحوض بمياه سد الفرات، قد وصلت إلى اكتشاف أقدم منزل مبني، وهو مسكن دائري محاط بسياج ارتفاعه 70سم من ألواح الطين المجفف المدعم بأعمدة الحور الفراتي، وقد غطيت بطبقة طينية دفن تحتها جثة أحد الأجداد، وفي وسط المنزل موقد، واكتشف حوله أدوات صوانية كالمنجل والمكشط والمنكاش والمخرز والمثقب والمسنَ.
وكان ثمة منازل شتوية وأخرى صيفية، ومن ميزات هذه البيوت صغر حجمها، وكان بلاطها الحجري ملوناً أحياناً كما كانت جــدرانها مـزينة
ببعض الأشكال الهندسية، أما السقوف فكانت مغطاة بطين مدكوك مع الأعشاب، مما نراه في بيوت القرى الشمالية اليوم.

 

      

بداية التاريخ في سورية

بدأ التاريخ في سورية مع عصر السلالات السورية الأولى، واكتشاف كتابات يمكن الاعتماد عليها في تأريخ المنطقة. فلقد توسعت القرى القديمة لكي تشكل ممالك لها تقاليدها وعاداتها وعبادتها ونظامها الاجتماعي والسياسي. وفقد كشفت وثائق إيبلا المكتشفة في عامي ا 1974-1975 وهي رقم طينية، عن العلاقات الدولية وعن النظام السياسي والاقتصادي. ومن خلالها تم الاطلاع على حقيقة التوسع الذي ادعاه الملك لوغال زاغيري من مدينة "أوما" من أنه سيطر على المنطقة من البحر السفلي الخليج والبحر العلوي المتوسط. وأبانت وثائق "ماري" على الفرات وإيبلا أن "ماري" كانت تسيطر على التجارة عبر الفرات وعلى جميع المناطق الواقعة على الأنهر بل إن من ملوكها من حكم بلاد السومريين.
استفاد سكان إيبلا وماري من الكتابة السومرية، وهي كتابة مسمارية رمزية تنقش على الطين، ولكنهم عنوا بالمصطلحات السومرية معانٍ وأسماء عمورية وهي لهجة عربية قديمة.
كان صارغون ونارام سين حفيده من الأسماء اللامعة التي عملت على توسيع نطاق الوحدة السياسية ولو بالقوة ولقد تمكنت سلالتهم من الحكم 180سنة.
في العصر السوري الوسيط أي في الألف الثاني ق.م كان شمال سورية مسرحاً للميتانيين ثم الحثييّن ، وهم من أصول غير عربية، وكانوا في نزاع مع النفوذ المصري. حتى إذا جاء تحتموس الثالث استطاع التغلب في قادش تل النبي مندو قرب حمص على الحثييّن. وجرى تقاسم النفوذ على سورية، فأصبح الشمال تحت النفوذ الميتاني والجنوب تحت النفوذ المصري، كما تمركز في الساحل السوري(10).
ولكن الحثييّن تمكنوا من التغلب على الميتانيين واحتلوا مكانهم.فتصدى لهم المصريون الذين شنوا معركة بقيادة رمسيس الثاني في قادش ضد الحثييّن بقيادة مواتاليش.
ولقد أبانت ألواح أوغاريت رأس الشمرة أن شعوب البحر المتوسط قد أتت نهائياً على نفوذ الحثييّن الذين تركوا في عين دارة اعزاز آثارهم الرائعة.
وتعود حضارة أوغاريت إلى هذه الحقبة، وكانت زاهرة بفضل تجارتها الواسعة وأسطولها وبفضل الاحتكاك مع ثقافات أخرى، مصرية وحثية وايجية، ولقد اكتشفت هذه الحاضرة منذ عام 1929، كما تم اكتشاف مرفأ المينة البيضا. وفي المدينة حي سكني وقصر ملكي، وإلى الغرب معبد بل، ومنطقة تجارية وصناعية تنتج المعادن الثمينة والمنسوجات. ويعد رأس ابن هاني امتداداً لها. ونستطيع أن نضيف مدينة إيمار مسكنة إلى قائمة الحواضر التي ازدهرت في العصر السوري الوسيط، وكانت إيمار مرفأ على الفرات استطاع أن يتوسط التجارة بين ماري والساحل السوري.
وفي العصر السوري الحديث، كانت السيطرة من حظ الآشوريين، ومن أشهر حواضر هذا العصر، مدينة حداتو أرسلان طاش وبارسيب تل أحمر وغوزانا تل حلف. وفي هذا العصر حاول شلمناصر الثالث عام 853ق.م الاستيلاء على دمشق، فتصدى له السكان ورؤساء القبائل وكان منهم جندبو العربي، وأعادوه مخذولاً.
 

      

 

حملات "صارغون" وأعقابه لتوحيد الممالك
قام "صارغون الأكادي" بتنظيم الجيش وبتجديده وتحديث عتاده، وجعل على كل منطقة خاضعة لنفوذه حاكماً يسمى "عبد الملك" وجعل عاصمته مدينة "أكاد" وامتد سلطانه إلى جميع بلاد الشام حتى البحر.
وفي "نينوى" تم اكتشاف رأس برونزي محفوظ في متحف بغداد، يمثل رأس هذا الزعيم العربي الأول الذي عاش في النصف الثاني من الألف الثالث وحكم ما يقرب من نصف قرن، وقد بدا وجهه حازماً وعلى فمه ابتسامة هادئة رقيقة وربط شعره بعصابة وبدت لحيته منظمة. بشكل خصلات تعبر عن العظمة والقوة، وعلى رأسه خوذة معدنية دلالة على صفته الحربية. ولقد سجلت بعض انتصارات هذا الملك على لوحة من حجر الديوريت موجودة في متحف اللوفر في باريس.
وترى لوحة أخرى تمثل معركة قادها ابنه "ريموش" الذي حكم تسع سنوات، ثم جاء بعده أخوه "مانشتوسو" الذي حكم خمسة عشر عاماً، وترك لنا مسلة حجرية نقشت عليها أعماله الحربية. ثم جاء "نارام سين" الشهير حفيد "صارغون" الذي حكم ما يقرب من أربعين سنة واشتهر كمحارب وبناء.
كونت أسرة "صارغون" إمبراطورية واسعة كانت تضم معظم أقطار الهلال الخصيب وبعض مقاطعات آسية الصغرى ووصلت إلى البحر، بل إن "صارغون" غزا جزيرة كريت وبعض جزر البحرين دلمون.
كان "نارام سين" من أبرز أعضاء هذه الأسرة، وفي موقع "تل براك" بمنطقة الخابور كان مقره ومن هناك انطلق بجيوشه في معارك النصر. وخلد بعض انتصاراته في لوحة محفوظة في اللوفر وتمثل انتصاره في "سيبار" مدينة الإله "شماش".
وهذه اللوحة الشهيرة هي من الحجر الوردي وفيها ما يزيد عن عشرين محارباً في جيشين، وفي أحد المشهدين تسعة جنود يقابلون تسعة جنود من الأعداء وبينهم "نارام سين" واقفاً في منطقة ذات مرتفعات تغطيها الغابات. ويُرى المحاربون الأكاديون في صفين من المشاة يلاحقون أعداء هم الفارين أمامهم، ويطأ "نارام سين" تحت قدمه جثتين ويحمل قوساً حربياً بيده اليسرى، بينما سقط عدو آخر من حافة الجبل، فيبدو مسجى وبيده القوس الحربي، وكان "نارام سين" يحمي رأسه بخوذة تشبه ما تتحلى به الآلهة لوجود قرنين ظاهرين في طرفيها.
وخلف هذا المشهد يسطع في السماء نجمان يشيران إلى الآلهة التي ساعدته في انتصاره.
لقد كان هدف حروب "صارغون" وأولاده وحفيده "نارام سين"، توحيد البلاد وإبراز شخصية تلك الشعوب المتقاربة في جنسها وطبائعها وأهدافها.

      

قلعة دمشق    جامع بني امية    سور وابواب دمشق

طرطوس1    2     حلب   حمص   حماه    اللاذقية  

                                                                                         

لسماع الموسيقى يجب ان يحتوي جهازك على برنامج الميديا بلاير