Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

 
 

 

أزهى عصور النباح

حسن إسماعيل

 

آلو .. ألو .. وحش ينادي فهد .. هل تسمعني ؟
حوِّل ..

هل يتخيل عاقل ما أن في هذه المساحة التي نقطنها مـُرسِل ومـُستقبل ..
معارضة وحكومة .. شعب وسـُلطة مـُنتخبة .. لا أظن
ودليلي .. أين تذهب أصوات القضاة المعارضين ؟
وأصوات الصحفيين المعارضين ؟
وأصوات المفكرين المعارضين ؟
والمعارضة المعارضين ؟
هل من قاريء ؟ هل من فاهم ؟ هل من سامع ؟

إن كل هذه الشفرات تذهب في الأثير وفي الفضاء الخارجي لتتبخر وتأتي لنا على هيئة مطر مُلوث في فصل الشتاء .
ومع ذلك لا نقدر أن ننكر أننا في أزهى عصور النباح .. التي تقابله الحكومة بأزهى عصور الطناش .. ورغم تقديري لهذا الهامش من الحرية الذي أعطانا حق النباح - ولكن النباح وحده لا يكفي ولا يـُشبع ولا يـُروي ظمأ العطاش للوطن الحـُر - وانتوا عارفين احنا شعب طماع ومتملاش عينيه غير التراب !
والعجب العجاب اللي مجنيني ، رغم وجود أسماء رنانة في لجنة السياسات ولكن السؤال المـُلح والضروري والفج هو : مافيش حد منهم واخد باله إنهم لازم يسمعوا شوية هذا النباح بتمعن .. وبتركيز.. ولكن تمعن غير أمني وغير مخابراتي ، يسمعوه بأذن عاقلة وحكيمة ومستنيرة أم أنهم لا يسمعون إلا بأُذن واحدة أمنية وعين عْورة لا ترى غير العرش ..

ولكن التاريخ يقول أن العرش لا يأتي على سجادة أمنية .. وإذا أتى فسيكون سقوطه عظيماً .. عاجلاً أو آجلاً .

والتاريخ يقول أيضاً أن قوى الظلام لا تنتشر إلا في هذا المناخ الفاسد المظلم الأمني .. لأن هذه القوى تجيد اللعب في الكواليس وفي الغياهب .. ولذلك فالديمقراطية الحقيقية وترسيخ المواطنة والعلم والتنوير والعدالة القانونية والحقوقية والثرواتية ، هذا هو المناخ الصحي الذي لا يمكن أن تحيا فيه الفيروسات الظلامية المحظورة والغير محظورة.

ولكن الخرافة الطائفية البغيضة وثقافة العنف ، كل هذا المناخ الفاسد الأمني لا يفرق الخيط الأبيض من الأسود .. لا يـُفـَرق بين الجاهل والعاقل ، فهو لا يعرف إلا من هم معه " حتى لو كانوا أغبياء جداً " ومن هم ضده " حتى لو كانوا حكماء العصر " .

فالأوطان الحـُرة لا يقودها العسس .. ولا يمتلك زمامها المخبرين حتى لو كان أستاذاً جامعياً أو دكتوراً في " حتى " ، فالمـُخبر هو المـُخبر .. أمس واليوم وإلى الأبد .

عرائس تحركها أهواء السلطة " بلطجية لا يتحركوا إلا بالأمر " . ولذلك هل حان الوقت لكي تنتبهوا أن الوطن يحتاج أن يخلق من جديد .. يولد من جديد .. شعب له كرامة وله حقوق وعليه واجبات .
وشرطة .. في خدمة الشعب ومع مصالحه وهذا شرط وجودها وبقاءها .
وحكومة .. مـُنتخبة لديها برامج تتحقق .
ومعارضة .. غير مستأنسة ولا مروضة وليس لديها جناح سري
لديها جمهور حقيقي .. وليس لديها جريدة وهمية .
وصحافة .. حـُرة غير مشتراة .. وغير مهددة بالحبس أو بالخطف أو بالإغتيال .
وقضاء .. مستقل ونزيه ومحايد .. ليس في يد الحكومة ولا في يد غيرها .
ودستور .. علماني محايد حقوقي بلا تمييز وبلا مداهنة للأكثرية ولا ابتزاز أقلية .
وسـُلطة .. تتداول بلا أدنى احتكار.. تفالية العرش ( جاية من الحلة
Teffal ) .
وإعلام .. حـُر مفتوح للجميع وعلى الجميع .. حيث إعلام المواطنة .. ومواطنة الإعلام .
ومجتمع مدني .. حقيقي يرسخ مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ويمحو الأمية الهجائية والثقافية ويساهم بشكل حقيقي في صنع وطن حـُر ديمقراطي عادل .

هل من سامع ؟
هل من فاهم ؟
أم أن حكومتنا العزيزة وأمنها اللذيذ يقص الشريط لتيار الإسلام السياسي ويضع بيديه الشريفتين سجادة حمراء للإخوان المسلمين كما فعلت فتح لحماس ؟! .