Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

 

جاء في المسند والسنن من حديث أوس بن أوس، عن النبي (ص): "من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق الله آدم وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي". قالوا يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ (يعني قد بليت) قال: "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" صححه ابن حبان وابن خزيمة والحاكم، ووافقه الذهبي.

وأخرج البيهقي بسند حسن من حديث أنس: "أكثروا من الصلاة علي يوم الجمع وليلة الجمعة".

قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ "ورسول الله (ص) سيد الأنام، ويوم الجمعة سيد الأيام، فالصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره، مع حكمة أخرى، وهي أن كل خير نالته أمته في الدنيا والآخرة، فإنما نالته على يده، فجمع الله لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة، فأعظم كرامة نحصل لهم، فإنما تحصل يوم الجمعة، فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنة، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة، وهو يوم عيد لهم في الدنيا، ويوم فيه يسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم، ولا يرد سائلهم، وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده، فمن شكره وحمده، وأداء القليل من حقه (ص) أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته".

وأخرج الحاكم بسند صحيح أن النبي (ص) قال: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيئ به يوم القيام، وغفر له ما بين الجمعتين».

وروى البخاري في صحيحه: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج، فلا بفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى».

في سنن ابن ماجة بسند حسن عن عبد الله بن سلام قال قلت: قلت ورسول الله (ص) جالس: إنا لنجد في كتاب الله (يعني التوراة) في يوم الجمعة ساعة لا بوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله عز وجل شيئا إلا قضى الله له حاجته.

قال عبد الله: فأشار إلي رسول الله (ص) أو بعض ساعة، قلت صدقت يا رسول الله، أو بعض ساعة أي ساعة هي؟ قال: «هي آخر ساعة من ساعات النهار» قلت إنها ليست ساعة صلاة، قال: «بلى! إن العبد المؤمن إذا صلى ثم جلس لا يجلسه إلا الصلاة فهو في صلاة»،

قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ : «إن الجمعة هو اليوم الذي يستحب التفرغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزية بأنواع من العبادات واجبة ومستحبة، فالله سبحانه جعل لأهل كل ملة يوما يتفرغون فيه للعبادة، ويتخلون فيه عن أشغال الدنيا، فيوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان، ولهذا من صح له يوم جمعته وسلم، وسلمت له سائر جمعته (يعني الأسبوع) ومن صح له رمضان وسلم، سلمت له سائر سنته، ومن صحت له حجته وسلمت له، صح له سائر عمره، فيوم الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضان ميزان العام، والحج ميزان العمر...».

وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال، قال رسول الله (ص) «إذا كان يوم الجمعة، قام على كل باب من أبواب المسجد ملائكة، يكتبون الناس، الأول فالأول، فالمهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم الذي يليه كالمهدي بقرة، ثم الذي يليه كالمهدي كبشا، حتى ذكر الدجاجة والبيضة، فإذا جلس الإمام طويت الصحف،واستمعوا الخطبة...».

ولفظ التهجير والمهجر، من الهجير والهاجرة، قال الجوهري: هي نصف النهار عند اشتداد الحر.

وللصدقة في يوم الجمعة مزية عليها في سائر الأيام، والصدقة فيه بالنسبة لسائر أيام الأسبوع، كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور، قال ابن القيم: «وشاهدت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه، وإا خرج إلى الجمعة يأخذما وجد في البيت من خبز أو غيره، فيتصدق به في طريقه سرا.

وسمعته يقول: إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله (ص)، فالصدقة بين يدي مناجاته تعالى أفضل وأولى بالفضيلة..».